[النجار]

سيرة الاسكندر Pseudo-Callisthenes
علاقة النسخة السريانية من الأسطورة المسيحيّة بالقران؟

ذكرنا قبل ذلك ان هناك ترجيح لفكرة ان تاريخ الرواية السيريانية،معاصر لحياة محمد، ولكن اذا تسائلنا ايهما اسبق؟
هناك مايدعونا اعتبار فكرة انها سابقة للقران :
１- المعتاد ان العرب هم من اقتبسوا من اهل الكتاب، بغض النظر عن توجهاتهم... ،وتضيف ويكيبيديا:

وبما أن مجتمع المسلمين في مكة لم يكن معروفاً جيداً خارج شبه الجزيرة العربية ، فإن احتمال تأثير قصتهم على المسيحيين في سوريا بعيد جداً.

وهناك حتى كاتب مسلم (سنقتبسه توا) ،يستبعد تلك الفرضية ويقول فى احد افترضاته عن ظهور نفس قصة الأسطورة السُريانية في القرآن الكريم:

2- إما أن الأسطورة أخذت القصة من القرآن وهذا فرض بحاجة إلى مزيد من الأدلة، فالقرآن في بيئة شبه الجزيرة العربية من الصعب أن تصل قصصه بتفاصيلها إلى الخارج قبل احتكاك المسلمين بالأمم غير الإسلامية في الشام والعراق بعد عمليات الفتح، وهو فرض أستبعده أيضًا.

٢- الاهم ،هو ان كاتب النسخة السيريانية،لم يكن فى احتياج اصلا ،للاقتباس من القران ،
فقصة الاسكندر وبنائه السد لحجز ياجوج وماجوج ،كانت شائعة على الاقل منذ القرن الاول ، فى كتابات يوسيفوس الشهيرة ،هذا ان لم تكن الفكرة سابقة له،ونقلها عن اليهود المحيطون به ولاننسي ماذكرناه سالفا،عن انتشار فكرة بناء سد جوج وماجوج على يد الاسكندر ،بين اباء الكنيسة وشعبها، اذن عندما نبحث عن مصدر كاتب قصة الاسكندر المنحوله،يجب ان يكون شئ منتشر وموجود فى بيئته المحيطه ...

ولاننسي ايضا رافد اخر .. تقول وكيبيديا اسلام عن احدى قصص لوحات جلجامش:

واحدة من أقدم القصص وأكثرها نفوذاً ، وقد كُتبت ملحمة جلجامش في وقت ما قبل عام 2000 قبل الميلاد.تتكلم عن واحدة من مغامرات جلجماش ، يسافر فيها إلى الشرق ، إلى الممرات الجبلية في أقاصي الأرض. ويذبح أسود الجبال والدببة والحيوانات البرية الأخرى. وفي نهاية المطاف يأتي إلى القمتين التوأم لجبل ماشو في نهاية الأرض ، حيث مطلع الشمس. ويجد هنا بوابة كبيرة يحرسها الرجال المعقربون الذين يحمون أشعة الشمس ويمنعون أي شخص من الدخول من البوابة دون إذن منهم. إنه في هذه الأساطير القديمة جداً ، لدينا الخطوط العريضة الأساسية للمغامرة الموجودة في القرآن وأساطير ألكسندر: ١-بطل قوي ، ٢-يسافر من الغرب إلى الشرق ، ٣-مغرب ومطلع الشمس ، ٤-جبلين ، ٥-بوابة.

ولو افترضنا من باب الجدل ان الكاتب نقل من القران(كمصدر عربى لقصته )، سنتسائل ،ما الذى جعله يقول ان ذو القرنين هو (الاسكندر الاكبر)؟ اليس لانه فهم ان العرب اعتبروا ذو القرنين هو الاسكندر؟ ،وهو كذلك ايضا ككاتب متاثر بالبيئة اليهودية المسيحية السيريانية ،اعتبره لقبا للاسكندر الاكبر؟

الان نقتبس من بحث فى موقع اضاءات لكاتب مسلم اسمه "كريم عبد المجيد"
هو يرجح افتراضية ان ظهور نفس قصة الأسطورة السُريانية في القرآن الكريم ،راجع للاتى:

أن يكون القرآن حدثنا بالفعل عن قصة حقيقية كانت معروفة ومتداولة «شفويًا» إلا أنها نُسبت زورًا إلى الإسكندر، وهذا ما أذهب إليه وأؤيده عبر كثير من الأدلة؛ لأن السياق الإسلامي للقصة يُخبرنا بأن اليهود سألوا النبي في امتحانهم له على لسان المشركين عن رجل معروف لديهم طاف المشرق والمغرب والسؤال بالطبع سيأتي من مصادرهم وليس من أي مصدر آخر؛ أي أن القصة معروفة لهم.

لو سالنا الكاتب عن من كانت تتحدث تلك القصة الحقيقية المعروفة والمتداولة «شفويًا»؟ لاجاب طبقا لمقالته ،انها قصة "كورش الكبير" لأن السياق الإسلامي للقصة يُخبرنا بأن اليهود سألوا النبي في امتحانهم له على لسان المشركين عن رجل معروف لديهم طاف المشرق والمغرب والسؤال بالطبع سيأتي من مصادرهم وليس من أي مصدر آخر؛ أي أن القصة معروفة لهم.
اى ان اليهود سالوا النبى عن كورش الكبير؟! حسنا:

١- اولا يتكلم الكاتب بشكل يقينى ،ان النص القرانى مبنى على سؤال لليهود ،ولكن نلاحظ ١- لم ترد تلك الروايات عن سؤالهم عن ذلك الرجل فى اى من كتب السنه ،والروايات المذكورة فى كتب التفسير مجهولة السند وواهية (حتى بمعيار علماء الحديث المسلمون)..
٢- ليس من الضرورى اعتبار لفظة (ويسالونك ) فى كل حالاتها،انها جائت فى سياق ،سؤال فلان لنبى الاسلام ، بل يمكن اعتبارها، بمعنى (اذا سالك احدا)، وهى صياغة يستخدمها محمد احيانا، لتقديم فكرة تشريعية او قصصية... مثلا (يسألونك ماذا أحل لهم ) ،هل ساله احد؟ لا اعتقد ذلك... بل اراد محمد وضع فكرة تشريعية ،وصاغها بتلك الطريقة...
٣- حتى النص ذاته (بتناقضات رواياته) ،ساذج ... يقول (وَسَلُوهُ عَنْ رَجُلٍ طَوَّافٍ، بَلَغَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، مَا كَانَ نَبَؤُهُ؟) هل هؤلاء اليهود كانوا بتلك السذاجة؟ هل لم يسمع العرب وقتها (ناهيك عن نبى الاسلام) ، عن حدوتة من الحواديت عن رَجُلٍ طَوَّافٍ، بَلَغَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ؟! هل هذا يصلح اختبار؟ وماذا لو اعطى محمد اسم اخر لملك طاف المشرق والمغرب،و ذو قرنين اخر ؟ هل يسقط فى الاختبار؟!
نعود ونتامل النص مرة اخرى :

وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا

الكلام هنا عن شخصية مؤهلة لتكون نبيا او شبه نبيا من الانبياء، بل وجعله اله محمد اداة لعقاب العصاة ومجازاة الصالحين بالحسنى فى الدنيا....
ومن ثم اما ان يكون ذلك الرجل عاش فى كوكب اخر ولم يترك اى شئ او اثر فى اثار الشعوب ،او انه كان شخصا تاريخيا ترك ورائه مايدعم كلام القران ، ذو القرنين وصفا مطاطيا ينطبق على كثير من البشر القدماء ، ولكن ملكا جاب المشرق والمغرب ،وبنى سد ياجوج وماجوج ،سيجعل الوصف اضيق قليلا..
سنحاول تطبيقه على اثنان : الاسكندر الاكبر ،وكورش الاكبر
١- نبدا بكورش الفارسي ، وهو احد الملوك الوثنيون ،الذى مكن له الاله مردوك فى الارض واتاه من كل شئ سببا، تقول موسوعة ويكيبيديا،

بعد الاستيلاء على بابل ، أعلن قورش العظيم نفسه "ملك بابل ، ملك سومر وأكاد ، ملك أركان العالم الأربعة" وفي لوحة قورش المشهورة ، نجد نقش مكتوب في أساسات معبد إيسيجيلا ،موجها الى كبير الهة بابل مردوك. نص اللوحة يدين نابونيدوس ويعتبره مفسدا فى الارض ويصور الملك المنتصر كورش الكبير و يرضي الإله مردوك. و يصف كيف قام قورش بتحسين حياة مواطني بابل ، وكيف قام باعادة االنازحين إلى أوطانهم ، وساعدهم فى استعادة المعابد والمقدسات الدينية.

وجدوا على لوحات قورش الاتى:

أصلي يوميا للالهة بعل و نابو ليمنحونى العمر الطويل ، و ليتحدثون عنى ويثنون عليا، امام الاله مردوخ ،ويقولون له يا سيدي ، "ماي كورش ،هو الملك الذي يعبدك ، و قمبيز ابنه"

وتصف ويكيبيديا مملكته:

كانت أراض قورش العظيم هى أكبر امبراطورية شهدها العالم على الإطلاق. ففي نهاية حكم كورش ، امتدت الإمبراطورية الأخمينية من آسيا الصغرى في الغرب إلى نهر إندوس في الشرق

وذلك بفضل الاله مردوك ...

تقول موسوعة ويكيبيديا:

إن سياسات قورش فيما يتعلق بمعاملة ديانات الأقليات موثقة جيداً في النصوص البابلية وكذلك المصادر اليهودية وتدوينات المؤرخين. كان لقورش سياسة عامة للتسامح الديني في جميع أنحاء إمبراطوريته الشاسعة. وسواء كانت هذه سياسة جديدة أم استمرارية السياسات التي اتبعها البابليون والآشوريون فإن الأمر محل خلاف. فجلب السلام إلى البابليين وأبقى جيشه بعيدا عن المعابد وأعاد تماثيل الآلهة البابلية إلى مكانها الطبيعى. إن معاملته لليهود خلال منفاهم في بابل بعد نبوخذ نصر الثاني بعد حادثة تدمير القدس،مذكورة فى العهد القديم.فأعاد المنفيين من بابل إلى أرض الميعاد،بالاضافة ل لجنة لإعادة بناء المعبد.

وأقر برد آلهة الشعوب لأماكنها فقد إستولى الملوك البابليين على آلهة الأمم التى أخضعوها مما أثار حفيظتهم على ملوك بابل فأتى كورش ورد لهم آلهتهم

وذكر تلك الامور المؤرخ يوسيفوس ايضا ،بالاضافة للكثير من مادونه فى تاريخه عن كورش ... بالرغم من ذلك لم يدعى فى اى موضع بان قورش بنى سدا لحجز ياجوج وماجوج....

لقد كتب اليهود الكثير عن كورش واعماله العظيمه،ولم يدعى احد يوما انه ليس وثنيا،او انه قام بالعمل الصالح (حجز ياجوج واجوج) ،وهى الجزئية الوحيدة التى يعتبرها كاتب القران بانها،اهم واعظم عمل قام به !!
وعندما يتعلق الامر بملك طاف المشارق والمغارب وبنى سد جوج وماجوج، الكلام اليهودى على طول الخط فى اتجاه واحد (الاسكندر الاكبر) !!
ماالذى يدعوا اليهود الى ،تبديل القصة الشفهية المعروفة عن بناء قورش(محبوبهم) لسد ياجوج وماجوج ،والحاقها بالاسكندر الاكبر؟! كما يدعى الكاتب؟

وصف ذو القرنين القرانى لا ينطبق على كورش ولا الاسكندر، مما احرج بعض المسلمين ، واعتبروا رحلته كانت فى الفضاء ! اقرا مثلا مقال احمد منصور" بالأدلة القرآنية رحلة ذي القرنين فضائية وياجوج وماجوج ليسوا على هذه الكرة الارضية"

المشاركة القادمة عن الاخطاء العلمية فى النص،ومناقشة ردود المسلمون..