بلد الثقوب
الحياة في بلادنا طريقها نحو السعادة والشعور بالمساواة مغلق ... فالدولة لديها تدابير من شأنها اولا استعباد الناس وفي ذات الوقت اعلان الشعوب الطاعة ومن انحاز فيعاقب.
في بلادنا اغلقوا جميع الطرق التي تؤدي الى السعادة واستبدولها بثقوب منفتحة على بعضها ومن خلالها يتم التعامل بكل الاساليب الملتوية والناس فيها تفرح وتمرح حتى ولو بغيرقصد انه واقع مفروض.
في بلادنا لا تتعامل الناس مع بعضها بما تعرف انما من تعرف...
ونسبة لاهيمة تلك الثقوب والمنافذ صار لها ادلة وناس تسيرها ولا يتم او من المفضل التعامل من خلالهم, وبعد ذلك يأتي اشخاص يطلبون من الله باطالة عمر الرئيس او المسؤول مسيري الثقوب.
في غربتي اول شيء عانيت منه ان الضرر الذي حصل بي كان كبير ولم اصل الى هذه المعرفة في يوم وليلة انما استغرق الامر بعض السنين فقد كنت اتحول الى انسان اخر
وتعلمت ان هناك من استسلم للامر فهو على المستوى الشخصي اينما تواجد يبقى هو...هو كما كان في بلده الذي جاء منه الا ان الفرق الوحيد انه يتمتع بمزايا اجتماعية افضل تضمن حقوقه ويتنكر لها, ولذلك تجده متناقض والاعظم من هذه المشكلة انه لا يعمل مع الجماعة او لا يؤمن بها سوى من منظور ديني او سياسي وحتى على المستوى الانساني فيعتبر من نفسه قائد والناس التي تحيط به في حياته ومكان عمله عبارة عن اتباع هذا ان اعطاهم قيمة في الوجود, فأن قام بجهد ما ونجح فيه فهو اجتهاد شخصي اما ان فشل فاللوم على الجميع, رغم ان من قوانين القيادة ان النجاح جماعي والفشل فردي لان فيه اسغلال لامور شخصية او لاعتبارات تخص مجموعة عن سواهم.
ولان السلطة والقوة في بلادنا بيد رجل الدين والسياسي فمن الصعب المطالبة او التأمل بوجود شخصية تقوم بالاصلاح واعلاء شأن الانسان, فهو كفر وتعدي على شؤون الاله والحاكم.
تخيل انك تعيش في بلد تطلب من الله ان يلهم القاضي على محاسبة الظالم ... أذكر اني قرأت عبارة في عيادة طبيب بما معناها (داويته فشفاه الله) غير ان المريض الذي كنت معه يومها مات بعد فترة ولم يشفى من المرض
طبعا انها عبارة تافهة تصلح ان تكون عبارة في بيوت المشايخ او السحرة وليست في عيادة انسان كان قد تعلم الطب
|