روح القدس فى القرآن لا معنى له سوى ملك الوحى جبريل و القدس أى القدوس و هو الله و هى اضافة ملكية كما تقدم كما يقال بيت الله و ناقة الله
أما الروح فقد تطلق على جبريل أو على الوحى - كما فى قوله : ينزل الملائكة بالروح - أو الروح التى تكون بها حياة الأبدان
فالمفهموم فى القرآن فى منتهى الوضوح
و لا معنى للسكينة فى القرآن سوى الطمأنية أو ما يحصل به الطمأنينة كما هو حال الشفاء لا يقصد به سوى الشفاء أو ما يحصل به الشفاء كقوله تعالى : وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ .. فالقرآن شفاء أى يحصل به الشفاء
فكذلك تابوت السكينة فيه سكينة بمعنى أن مجرد عودته بعد ما ضاع منهم تحصل به السكينة و الطمأنينة أو أن به ألواح موسى التى تحصل بها السكينة و الطمأنينة ولذا سميت سكينة و كذلك الحديث الذى فيه تلك السكينة تنزلت للقرآن إشارة للسحابة .. ففى تظليلها له و حضور الملائكة ما تحصل به الطمأنينة و السكينة كما فى الحديث الآخر: مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ .. و كذلك النعاس و نزول المطر فى قوله : إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ. و أمنة أى طمأنينة و سكينة
فالقاسم المشترك بينك و بين اليهود و النصارى هو الاضطراب فى فهم هذه الأمور ثم أنت تحاول أن تفرض اضطراب فهمك هذا قسرا على القرآن و هو منه براء.
|