الزميل صاحب الموضوع
تحية وبعد
فقد بدا لي في موضوعك غث وسمين , فأما السمين فأحييك عليه وأما الغث فأعاتبك عليه
والحال أن كثيرا من الملحدين , في سبيل نقدهم للتراث , يفقدون السيطرة على المقود فجأة , ويجذفون ذات اليمين وذات الشمال بلا فرامل
1-أول نقد غير موفق هو ذاك الذي يخص الآية : "زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين"
أما انتبهت الى كلمة "البنين" ؟ هل هم أيضا ليسوا من الناس ؟ هل هم أيضا من الحيوانات ؟ حسب منطقك نعم لأنهم جاءوا مقابل كلمة "الناس" في الآية , اذن فقد هزلت والاسلام يرى الكل خارج دائرة الناس رجالا ونساء , لأن كلمة البنين في النهاية تعم الجميع . من هنا نفهم أن كلمة "الناس"في الآية انما المقصود بها الرجال , وذلك من باب اطلاق اسم الكل على الجزء وهو جائز , كأن تقول : "الناس في زماننا يتبعون الموضة ", فهل جميع الناس يتبعون الموضة ؟ أنا لا أتبع الموضة وعدد غير هين , وكذلك الأشخاص الكبيرون نسبيا في السن , وكذلك الأطفال الصغار , وهذا يعني أن الذي يقول العبارة السابقة لا يقصد الا جزءا من الناس , وأطلق لفظ "الناس" عليه لأن هذا الجزء يشكل الأغلبية , فأطلق اسم الكل على الجزء في هذه الحالة لأن الجزء هو الجزء الغالب , وهو سبب من بين أسباب قد يدفع الى اطلاق لفظ الكل على الجزء . وعلى العموم يبدو تأولك للآية متكلفا لأقصى حد وغير موفق .
2-يقول النووي في المجموع شرح المهذب : لا يجوز بيع الجارية والبقرة وغيرهما من الحيوان دون حملها
في الحقيقة هناك اشكال في هذه الجملة , ولنحاول أن نعبر بنفس الطريقة عن فكرة أخرى . اذا قلت لك : حضر زيد وقطته وغيرهما من الحيوان , "غيرهما من الحيوان" تعني أنني سأذكر "ما ليس هما وهو حيوان" , أم "ما ليس هما وهو حيوان أيضا" وهنالك فرق أيما فرق بين المعنيين , أنت اخترت الخيار الثاني لغاية في نفس يعقوب , وأنا لا أرى مانعا من اختيار الأول أيضا . وعلى العموم لا أظن أن النووي أو غيره يرون الجارية حيوانا , ولو صح ذلك لما تسرى بها أحد , والا لكان المسلمون في النهاية كلهم يرون أنفسهم , وعلى رأسهم النووي , يضاجعون حيوانات . هناك فرق بين أن تقول أنهم كانوا يعاملونهم معاملة الحيوانات وأن تقول أنهم كانوا يرونهم بالفعل حيوانات , وما تحاول أن تخبرنا به هنا هو الثاني لا الأول وهو بعيد جدا . أما الأول فأتفق معك تماما فيه وبأن معاملتهم كانت معاملة العبيد المعروفة .
بقي خبر قطع الصلاة من الكلب الأسود والمرأة والحمار الوارد في صحيح مسلم وهو مما لا مجال فيه للتأويل ولا أحد من المسلمين يستطيع أن يتجنب ما فيه من نظرة سلبية ومنحطة للمرأة .
تحياتي
|