خلفاء ولكن .. لقطات من التاريخ 5
ان الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً. اما بعد عباد الله. فان اصدق الحديث كتاب الله وان خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وان شر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار. قال تعالى. قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفى صدور قوم مؤمنين. وقال. قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله. وقال ايضا. هو الذى ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. وقال رسول الله. امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وانى رسول الله فاذا شهدوا فقد عصموا منى دماءهم واموالهم وحسابهم على الله. وقال ايضا. جعل رزقى تحت ظل رمحى. كما قال سيف الله المسلول خالد بن الوليد لقائد الروم فى الشام. اننا قوم نشرب الدماء وقد بلغنا انه ما من دماء اطيب من دم الروم. كما قال لملك الفرس. جئتك بقوم يحبون الموت كما تحبون انتم الحياة. وقد نصر الله به الاسلام والعرب المسلمين خير انتصار وقد ملا نهر الفرات بدماء اعداء الله الفرس فى موقعة نهر الدم.
كان خطيب مسجد خالد بن الوليد فى دمشق يزعق فى خطبة الجمعة بهذه الكلمات. واضاف. وامير المؤمنين معاوية حفظه الله قد ارسل ولده يزيد لفتح القسطنطينية واستكمال ما بداه الفاروق عمر رحمه الله. عملا بهذه الايات الكريمة والاحاديث الشريفة. وانما النصر من عند الله. والايام دول. وكل شئ بامر الله ومشيئته. وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم. فلم يشا الله لخليفتنا ان يفتح القسطنطينية. ولكن جيش العرب المسلمين قد تمكن بعون الله وتوفيقه من اشاعة الرعب فى المثلثين الكفرة اعداء الله ورسوله واعداء الاسلام من كلاب الروم. وانزل الذين ظاهروهم من اهل الكتاب من صياصيهم وقذف فى قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتاسرون فريقا. وسوق دمشق اليوم والحمد لله يزخر بالمماليك الصغار والنساء من كلاب الروم وبنات الاصفر حيث رزقنا الله بمغانم كثيرة. فاللهم اجز الامير يزيد عنا خير الجزاء. واخز كلاب الروم اكثر واكثر ورمل نساءهم ويتم اطفالهم وانصرنا عليهم يا ارحم الراحمين. اللهم العن ابا تراب واله. امين يا رب العالمين.
دخل يزيد عام 678 الى قصر ابيه والذى رحب به فور وصوله ونزوله عن متن جواده ولقائه بابيه فى بلاطه عند كرسى ملكه. صفق معاوية فاخليت القاعة من الحضور. وبقى معاوية وولده بمفردهما تماما بالبلاط. قال معاوية. عود حميد يا بنى. حمدا لله على سلامتك. واريدك الا تبتئس لاننا لم نحرز النصر ولم نفتح القسطنطينية. سيمن الله علينا بفتحها ان عاجلا او اجلا. قال يزيد. يا ابت لقد غاظتنى هذه المدينة اللعينة. رغم قوة جيوشنا ومثابرتنا لم نتمكن منها. قال معاوية. لا عليك يكفى انك بثثت الرعب فى صفوف عدو الله وعدونا. وغنمت منهم الكثير. لقد اتتنى الاخبار. لقد خسروا وعدتم بسلامة الله لم تخسروا خسائر كبيرة وهذا نوع من النصر. الان ادخل لترتاح ولترى اهلك فانهم مشتاقون اليك.
ودخل يزيد الى مخدع زوجته فاختة بنت ابى هاشم. لم تكن فاختة بالمراة الجميلة الخلقة ولا الخلق. كانت شرسة الطباع تصطنع الشجار والمشاكل دائما. ربما لانها تعلم ان زوجها لا يحبها على الاطلاق ولم يحبها يوما منذ تزوجها. لقد كانت زيجة قرابة ومصاهرة بين بنى امية لصالح ابيه وخلافته من بعده فقط. تماما مثل زيجته بام كلثوم بنت عبد الله حفيدة جعفر بن ابى طالب من بنى هاشم. بل ان زيجته بام كلثوم رغم جمالها وحسن طبعها ودلالها واغرائها له كلما دخل عليها مخدعها الا انه كان يمقتها اكثر من فاختة لانها من بنى هاشم العدو والمنافس التقليدى لبنى امية والذين خرج منهم محمد وعلى واولاد على. محمد اذلهم وحطم دين العرب الليبرالى وفرض دينه الصحراوى الخشن واضطرهم للتظاهر باعتناقه وبحمايته فهو دين يصنع المنافقين والخائفين بسبب قسوة اتباعه والغيورين عليه على كل من يتجاسر بانتقاده او بالمطالبة بحرية الاعتقاد العربية الوثنية وكما تم فرض الاسلام عليهم فرضوه هم على الزرادشتيين والمسيحيين اى على شعوب كاملة.. فمن يتعرض للاذلال يسعده ان يذل الاخرين ايضا. اما على فقد نافسهم على الخلافة وكاد ان يعزل معاوية لولا مكائد معاوية واستغلاله قميص عثمان ودهائه ورشاواه وتكوينه حلف مع ابن العاص واستعمال الدسائس وقد خدمه القدر. ان القدر نفسه يحب معاوية .. القدر نفسه يؤمن بالوثنية العربية اكثر من الالتزام الصارم بالاسلام الذى انتهجه على واولاده ومحمد والراشدون. لكن القاسم المشترك بين حزب هاشم وحزب امية او سمه ان شئت حزب على وحزب معاوية او حزب الراشدين وحزب الامويين ايا ما تشاء .. القاسم المشترك هو طمع الطرفين فى اجتياح وغزو واستيطان ونهب ثروات ونساء الشعوب وتدمير الحضارتين العظمتين فى هذا العصر فارس وبيزنطة. والباس نساء الحضارتين الحجاب وسجنهن فى بداوة العروبة والاسلام.
اخذ يزيد يتامل اولاده معاوية وخالد وبنته عاتكة من فاختة وهم يكبرون يوما بعد يوم ويداعبهم ويضحك معهم. بينما يحاول تجنب الكلام مع فاختة التى يمتلئ وجهها نحوه بالبغض والعبوس والشر. وقرر ان نار ام كلثوم الهاشمية ولا جنة فاختة الاموية. لذلك توجه الى مخدع ام كلثوم التى استقبلته بابتسام رغم البغض البادى على وجهه نحوها والقرف. وعطرت الغرفة. وارتدت الشفيف والانيق والخفيف من الثياب الكتانية المصرية. رحبت بزوجها يزيد بقبلة. وفاح من فمها عبق المسك والعنبر كانها كانت تتمضمض به. وضع يزيد يداه على كتفيها وضمها بقوة. جسد بض وشهى وممتلئ بارد صيفا دافئ شتاء ووجه جميل وهمسات ساخنة منها. جعلته يتناسى نسبها وقبيلتها وينكب عليها وينهل من دلالها وجمالها واغرائها الذى تهزمه به دائما دون ان تفشل فى ذلك ولو مرة. ضحكت لنفسها فى سرور وانتصار. انه يحبها رغم انفه ولا يقوى على فراقها. ويميزها عن ضرتها فاختة. رغم بغضه الذى تعلمه لقبيلتها بنى هاشم.
نام يزيد فى تلك الليلة فى مخدع ام كلثوم وفى حضنها. وفى الصباح ودعها برفق. وقرر تفقد حريمه الجديد المكون من سبايا البيزنطيين اللواتى اختطفهن ورقن له واغتصب كثيرات منهن وقتل ذكور اسرهن. بينهن اليتيمة التى فقدت اباها على يديه والارملة التى فقدت زوجها والام الثكلى التى فقدت ابنها والاخت الثكلى التى فقدت اخوها على يديه او يدى جنوده. كن يكرهنه ويخشينه فى ان واحد. حطم حياتهن واسرهن. والان ككل مجاهد عربى مسلم سرق منهن هناء العائلة والوطن فاما باعهن فى سوق النخاسة ليخدمن او يضاجعهن رجل لا يطقنه او تذلهن عائلة عربية مسلمة ما. او يضمهن لحريمه لو كان خليفة او ابن خليفة وولى عهده. وعليهن الرضا بسيد عليهن يذلهن ويحط كرامتهن ويستعملهن كوعاء لافراغ شهوته.
تاملهن يزيد فى ابتسام واستمتاع بحزنهن. لقد اصبح يتغذى على الام الناس واحزانهم ويهوى اذلالهم. خصوصا المسيحيين منهم. لاسباب عديدة. وحتى القران نفسه يدعوه لذلك. لكن هناك اسرة من النساء لفتت نظره منذ سباهن واستطعن ان يحوزن على تفكيره واهتمامه طوال طريق العودة من غزوة القسطنطينية الفاشلة. انهن 3 نساء امراة ناضجة فى السن وفتاتان اصغر منها.
قرر يزيد الاقتراب من هذه المراة الصلبة الشرسة التى قاومته ومنعته من لمسها هى والفتاتان. كانت لبؤة جسورة جدا. حتى انها جرحته فى راسه ووجهه بخنجر كانت تخفيه فى طيات ملابسها. ثم لما اخذوه منها جرحته مرة اخرى بخاتم خاص فى يدها ينقلب فصه سكينا رفيعا متناه فى الصغر لكنه فعال وحاد جدا. منذ تلك اللحظة لم يتجرا يزيد على التعرض لها والفتاتان. ولكنه امر بحبسهن فى العربات ذات الاقفاص الخشبية مع بقية السبايا من النساء والاطفال. كما لاحظ حنانها واهتمامها بشكل خاص بطفل جلبوه من نفس المنزل الذى جلبوها والفتاتان منه. لعل الفتاتان والطفل يرتبطون بها بصلة قرابة. لذلك قرر تخصيص مخدع خاص وجناح فسيح منفصل عن جناح الحريم وامهات الاولاد لها وللبنات والطفل. مكون من عدة غرف وعليه حرس لمنعها من الهرب او الاستغاثة بهم اذا حاولت تمزيق وجهه او طعنه كما فعلت من قبل.
دخل يزيد جناح هذه المراة فوجدها جالسة على الفراش فى صرامة وهدوء. تشتغل بعض الغزل. لقد كانت تشبه امه ميسون كثيرا ليس فى الشكل والصوت فقط بل فى الطباع.. كانها نسخة مرآة عنها. هل هذا ما جذبه نحوها ام شراستها ومقاومتها. تاملها هذه المرة بامعان فوجد فى وجهها كثيرا من الحكمة. كانت كلماتها باليونانية تظهر انها من طبقة راقية ومثقفة. فما الذى جلبها لهذه القرية الصغيرة. ملابسها ايضا وملابس الفتاتين وطباعهما تدل على انهم من طبقة النبلاء او اثرياء الامبراطورية البيزنطية. جلس جوارها فنظرت اليه فى بعض ومن عيونها يتطاير الشرر وبدات يدها تتوتر محاولة الوصول لاى من اسلحتها الخطرة المخفية بين طيات ثيابها لتطعنه بها. لكنه لم يهتم. ولم يمنعها. كان منجذبا اليها بقوة ولو كان فى ذلك موته. كان مغرما بالنساء كعادة خلفاء العرب والمسلمين وجنودهم. باذلالهن ومضاجعتهن وامتلاكهن والتفاخر بوجودهن فى حريمه. قال يزيد بلغة يونانية سليمة كانه بيزنطى ابا عن جد. عمت صباحا يا سيدة.... اتعلمين للان لم اتشرف باسمك. نظرت اليه ولم ترد. فاضاف. اسمى يزيد. وامى ميسون بنت بحدل الكلبية. هنا تغيرت ملامح المراة الناضجة فى دهشة. امك ميسون الشهيرة الشاعرة والمثقفة التى تطلقت من الشيطان معاوية. اذن انت ابنه ابن الشيطان. على كل حال انت عار على امك. اين هى. وكيف تسكت على جرائمك بحق المسيحيين والبيزنطيين. انى اعلم انها وطنية تحب وطنها وقومها السريان والشعوب البيزنطية وتعارض الغزو العربى وترفضه بشجاعة. قال يزيد. لقد توفيت عام 670. اى من ثمان سنوات. قالت المراة. اها هذا هو السبب. انا اعرفها معرفة شخصية. انها قوية الشخصية جدا ولو كانت حية لما تركتك لهذا الشيطان ولا لشياطين عقلك العربى الاسلامى الوثنى السراق السفاح التكفيرى الذى اذيتنا به وروعت الامنات وقتلت اسرهن. يتمت الاطفال ورملت النساء وحطمت اسرنا ومستقبلنا وحياتنا. لعنك المسيح يا عدو المسيح انت ومحمدك وخلفاءك الراشدين وشيطانك معاوية. ثم بصقت فى وجهه. فلم يتمالك يزيد نفسه فصفعها فى غيظ واحاط عنقها بيديه ليخنقها وقاومته بقوة وهى تحاول التقاط انفاسها دون جدوى. واخيرا هدا فجاة وحزن وترك عنقها. لكن قبل ان تلتقط انفاسها او تستغيث بالفتاتين والطفل. سارع بتمزيق ملاءة الفراش وتقييد يديها وقدميها فى الفراش. وكممها بقطعة اخرى. جلس يزيد يلهث وقال لها. انا فقط اريد اقامة حوار حضارى معك. ولكنك مصممة على التعامل بعنصرية ضدى وضد العرب والمسلمين والنبى. ويمكننى قتلك بخنجرك ذاته وقتل بناتك دون ان يغمض لى جفن والطفل هذا اهو ابنك. لا. اهو حفيدك. اهااا. وجهك وتعبيراته يكشف كل شئ. ساقتلهم اولا قبل ان اقتلك او ساتركك تتعذبين. ولن اقتلك. لتتعذبى بموتهم. ونهض ليدخل الى غرف الفتاتين لكنه سمع همهمة مكتومة قوية من المراة. والدموع تنهمر من عينيها. ابتسم وتوقف وعاد اليها وقال. هل تعديننى ان تكون امراة مطيعة وتحترمى العرب والمسلمين يا من تتشدقون بالحضارة والتقدم والتنوير. ليس لكم دواء الا سيفنا العربى الاسلامى. ما يضيركم قليل من المدح والنفاق لنا. اومات المراة براسها. نزع الكمامة عن فمها. قالت بهدوء. لو قطعتنى اربا فلن امتدح القتلة امثالكم واعداء الحضارة. قال يزيد وقد لان فجاة وتاثر الجانب الميسونى منه وتغلب على جانبه المظلم الشيطانى العربى الوثنى المسلم الراشدى الاموى ولو لبعض الوقت. انت تشبهين امى ميسون كثيرا ولذلك اريد التعرف بك والكلام معك. هذا كل ما فى الامر. لانت المراة ايضا. فقال لها. اسمى يزيد. فما اسمك يا سيدتى ؟. قالت. انا اسمى اليصابات حنة راحيل زوى. قال. تشرفنا. وما اسم فتياتك او بناتك. وحفيدك. قالت. ابنتى الكبرى تدعى رفقة اثينا. والصغرى تدعى ليا صفورة افروديت. وحفيدى يدعى قسطنطين جيسون. قال لها. ماذا كنت تعملين فى هذه القرية ومن اين انت اصلا ؟ وتذكرى ان تجيبى بصدق والا لا اضمن سلامة بناتك وحفيدك. زفرت اليصابات وقالت. حسنا فهمت. نحن من القسطنطينية نفسها. وكنا فى زيارة اقارب لنا فى بيرجاموم. كما اننى احدى امناء مكتبة القسطنطينية. ولى صلات مع ادارة مكتبة بيرجاموم.
شرد يزيد فى كلماتها. ونهض وفك قيود يديها وقدميها. وجلس جوارها مرة اخرى. استغربت من صمته. واستغربت من تقلباته. منذ قليل بدا كسفاح من سفاحى الفتوحات الاسلامية. والان يبدو حملا وديعا من حملان المسيحية. اخفت اليصابات عن يزيد ان زوجها والد الفتيات وولدها البكر قد هربوا خلال اقتحام جنوده لمنزل اقاربهم. وهم بامان حسبما تعتقد. لقد اختلست نظرا للاسرى الذكور حال خروجها وبناتها من المنزل. ولم يكن من بينهم زوجها ولا والدها العجوز ولا امها ولا اخوها.. كان الاسرى من اقاربها البعيدين الذين كانوا بهذا المنزل تزورهم هى واسرتها. وبقدر ما حزنت عليهم بقدر ما فرحت لنجاح رجال اسرتها بالهرب والنجاة ولامت نفسها لانها فرحت فى مصيبة اقاربها البعيدين فى بيرجاموم.
تعجبت من شرود يزيد وليونته معها الان. فاجاها بان وضع راسه الملتحى فى حجرها. واخذ يبكى مثل طفل صغير. انتابتها احاسيس شتى احاسيس بغض له لما فعله من فظائع فى اقاربها وفى رجال الاناضول واحاسيس امومة وشفقة لانه فى النهاية ابن صديقتها ميسون. كان يزيد فى صراع لا يتوقف بين تعاليم امه اليسوعية الرسولية وتعاليم والده المحمدية العربية الوثنية البدوية. واصبح منقسما لشخصيتين يزيد المسيحى الميسونى البيزنطى السريانى بكل سلامه ومحبته ونبذه للحرب وللغزو وزهده فى الحكم والسياسة والذى كان حليق الوجه وسعيدا برفض امه للحجاب ويزيد العربى الوثنى الاسلامى المحمدى الراشدى الاموى بنزعته البدوية الظلامية القمعية القتالية الوحشية الدموية التكفيرية والمؤيدة للحدود واطالته لحيته وطمره النساء فى كل مكان فى كفن الحجاب وطمعه فى السلطة ونزعته للفتك بكل منافس اسوة بابيه معاوية...
كان فى تلك اللحظة جوعان للحنان لحنان امه ميسون ولحكمتها. رغم انقلابه التام عليها. ورغم انتصار يزيد الاسلامى العربى الا ان يزيد المسيحى الميسونى يظهر احيانا نادرة جدا. كهذه اللحظة. وكانت اليصابات بشبهها الشديد بامه شكلا وطباعا ومسيحية. هى اكبر فرصة تجسدت امامه ليشعر بحضور امه ربة سوريا وربة قلب يزيد الميسونى. ليشعر باليصابات كام وكامراة ايضا فهو يشعر نحوها بشعور الابن وايضا بشهوة الرجل تماما كما كان تجاه امه.
|