أمشي بين الناس , أنثر الكلام هنا وهناك , فليتقط كلامي جماعة من الناس ...وتتبعني الجماعة .
ثم فجأة ينظرون أمامهم فيجدون رجلا يتخرص بكلام غير مفهوم وملتبس , بألغاز يتحدث ابن الانسان على الأرض ... يلتفت وراءه فيجد قلة ... ثلاثة , ثم اثنان ثم واحد ... الناس يظنونك مجنونا في النهاية ... ليتم المكتوب : "جماعتك تنقص وجماعاتهم تزيد".
"«لَكُمْ قَدْ أُعْطِيَ أَنْ تَفْهَمُوا ٱلْأَسْرَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ لِمَلَكُوتِ ٱلسَّمٰوَاتِ، وَأَمَّا لِأُولٰئِكَ فَلَمْ يُعْطَ». (متى ١٣:١١)"
يسوع كان يواسي نفسه بمثل هذه الكلمات , لأنه في النهاية لا أحد فهم قوله , حتى أقرب المقربين له من أصحابه كانوا أغبياء بشكل لا يطاق .
ضعفكم يغويني يا بني البشر , انكم كائنات طفولية وبريئة ...
الآن , وعندما ألتفت ورائي ولا أجد أحدا , تنتابني موجة من الضحك الهستيري , الذي تخالطه نشوة الانتصار , لقد أدى كل واحد منكم الدور على أكمل وجه ... كان المكتوب : "أن يتبعوك شيئا من الوقت ثم تتركهم هناك في لحظة معينة , لأنهم والحق يقال , لا يطاقون ... غباوتهم لا تطاق , مسكنتهم لا تطاق , كل شيء فيهم كان لا يطاق "
ثم ليتم المكتوب أيضا : "اترك ضعاف القلوب هناك و امض في سبيلك "
لعبت لعبة ادعيت فيها البراءة الى آخر لحظة , وأنت والحق يقال بريء اذا ما نظرنا الى مجمل حركاتك الصبيانية , لكن نتائج براءتك كانت وخيمة , وكانت أنهار من الدماء وراءك , وكنت ذئبا يلحس فمه بعد وجبة دسمة ... على وقع مشهدك المهيب تساءلت : لماذا أمدتنا الحياة بطاقة الجنون ؟ لماذا الحياة مجنونة الى هذه الدرجة ؟ وكيف تسير بنفسها الى الهلاك الذاتي مبتهجة ...