اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النجار
اتفهم مقصدك تماما ... ولكى تفهم مقصدى بشكل اكبر ،ارى ان نذهب بالمسالة لاصلها السياقى ،ونبحث وراء الكواليس ...
لكى نفهم خلفية عقيدة قانون الإيمان القسطنطيني، لن نبحث فى الاناجيل وحسب ،بل سنذهب الى ابعد من ذلك ،و نذهب لسفر التكوين نفسه ،ونجد ،"الكلمة" التى خلق بواسطتها الاله العبرانى الكون كله، ونجد يهوه خالقا الانسان على صورته ، ونجد ملاكا يحمل اسم يهوه ويقوم باخص اعماله ، ونجد اشعياء يشاهد الاله العبرانى جَالِساً عَلَى عَرْشٍ مُرْتَفِعٍ سَامٍ، وَقَدِ امْتَلأَ الْهَيْكَلُ مِنْ أَهْدَابِهِ، 2 وَأَحَاطَ بِهِ مَلاَئِكَةُ السَّرَافِيمِ ... ونجده له يدا فى ﺍﻟﺘﺜﻨﻴﺔ 33:27 فَالإِلَهُ الأَبَدِيُّ هُوَ مَلْجَأُكُمْ، وَتَحْتَكُمْ تَنْبَسِطُ الأَذْرُعُ الأَبَدِيَّةُ ونجده يظهر فى العالم المادى ويكلم البشر المصطفى وجها لوجه الخ
تلك النصوص لم تمر مر الكرام على قارئيها من اليهود ،فمنذ القدم قاموا بتاويلها بطرق مختلفه .... و احد التاويلات كان الاخذ بمعناها الظاهرى نوعا ، واعتبار يهوة له جسد ضخم اثيرى ليس لديه لحم ودم ، له اجزاء او صفات تحل على العالم المادى وتقوم باعماله كالخلق والغفران مثلا ،ويبقى يهوه كالملك جالسا على عرشه !
انها كانت محاولة لتفسير،كيف يقوم ذلك الاله الجالس على العرش بالتفاعل بنفسه مع العالم المادى ،واظهار نفسه الخ الخ
الاشكالية اخذت بعد اخر،بعدما دار جدلا حول نصوص يوحنا،وهل كان يقصد ان الكلمة صفة للذات متمايزة فى الوظيفة ومتحدة فى نفس الذات ،ام ان الكلمة هى مخلوقة منفصلة عن الذات جوهرا ووظيفة؟
الاريوسية اعتبرت ان الكلمة حادثة بعد المتكلم الذى هو خالقها
اهل التثليث اعتبروها جزءا من المتكلم ومن نفس جوهرة....
لكى نفهم كيف توصلوا بمنطقهم لتلك النتيجتان .... يبدوا انهم وضعوا امامهم ذلك الكائن الاثيرى الذى صورته كصورة ادم ... وتخيلوه يتكلم كما نتكلم ،وقالت الاريوسية اليست الكلمة صارت كلمة بعد ما شكلها ناطقها واخرجها من فمه ،وقبل ذلك لم يكن لها وجود؟هل بعدما خرجت من فمه نقص منه شئ؟! هل لو لم يعد لها وجود سيؤثر ذلك على وجود الاله؟
على الجانب الاخر قال اهل التثليث ، هناك اما عالم مادى مخلوق او اله روحى غير مخلوق ،فهل خرجت الكلمة من داخل جوهر المتكلم الغير مخلوق ام شَكًلَها من العالم المادى؟ بالطبع خرجت منه .. وبالطبع كانت موجودة ( على الاقل خامه قابلة للتشكيل) ،والتولد generate ليس ايجاد من العدم... وبعدما خرجت من فمه لم ينقص منه شئ ،فهى ليست ماده ستفنى (كما اعتقد القدماء) ،بل من جوهر الاله ذاته،كما ان الشمس ترسل اشعتها بعيد جدا لتلامس الارض وتحل عليها ، كذلك الاله ارسل كلمته...
ستلاحظ ان كلاهما حاول استخدام قدراته المنطقية ،وكان لكل منهما نقاط اقناع ... والنتيجة جدال دينى رهيب دموى قل نظيره فى التاريخ...قمت بعرض سياق ذلك الجدال فى احد المواضيع
دمت بخير .
|
أولا أود أن أشكرك على كلامك الرائع الذي اغنى الموضوع . ثانياً لي تعقيب بسيط على موضوع ترقيع ذات يهوى الى جسد اثيري له شكل إنسان لكن ليس لحم و دم ، إن مجرد اثبات صورة و حجم (لإله) يبطل عنه صفة الألوهية و يجعله الحادث لأن قواعد الاهوت الفلسفي تقول إن كل ذي صورة محتاج الى من خصه بهذه الصورة دون غيرها من الصور و كل ذي حجم محتاج الى من حده بهذا الحجم دون غيره من الأحجام و كما سبق و ذكرنا هذه الأشياء تثبت الاحتياجية و المحتاح عاجز و العاجز لا يكون إله و أيضا تثبت الحدوث . اود أن أقرأ مقالك عن الجدال الذي حصل بين الاريوسية و اهل التثليث فإن تكرمت اعطني رابط المقال و دمت بود