عرض مشاركة واحدة
قديم 06-07-2018, 08:52 AM النجار غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [5]
النجار
باحث ومشرف عام
 

النجار will become famous soon enough
افتراضي

الان نلقى الضوء على كل جزئية سابقة على حده :

نص حزقيال
١- هل كان مصدر القران المباشر عن قصة ذو القرنين هو نص حزقيال ؟
اول الاحتمالات لاجابة ذلك السؤال ،هو ان محمد قد وصل له نص حزقيال، بشرط لو صحت احالة ذلك الحديث لمحمد
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , قَالَ : ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ : ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ , قَالَ : سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدَّجَّالِ ، فَقَالَ : " مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلا وَقَدْ حَذَّرَ قَوْمَهُ الدَّجَّالَ ، نُوحٌ فَمَنْ دُونَهُ.
قارنه مع : حزقيال ٣٨-١٧. هكذا قال السيد الرب: ألست أنت الذي تكلمت عليه في الأيام القديمة على ألسنة عبيدي أنبياء إسرائيل المتنبئين في تلك الأيام وطوال السنين بأني سأجلبك عليهم .
الفكرة متشابهة ،والكلام عن شيئين مرتبطين الدجال وياجوج وماجوج
لكن ماهى اختلافات نص حزقيال مع نص القران ؟ واذا كانت موجوده، لماذا لم يجعل محمد كلام حزقيال مصدر القران المباشر عن ياجوج وماجوج؟....
الواقع اننا عندما نقارن نص حزقيال مع نص القران، نكتشف اول اوجه انتقادتنا لنص القران ،اول خطا وقع فيه كاتب القران ،هو تكرار نفس الخطا الذى وقع فيه من كان قبله،الا وهو تحريف وتحوير النص الام عن جوج من ماجوج،و اعطائه معنى لم يقصده صاحبه فى الاساس،وتفسيره فى ضوء الظروف المعاصرة للمفسر وتطويعه لمصلحته، فاذا فحصنا السياق الزمنى لكلام كاتب حزقيال و تصوراته عن جوج من ماجوج، لوجدناه يتكلم بمنطق عصره وعن مرحلة زمنيه وشيكه وليس نهاية العالم كما روج لها العالم المسيحى بعده او محمد ...
كاتب حزقيال(او احد تلامذته) والذى كان فى الاسر البابلى،حاول رفع معنوية باقى اليهود فى الاسر ،وطمانهم بان الفرج قريب وسيعودون مرة اخرى لوطنهم، وحتى بعد عودتهم سيواجهون مصاعب ،واعداء لكن سيتغلبون على ذلك ايضا ...ومن ضمن تلك العقبات ،هو شعب يسكن شمال اسرائيل ---- وقام الرجل بعرض افكاره بمصطلحات عصره،وتكلم عن مملكة موجودة منذ القدم،ليست محبوسه او معزوله ،لكنها معروفه لمستمعيه ، ولها اسم ولها موقع فى اقاصى الشمال ولها ملك له اسم ،و لها حلفاء من الامم الاخرى،و عددهم غفير جدا جدا،ولهم خيل وفرسان و رماح وقسي
(حزقيال 38: 3): وقل: هكذا قال السيد الرب: هاءنذا عليك يا جوج، رئيس ماشك وتوبل وقائدهما،4. فأعيدك على عقبيك وأجعل كلاليب في فكيك . وأخرجك أنت وجميع جيشك خيلا وفرسانا من كل لابس ثياب فاخرة)) جمعا كثيرا، ذا مجانب وتروس من كل قابض سيف.5. ومعهم فارس وكوش وفوط ! وكلهم ذوو تروس وخوذ.
6. ومعك جومر وجميع جيوشه وبيت توجرمة في أقاصي الشمال وجميع جيوشهم وشعوب كثيرة.حين يسكن شعبي إسرائيل في أمن، تذهب(جوج)،. فتأتي من مكانك، من أقاصي الشمال، ومعك شعوب كثيرة، كلها من راكبي خيل، جمع عظيم وجيش كثير...

ويقول الكاتب عن جوج:
(حزقيال 38)وتقول: أصعد إلى أرض المدن غير المسورة، وآتي الهادئين الساكنين في أمن، الذين يسكنون جميعا بغير سور، وليس لهم مزاليج ولا مصاريع،12. لكي تسلب السلب وتنهب النهب ...
الواضح ان الكاتب يعتبر ان هجوم جوج ،سيشجعه عدم وجود اسوار ولا ابواب فى المدن التى يستهدفها !
هل هناك انسان عاقل يعتبر ذلك النص البدائي ،يليق باحداث نهاية العالم ،او انه ليس مجرد تخيلات ذلك الكاتب البدائى الذى تحكمه مصطلحات عصره؟

يبقى تساؤل اخر:هل يمكننا ان نستبعد تماما فكرة ان مقصد كاتب حزقيال بعبارة (الايام المتاخره) ،هو نهاية العالم ؟ الاجابة ..لا توجد مشكلة فى افتراض ذلك المعنى ،والسبب ؟
ببساطه،دائما ما اعتبر كتبة العهد القديم ،ان نهاية العالم قادمة على الابواب ،وان المسالة لن تتعدى سنوات قليلة وتتحقق النبؤات ،ويعم الخير والسلام للابد...
وراينا على الجانب الاخر، انه كلما تفشل تلك النبؤات الظرفية فى تحقيقها ،يقوم المؤولون باعطائها معنى مستقبليا ،لكى يتهربوا من ورطة انها نبؤات لم تتحقق... وراينا كيف تكرر نفس الامر فى الديانة المسيحية ،فاعتقدوا بان مجئ المسيح سيصاحبه نهاية العالم،ولما لم يحدث ذلك ، عدلوا الفكرة الى ان ذلك سيحدث فى مجئ ثانى له فى القرن الاول الميلادى على اكثر تقدير ، ولما لم يحدث ذلك ،قالوا ان يوما عند الله كالف سنه !!
النقطة التاليه انه فى حالة تقبلنا لفكرة ان محمد قام بالاطلاع على نص حزقيال ولكن تجنب ان يستخدمه ،عندئذ يجب علينا البحث عن دوافعه لذلك، و يبدوا منطقيا فى تلك الحاله ،انه لم تعجبه فكرة النص ذاته ،والتى تروج لفكرة ان يوم الدينونه سيكون فى صالح اليهود ،وان الله سيكون معهم وسيعاقب الجميع من غيرهم ... ولا ذكر فى النص للمسلمون خير امة اخرجت للناس ...النص بصورته هكذا،لايصلح لاجندة محمد وتصوراته.
.................................................. ........................

مسالة يوسيفوس ،ايضا تضيف اشكاليات على النص القرانى ،
لكن لنحاول فهم سياق كلام يوسيفوس اولا ، يوسيفوس كان يحاول تفسير كلام حزقيال فى ضوء معلوماته كمؤرخ
فبحث عن هؤلاء الذين تنطبق عليهم مواصفات جوج وماجوج ،ووجد ضالته المنشوده فى اشرس سكان الشمال ،وراء البحر الاسود ، السكوثيون ،وهم من نسل ماجوج بن يافث ،ويافث هذا هو أحد أبناء نوح ،طبقا للعهد القديم قام نوحا بأعطائه الأراضى التى تقع شمال البحر الأسود،بل ويقول انه قام الإغريق بتسمية السكوثيون Scythia Magogia
لو صح كلامه،اذن كلام حزقيال كان عنهم ، لكن اكثر شئ يلفت النظر ،هو كلامه عن السد الحديدى الذى بناه الاسكندر ......يقول فى كتابه حروب اليهود ، ان البوابات الحديدية التي أقامها الاسكندر ، والتى تم السيطرة عليها بعد ذلك على يد ملك هيركانيا (عند الحافة الجنوبية لبحر قزوين) ، انه سمح لاحدى قبائل ياجوج واجوج بالعبور منها واختراقها ،مما ادى الى افسادهم فى الارض ونهبهم وتدميرهم منطقة ميديانا...
ماسبق يجعلنا ١- نستبعد ان مصدر محمد المباشر كان يوسيفوس ،فيوسفوس يجعل كلام محمد عن فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97)قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ.
كذبا..
٢-اذا كانت قصة القران وحيا وصحيحة ،فمنطقيا ان تكون قصة يوسيفوس صحيحة ايضا ، اذا علم الرجل بان الاسكندر بنى سدا حديديا كان عائقا للسكثيون لامانع من افتراض تاريخية ذلك،ويصدق ايضا القران على ذلك،ومن ثم ماالذى يدعوه للكذب فى مسالة عبور ياجوج وماجوج السد وافسادهم فى الارض؟ كلام يوسيفوس معقول ومقبول ،خلافا لكلام القران الطفولى ،عن قبائل كبيرة العدد من كل حدب ينسلون تعيقهم بوابة حديدية ،عن الحركة الى يوم القيامة...
وهكذا تبين لنا ان كلا من نصوص حزقيال ،ونصوص يوسيفوس يطعنان فى مصداقية القران.. لكن المسالة لم تنتهى هنا ...

الى مشاركات قادمه تحياتى



  رد مع اقتباس