اعجبنى هذا الموضوع وطريقة عرضه فاجببت نقله وهو عن الازدواج أو التناسخ الجينى حيث وجدت أن أغلب الخلقيين يدورون حول فكرة المعلومات الجديد وآلية تشكلها .. بل انى وجدت المدعو هيثم طلعت يتحدى التطوريون بالاتيان بمعلومات جينية خارج الحوض الجينى للنوع .. فالتطور فى ظنهم مجرد حذف واستبدال داخل اطار نفس الجينات للكائن الحى ولايوجد مصدر من وجهة نظرهم لاضافة معلومات جديدة .
كيف تنشأ السمات الجديدة للكائنات الحية؟
وما الذي يجعل المعلومات الوراثية تتغير؟
وكيف تتطور الجينات باستمرار؟
الجين Gene هو عبارة عن شفرة وراثية ذات تسلسل من أحرف كيميائية معينة من الحمض النووي DNA
ترمز هذه الشيفرة لنوع محدد من البروتينات أو مجموعة منها، وكما تعلمون البروتين هو اللبنة المفصلية لتكوين الكائن الحي!
وبهذا يمتلك كل كائن حي شيفراته الوراثية "الجينات" الخاصة التي تميزه عن غيره من الكائنات وحتى من نفس نوعه !!
الحمض الوراثي DNA هو جزء لا يتجزأ من عضيات تسمى كروموسومات chromosome تقبع داخل أنوية الخلايا في كل كائن حي!!
إحدى آليات التطور هو التغير الجيني للكائنات مما يجعلها تكتسب او تخسر سمة من سماتها "التطور"
وهي الطفرات الوراثية الناتجة من خطأ في التسلسل الكيميائي للمعلومات الوراثية بـDNA بالخلايا الجنسية أثناء انشطارها
ويحدث هذا كله بشكل طبيعي غالبا لدى الكائنات بخلاياها الجنسية أي قبل تكون الجنين الحامل لهذا الخطأ الوراثي!!
يؤدي حدوث الطفرات الجينية إلى تغير ملحوظ بتركيب أو وظيفة البروتين المرموز لها وبالتالي تغير ملحوظ في سمات الكائن!!
لكن ما حير العلماء سابقا أن الطفرات الوراثية وأنواعها غير كفيلة بزيادة حجم المعلومات الوراثية لكائن حي عن أسلافه!!
فالطفرات الوراثية مسؤولة فقط عن تغيير وظيفة جين معين وبالتالي تغيير سمة فيه دون اعطاءه سمات جديدة أو معايير مكتسبة!!
فمثلا يمتلك الإنسان العادي 3 مليار قاعدة معلوماتية بينما الأسماك في المقابل لا تمتلك إلا مليار ونصف !!
لهذا راقب العلماء بالأعوام السابقةالتغيرات الوراثية لمجموعة من الكائنات والتغيرات التي طرأت وميزت الأبناء عن الأسلاف
كان المدهش اكتشافهم لأروع آليات التطور ألا وهي
حادثة الإزدواج الجيني Duplication Event
وكفيلة بمنح معلومات إضافية!!
حادثة الإزدواج بكل بساطة هي عبارة عن حدوث تضاعف لجين معين أو جزء منه أو عدة جينات بالخلايا الجنسية للكائن الحي
ومن ثم يتم إعادة ادخال الجين المنسوخ في منطقة أخرى بـDNA
وبذلك يمتلك الكائن نسختين من هذا الجين!!
بداهة الجين الإضافي لا يؤثر على سمات الكائن لأنه مشابه وظيفا للجين الأصلي
لكن حامله مختلف بالتسلسل الوراثي عن عشيرته
لكن الجميل هو حدوث طفرات بالجين الإضافي للأجيال اللاحقة مما يؤدي لظهور سمات جديدة تميزهم دون فقد سمات آبائهم الأصلية
راقب العلماء التركيب الوراثي لمختلف الكائنات وقورنت بأقربائها من نفس الفصيلة لتعداد الحوادث المزدوجة والسمات الجديدة
سنضرب بعض الأمثلة الواقعية لحادثة الإزدواج بالكائنات الحية
ونبدأ بنوع من الكلاب يسمى كلب داشهند Doxie dog
يتميز هذا النوع عن أقرانه من الكلاب بسمة غريبة وهي امتلاكه أقدام قصيرة جدا وقوية
حصل ذلك بحادثة ازدواج لجين مسؤول عن تكوين العظم يسمى FGF4 وبحدوث طفرة اضافية ادت الى اعادة تركيب عظامها وجعلها هكذا
منح هذا الكلب قدرة وهي الدخول لجحور الأرانب والظربان وحتى الفئران مما ساعد الصيادين كثيرا
ولا تقدر عليه بقية الكلاب!!
نضرب مثالا لحادثة ازدواج اخرى حصلت لنوع من القردة الآسوية تقطن فيتنام تسمى دوك لانجور
Douc Langure
هذا النوع من القردة الآسوية يتميز عن غيره بغذاءه الاساسي وهو ورق الأشجار وهذا ما لا تقدر عليه القردة الأخرى
هناك انزيم يسمى RNase1 يتواجد في دماء البشر والقردة بأنواعها الذي يحمينا من الغزو الخارجي للفيروسات وتدميرها
كذلك يتواجد RNase1 بالأمعاء لدينا ومهمته مختلفة وهي هضم الأحماض النووية الموجودة بالأطعمة وتحويلها لمواد غذائية!!
يشترط لحدوث هذا أن تكون نسلة الحموضة بالأمعاء نفسها بالدم PH وهي كذلك بدماء البشر
لذلك يعمل بكفاءة بالدم والأمعاء
لكن القردة التي تتغذى على الأوراق لديها نسبة حموضة عالية بأمعاءها لمساعدتها بهضمها
مما أدى إلى خلل بوظيفة RNase1
لكن حادثة الإزدواج أنقذت هذه قردة "لانجور" بحدوث تضاعف للجين RNase1 وطفرة جينية تلت ذلك أدت رفع كفاءه الإنزيم بالهضم
بذلك لاحظنا وجود نسختين مختلفتين من الجين المسؤول لإنزيم RNase1 وكلاهما يعمل بكفاءه بالدم والأمعاء في قردة لانجور!!
