طريقة فرض الصيام بصيغته الحالية توضح أن الإسلام مِن صُنْعِ بَشَرْ
من الأمور التي توضح بشرية الإسلام هي الطريقة التي أصبح بها الصوم على الشكل الذي نعرفه اليوم
حيث أن الصوم في البدأ كان قاسيا، ثم بعد حادثة وقعت لأحد الصحابة تم تخفيف شروط الصيام:
فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما:
كَانَ أصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ الرَّجُلُ صَائِمًا، فَحَضَرَ الإِفْطَارُ، فَنَامَ قَبْلَ أَنْ يُفْطِرَ لَمْ يَأْكُلْ لَيْلَتَهُ وَلاَ يَوْمَهُ حَتَّى يُمْسِيَ
وَإِنَّ قَيْسَ بْنَ صِرْمَةَ الأَنْصَارِيَّ كَانَ صَائِمًا، فَلَمَّا حَضَرَ الإِفْطَارُ أَتَى امْرَأَتَهُ، فَقَالَ لَهَا: أَعِنْدَكِ طَعَامٌ؟ قَالَتْ: لاَ وَلَكِنْ أَنْطَلِقُ فَأَطْلُبُ لَكَ، وَكَانَ يَوْمَهُ يَعْمَلُ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ
فَجَاءَتْهُ امْرَأَتُهُ، فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَتْ: خَيْبَةً لَكَ، فَلَمَّا انْتَصَفَ النَّهَارُ غُشِيَ عَلَيْهِ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} فَفَرِحُوا بِهَا فَرَحًا شَدِيدًا، وَنَزَلَتْ: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ}
أي أن الصوم في البدأ كان قاسيا جدا، بحيث أنه اذا نام المسلم بعد صلاة المغرب حَرُمَ عليه الأكل والشرب والجماع حتى الغد، حتى لو استيقظ قبل الفجر فإنه لا يجوز له الأكل والشرب والجماع.
لكن عندما حصلت حادثة الإغماء لقيس بن صرمة قام محمد بتخفيف الصيام والغاء فكرة تحريم الأكل بعد النوم، حيث أصبح الأكل والنوم والجماع ممكنا حتى طلوع الفجر.
بينما لو كان الصوم تشريعا من عند إله، لعلم ذلك الإله أن الناس لن يتحملوا الصوم بتلك القساوة التي فُرِضَت في البدأ، ولفرض صياما مستطاعا من البداية، لا أن يتم تغيير التشريع بسبب حادثة.
ولحسن الحظ أن تلك الحادثة حصلت في عصر محمد وإلا لكان الصوم اليوم كارثة على المسلمين، فالصحابة كانوا فئران تجارب.
|