حدد.. بعل.. ند إيل بدعم كاهنات الأم الكبرى..
حين انتشرت عبادة "أنليل" (آن + إيل) في بلاد أمورو (الساحل السوري)، وذلك بدعم من السلطة الدينيّة المركزيّة في "نيبور" (الوكلاء الدينيين الذين نشرهم "شولغي/شولجي" (2095 – 2048 ق.م) على كامل الهلال الخصيب ليكونوا وكلاء لـ "أنليل" وتابعين لسلطة "نيبور")، وصلت عبادة "أنليل" (السيد العالي) إلى بلاد أمورو بصفته الإله العالي المقيم فوق السموات السبع (الرقم 7)، وتم تزويج "إيل" (العالي) و"إيلات" أو "عشيرة" (الأم الكبرى/عستارت)، ولكن ظل "إيل" في نظر سكان المنطقة الأمورية إلهاً غريباً عالياً متعالياً لا يربطهم به شيء، وبقي "بعل" أو "حدد" هو الإله المفضّل لديهم لعلاقته المباشرة بمعيشتهم المرتبطة بالزراعة المطريّة البعليّة.. ولكن بقي "بعل" خارج مجمع الآلهة النيبوريّة المعتمَدة في الدولة المركزيّة السلطة، "بعل" المحليّ هو ابن الإله "داجون" (المرتبط بالصيد البحريّ في المتوسط) المحلي أيضاً.. ولا مكان لهذين الإلهين في مجمع الآلهة النيبوريّ (نسبة إلى "نيبور" مركز عبادة "أنليل").. وهكذا خلل لا بد له من مضاعفات..
ولن ننسى أن كاهنات الأم الكبرى (التي أصبحت "إيلات" أو "عشيرة" زوجة "إيل") لن يرضين بتهميشهنّ أمام كهنة "أنليل" ("إيل").. فكان لابد لهنّ من التحرّك لاستعادة سلطتهنّ ولو بمعونة إله آخر هو "بعل".. وهكذا بدأ التحالف بين كاهنات الأم الكبرى اللواتي احتفظن بكهانتهنّ (ككاهنات لعشيرة) وبين الفكر البعليّ الخاص بالإله "بعل" (الذي فقد مركزه أمام كهنة "إيل" المدعومين من "نيبور")، فقررت الكاهنات رفع "بعل" ليصبح نداً لـ "إيل"..
نتابع مع الفصل التالي : "إيلات (عشيرة) تنجب ابنتها الحنونة عناة (حناة) وتخطط للانتقام من إيل.."