|
عضو نشيط
|
ملتقي الأحاديث الضعيفة (726 حديث)
قمت بجمع طوال السنين الماضية 726 حديث لاتصح
اليكم
1 - حديث: ((سرَق أحدهم حذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال: اللهم إن كان محتاجًا، فبارك له فيما أخَذ, وإن لم يكن محتاجًا، فاجعل هذا آخِر ذنب يذنبه)).
الدرجة: ليس بحديث
2 - حديث: ((قال رابع الخلفاء الراشدين أمير المؤمنين عَلي بن أبي طالب: دعاني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم, فخلوت معه في بيته, فقال لي: يا عَلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبيَّ بعدي، إني أوصيك اليوم بوصية إن أنت حفظتها، عشتَ حميدًا، ومُتَّ شهيدًا، وبعثك الله يوم القيامة فقيهًا عالمًا: يا عَلي, من أكل الحلال صفَا دينه, ورقَّ قلبه, ولم يكن لدعوته حجاب. يا عَلي, من أكل الشبهات، اشتبه عليه دِينه, وأظلم قلبه, ومن أكل الحرام، مات قلبه, وخفَّ دينه, وضعُف يقينه, وحَجب الله دعوته, وقَلَّت عبادته. يا عَلي, إذا غضب الله على أحد، رزقه مالًا حرامًا, فإذا اشتدَّ غضبه عليه وكلَ به شيطانًا يبارك له فيه, ويصحبه, ويشغله بالدنيا عن الدِّين, ويسهِّل له أمور دنياه, ويقول له: الله غفورٌ رَحيم. يا عَلي, ما سافر أحدٌ طالبًا الحرام ماشيًا إلَّا كان الشيطان قرينه, ولا راكبًا إلا كان رديفه, ولا جمع أحدٌ مالًا حرامًا إلا أكله الشيطان, ولا نسي أحدٌ اسم الله تعالى عند الجِماع إلا شاركه الشيطان في ولده, وذلك قول الله تعالى: وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ [الإسراء: 64]. يا عَلي, لا يقبل الله تعالى صلاة بلا صدقة, ولا صدقة من الحرام. يا عَلي, لا يزال المؤمن في زيادة من دِينه ما لم يأكل الحرام, ومَن فارق العلماء، مات قلبه, وعمِي عن طاعة الله تعالى. يا عَلي, من قرأ القرآن ولم يُحلَّ حلاله, ويحرِّم حرامه, كان من الذين نبذوا كتاب الله وسُنة رسوله وراء ظهورهم. يا عَلي, استقصِ إسباغ الوضوء؛ فإنه شطر الإيمان, فإذا توضأت فلا تسرف في الماء, فإذا فرغت من طهرك اقرأ: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ عشر مرات من بعد غسل القدمين، فرَّج الله همك. يا عَلي, ومن صلَّى على النبي صلى الله عليه وسلم بعد غسل القدمين، فرَّج الله همَّه. يا عَلي, إذا فرغت من الطهارة فخُذ ماء, وامسح بيدك رقبتك، وقُل: سبحانك اللهم وبحمدك, أشهد أن لا إلهَ إلَّا أنت وحدك لا شريك لك, أستغفرك وأتوب إليك, ثم انظر إلى الأرض وقُل: أشهد أن محمدًا عبدك ورسولك, فإن من قال هذا، غفَر الله له كل صغيرة وكبيرة. يا عَلي, إنَّ الملائكة يستغفرون للإنسان ما دام على طهارة ولم يُحدِث. يا عَلي, من اغتسل يوم الجمعة، غفَر الله له ما بين الجمعة إلى الجمعة, وجعل ذلك ثوابًا - أي أجرًا- في قبره, وثقلًا على ميزانه. يا عَلي, عليك بالسواك؛ ففيه أربع وعشرون فضيلة في الدين والبدن, (بعود الأراك، أو عود الزيتون). يا عَلي, عليك بالصلاة في أوقاتها؛ فإنها رأس كل فضيلة, وسلام كل عبادة. يا عَلي, تمنى جبريل عليه السلام أن يكون من بني آدم عليه السلام لسَبع خصال: الصلوات الخمس مع الإمام, ومجالسة العلماء، وعِيادة المريض, وتشييع الجنازة, وسَقْي الماء, والصلح بين الاثنين, وإكرام الجار واليتيم، فاحرص فاحرص مع ذلك. يا عَلي, صلِّ بالليل ولو كحلبة شاة, فالمصلي بالليل أحسن الناس وجهًا, يا عَلي, إذا كبَّرت للصلاة ففرِّج أصابعك, وارفع يدك حذوَ منكبك, وإذا كبرت فضع يمينك على شِمالك تحت سُرتك, وإذا ركعت فضع يدك على رُكبتك وفرِّج أصابعك. يا عَلي, أسفِر بالصبح, وصلى المغرب عند غياب الشمس بقدْر حلْب شاة؛ فإن ذلك من خصال الأنبياء عليهم السلام. يا عَلي, عليك بصلاة الجماعة؛ إنها عند الله كمشيك إلى الحج والعمرة, وما يحرِص على صلاة الجماعة إلا رجل مؤمن أحبه الله, وما يزهد فيها إلا منافق قد أبغضه الله. يا عَلي, أحب العباد إلى الله تعالى عبدٌ ساجدٌ يقول في سجوده: ربِّ، إني ظلمت نفسي، فأغفر لي ذنبي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. يا عَلي, عليك بصلاة الضحى في السفر والحضر؛ فإنه إذا كان يوم القيامة ينادي مناد من فوق شُرف الجنةً: أين الذين كانوا يصلون الضحى؟ ادخُلوا من باب الضحى بسلام آمنين, وما بعث الله من نبي إلا وأمره بصلاة الضحى. يا عَلي, مِن كرامة المؤمن زوجةٌ موافقة تسره, والصلاة جماعة, وجيران يحبونه، قال عليه الصلاة والسلام: من صام رمضان, واجتنب الحرام فيه والبُهتان, أحبه الرَحمن, وأوجب له الجنان. يا عَلي, من أتبع رمضان بستَّة أيام من شوال كتب الله له صوم الدهر كله. يا عَلي, إن أولياء الله تعالى لم ينالوا سَعة الله ورضوانه بكثرة العبادة, ولكن نالوها بسخاوة النفس، والاستهانة بالدنيا. يا عَلي, السخي قريب من الله, قريب من رحمته بعيدٌ عن عذابه, والبخيل بعيد من الله ورحمته, قريبٌ من عذابه. يا عَلي, رأيت مكتوبًا على باب الجنة: أنتِ محرَّمة على كل بخيل, وعاق, ونمَّام. يا عَلي, لما خلق الله الجنة قالت: يا ربِّ، لمن خلقتني؟ قال: لكل سخي وتقي، قالت: رضيت يا رب، وقالت النار: لمَن خلقتني؟ قال: لكل بخيل, ومتكبر، قالت: أنا لهما. يا عَلي, مَن خالف هواه كانت الجنة مأواه, ومن أطاع هواه كانت جهنم مثواه. يا عَلي, اتق دعوة السخي؛ فإنه لا يتعثر أخْذ الله بيده. يا عَلي, من أطعم مسلمًا بطيب خاطر كتب الله له ألف ألف حسنة, ومحا عنه ألف ألف سيئة, ورفع له ألف ألف درجة. يا عَلي, حبَّ لأخيك كما تحب لنفسك. يا عَلي, أطلب الخير عند حسان الوجوه, وإكرامَ الضيف؛ فإن الضيف إذا نزل بقوم نزل معه رزقه, وإذا ارتحل ارتحل بذنوب أهل المنزل فيلقيها في البحر. يا عَلي, لا تدخل الملائكة بيتًا فيه تماثيل, أو تصاوير, أو عاق لوالديه, أو بيتًا لا يدخله ضيف. يا عَلي, اصنع المعروف ولو مع السفلة, قال عَلي: وما السفلة يا رسول الله؟ قال: الذي إذا وُعِظ لا يتعظ, وإذا زُجر لم ينزجر, ولا يبالي بما قال, وما قيل له. يا عَلي, صدقة السر تطفئ غضب الرب, وتجلب البركة والرزق الكثير, وباكِر بالصدقة؛ فإن البلاء ينزل قبل البكور, فترد القضاء في الهواء. يا عَلي, إذا تصدقت فتصدق بأحسن ما عندك, فإن صدقة لقمة من حلال أحبُّ إلى الله من مئة مثقال من الحرام, وصدقة تقدِّمها قبل موتك أفضل من مئة مثقال يتصدَّقون بها بعد موتك, قال الله تعالى: يوم ينظر المرء ما قدمت يداه. يا عَلي, تصدق على موتاك؛ فإن الله تعالى قد وكل ملائكة يحملون صدقات الأحياء إليهم فيفرحون بها أشد ما كانوا يفرحون في الدنيا, ويقولون: اللهم اغفر لمن نَوَّر قبرنا, وبشِّره بالجنة كما بشَّرنا بها. يا عَلي, اعمل خالصًا لله؛ فإن الله لا يقبل إلا ما كان خالصًا لوجهه, قال الله تعالى: فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا [الكهف: 110]. يا عَلي, عليك بالدعاء بين الأذان والإقامة؛ فإنه لا يُرد. يا عَلي, إذا دعوت فابسط يدك حذو صدرك، ولا ترفعها فوق رأسك, وتشير إلى الله بسبابتك. يا عَلي, لا تجهر بقراءتك ولا دعائك حيث يصلي الناس؛ فإن ذلك يفسد صلاتهم. يا عَلي, من ذكر الله قبل الفجر, وقبل طلوع الشمس وقبل غروبها, استحى الله أن يعذِّبه بالنار. يا عَلي, إذا صليت فاقعد مكانك حتى تطلع الشمس, فإن الله يكتب لمن يجلس مكانه حجًّا وعمرة, أو عتق رقبة, أو صدقة ألف دينار في سبيل الله. يا عَلي, من قال كل يوم خمسة وعشرين مرة: أستغفر الله العظيم لي ولوالدي ولجميع المسلمين والمسلمات, والمؤمنين والمؤمنات, الأحياء منهم والأموات، كتبه الله من أوليائه. يا عَلي, من قال كل يوم عشر مرات: لا إله إلا الله قبل كل أحد, لا إله إلا الله بعد كل أحد, لا إله إلا الله يبقى ربُّنا ويفنى كل أحد, مَن قال هذا، لم يبقَ ملك في السموات إلا استغفر له. يا عَلي, من قال كل يوم: اللهم بارك لي في الموت وفيما بعد الموت, لم يحاسبه الله بما فعله في الدنيا. يا عَلي, من كبَّر مئة قبل شروق الشمس, ومئة قبل الغروب، كتب الله له ثواب مئة عابد ومئة مجاهد في سبيل الله, ومن صلى على النبي محمد عليه السلام كل يوم أو ليلة مئة مرة وجبت له شفاعتي, وكثرة الاستغفار حصنٌ للتائبين من النار. يا عَلي, اصدق وإن ضرَّك في العاجل؛ فإن الصدق ينفعك في الآجل, ولا تكذب وإن نفعك في العاجل؛ فإنه يضرُّك في الآجل. يا عَلي, من كثرت ذنوبه ذهب بهاؤه. يا عَلي, عليك بصدق الحديث, وحفظ الأمانة, وسخاء النفْس، وعفة البطن. يا عَلي, بئس الصديق الذي يُقصر في [حقِّ] صديقه ويفشي سره. يا عَلي, ألف صديق قليل, وعدوٌّ واحد كثير. يا عَلي, للصداقة علامات: أن يجعل ما له دون مالك, ونفسه دون نفسك, وعِرضه دون عِرضك. يا عَلي, لا توبة للتائب حتى يغسل بطنه من الحرام, ويطيب نفسه. يا عَلي, إذا أتى على المؤمن أربعون صباحًا ولم يجالس العلماء قسى قلبه, وجسر على الكبائر؛ لأن العلم حياة القلب. يا عَلي, إن الله لا يستحي من عذاب غني سارق, وعالم فاسد, لا تعايرْ أحدًا بما فيه؛ فما من لحم إلا وفيه عضد, ولا كفارة للغِيبة حتى يستغفر له. ومن لم يكن ورعًا عن المعاصي فبطن الأرض خيرٌ له من ظهرها؛ لأنه لا إيمان له. يا عَلي, أصل الورع ترك الحرام وما حرَّم الله, ورأس الكرم في ترك المعاصي. يا علي, إن الرجل ليبلغ بالخلق الحسن درجة الصائم القائم الغازي في سبيل الله. يا علي, كن بشاشًا؛ فإن الله يحب البشاشين, ويبغض العبوس الوجه. يا علي, رأس العبادة الصمت إلَّا من ذكر الله. يا علي, كثرة النوم تميت القلب, وتُذهب البهاء, وكثرة الذنوب تقسي القلب, وتورث الندامة. يا علي, من أنعم الله عليه فشكر, وإذا ابتلاه فصبر, وإذا أساء استغفر دخل الجنة من أيِّ باب شاء. يا علي, إذا كان يوم القيامة يأمر الله بناس إلى الجنة, فإذا دنوا منها أغلقت الأبواب في وجوههم, وقيل لهم: إنا نضحك بكم كما كنتم تضحكون بالمسلمين في الدنيا. ويأمر الله بقوم آخرين إلى الجنة, فإذا دنوا منها ردُّوا إلى النار, فإذا أخذتهم النار من كلِّ مكان يقولون: ربنا لو أدخلتنا النار قبل أن تريَنا جنتك كان أهونَ علينا, فيقول الله تعالى: كذا أردت بكم لأنكم عشتم في الحرام، ومتم مجرمين. يا علي, ما من يوم جديد إلا ويقول: يا ابن آدم، أنا يوم جديد, وعلى عملك شهيد, فانظر ماذا تفعل. يا علي, إياك وعلية القوم, لا يتذكرون إلا دنياهم. قال علي: ومن هم يا نبي الله؟ قال: الأغنياء أصحاب الدنيا الذين هم يُقبلون على جمعها كإقبال الوالدة على ولدها, أولئك هم الخاسرون, خير الناس عند الله تعالى أنفعهم للناس, وشرهم عند الله تعالى مَن طال عمره, وساء عمله, وخيرهم من طال عمره, وحسن عمله. وأبغضُ الناس إلى الله مَن أكل وحده, ومنع رِفده, وضرب عبده, وأكرم الغني, وأهان الفقير, وأشرُّ منه مَن عاش في الحرام, ومات في الحرام, وأشر منه مَن طال عمره, وساء فعله, ولا يتوب عما نهاه الله تعالى, وهو يطمع في مغفرته, وأشر منه من أظهر الصداقة لأخيه المسلم ويدبر له خلافه. وأشر منه مَن ذهب أول عمره غفلة, وآخره كسلًا عن طاعة الله ولا حول ولا قوة إلا بالله. يا علي, علامات الصبر حسن السريرة عند الله، وحسن الخدمة. يا علي, للمؤمنين ثلاث علامات: بُغض المال, بُغض النساء (أي الفسق), وبُغض الكلام في أعراض الناس. يا علي, للعاقل والمؤمنين ثلاث علامات: الاستعانة بالدنيا على الآخرة, واحتمال الجفا, والصبر علي الشدائد. يا علي, للعالم ثلاث علامات: صدق الكلام, اجتناب الحرام, التواضع. للتقي ثلاث علامات: يتقي الكذب, الخبث, جليس السوء، ويدع شطر الحلال مخافةَ أن يقع في الحرام. يا علي, للصدق ثلاث علامات: كتمان العبادة, كتمان الصدقة, كتمان المصيبة. يا علي, وللعابد ثلاث علامات: يمقت نفسه؛ لأنها دائمًا تأمره فقط بالسوء, ويمقت نفسه دائمًا ويحاسبها, ويطيل القيام بين يدي الله, وللصالح ثلاث علامات: يصلح بين الله وبينه بالعمل الصالح, ويصلح دِينه بالعمل الصالح, ويرضى للناس ما يرضى لنفسه. يا علي, وللسعيد ثلاث علامات: قوت حلال, مجالسة العلماء, والصلوات الخمسة مع الإمام. يا علي, وللمؤمن ثلاث علامات: يبادر في طاعة الله, ويجتنب المحارم, ويحسن إلى من أساء إليه. يا علي, وللسخي ثلاث علامات: العفو عند المقدرة, إخراج الزكاة, وحب الصدقات. يا علي, وللحليم ثلاث علامات: يصِل من قطعه, ويعطي من حرمه, ويعفو عمَّن ظلمه. يا علي, وللصبور ثلاث علامات: الصبر على طاعة الله تعالى, والصبر على مصيبته, والصبر على قضاء الله. يا علي, وللتائب ثلاث علامات: اجتناب الحرام, الحرص على طلب العلم, لا يعود للذنب كما لا يعود الحليب إلى الضرع. يا علي, للكافر ثلاث علامات: الشك في الله, البغض في عباد الله, والغفلة عن طاعة الله, أعوذ بالله من الكفر, نعوذ بالله من الكفر, نعوذ بالله من الكفر. يا علي, للمنافق ثلاث علامات: إذا حدَّث كذب, وإذا وعد أخلف, وإذا اؤتمن خان, ولا تنفعه موعظة أعوذ بالله من النفاق. يا علي, وللأحمق ثلاث علامات: التهاون في فرائض الله, كثرة الكلام في غير ذكر الله, والطعن في عباد الله. يا علي, وللمخذول ثلاث علامات: كثرة الكذب, كثرة الأيمان الفاجرة, وكثرة الحوائج إلى الناس. يا علي, وللشقي ثلاث علامات: قوت حرام, واجتناب العام, وصلاة لوحده. يا علي, وللمجرم ثلاث علامات: حب الفساد, ضر العباد, اجتناب الرشاد. يا علي, وللظالم ثلاث علامات: لا يبالي من أي شيء يأكل, يقهر مدينة, ويبطش بها إن أمكن. يا علي, إذا دخلت المسجد فابدأ برجلك اليمين, واطلع برجلك اليسار. يا علي, عليك بسورة يس صباحًا ومساءً, فإنَّ من قرأها كذلك كان في أمان الله. يا علي, من قرأ سورة الحشر كل ليلة كُفي شر الدنيا والآخرة. يا علي, من قرأ سورة البقرة ليلة الجمعة طلع له نور ما بين السماء السابعة إلى تحت الأرض, ومن قرأ سورة الطارق عند مرقده كُتب له بعدد نجوم السماء حسنات, ومن قرأ سورة الدخان ليلة الجمعة, وسورة الملك غفر الله له ذنوبه, وكُفي فتنة القبر, ومن قرأ عند مضجعه آخر سورة الكهف بُني له سور من نور من رأسه إلى كعبه. يا علي, من قرأ سورة الملك وتلا بعد قراءته: اللهم اعصمني بالإسلام قائمًا, واعصمني بالإسلام قاعدًا وراقدًا, ولا تشمت فيَّ عدوًّا ولا حاسدًا, اللهم إني أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها, وأسألك الخير الذي بيدك. من قال هذا، كفاه الله ما أهمَّه من الجن, والإنس, والدواب. يا علي, إذا أردت حاجة فاقرأ آية الكرسي, وادعُ الله في الهموم والكروب, وقل: يا حي يا قيوم، لا الله إلا أنت برحمتك أستغيث، فاغفر لي وأصلح لي شأني, وفرِّج همي, فإن الله يكشف عنك الهموم, ويفرِّج عنك الكروب, ويقضي لك الحوائج. يا علي, إذا أصبحت فقل: سبحانك ربي لا إله إلا أنت, عليك توكلت, وأنت رب العرش العظيم. يا علي, أكثر من الدعاء الذي علمني إياه جبريل عليه السلام, وهو أن تقول: اللهم إني أسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدِّين والدنيا والآخرة. يا علي, إذا رأيت الهلال فهلِّل ثلاثًا, وكبَّر ثلاثًا, وقل: الله أكبر وأعزُّ وأقدَر، مما أخاف وأحذَر. يا علي, إذا لقيت من تحذره فقل: اللهم إني أدرأ نحرَه, وأستكفيك غضبه, وأعوذ بك من شره. يا علي, ابدأ من لقيت من المسلمين بالسلام، يكتب الله لك عشرين حسنة, ورد السلام؛ فإنَّ الله يكتب لمن ردَّه أربعين حسنة. يا علي, إياك والغضب, فإن الغضب من الشيطان, وهو أقدر ما يكون عليك في حالة الغضب. يا علي, إياك والغضب؛ فإنَّه من الشيطان وهو أقدر ما يكون عليك في حالة الغضب, وإياك ودعوة المظلوم, فإنَّ الله يستجيب له، وإن كان كافرًا فعليه كُفره. يا علي, إياك واليمين الفاجرة؛ فإنها مَنفَقة للسلعة, وممحَقة للرزق, والعمر لا حول ولا قوة إلا بالله. يا علي, مَن أمَر بالمعروف ونهى عن المنكر، أرغم الله أنف عدوه, ومن صدق في أموره غضب الله لغضبه, وإذا بكى اليتيم اهتز العرش, فيقول الله: يا جبريل, وسع النار لمن أبكاه, وسع الجنة لمن أضحكه. يا علي, الدين النصيحة لله, ولرسوله, وللمؤمنين. يا علي, سبعة من أمتي في الجنة: شاب تائب, ومن تصدق سرًّا, ومن ترك الحرام, ومن يؤدي صلاة الضحى, ومن كان ذَهاب ماله أهونَ عليه من فوات صلاة واحدة مع الإمام, ومن دمعت عيناه من خشية الله, ومن زاحم العلماء في مجالسهم. يا علي, من أرشد الأعمى بيده اليسرى جاءه بيمينه في يمينك يوم القيامة, ويدخل مع علي بن أبي طالب الجنة. يا علي, من استأجر أجيرًا ثم لم يوفِّه أجْره، حطَّ الله عمله, وكان خصمه يوم القيامة. يا علي, احفظ وصيتي كما حفظتُها عن جبريل، عن ربِّ العالمين تقدَّست أسماؤه ولا إله غيره)).
الدرجة: لا يصح بطوله هذا، إلا قوله: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى غيرَ أنَّه لا نبيَّ بعدي))
3 - حديث: ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم, إذ جاءه عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: بأبي أنت, تفلَّت هذا القرآن من صدري, فما أجِدني أقدِر عليه, فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا الحسن, أفلا أُعلمك كلماتٍ ينفعك الله بهن, وينفع بهن مَن علَّمته, ويثبِّت ما تعملَّت في صدرك؟ قال: أجَلْ يا رسول الله، فعلِّمني، قال: إذا كان ليلةُ الجمعة فإن استطعت أن تقوم في ثُلُث الليل الآخر؛ فإنها ساعة مشهودة, والدعاء فيها مستجاب, فقد قال أخي يعقوب لبنيه: سوف أستغفر لكم ربي, يقول حتى تأتي ليلة الجمعة. فإن لم تستطع، فقُم في وسَطها, فإن لم تستطع، فقم في أوَّلها, فصلِّ أربع ركعات, تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس, وفي الركعة الثانية فاتحة الكتاب وحم (الدخان), وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب وآلم تنزيل (السجدة), وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصَّل, فإذا فرغت من التشهد, فاحمد الله، وأحسن الثناء على الله, وصلِّ عليَّ وأحسِن, وعلى سائر النبيين, واستغفر للمؤمنين وللمؤمنات, ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان, ثم قلْ في آخر ذلك: (اللهم ارحمني بترْك المعاصي أبدًا ما أبقيتني, وارزقني حُسن النظر فيما يُرضيك عني, اللهم بديع السموات والأرض, ذا الجلال والإكرام, والعِزة التي لا تُرام, أسألك يا ألله, يا رحمن, بجلالك, ونور وجهك, أن تُلزم قلبي حِفظَ كتابك كما علَّمتني, وارزقني أن أتلوه على الوجه الذي يرضيك عني, اللهم بديع السموات والأرض, ذا الجلال والإكرام, والعزة التي لا تُرام, أسألك يا ألله يا رحمن, بجلالك, ونور وجهك, أن تنوِّر بكتابك بصري, وأن تُطلق به لساني, وأن تُفرج به عن قلبي, وأن تَشرح به صدري, وأن تستعمل به بدني؛ فإنه لا يُعينني على الحق غيرُك, ولا يُؤتينيه إلا أنت, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) يا أبا الحسن, تفعل ذلك ثلاث جُمُع, أو خمسًا, أو سبعًا, تُجاب بإذن الله, والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمنًا قطُّ. قال ابن عباس رضي الله عنهما: فوالله ما لبِث عليٌّ إلا خمسًا, أو سبعًا حتى جاء رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في ذلك المجلس, فقال: يا رسول الله، إني كنت فيما خلًّا لا آخذ إلا أربع آيات ونحوهن, فإذا قرأتهن على نفسي تفلَّتْن, وأنا أتعلم اليوم أربعين آيةً ونحوها, فإذا قرأتهن على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني, ولقد كنت أسمع الحديث, فإذا رددته تفلَّت, وأنا اليوم أسمع الأحاديث, فإذا تحدَّثت بها لم أخرِم منها حرفًا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: مؤمن وربِّ الكعبة يا أبا الحسن.
الدرجة: منكَر، لا يصح
4 - ((إلهي لا تؤدِّبني بعقوبتك، ولا تمكر بي في حيلتك، من أين لي الخير يا ربِّ، ولا يوجد إلا من عندك؟! ومن أين لي النجاة، ولا تستطاع إلا بك؟! لا الذي أحسن استغنى عن عونك ورحمتك، ولا الذي أساء واجترأ عليك ولم يرضك خرج عن قدرتك، يا ربِّ، يا ربِّ - حتى ينقطع النفَس - بك عرفتك، وأنت دللتني عليك، ودعوتني إليك، ولولا أنت لم أدرِ ما أنت! الحمد لله الذي أدعوه فيجيبني، وإن كنت بطيئًا حين يدعوني، والحمد لله الذي أسأله فيعطيني، وإن كنت بخيلًا حين يستقرضني، والحمد لله الذي أناديه كلما شئت لحاجتي، وأخلو به حيث شئت لسرِّي، بغير شفيع فيقضي لي حاجتي، والحمد لله الذي أدعوه ولا أدعو غيره, ولو دعوت غيره لم يستجب لي دعائي، والحمد لله الذي أرجوه ولا أرجو غيره, ولو رجوت غيره لأخلف رجائي، والحمد لله الذي وكلني إليه فأكرمني, ولم يكلني إلى الناس فيهينوني, والحمد لله الذي تحبَّب إليَّ وهو غني عني، والحمد لله الذي يحلُم عني حتى كأني لا ذنبَ لي، فربي أحمدُ شيء عندي، وأحق بحمدي، اللهم إني أجد سُبل المطالب إليك مشرَعة، ومناهل الرجاء إليك مُتْرَعة، والاستعانة بفضلك لمن أملك مباحة، وأبواب الدعاء إليك للصارخين مفتوحة، وأعلم أنك للراجين بموضع إجابة، وللملهوفين بمرصد إغاثة، وأن في اللهف إلى جودك والرِّضا بقضائك عِوضًا من منع الباخلين، ومندوحة عما في أيدي المستأثرين، وإن الراحل إليك قريب المسافة، وأنك لا تحتجب عن خلقك إلا أن تحجبهم الأعمال السيِّئة دونك، وقد قصدت إليك بطلبتي، وتوجهت إليك بحاجتي، وجعلت بك استغاثتي، وبدعائك توسُّلي، من غير استحقاق لاستماعك مني، ولا استيجاب لعفوك عني، بل لثقتي بكرمك، وسكوني إلى صِدق وعدك، ولجائي إلى الإيمان بتوحيدك، ويقيني بمعرفتك مني: أنْ لا رب لي غيرك، ولا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك. اللهم أنت القائل وقولك حق، ووعدك صدق: واسألوا الله من فضله إن الله كان بكم رحيمًا [كذا! وهو من علامات الكذب والوضع, والصواب: {وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [النساء: 32]] ، وليس من صفاتك يا سيدي أن تأمر بالسؤال وتمنع العطية، وأنت المنَّان بالعطايا على أهل مملكتك، والعائد عليهم بتحنُّن رأفتك، إلهي، ربيتني في نعمك وإحسانك صغيرًا، ونوهت باسمي كبيرًا، يا من ربَّاني في الدنيا بإحسانه وتفضُّله ونعمه، وأشار لي في الآخرة إلى عفوه وكرمه، معرفتي يا مولاي دليلي عليك، وحبي لك شفيعي إليك، وأنا واثق من دليلي بدلالتك، وساكن من شفيعي إلى شفاعتك، أدعوك يا سيدي بلسان قد أخرسه ذنبه، ربِّ، أناجيك بقلب قد أوبقه جُرمه، أدعوك يا رب راهبًا, راغبًا, راجيًا, خائفًا، إذا رأيتُ مولاي ذنوبي فزعتُ، وإذا رأيتُ كرمك طمعتُ، فإن عفوتَ فخير راحم، وإن عذبتَ فغير ظالم، حُجَّتي يا ألله في جُرأتي على مسألتك مع إتياني ما تكره جودُك وكرمك، وعدتي في شدَّتي مع قلة حيائي منك رأفتُك ورحمتك، وقد رجوتُ أن لا تخيب بين ذَينِ وذَينِ منيتي، فصلِّ على محمد وآل محمد، وحقِّق رجائي، واسمع ندائي، يا خير مَن دعاه داع، وأفضل من رجاه راج، عظُم يا سيدي أملي، وساء عملي، فأعطني من عفوك بمقدار أملي، ولا تؤاخذني بسوء عملي، فإن كرمك يجلُّ عن مجازاة المذنبين، وحلمك يكبُر عن مكافأة المقصرين، وأنا يا سيدي عائذ بفضلك، هارب منك إليك، متنجِّز ما وعدت من الصفح عمَّن أحسن بك ظنًّا، وما أنا يا ربِّ، وما خطري؟ هبني بفضلك، وتصدَّق علي بعفوك، أي ربِّ، جلِّلني بسترك، واعف عن توبيخي بكرم وجهك، فلو اطَّلع اليوم على ذنبي غيرك ما فعلته، ولو خفتُ تعجيل العقوبة لاجتنبتُه، لا لأنك أهون الناظرين إليَّ، وأخف المطلعين عليَّ، بل لأنك يا ربِّ، خير الساترين، وأحلم الأحلمين، وأكرم الأكرمين، ساتر العيوب، غفار الذنوب، علام الغيوب، تستر الذنب بكرمك، وتؤخِّر العقوبة بحِلمك؛ فلك الحمد على حلمك بعد علمك، على عفوك بعد قدرتك، ويحملني ويُجرِّئني على معصيتك حِلمُك عني، ويدعوني إلى قلة الحياء سترك علي، ويسرعني إلى التوثب على محارمك معرفتي بسَعة رحمتك، وعظيم عفوك، يا حليم يا كريم، يا حي يا قيوم، يا غافر الذنب، يا قابل التوب، يا عظيم المن، يا قديم الإحسان, أين سترك الجميل؟ أين عفوك الجليل؟ أين فرجك القريب؟ أين غياثك السريع؟ أين رحمتك الواسعة؟ أين عطاياك الفاضلة؟ أين مواهبك الهنيئة؟ أين كرمك يا كريم؟! به وبمحمد وآل محمد عليهم السلام فاستنقذني، وبرحمتك فخلِّصني, يا محسن, يا مجمل, يا منعم, يا متفضِّل, لسنا نتَّكل في النجاة من عقابك على أعمالنا، بل بفضلك علينا؛ لأنك أهل التقوى وأهل المغفرة، تَبتدئ بالإحسان نعمًا، وتعفو عن الذنب كرمًا، فما ندري ما نشكر؟! أجميلَ ما تنشر، أم قبيحَ ما تستر، أم عظيمَ ما أبليت وأوليت، أم كثيرَ ما منه نجيت وعافيت؟! يا حبيب من تحبب إليك، ويا قرَّة عين مَن لاذ بك، وانقطع إليك، أنت المحسن ونحن المسيئون، فتجاوز يا ربِّ، عن قبيح ما عندنا بجميل ما عندك، وأي جهل يا رب لا يسعه جودُك؟! وأي زمان أطول من أَنَاتِك؟! وما قدر أعمالنا في جنب نعمك؟! وكيف نستكثر أعمالًا يقابل بها كرمك؟! بل كيف يضيق على المذنبين ما وسعهم من رحمتك؟! يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، فوعزَّتك يا سيدي، لو انتهرتني ما برحت من بابك، ولا كففت عن تملُّقك، لما انتهى إليَّ يا سيدي من المعرفة بجودك وكرمك، وأنت الفاعل لما تشاء، تعذِّب من تشاء, بما تشاء, كيف تشاء، وترحم من تشاء, بما تشاء, كيف تشاء، لا تُسأَل عن فعلك، ولا تُنازَع في ملكك، ولا تُشارَك في أمرك، ولا تُضادَّ في حُكمك، ولا يَعترض عليك أحدٌ في تدبيرك، لك الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين. يا رب هذا مقام من لاذ بك، واستجار بكرمك، وألف إحسانك ونعمك، وأنت الجواد الذي لا يضيق عفوك، ولا ينقص فضلك، ولا تقلُّ رحمتك، وقد توثقنا منك بالصفح القديم، والفضل العظيم، والرحمة الواسعة، أفَتَراك يا ربِّ، تخلف ظنوننا؟ أو تخيِّب آمالنا؟ كلَّا! يا كريم, ليس هذا ظننا بك، ولا هذا طمعنا فيك، يا ربِّ، إن لنا فيك أملًا طويلًا كثيرًا، إن لنا فيك رجاءً عظيمًا، عصيناك ونحن نرجو أن تستر علينا، ودعوناك ونحن نرجو أن تستجيبَ لنا، فحقِّق رجاءنا يا مولانا؛ فقد علمنا ما نستوجب بأعمالنا، ولكن علمك فينا وعلمنا بأنك لا تصرفنا عنك حثَّنَا على الرغبة إليك، وإن كنا غير مستوجبين لرحمتك، فأنت أهلٌ أن تجود علينا وعلى المذنبين بفضل سَعتك، فامنُن علينا بما أنت أهله، وجُدْ علينا بفضل إحسانك، فإنَّا محتاجون إلى نَيْلك، يا غفَّار, بنورك اهتدينا، وبفضلك استغنينا، وبنعمتك أصبحنا وأمسينا، ذنوبنا بين يديك، نستغفرك اللهم منها ونتوب إليك، تتحبَّب إلينا بالنعم، ونعارضك بالذنوب، خيرك إلينا نازل، وشرُّنا إليك صاعد، ولم يزل ولا يزال ملَك كريم يأتيك عنَّا بعمل قبيح، فلا يمنعك ذلك أن تحوطنا بنعمك, وتتفضَّل علينا بآلائك، فسبحانك ما أحلمَك! وأعظمك مبدئًا ومعيدًا! تقدَّست أسماؤك، وجل ثناؤك، وكرم صنائعك وفعالك، أنت إلهي أوسع فضلًا, وأعظم حلمًا من أن تقايسني بفعلي وخطيئتي، فالعفوَ العفوَ العفوَ، سيدي, سيدي, سيدي، اللهم اشغلنا بذِكرك، وأَعِذنا من سخطك، وأجِرْنا من عذابك، وارزقنا من مواهبك وأنعِم علينا من فضلك، ارزقنا حجَّ بيتك، وزيارة قبر نبيك، صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك عليه، وعلى أهل بيته؛ إنك قريب مجيب، وارزقنا عملًا بطاعتك, وتوفنا على ملَّتك, وسُنة رسولك صلى الله عليه وآله، اللهم صلِّ على محمد وآله، واغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرًا، واجزهما بالإحسان إحسانًا, وبالسيئات غفرانًا، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، تابع بيننا وبينهم في الخيرات، اللهم اغفر لحيِّنا وميِّتنا، وشاهدنا وغائبنا، وذَكرنا وأُنثانا، صغيرنا وكبيرنا، حُرِّنا ومملوكنا، كذَب العادلون بالله وضلُّوا ضلالًا بعيدًا، وخسروا خسرانًا مبينًا، اللهم صلِّ على محمد وآله، واختم لي بخير، واكفني ما أهمَّني من أمر دنياي وآخرتي، ولا تسلِّط عليَّ مَن لا يرحمني، واجعل عليَّ منك جُنَّة واقية باقية, ولا تسلبني صالح ما أنعمت به عليَّ, وارزقني من فضلك رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا، اللهم احرسني بحراستك، واحفظني بحفظك، واكلأني بكلاءتك، وارزقني حجَّ بيتك الحرام في عامنا هذا وفي كل عام، وزيارة قبر نبيك صلواتك عليه وآله، ولا تخلني يا ربِّ، من تلك المشاهد الشريفة، والمواقف الكريمة، اللهم تبْ عليَّ حتى لا أعصيك، وألهمني الخير والعمل به، وخشيتك بالليل والنهار ما أبقيتني يا ربَّ العالمين، إلهي ما لي كلما قلتُ: قد تهيأت وتعبأت وقمت للصلاة بين يديك وناجيتك، ألقيتَ عليَّ نُعاسًا إذا أنا صليت، وسلبتني مناجاتك إذا أنا ناجيتك؟! ما لي كلما قلت: قد صلحت سريرتي، وقرب من مجالس التوابين مجلسي، عرَضَتْ لي بلية أزالت قدمي، وحالت بيني وبين خدمتك؟! سيدي، لعلك عن بابك طردتني، وعن خِدمتك نحَّيتني، أو لعلك رأيتني مستخفًّا بحقك؛ فأقصيتني، أو لعلك رأيتني معرضًا عنك؛ فقليتني, أو لعلك وجدتني في مقام الكاذبين، فرفضتني، أو لعلك رأيتني غير شاكر لنعمائك؛ فحرمتني، أو لعلك فقدتني من مجالس العلماء؛ فخذلتني، أو لعلك رأيتني في الغافلين؛ فمن رحمتك آيستني، أو لعلك رأيتني آلَفُ مجالس البطالين؛ فبيني وبينهم خليتني، أو لعلك لم تحبَّ أن تسمع دعائي؛ فباعدتني، أو لعلك بجرمي وجريرتي كافيتني، أو لعلك بقلة حيائي منك جازيتني، فإن عفوت يا ربِّ، فطالما عفوتَ عن المذنبين قَبلي؛ لأنَّ كرمك أي ربِّ يجل من مجازات المذنبين، وحِلمك يكبُر عن مكافأة المقصِّرين، وأنا عائذ بفضلك، هارب منك إليك، متنجِّز ما وعدت من الصفح عمن أحسن بك ظنًّا، إلهي أنت أوسع فضلًا وأعظم حلمًا من أن تقايسني بعملي، أو أن تستزلني بخطيئتي، وما أنا يا سيدي وما خطري، هبْني بفضلك يا سيِّدي، وتصدق علي بعفوك, وجلِّلني بسترك، واعفُ عن توبيخي بكرم وجهك، سيدي أنا الصغير الذي ربيتَه، وأنا الجاهل الذي علَّمتَه، وأنا الضالُّ الذي هديته، وأنا الوضيع الذي رفعته، وأنا الخائف الذي آمنتَه، والجائع الذي أشبعتَه، والعطشان الذي أرويتَه، والعاري الذي كسوتَه، والفقير الذي أغنيتَه، والضعيف الذي قوَّيتَه، والذليل الذي أعززتَه، والسقيم الذي شفيته، والسائل الذي أعطيتَه، والمذنب الذي سترتَه، والخاطئ الذي أَقلتَه، والقليل الذي كثَّرتَه، والمستضعف الذي نصرتَه، والطريد الذي آويتَه؛ فلك الحمد, وأنا يا رب الذي لم أستحيك في الخلاء، ولم أراقبْك في الملاء، وأنا صاحب الدواهي العظمى، أنا الذي على سيِّده اجترى، أنا الذي عصيت جبار السَّمَا، أنا الذي أعطيت على المعاصي جليل الرِّشا، أنا الذي حين بشرت بها خرجت إليها أسعى، أنا الذي أمهلتَني فما ارعويت، وسترتَ عليَّ فما استحييت، وعملتُ بالمعاصي فتعديت، وأسقطتني من عينك فما باليتُ، فبحلمك أمهلتني، وبسترك سترتني، حتى كأنك أغفلتني، ومن عقوبات المعاصي جنبتني حتى كأنك استحييتني، إلهي لم أعصك حين عصيتُك وأنا بربوبيتك جاحد, ولا بأمرك مستخفٌّ، ولا لعقوبتك متعرِّض، ولا لوعيدك متهاون، ولكن خطيئة عرَضت, وسوَّلت لي نفْسي, وغلبني هواي، وأعانني عليها شِقوتي، وغرَّني سترك المرخَى عليَّ، فقد عصيتك وخالفتك بجَهلي، فالآن مِن عذابك مَن يستنقذني؟ ومِن أيدي الخصماء غدًا مَن يُخلِّصني؟ وبحبل من أتصل إن أنت قطعتَ حبلك عني؟! فواسوأتا على ما أحصى كتابك من عملي الذي لولا ما أرجو من كرمك وسعة رحمتك، ونهيك إياي عن القنوط، لقنطتُ عندما أتذكَّرها! يا خير من دعاه داع، وأفضل من رجاه راج, اللهمَّ بذمَّة الإسلام أتوسَّل إليك، وبحرمة القرآن أعتمد عليك، وبحبي للنبي الأُمي القُرشي الهاشمي العربي التُّهامي المكي المدني، صلواتك عليه وآله أرجو الزُّلفَى لديك، فلا توحش استيناس إيماني، ولا تجعل ثوابي ثواب مَن عبَد سواك، فإنَّ قومًا آمنوا بألسنتهم؛ ليحقنوا به دماءهم، فأدركوا ما أمَّلوا، وإنَّا آمنا بك بألسنتنا وقلوبنا؛ لتعفو عنا، فأدرِكْنا ما أملنا، وثبِّت رجاءك، في صدورنا، ولا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهبْ لنا من لدنك رحمة؛ إنك أنت الوهَّاب، فوعزتك لو انتهرتني ما برحتُ من بابك، ولا كففت عن تملقك، لما أُلهم قلبي يا سيدي من المعرفة بكرمك، وسَعة رحمتك، إلى من يذهب العبد إلا إلى مولاه، وإلى مَن يلتجئ المخلوق إلا إلى خالقه؟! إلهي لو قرنتني بالأصفاد، ومنعتني سيبك من بين الأشهاد، ودللتَ على فضائحي عيونَ العباد، وأمرتَ بي إلى النار، وحُلتَ بيني وبين الأبرار، ما قطعتُ رجائي منك، ولا صرفتُ وجه تأميلي للعفو عنك، ولا خرج حبك من قلبي، أنا لا أنسى أياديك عندي، وسترك علي في دار الدنيا، سيِّدي، صلِّ على محمد وآل محمد، وأخرج حبَّ الدنيا عن قلبي، واجمع بيني وبين المصطفى خيرتك من خلقك وخاتم النبيِّين، محمد صلواتك عليه وآله، وانقلني إلى درجة التوبة إليك، وأعنِّي بالبكاء على نفسي، فقد أفنيت بالتسويف والآمال عمري، وقد نزلت منزلة الآيسين من خيري، فمن يكون أسوأ حالًا مني إن أنا نقلت على مثل حالي إلى قبر لم أمهِّده لرَقدتي، ولم أفرشه بالعمل الصالح لضجعتي، وما لي لا أبكي ولا أدري إلى ما يكون مصيري، وأرى نفسي تخادعني، وأيامي تخاتلني، وقد خفقتُ عند رأسي أجنحة الموت؟! فما لي لا أبكي؟! أبكي لخروج نفسي، أبكي لظلمة قبري، أبكي لضيق لحدي، أبكي لسؤال منكَر ونكير إيَّاي، أبكي لخروجي من قبري عُريانًا ذليلًا حاملًا ثقلي على ظهري، أنظر مرة عن يميني وأخرى عن شمالي؛ إذ الخلائق في شأن غير شأني، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يُغنيه، وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة، ووجوه يومئذ عليها غبَرة، ترهقها قترة وذلَّة, سيدي عليك معولي ومعتمدي, ورجائي وتوكُّلي، وبرحمتك تعلقي، تصيب برحمتك من تشاء، وتَهدي بكرامتك من تحب، اللهم فلك الحمد على ما نقيتَ من الشرك قلبي، ولك الحمد على بسْط لساني، أفبِلساني هذا الكالِّ أشكرك؟! أم بغاية جهدي في عملي أُرضيك؟! وما قدْر لساني يا ربِّ، في جنب شكرك؟ وما قدْر عملي في جنب نعمك وإحسانك؟ إلا أن جودك بسط أملي، وشكرك قبل عملي, سيدي إليك رغبتي، ومنك رهبتي، وإليك تأميلي؛ فقد ساقني إليك أملي، وعليك يا واحدي عكفتْ همَّتي، وفيما عندك انبسطت رغبتي، ولك خالص رجائي وخوفي، وبك أنست محبَّتي، وإليك ألقيت بيدي، وبحبل طاعتك مددت رهبتي، يا مولاي بذِكرك عاش قلبي، وبمناجاتك بردت ألم الخوف عني، فيا مولاي ويا مؤمِّلي، يا منتهى سؤلي, صلِّ على محمد وآل محمد, وفرق بيني وبين ذنبي المانع لي من لزوم طاعتك، فإنما أسألك لقديم الرجاء فيك، وعظيم الطمع منك، الذي أوجبته على نفسك من الرأفة والرحمة، فالأمر لك وحدك لا شريك لك، والخَلق كلُّهم عبادك وفي قبضتك، وكل شيء خاضع لك، تباركت يا رب العالمين، اللهمَّ فارحمني إذا انقطعت حجَّتي، وكلَّ عن جوابك لساني، وطاش عند سؤالك إيَّاي لُبِّي، فيا عظيمًا يرجى لكل عظيم، أنت رجائي؛ فلا تخيِّبني إذا اشتدت إليك فاقتي، ولا تردَّني لجهلي، ولا تمنعني لقلة صبري، أعطني لفقري, وارحمني لضعفي، سيِّدي عليك معتمدي, ومعولي, ورجائي, وتوكُّلي، وبرحمتك تعلقي، وبفنائك أحط رحلي، وبجودك أقصد طلبتي، وبكرمك أي ربِّ، أستفتح دعائي، ولديك أرجو سدَّ فاقتي، وبعنايتك أجبر عِيلتي، وتحت ظِلِّ عفوك قيامي، وإلى جودك وكرمك أرفع بصري، وإلى معروفك أُديم نظري، فلا تحرقني بالنار، وأنت موضع أملي، ولا تسكني الهاوية؛ فإنك قُرَّة عيني، يا سيدي لا تكذب ظني بإحسانك ومعروفك؛ فإنك ثِقتي ورجائي، ولا تحرمني ثوابك؛ فإنك العارف بفقري، إلهي إن كان قد دنا أجلي، ولم يقرِّبني منك عملي، فقد جعلت الاعتراف إليك بذنبي وسائل عِللي، إلهي إن عفوت فمَن أولى منك بالعفو؟! وإن عذبتني فمَن أعدل منك في الحُكم؟! فارحم في هذه الدنيا غربتي، وعند الموت كُربتي، وفي القبر وَحدتي، وفي اللحد وحشتي، وإذا نشرت للحساب بين يديك ذلَّ موقفي, واغفر لي ما خفي على الآدميين من عملي، وأدِم لي ما به سترتني، وارحمني صريعًا على الفراش تُقلِّبني أيدي أحبتي، وتفضَّل عليَّ ممدودًا على المغتسل يُغسِّلني صالح جيرتي، وتحنَّن عليَّ محمولًا قد تناول الأقرباء أطراف جنازتي، وجُدْ عليَّ منقولًا قد نزلت بك وحيدًا في حفرتي، وارحم في ذلك البيت الجديد غربتي، حتى لا أستأنس بغيرك يا سيدي, فإنك إن وكلتني إلى نفسي هلكت. سيدي فبمن أستغيث إن لم تَقِلْني عثرتي، وإلى من أفزع إن فقدتُ عنايتك في ضَجعتي؟! وإلى من ألتجئ إن لم تُنفِّس كُربتي؟! سيدي من لي؟! ومَن يرحمني إن لم ترحمني؟! وفضلَ مَن أؤمِّل إن فقدت غفرانك، أو عدمت فضلك يوم فاقتي؟! وإلى من الفرار من الذنوب إذا انقضى أجلي؟! سيدي لا تعذِّبني وأنا أرجوك، إلهي حقِّق رجائي وآمن خوفي، فإن كثرة ذنوبي لا أرجو لها إلا عفوك، سيدي أنا أسألك ما لا أستحق، وأنت أهل التقوى وأهل المغفرة، فاغفر لي، وألبسني من نظرك ثوبًا يغطي عليَّ التبعات، وتغفرها لي، ولا أطالب بها إنك ذو مَنٍّ قديم, وصفح عظيم، وتجاوُز كريم، إلهي أنت الذي تفيض سيبك على من لا يسألك, وعلى الجاحدين بربوبيتك؛ فكيف سيدي، بمن سألك وأيقن أنَّ الخلق لك، والأمر إليك؟! تباركت وتعاليت يا رب العالمين، سيدي عبدك ببابك، أقامته الخَصاصة بين يديك، يقرع باب إحسانك بدعائه، ويستعطف جميل نظرك بمكنون رجائه، فلا تُعرِض بوجهك الكريم عني، واقبل مني ما أقول؛ فقد دعوتك بهذا الدعاء، وأنا أرجو ألا تردَّني، معرفةً مني برأفتك ورحمتك، إلهي أنت الذي لا يُحفيك سائل، ولا ينقصك نائل، أنت كما تقول, وفوق ما يقول القائلون، اللهم إني أسألك صبرًا جميلًا، وفرجًا قريبًا، وقولًا صادقًا، وأجرًا عظيمًا، وأسألك يا رب من الخير كله، ما علمتُ منه وما لم أعلم، وأسألك اللهم من خير ما سألك منه عبادك الصالحون، يا خير مَن سُئل, وأجود من أَعطى, صلِّ على محمد وآل محمد, وأعطني سؤلي في نفسي, وأهلي, ووالدي, وولدي, وأهل حزانتي, وإخواني فيك، وأرغِدْ عيشي, وأظهِرْ مروَّتي، وأصلح جميع أحوالي، واجعلني ممن أطلتَ عُمره وحسَّنت عمله، وأتممت عليه نعمتك، ورضيت عنه، وأحييته حياة طيبة في أدومِ السرور وأسبغِ الكرامة، وأتمِّ العيش؛ إنك تفعل ما تشاء, ولا تفعل ما يشاء غيرك، اللهم وخصَّني منك بخاصة ذِكرك، ولا تجعل شيئًا ممَّا أتقرب به إليك في آناء الليل وأطراف النهار رياءً ولا سمعة, ولا أشرًا ولا بطرًا، واجعلني لك من الخاشعين، اللهم وأعطني السَّعة في الرزق، والأمنَ في الوطن، وقرة العين في الأهل والمال والولد والمقام في نعمك عندي، والصحَّة في الجسم، والقوة في البدن، والسلامة في الدِّين، واستعملني بطاعتك وطاعة رسولك محمد صلواتك عليه وآله أبدًا ما استعمرتني، واجعلني من أوفر عبادك عندك نصيبًا في كلِّ خير أنزلتَه وأنت منزله في شهر رمضان في ليلة القدْر، وما أنت منزله في كل سَنَة من رحمة تنشرها، وعافية تلبسها، وبلية تدفعها, وحسنات تتقبَّلها، وسيئات تتجاوز عنها، وارزقني حجَّ بيتك الحرام في عامنا هذا، وفي كل عام، وارزقني رزقًا واسعًا من فضلك الواسع، واصرف عني يا سيِّدي الأسواء، واقض عني الدين والظلامات، حتى لا أتأذَّى بشيء منه، وخذ عني بأسماع أعدائي، وأبصار حسَّادي، والباغين علي، وانصرني عليهم، وأقرَّ عيني، وحقِّق ظني، وفرِّج قلبي، واجعل لي من همي وكَربي فرجًا، ومخرجًا، واجعل مَن أرادني بسوء من جميع خلقك تحت قدمي، واكفني شرَّ الشياطين، وشرَّ السلطان وسيئات عملي، وطهرني من الذنوب كلها، وأجِرني من النار بعفوك، وأدخلني الجنة برحمتك، وزوجني من الحور العين بفضلك، وألحقني بأوليائك الصالحين؛ محمد وآله الأبرار الطيبين الأخيار، صلواتك عليه وعليهم، وعلى أرواحهم وأجسادهم، ورحمة الله وبركاته، إلهي وسيدي، وعزَّتك وجلالك، لئن طالبتني بذنوبي، لأطالبنَّك بعفوك، ولئن طالبتني بلؤمي، لأطالبنك بكرمك، ولئن أدخلتني النار، لأخبرن أهل النار بحبِّي لك، إلهي وسيِّدي إن كنت لا تغفر إلا لأوليائك وأهل طاعتك، فإلى مَن يفزع المذنبون؟! وإن كنت لا تُكرم إلا أهل الوفاء بك، فبمن يستغيث المسيئون؟! إلهي إن أدخلتني النار ففي ذلك سرور عدوِّك، وإن أدخلتني الجنة ففي ذلك سرور نبيك، وأنا والله أعلم أن سرور نبيِّك أحبُّ إليك من سرور عدوِّك، اللهم إني أسألك أن تملأ قلبي حبًّا لك, وخشية منك، وتصديقًا لك، وإيمانًا بك، وفرَقًا منك، وشوقًا إليك يا ذا الجلال والإكرام, حبِّب إليَّ لقاءك، وأحبب لقائي، واجعل لي في لقائك الراحة والفرح والكرامة، اللهم ألحقني بصالح مَن مضى، واجعلني من صالح من بقي، وخذ بي سبيل الصالحين، وأعنِّي على نفسي بما تُعين به الصالحين على أنفسهم، ولا تردَّني في سوء استنقذتني منه أبدًا، واختم عملي بأحسنه، واجعل ثوابي منه الجنة، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إني أسألك إيمانًا لا أجَلَ له دون لقائك، أحيني ما أحييتني عليه، وتوفني إذا توفيتني عليه، وابعثني إذا بعثتني عليه، وأبرِئ قلبي من الرياء والسُّمعة والشكِّ في دِينك، حتى يكون عملي خالصًا لك، اللهم أعطني بصيرة في دِينك، وفَهمًا في حُكمك، وفقهًا في علمك، وكفلين من رحمتك، وورعًا يحجزني عن معاصيك، وبيِّض وجهي بنورك، واجعل رغبتي فيما عندك، وتوفني في سبيلك، وعلى ملَّة رسولك، صلواتك عليه وآله، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والفشل، والهمِّ والحَزَن، والجُبن والبخل، والغفلة والقسوة، والذلَّة والمسكنة، والفقر والفاقة، وكل بلية, والفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأعوذ بك من نفْس لا تقنع، وبطن لا يشبع، وقلب لا يخشع، ودعاء لا يُسمع، وعمل لا يَنفع، وأعوذ بك يا ربِّ، على نفسي ودِيني ومالي وعلى جميع ما رزقتني من الشيطان الرجيم، إنك أنت السميع العليم, اللهم إنه لن يُجيرني منك أحد، ولن أجد من دونك ملتحدًا، فلا تجعل نفْسي في شيء من عذابك، ولا تُرِدْني بهلكة، ولا تُرِدْني بعذاب أليم، اللهم تقبَّل مني، وأعْلِ ذِكري، وارفع درجتي، وحط وزري، ولا تذكرني بخطيئتي، واجعل ثواب مجلسي, وثواب منطقي, وثواب دعائي رضاك عني والجنة، وأعطني يا رب، جميعَ ما سألتُك، وزدني من فضلك، إني إليك راغب يا رب العالمين، اللهم إنك أنزلت في كتابك العفو، وأمرتَنا أن نعفو عمَّن ظلمنا، وقد ظلمنا أنفسنا، فاعف عنا؛ فإنك أولى بذلك منا، وأمرتنا أنْ لا نردَّ سائلًا عن أبوابنا، وقد جئناك سائلين، فلا تردنا إلا بقضاء حوائجنا، وأمرتنا بالإحسان إلى ما ملكت أيماننا، ونحن أرقَّاؤك، فأعتق رقابنا من النار, يا مَفزعي عند كُربتي، ويا غوثي عند شِدَّتي، إليك فزعت, وبك استغثت, وبك لُذتُ ولا ألوذ بسواك، ولا أطلب الفرج إلَّا بك ومنك، فصلِّ على محمد وآل محمد وأغثني، وفرِّج عني، يا مَن يقبل اليسير، ويعفو عن الكثير، اقبل مني اليسير، واعف عني الكثير؛ إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم إني أسألك إيمانًا تباشر به قلبي، ويقينًا حتى أعلمَ أنه لن يُصيبني إلا ما كتبتَ لي، ورضِّني من العيش بما قسمتَ لي، يا أرحم الراحمين)).
الدرجة: كذب، لا وجود له في كتب السُّنة، ويوجد في كتب الشيعة
5 - حديث: ((أن جبريل عليه السلام أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد, السلام يقرئك السلام ويخصُّك، وقد أوهبك هذا الدعاء، يا محمَّد، ما من عبد يدعو به وتكون خطاياه وذنوبه مثلَ أمواج البحار، وعددَ أوراق الأشجار، وقطرِ الأمطار, وبوزن السموات والأرض، إلَّا غفر الله تعالى ذلك كله له، يا محمَّد، هذا الدعاء مكتوب حول العرش، ومكتوب على حِيطان الجنة، وأبوابها، وجميع من فيها، أنا يا محمد، أنزل بالوحي ببركة هذا الدعاء، وأصعَد به، وبهذا الدعاء تُفتح أبواب الجنة يوم القيامة, وما من ملَك مقرَّب إلا تقرَّب إلى ربِّه ببركته، يا محمد، من قرأ هذا الدعاء تكون يدك في يده يوم القيامة، ومن قرأ هذا الدعاء يكون وجهه كالقمر ليلة البدر عند تمامه، والخَلق في عرَصات يوم القيامة ينظرون إليه كأنَّه نبيٌّ من الأنبياء، يا محمد، من صام يومًا واحدًا وقرأ هذا الدعاء ليلةَ الجمعة، أو يوم الجمعة، أو في أيِّ وقتٍ كان، أقومُ على قبره ومعي بُراق من نور، عليه سراج من ياقوت أحمر، فتقول الملائكة: يا إله السموات والأرض، من هذا العبد؟ فيجيبهم النداء: يا ملائكتي، هذا عبد من عبيدي قرأ الدعاء في عُمره مرة واحدة، ثم ينادي المنادي من قِبل الله تعالى: أنِ اصرفوه إلى جوار إبراهيم الخليل عليه السلام، وجوار محمَّد صلى الله عليه وسلم، يا محمد ما من عبد قرأ هذا الدعاء إلا غُفرت ذنوبه ولو كانت عددَ نجوم السماء، ومثلَ الرمل والحصى، وقطر الأمطار، وورق الأشجار، ووزن الجبال، وعدد ريش الطيور, وعدد الخلائق الأحياء والأموات، وعدد الوحوش والدواب، يغفر الله ذلك كلَّه ولو صارت البحار مِدادًا، والأشجار أقلامًا، والإنس، والجن، والملائكة، وخلق الأولين والآخرين يكتبون لي يومَ القيامة لفَنِي المداد، وتكسَّرت الأقلام، ولا يقدرون على حصر ثواب هذا الدعاء، وقال علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه ورضي عنه:كلَّما أشرع في الجهاد أقرأ هذا الدعاء، وكان الله ينصرني على الكفَّار ببركة هذا الدعاء, ومَن قرأ هذا الدعاء وهو مريض شفاه الله، أو كان فقيرًا أغناه الله، أو كان به هم وغم زال عنه، ومن كان عليه دَين خلُص منه، وإن كان في سجن وأكثر من قراءته خلَّصه الله، وكان له حرزًا من شر الشيطان، وجَور السلطان، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: قال لي جبريل: يا محمد، من قرأ هذا الدعاء بإخلاص قلب ونية على جبل، لزال من موضعه، أو قبر لا يعذِّب الله ذاك الميِّت بقبره، ولو كانت ذنوبه بالغةً ما بلغت؛ لأن فيه اسمَ الله، وكل من تعلَّم هذا الدعاء وعلَّمه لمؤمن، يكون له أجر عظيم عند الله، وتكون روحه مع أرواح الشهداء، ولا يموت حتى يرى ما أعدَّه الله من النعيم المقيم: بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا الله الملك الحقُّ المبين، لا إله إلا الله العدل اليقين، لا إله إلا الله، ربنا ورب آبائنا الأولين، سبحانك إني كنت من الظالمين، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وإليه المصير، وهو على كلِّ شيء قدير، لا إله إلا الله إقرارًا بربويته، سبحان الله خصوصًا لعظمته، اللهم يا نور السموات والأرض، يا عماد السموات والأرض، يا جبَّار السموات والأرض، يا ديَّان السموات والأرض، يا وارث السموات والأرض، يا مالك السموات والأرض، يا عظيم السموات والأرض، يا عالم السموات والأرض، يا قيوم السموات والأرض، يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة، اللهم إني أسألك أنَّ لك الحمد لا إله إلا أنت، الحنَّان، المنَّان، بديع السموات والأرض، ذو الجلال والإكرام، برحمتك يا أرحم الراحمين، بسم الله أصبحنا وأمسينا، أشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله، وأن الجنة حق، والنار حق، وأن الساعة آتيةٌ لا ريب فيها، وأن الله يبعث مَن في القبور، الحمد لله الذي لا يُرجى إلا فضله، الله أكبر ليس كمثله شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع البصير، اللهم إني أسألك في صلاتي ودُعائي بركةً تطهِّر بها قلبي، وتكشف بها كَربي، وتغفر بها ذنبي، وتُصلح بها أمري، وتُغني بها فقري، وتُذهب بها شرِّي، وتَكشف بها همي وغمي، وتَشفي بها سقمي، وتقضي بها دَيني، وتجلو بها حزني، وتجمع بها شملي، وتبيِّض بها وجهي يا أرحم الراحمين، اللهم إليك مددتُ يدي، وفيما عندك عظمتْ رغبتي، فاقبل توبتي، وارحم ضعف قوَّتي، واغفر خطيئتي، واقبل معذرتي، واجعل لي من كل خير نصيبًا، وإلى كل خير سبيلًا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا مُعطيَ لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت، ولا مقدِّم لما أخرت، ولا مؤخِّر لما قدمت، اللهم أنت الحليم فلا تعجل، وأنت الجواد فلا تبخل، وأنت العزيز فلا تذل، وأنت المنيع فلا ترام، وأنت المجير فلا تُضام، وأنت على كل شيء قدير، اللهم لا تحرمني سَعة رحمتك، وسبوغ نعمتك، وشمول عافيتك، وجزيل عطائك، ولا تمنع عني مواهبك لسوء ما عندي، ولا تجازني بقبيح عملي، ولا تصرِفْ وجهك الكريم عني، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم لا تحرمني وأنا أدعوك، ولا تخيِّبني وأنا أرجوك، اللهم إني أسألك يا فارجَ الهم، يا كاشف الغم، يا مجيب دعوة المضطر، يا رحمن الدنيا، يا رحيم الآخرة، ارحمني برحمتك، اللهم لك أسلمتُ، وبك آمنت، وعليك توكلت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدَّمتُ وما أخَّرت، وما أسررت وما أعلنت، وأنت المقدِّم وأنت المؤخِّر، لا إله إلا أنت، الأول والآخِر، والظاهر والباطن، عليك توكلت، وأنت رب العرش العظيم، اللهم آتِ نفسي تقواها، وزكِّها أنت خير من زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها، يا رب العالمين، اللهم إني أسألك مسألة البائس الفقير، وأدعوك دعاء المفتقر الذليل، لا تجعلني بدعائك ربي شقيًّا، وكن بي رؤوفًا رحيمًا، يا حي يا قيوم، يا خير المسؤولين، يا أكرم المعطين، يا ربَّ العالمين. اللهم ربَّ جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل، اعصمني من فتن الدنيا، ووفقني لما تحب وترضى، وثبِّتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ولا تضلني بعد أن هديتني، وكن لي عونًا ومعينًا، وحافظًا وناصرًا, آمين يا ربَّ العالمين. اللهم استر عورتي، وأقِلْ عثرتي، واحفظني من بين يدي, ومن خلفي، وعن يميني, وعن شمالي، ومن فوقي, ومن تحتي, ولا تجعلني من الغافلين، اللهم إني أسألك الصبر عند القضاء, ومنازل الشهداء، وعَيشَ السعداء, والنصرَ على الأعداء، ومرافقةَ الأنبياء, والفوز بالجنة، والنجاة من النار، يا رب العالمين، اللهم إني أسألك، يا رفيع الدرجات، يا مُنزل البركات، يا فاطر الأرضين والسموات، أسألك يا ألله، يا من ضجت إليك الأصوات بأصناف اللغات، يسألونك الحاجات، حاجتي عليك لا تبخل علي في دار البلاء، إذا نسيني أهل الدنيا والأهل والغرباء، واعف عني ولا تؤاخذني بذنوبي برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إني أسألك بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيك، وإبراهيم خليلك، وموسى كليمك، وعيسى نجيِّك ورُوحك، وبتوراة موسى، وإنجيل عيسى، وزَبور داود, وفرقان محمد صلى الله عليه وسلم، وبكل وحي أوحيتَه, أو قضاء قضيتَه، أو سائل أعطيتَه، أو غنيٍّ أغنيتَه، أو ضالٍّ هديتَه، أسألك باسمك الطهر الطاهر، الأحد الصمد, الوتر القادر المقتدر، أن ترزقني بحفظ القرآن, والعلم النافع, وتخلطه بلحمي, ودمي, وسمعي, وبصري، وتستعمل به جسدي، وجوارحي, وبدني, ما أبقيتني بحولك وقوَّتك، يا ربَّ العالمين، سبحان الذي تقدَّس عن الأشباه ذاته، ونزَّه عن مشابهة الأمثال صفاتِه، واحد لا من قلة، وموجود لا من علَّة، بالبر معروف، بالإحسان موصوف، معروف بلا غاية، وموصوف بلا نهاية، أول بلا ابتداء، آخِر بلا انقضاء، ولا يُنسب إليه البنون، ولا يُفنيه تداول الأوقات، ولا توهنه السِّنون، كل المخلوقات قهر لعظمته، وأمره بين الكاف والنون، بذكره أَنِس المخلصون، وبرؤيته تقرُّ العيون، وبتوحيده ابتهج الموحِّدون، هدَى أهلَ طاعته إلى صراطه المستقيم, وأباح أهل محبته جنات النعيم, وعلِم عدد أنفُس مخلوقاته بعلمه القديم، يرى حركات أرجل النمل في جُنح الليل البهيم، ويسبِّحه الطير في وكره، ويمجِّده الوحش في قَفره, محيط بعمل العبد سرِّه وجهره، وكفيل للمؤمنين بتأييده ونصره، وتطمئنُّ القلوب الوجلة بذِكره, وكشْف ضرِّه, ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره، أحاط بكل شيء علمًا، وغفَر ذنوب المسلمين كرمًا وحِلمًا، ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير، اللهم اكفنا السوء بما شئت، وكيف شئت؛ إنك على كل ما تشاء قدير، يا نعم المولى ونعم النصير، غفرانك ربنا وإليك المصير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، سبحانك لا نُحصي ثناءً عليك, كما أثنيت على نفسك، جلَّ وجهك، عزَّ جاهك، يفعل الله ما يشاء بقُدرته، ويحكم ما يريد بعزَّته، يا حي يا قيوم، يا بديع السموات والأرض, يا ذا الجلال والإكرام، لا إله إلا الله، برحمتك نستعين, يا غيثَ المستغيثين، أغِثْنا بجاه محمد صلى الله عليه وسلم, لا اله إلا أنت، بجاه محمد صلى الله عليه وسلم أغِثْنا, يا خير الراحمين يا رحمن يا رحيم، لا إله إلا أنت، بجاه محمَّد صلى الله عليه وسلم ارزقنا؛ فأنت خير الرازقين، لا إله إلا أنت، بجاه محمد صلى الله عليه وسلم استرنا يا خير الساترين، لا إله إلا أنت، بجاه محمد صلى الله عليه وسلم أيقِظْنا يا خير من أيقظ الغافلين، لا إله إلا أنت، بجاه محمد صلى الله عليه وسلم أصلِحْنا يا مَن أصلح الصالحين، يا قُرَّةَ عين العابدين، لا إله إلا أنت عدد ما رددت، سبحان الله عدد ما سبَّح به جميع خلقه, سبحان من هو محتجب عن كل عين، سبحان من هو عالم بما في جوف البحار، سبحان من هو مدبِّر الأمور، سبحان من هو باعث مَن في القبور، سبحان مَن هو ليس له شريك ولا نظير، ولا وزير، وهو على كل شيء قدير، اللهم صلِّ على محمد, وعلى آل محمد, واجعلنا على الإسلام ثابتين، ولفرائضك مؤدِّين, وبسُنة نبيك محمَّد صلى الله عليه وسلم متمسكين، وعلى الصلاة محافظين, وللزكاة فاعلين, ولرِضاك مبتغين, وبقضائك راضين، وإليك راغبين، يا حي يا قيوم، إنك جواد كريم، برحمتك يا أرحم الراحمين، لا إله إلا أنت راحم المساكين، ومعين الأعفَّاء، ومثبِّت الشاكرين، الحمد لله جبار السموات، عالم الخفيَّات، منزل البركات، كريم مجيد، اللهم اجعل النور النافع في قلبي وبصري، والشياطين منهزمين عني، والصالحين قرناي، والعلماء أصفيائي، والجنة مأواي, والفوز نجاتي، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إني أصبحت وأمسيت في ذمَّتك وجوارك, وكنفك وعيانك, وأمنك وعافيتك ومعافاتك، على فطرة الإسلام, وكلمة الإخلاص, وملَّة إبراهيم عليه السلام, ودِين محمد صلى الله عليه وسلم، الحمد لله حمدًا يكون عليه تمام الشكر بما أنعمت علينا، الحمد لله الواحد القهَّار، العزيز الجبار, الرحيم الغفار، لا تخفى عليه الأسرار, ولا تدركه الأبصار, وكل شيء عنده بمقدار، اللهم اجعلْ صباحنا خير صباح، ومساءنا خير مساء، وأعِذْنا من كل ذنب، لا اله إلا أنت، بجاه محمَّد صلى الله عليه وسلم تُبْ علينا؛ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فاستجبنا له ونجيناه من الغم، وكذلك نُنجي المؤمنين، اللهم يا كبيرُ فوق كل كبير، يا سميع يا بصير، يا من لا شريك له ولا وزير، يا خالقَ السموات والأرَضين، والشمس والقمر المنير، يا عصمة البائس الفقير, الخائف المستجير، ويا رازق الطفل الصغير، يا جبار العظم الكسير، ويا قاصم كل جبار عنيد، أسألك وأدعوك دعاء البائس الفقير، ودعاء المطر الضرير، وأسألك بمقاعد العزِّ من عرشك، ومفاتح الرحمة من كتابك الكريم, وبأسمائك الحسنى وأسرارك المتَّصلة، أن تغفر لي برحمتك, وترحمني, وتسترني, وتكفيني همِّي، وغمي, وحُزني, وتغفر لي ذنوبي, وترزقني توبة خالصة, وعلمًا نافعًا, ويقينًا صادقًا, وأن ترزقني حسن الخاتمة, وأن تكفيني شرَّ الدنيا والآخرة, وأن تفرِّج عني كل ضيق وشدة, وأن تختم بالصالحات أعمالنا, وتقضي حوائجنا, يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام، برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلَّى الله على سيدنا نبي الرحمة, وكاشف الغُمَّة, وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا, والحمد لله ربِّ العالمين)).
الدرجة: كذب موضوع
6 - ((اللهم إن كان رزقي في السماء، فأنزلْه, وإن كان رزقي في الأرض، فأخرجه, وإن كان رزقي بعيدًا، فقرِّبه, وإن كان رزقي قريبًا، فأظهره, وإن كان رزقي قليلًا، فزِدْه, وإن كان رزقي كثيرًا، فبارِكْه)).
الدرجة: ليس بحديث
7 - ((قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت حجَّة الوداع، وبعدها نزل قول الله عز وجل: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [المائدة: 3], فبكى أبو بكر الصِّديق عند سماعه هذه الآية, فقالوا له: ما يُبكيك يا أبا بكر؟ إنها آية مِثل كل آية نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم! فقال: هذا نَعي رسول الله صلى الله عليه وسلم, وعاد الرسول صلى الله عليه وسلم, وقبل الوفاه بـتسعة أيام نزلت آخِر آية من القرآن: وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ [البقرة: 281], وبدأ الوجع يظهر على الرسول صلى الله عليه وسلم, فقال: أريد أن أزور شهداء أحد, فذهب إلى شهداء أحد, ووقف على قبور الشهداء, وقال: السلام عليكم يا شهداء أحد، أنتم السابقون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وإني إن شاء الله بكم لاحق. وأثناء رجوعه من الزيارة بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم, قالوا: ما يُبكيك يا رسول الله؟ قال: اشتقت إلى إخواني, قالوا: أوَلسنا إخوانك يا رسول الله؟! قال: لا, أنتم أصحابي، أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني. وعاد الرسول صلى الله عليه وسلم, وقبل الوفاة بـثلاثة أيام بدأ الوجع يشتدُّ عليه, وكان في بيت السيدة ميمونة, فقال: اجمعوا زوجاتي, فجمعت الزوجات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتأذنون لي أن أُمرَّض في بيت عائشة؟ فقلن: نأذن لك يا رسول الله, فأراد أن يقوم فما استطاع، فجاء علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فحملَا النبي صلى الله عليه وسلم، وخرجا به من حجرة السيدة ميمونة رضي الله عنها إلى حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها، فرآه الصحابة على هذا الحال لأول مرة, فيبدأ الصحابة في السؤال بهلع: ماذا حل برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ماذا أحل برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فتجمع الناس في المسجد وامتلأ, وتزاحم الناس عليه, فبدأ العرق يتصبب من النبي صلى الله عليه وسلم بغزارة, فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها: لم أرَ في حياتي أحدًا يتصبب عرقًا بهذا الشكل. فتقول: كنت آخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم, وأمسح بها وجهه؛ لأنَّ يد النبي صلى الله عليه وسلم أكرم وأطيب من يدي. وتقول: فأسمعه يقول: لا إله إلا الله, إن للموت لسكرات. فتقول السيدة عائشة: فكثر اللغط (أي الحديث) في المسجد؛ إشفاقًا على الرسول صلى الله عليه وسلم: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما هذا؟ فقالوا: يا رسول الله، يخافون عليك. فقال: احملوني إليهم, فأراد أن يقوم فما استطاع, فصبوا عليه سبع قِرب من الماء حتى يُفيق، فحُمل النبي صلى الله عليه وسلم وصعِد إلى المنبر، فقال النبي صلى الله عليه: أيها الناس، كأنكم تخافون عليّ؟! فقالوا: نعم يا رسول الله, فقال: أيها الناس، موعدكم معي ليس الدنيا، موعدكم معي عند الحوض, والله لكأني أنظر إليه من مقامي هذا، أيها الناس، والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم، فتُهلككم كما أهلكتهم، ثم قال: أيها الناس، اللهَ الله في الصلاة، الله الله في الصلاة - بمعنى أستحلفكم بالله العظيم أن تحافظوا على الصلاة - وظل يردِّدها, ثم قال: أيها الناس، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء، أوصيكم بالنساء خيرًا، ثم قال: أيها الناس، إنَّ عبدًا خيَّره الله بين الدنيا وبين ما عند الله، فاختار ما عند الله, فلم يفهم أحد قصده من هذه الجملة، وكان يقصد نفسَه, سيدنا أبو بكر هو الوحيد الذي فهم هذه الجملة، فانفجر بالبكاء, وعلا نحيبه، ووقف, وقاطع النبي صلى الله عليه وسلم, وقال: فدَيْناك بآبائنا، فديناك بأمهاتنا، فديناك بأولادنا، فديناك بأزواجنا, فديناك بأموالنا، وظل يردِّدها, فنظر الناس إلى أبي بكر، كيف يقاطع النبي صلى الله عليه وسلم, فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يدافع عن أبي بكر رضي الله عنه قائلًا: أيها الناس، دعوا أبا بكر؛ فما منكم من أحد كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به، إلا أبو بكر لم أستطع مكافأته، فتركت مكافأته إلى الله عز وجل، كل الأبواب إلى المسجد تُسدُّ إلا باب أبي بكر لا يُسدُّ أبدًا. وأخيرًا قبل نزوله من المنبر بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعاء للمسلمين قبل الوفاة، كآخِر دعوات لهم, فقال: آواكم الله، حفظكم الله، نصركم الله، ثبَّتكم الله، أيَّدكم الله، وآخر كلمة قالها، آخر كلمة موجَّهة للأمة من على منبره قبل نزوله قال: أيها الناس، أقرِئوا مني السلام كلَّ مَن تبعني من أمتي إلى يوم القيامة. وحُمل مرة أخرى إلى بيته, وهو هناك دخل عليه عبد الرحمن بن أبي بكر وفي يده سواك، فظل النبي صلى الله عليه وسلم, ينظر إلى السواك، ولكنه لم يستطيع أن يطلبه من شدَّة مرضه. ففهمتِ السيدة عائشة رضي الله عنها من نظرة النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذت السواك من عبد الرحمن ووضعتْه في فم النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يستطع أن يستاك به، فأخذته من النبي وجعلتْ تليِّنه بفمها وردَّته للنبي صلى الله عليه وسلم مرة أخرى؛ حتى يكون طريًّا عليه, فقالت: كان آخر شيء دخل جوف النبي صلى الله عليه وسلم هو ريقي، فكان مِن فضل الله عليَّ أن جمع بين ريقي وريق النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت. تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: ثم دخلت فاطمة رضي الله عنها بنتُ النبي صلى الله عليه وسلم، فلما دخلت بكت؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستطع القيام؛ لأنه كان يُقبِّلها بين عينيها كلما جاءت إليه, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ادني مني يا فاطمة, فحدَّثها النبي صلى الله عليه وسلم في أذنها، فبكت أكثر، فلما بكت قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ادني مني يا فاطمة, فحدَّثها مرة أخرى في أذنها، فضحكت, بعد وفاته سُئلت: ماذا قال لك النبي صلى الله عليه وسلم, فقالت: قال لي في المرة الأولى: يا فاطمة، إني ميت الليلة, فبكيت، فلما وجدني أبكي قال: يا فاطمة، أنت أوَّل أهلي لحاقًا بي, فضحكت. تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: أخْرِجوا مَن عندي في البيت, وقال: ادني مني يا عائشة, فنام النبي صلى الله عليه وسلم على صدر زوجته، ويرفع يده للسماء, ويقول: بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى, تقول: السيدة عائشة: فعرفتُ أنه يُخيَّر, دخل سيدنا جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم, وقال: يا رسول الله، ملَك الموت بالباب، يستأذن أن يدخل عليك، وما استأذن على أحد من قبلك, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ائذن له يا جبريل, فدخل ملك الموت على النيى صلى الله عليه وسلم, وقال: السلام عليك يا رسول الله، أرسلني الله أُخيِّرك بين البقاء في الدنيا، وبين أن تلحق بالله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى، ووقف ملك الموت عند رأس النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: أيتها الرُّوح الطيبة، رُوح محمد بن عبد الله، اخرجي إلى رِضا من الله ورضوان، ورب راضٍ غير غضبان, تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: فسقطت يدُ النبي صلى الله عليه وسلم وثقُل رأسه في صدري، فعرفت أنه قد مات, فلم أدري ما أفعل! فما كان مني غير أن خرجت من حُجرتي وفتحت بابي الذي يطلُّ على الرجال في المسجد، وأقول: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم! مات رسول الله صلى الله عليه وسلم! تقول: فانفجر المسجد بالبكاء؛ فهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أقعد، وهذا عثمان بن عفان كالصبي يُؤخذ بيده يمنى ويُسرى, وهذا عمر بن الخطاب يرفع سيفه، ويقول: مَن قال: إنه قد مات، قطعت رأسه؛ إنه ذهب للِقاء ربه كما ذهب موسى للقاء ربه، وسيعود ويقتُل مَن قال: إنه قد مات، أما أثبت الناس فكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه؛ دخل على النبي صلى الله عليه وسلم واحتضنه، وقال: وا خليلاه! وا صفياه! وا حبيباه! وا نبياه! وقبَّل النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: طِبتَ حيًّا وطبت ميتًا يا رسول الله، ثم خرج يقول: مَن كان يعبد محمدًا، فإنَّ محمدًا قد مات، ومَن كان يعبد الله، فإن الله حي لا يموت, ويسقط السيف من يد عمر بن الخطاب، يقول: فعرفت أنه قد مات, ويقول: فخرجت أَجري أبحث عن مكان أجلس فيه وحدي؛ لأبكي وحدي, ودُفن النبي صلى الله عليه وسلم، والسيدة فاطمة رضي الله عنها تقول: أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب على وجه النبي صلى الله عليه وسلم؟! ووقفت تَنعي النبي صلى الله عليه وسلم، وتقول: يا أبتاه، أجاب ربًّا دعاه، يا أبتاه، جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه، إلى جبريل ننعاه)).
الدرجة: لا يصح بهذا التمام، وفيه عبارات موضوعة
8 - حديث: زيارة إبليس اللعين للنبي صلى الله عليه وسلم في بيت رجل من الأنصار: عن معاذ بن جبل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((كنا مع رسول الله في بيت رجل من الأنصار في جماعة، فنادى منادٍ: يا أهل المنزل، أتأذنون لي بالدخول ولكم إليَّ حاجة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتعلمون مَن المنادي؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم. فقال رسولُ الله: هذا إبليس اللعين، لَعَنَه الله تعالى. فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أتأذن لي يا رسولَ الله، أن أقتله؟ فقال النبي: مهلًا يا عمر! أما علمتَ أنه من المُنظَرين إلى يوم الوقت المعلوم؟ لكن افتحوا له الباب؛ فإنه مأمور، فافهموا عنه ما يقول، واسمعوا منه ما يحدِّثكم. قال ابن عباس رضي الله عنهما: فَفُتِحَ له الباب فدخل علينا، فإذا هو شيخ أعور، وفي لحيته سبعُ شَعَرات كشعر الفرس الكبير، وأنيابه خارجة كأنياب الخِنزير، وشَفتاه كشفتَي الثور. فقال: السلام عليك يا محمد. السلام عليكم يا جماعة المسلمين. فقال النبي: السلام لله يا لعين، قد سمعتُ حاجتك؛ ما هي؟ فقال له إبليس: يا محمد، ما جئتك اختيارًا، ولكن جئتك اضطرارًا. فقال النبي: وما الذي اضطرَّك يا لعين؟ فقال: أتاني ملَك من عند ربِّ العزة فقال: إن الله تعالى يأمرك أن تأتي لمحمد وأنت صاغر ذليل متواضع، وتُخبره كيف مَكرُكَ ببني آدم، وكيف إغواؤك لهم، وتَصدُقَه في أيِّ شيء يسألك، فوعِزتي وجلالي، لئن كذبتَه بكذبة واحدة ولم تَصدُقْه، لأجعلنَّك رَمادًا تذروه الرِّياح، ولأشمتنَّ الأعداءَ بك، وقد جئتُك يا محمد كما أُمرت، فاسأل عمَّا شئت، فإن لم أَصدُقْك فيما سألتني عنه شَمَتَت بي الأعداء، وما شيء أصعب من شماتة الأعداء. فقال رسول الله: إن كنت صادقًا، فأخبرني مَن أبغضُ الناس إليك؟ فقال: أنت يا محمد أبغضُ خَلْق الله إليَّ، ومَن هو عليَّ مثلك. فقال النبي: ماذا تُبغض أيضًا؟ فقال: شابٌّ تقيٌّ وهَب نفسه لله تعالى. قال: ثم مَن؟ فقال: عالم وَرِع. قال: ثم مَن؟ فقال: مَن يدوم على طهارة ثلاثة. قال: ثم مَن؟ فقال: فقير صبور إذا لم يصِفْ فقرَه لأحد، ولم يَشكُ ضرَّه. فقال: وما يُدريك أنه صبور؟ فقال: يا محمد، إذا شكا ضُرَّه لمخلوق مثله ثلاثة أيام، لم يكتب الله له عملُ الصابرين. فقال: ثم مَن؟ فقال: غنيٌّ شاكر. فقال النبي: وما يُدريك أنه شكور؟ فقال: إذا رأيته يأخُذ من حِلِّه، ويضعه في محلِّه. فقال النبي: كيف يكون حالُك إذا قامت أمَّتي إلى الصلاة؟ فقال: يا محمد تلحقني الحُمَّى والرعدة. فقال: وَلِمَ يا لعين؟ فقال: إن العبد إذا سجد لله سجدة، رفعه الله درجة. فقال: فإذا صاموا؟ فقال: أكون مقيدًا حتى يُفطروا. فقال: فإذا حجُّوا؟ فقال: أكون مجنونًا. فقال: فإذا قرؤوا القرآن؟ فقال: أذوب كما يذوب الرَّصاص على النار. فقال: فإذا تصدَّقوا؟ فقال: فكأنما يأخُذ المتصدِّقُ المنشارَ, فيجعلني قطعتين. فقال له النبي: وَلِمَ ذلك يا أبا مُرّة؟ فقال: إن في الصدقة أربعَ خصال، وهي: أن الله تعالى يُنزِلُ في ماله البركة، ويحببه إلى حياته، ويجعل صدقته حجابًا بينه وبين النار، ويَدفع بها عنه العاهات والبلايا. فقال له النبي: فما تقول في أبي بكر؟ فقال: يا محمد، لَم يُطعني في الجاهلية؛ فكيف يُطيعني في الإسلام؟! فقال: فما تقول في عمر بن الخطاب؟ فقال: والله ما لقيته إلَّا وهربت منه. فقال: فما تقول في عثمان بن عفان؟ فقال: أستحي ممَّن استحت منه ملائكة الرحمن. فقال: فما تقول في علي بن أبي طالب؟ فقال: ليتني سلمتُ منه رأسًا برأس، ويتركني وأتركه، ولكنه لم يفعل ذلك قط. فقال رسول الله: الحمد لله الذي أسعَدَ أمَّتي وأشقاك إلى يوم معلوم. فقال له إبليس اللعين: هيهات هيهات! وأين سعادة أمتك وأنا حيٌّ لا أموت إلى يوم معلوم؟! وكيف تفرح على أمتك وأنا أَدخل عليهم في مجاري الدَّم واللحم وهم لا يروني، فوالذي خلقني وأنظَرَني إلى يوم يُبعثون، لأغوينهم أجمعين؛ جاهلهم، وعالمهم، وأمَّيهم، وقارئهم, وفاجرهم، وعابدهم، إلَّا عباد الله المخلصين. فقال: ومَن هم المخلصون عندك؟ فقال: أما علمت يا محمد، أنَّ مَن أحب الدرهم والدينار ليس بمخلص لله تعالى، وإذا رأيتُ الرجل لا يحب الدرهم والدينار، ولا يحب المدح والثناء، علمتُ أنه مخلص لله تعالى فتركته، وأن العبد ما دام يحب المال والثناء، وقلبه متعلِّق بشهوات الدنيا فإنَّه أطوع مما أصف لكم! أمَا علمت أن حب المال من أكبر الكبائر يا محمد، أمَا علمت أن حب الرياسة من أكبر الكبائر، وأن التكبُّر من أكبر الكبائر. يا محمد، أمَا علمت أن لي سبعين ألف ولد، ولكل ولد منهم سبعون ألف شيطان، فمنهم من قد وَكَّلتُه بالعلماء، ومنهم قد وكَّلته بالشباب، ومنهم من وكَّلته بالمشايخ، ومنهم من وكَّلته بالعجائز، أما الشبَّان فليس بيننا وبينهم خلاف، وأمَّا الصبيان فيلعبون بهم كيف شاؤوا، ومنهم مَن قد وكَّلته بالعُبَّاد، ومنهم من قد وكلته بالزهاد، فيدخلون عليهم فيخرجونهم من حال إلى حال، ومن باب إلى باب، حتى يسبُّوهم بسبب من الأسباب، فآخذ منهم الإخلاص، وهم يعبدون الله تعالى بغير إخلاص وما يشعرون. أما علمت يا محمد أن (برصيص) الراهب أخلص لله سبعين سنةً، كان يُعافي بدعوته كلَّ مَن كان سقيمًا، فلم أتركه حتى زنى، وقتَل، وكفر، وهو الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز بقوله تعالى: كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ [الحشر: 16] أمَا علمت يا محمد أن الكذب منِّي، وأنا أول مَن كذب، ومَن كذب فهو صديقي، ومَن حلف بالله كاذبًا فهو حبيبي، أمَا علمت يا محمد أني حلفت لآدمَ وحواء بالله إنِّي لَكَمُا لَمِنَ النَّاصِحِينَ؟ فاليمين الكاذبة سرور قلبي، والغِيبة والنميمة فاكهتي وفرحي، وشهادة الزور قُرَّة عيني ورِضاي، ومَن حلف بالطلاق يوشك أن يأثم، ولو كان مرة واحدة، ولو كان صادقًا، فإنه مَن عَوَّدَ لسانه بالطلاق، حُرِّمَت عليه زوجته، ثم لا يزالون يتناسلون إلى يوم القيامة، فيكونون كلهم أولاد زنا، فيدخلون النار من أجل كلمة. يا محمد، إن من أمتك مَن يؤخر الصلاة ساعة فساعة، كلما يريد أن يقوم إلى الصلاة لَزِمتُه، فأوسوس له، وأقول له: الوقت باقٍ، وأنت في شغل، حتى يؤخرها، ويصليها في غير وقتها، فَيُضرَبَ بها في وجهه، فإن هو غلبني، أرسلتُ إليه واحدة من شياطين الإنس, تشغله عن وقتها، فإن غلبني في ذلك تركتُه، حتى إذا كان في الصلاة قلت له: انظر يمينًا وشمالًا، فينظر، فعند ذلك أمسح بيدي على وجه، وأُقَبِّلُ ما بين عينيه، وأقول له قد أتيت ما لا يصح أبدًا، وأنت تعلم يا محمد، من أَكثَرَ الالتفات في الصلاة يُضرَب، فإذا صلى وحده أمرته بالعجلة، فينقرها كما ينقر الديك الحَبة، ويبادر بها، فإن غلبني وصلى في الجماعة، ألجمتُه بلجام، ثم أرفع رأسه قبل الإمام، وأضعه قبل الإمام، وأنت تعلم أنَّ مَن فعل ذلك بطلت صلاته، ويمسخ الله رأسه رأس حمار يوم القيامة، فإن غلبني في ذلك أمرته أن يُفرقع أصابعه في الصلاة؛ حتى يكون من المسبحين لي وهو في الصلاة، فإن غلبَني في ذلك، نفختُ في أنفه؛ حتى يتثاءبَ وهو في الصلاة، فإن لم يضع يده على فِيه، دخل الشيطان في جوفه، فيزداد بذلك حرصًا في الدنيا، وحبًّا لها، ويكون سميعًا مطيعًا لنا، وأي سعادة لأمتك، وأنا آمر المسكين أن يدعَ الصلاة، وأقول: ليست عليك صلاة، إنما هي على الذي أنعم الله عليه بالعافية؛ لأن الله تعالى يقول: وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ [النور: 61]، وإذا أفقت صليت ما عليك حتى يموت كافرًا، فإذا مات تاركًا للصلاة وهو في مرضه، لقِي الله تعالى وهو غضبان عليه. يا محمد، وإن كنت كذبت، أو زغت، فأسأل الله أن يجعلني رَمادًا، يا محمد، أتفرح بأمتك وأنا أُخرج سُدس أمتك من الإسلام؟! فقال النبي: يا لعين، مَن جليسك؟ فقال: آكِل الربا. فقال: فمَن صديقك؟ فقال: الزاني. فقال: فمَن ضجيعك؟ فقال: السَّكران. فقال: فمَن ضيفك؟ فقال: السارق. فقال: فمَن رسولك؟ فقال: الساحر. فقال: فما قُرَّة عينيك؟ فقال: الحلف بالطلاق. فقال: فمَن حبيبك؟ فقال: تارك صلاة الجُمعة. فقال رسول الله: يا لعين، فما يكسر ظهرك؟ فقال: صَهيل الخيل في سبيل الله. فقال: فما يُذيب جسمك؟ فقال: توبة التائب. فقال: فما يُنضج كبدك؟ فقال: كثرة الاستغفار لله تعالى بالليل والنهار. فقال: فما يُخزي وجهك؟ فقال: صدقة السِّر. فقال: فما يطمس عينيك؟ فقال: صلاة الفجر. فقال: فما يقمع رأسك؟ فقال: كثرة الصلاة في الجماعة. قال: فمن أسعد الناس عندك؟ فقال: تارك الصلاة عامدًا. فقال: فأيُّ الناس أشقى عندك؟ فقال: البخلاء. فقال: فما يَشغلك عن عملك؟ فقال: مجالس العلماء. فقال: فكيف تأكل؟ فقال: بشِمالي وبإصبعي. فقال: فأين يستظل أولادك في وقت الحَرور والسَّموم؟ فقال: تحت أظفار الإنسان. فقال النبي: فكم سألتَ من ربك حاجة؟ فقال: عشرة أشياء. فقال: فما هي يا لعين؟ فقال: سألته أن يُشرِكني في بني آدم في مالهم، وولدهم، فأشركني فيهم، وذلك قوله تعالى: وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا [الإسراء: 64], وكل مال لا يُزَكَّى فإني آكل منه، وآكل من كل طعام خالطه الربا والحرام، وكل مال لا يُتَعَوَّذ عليه من الشيطان الرجيم، وكل مَن لا يتعوذ عند الجِماع إذا جامع زوجته، فإنَّ الشيطان يجامع معه، فيأتي الولد سامعًا ومطيعًا، ومن ركِب دابة يسير عليها في غير طلب حلال، فإني رفيقه؛ لقوله تعالى: وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ [الإسراء: 64]. وسألته أن يجعل لي بيتًا، فكان الحمام لي بيتًا. وسألته أن يجعل لي مسجدًا، فكان الأسواق. وسألته أن يجعل لي قرآنًا، فكان الشِّعر. وسألته أن يجعل لي ضجيعًا، فكان السكران. وسألته أن يجعل لي أعوانًا، فكان القَدَرية. وسألته أن يجعل لي إخوانًا، فكان الذين يُنفقون أموالهم في المعصية، ثم تلا قوله تعالى: إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ [الإسراء: 27]. فقال النبي: لولا أتيتني بتصديق كل قول بآية من كتاب الله تعالى ما صدقتُك. فقال: يا محمد، سألت الله تعالى أن أرى بنى آدم وهم لا يروني، فأجراني على عروقهم مجرى الدم، أجول بنفسي كيف شئتُ، وإن شئتُ في ساعة واحدة، فقال الله تعالى: لك ما سألت. وأنا أفتخر بذلك إلى يوم القيامة، وإن من معي أكثر ممن معك، وأكثر ذرية آدم معي إلى يوم القيامة، وإن لي ولدًا سميته عتمة، يبول في أذن العبد إذا نام عن صلاة الجماعة، ولولا ذلك ما وجد الناس نومًا حتى يؤدوا الصلاة، وإن لي ولدًا سميته المتقاضي، فإذا عمل العبد طاعة سرًّا، وأراد أن يكتمها لا يزال يتقاضى به بين الناس حتى يخبر بها الناس، فيمحو الله تعالى تسعةً وتسعين ثوابًا من مئة ثواب. وإنَّ لي ولدًا سميتُه كحيلًا، وهو الذي يكحِّل عيون الناس في مجلس العلماء وعند خطبة الخطيب حتى ينام عند سماع كلام العلماء فلا يكتب له ثواب أبدًا، وما من امرأة تخرج إلا قعد الشيطان عند مؤخرها وشيطان يقعد في حجرها يزينها للناظرين ويقولان لها: اخرِجي يدَك فتخرج يدها ثم تبرز ظفرها فتهتك، ثم قال: يا محمد ليس لي من الإضلال شيء إنما موسوس ومزيِّن ولو كان الإضلال بيدي ما تركت أحدًا على وجه الأرض ممن يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ولا صائمًا ولا مصليًا، كما أنه ليس لك من الهداية شيء بل أنت رسول الله ومبلغ ولو كان بيدك ما تركت على وجه الأرض كافرًا، وإنما أنت حجة الله تعالى على خلقه، وأنا سبب لمن سبقت له الشقاوة، والسعيد من أسعده الله في بطن أمه والشقي من أشقاه الله في بطن أمه، فقرأ رسول الله قوله تعالى: {ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك}، ثم قرأ قوله تعالى: {وكان أمر الله قدرًا مقدورا}، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا مرة هل لك أن تتوب وترجع إلى الله تعالى وأنا أضمن لك الجنة؟ فقال: يا رسول الله قد قضي الأمر وجف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة؟ فسبحان من جعلك سيد الأنبياء والمرسلين وخطيب أهل الجنة فيها وخصَّك واصطفاك؟ وجعلني سيد الأشقياء وخطيب أهل النار، وأنا شقي مطرود وهذا آخر ما أخبرتك عنه وقد صدقت فيه.
الدرجة: كذب موضوع
9 - ((عندما ذهب سيِّدنَا موسى للقاء ربه، قال موسى: يا ربِّ، إني أجد في الألواح أمَّة هي خير أمَّة أُخرجت للناس؛ يأمرون بالمعروف, وينهون عن المنكر، ربِّ، اجعلهم أمتي، قال ربُّ العزة: تلك أمَّة أحمد، قال موسى: ربِّ، إني أجد في الألواح أمَّة هم الآخِرون في الخَلق، السابقون في دخول الجنة، ربِّ، اجعلهم أمَّتي، قال ربُّ العزة: تلك أمَّة أحمد، قال موسى: ربِّ، إني أجد في الألواح أمَّة أناجيلهم في صدورهم يقرؤونها، وكان مَن قَبلهم يقرؤون كتابهم نظرًا، حتى إذا رفعوها لم يحفظوا شيئًا, ولم يعرفوه، وإن الله أعطاهم من الحفظ شيئًا لم يُعطِه أحدًا من الأمم، قال: ربِّ، اجعلهم أمتي، قال ربُّ العزة: تلك أمَّة أحمد، قال موسى: ربِّ، إني أجد في الألواح أمَّة يؤمنون بالكتاب الأوَّل, وبالكتاب الآخِر، ويقاتلون فضول الضَّلالة, حتى يقاتلوا الأعور الكذَّاب؛ فاجعلهم أمتي، قال ربُّ العزة: تلك أمَّة أحمد، قال موسى: رب إني أجد في الألواح أمَّة صدقاتهم يأكلونها في بطونهم ويُؤجرون عليها, وكان مَن قبلهم من الأمم إذا تصدّق بصدقة فقُبلت منه بعَث الله عليها نارًا فأكلتها، وإن ردت عليه تركت فتأكلها السِّباع والطير، وإن الله أخذ صدقاتهم من غنيهم لفقيرهم، قال: ربِّ، فاجعلهم أمَّتي، قال ربُّ العزة: تلك أمَّة أحمد، قال موسى: ربِّ، فإني أجد في الألواح أمَّة إذا هَمَّ أحدُهم بحسنة ثم لم يعملها، كُتبت له عشر أمثالها إلى سبعمائة ضِعف, قال: ربِّ، اجعلهم أمتي, قال ربُّ العزة: تلك أمَّة أحمد، قال موسى: ربِّ، إني أجد في الألواح أمَّة هم المشفَّعون المشفوع لهم؛ فاجعلهم أمتي، قال ربُّ العزة: تلك أمَّة أحمد، فنبذ موسى عليه السلام الألواح، وقال: اللهم اجعلني من أمَّة أحمد، وقال الله لسيدنا عيسى عن أحمد صلَّى الله عليه وسلَّم وأمَّته: وله عندي منزلة ليست لأحد من البشر؛ كلامه القرآن, ودِينه الإسلام, وأنا السلام، طوبى لمن أدرك زمانه, وشهد أيامه, وسمع كلامه، قال عيسى: يا ربِّ، وما طوبى؟ قال ربُّ العزة: غرس شجرة أنا غرستها بيدي، فهي للجنان كلها, أصلها من رضوان, وماؤها من تسنيم, وبَردها برد الكافور, وطعمها طعم الزنجبيل, وريِحها رِيح المِسك, مَن شرب منه شربة، لم يظمأ بعدها أبدًا، قال عيسى: يا ربِّ، اسقني منها. قال ربُّ العزة: حرام على النبيين أن يشربوا منها حتى يشرب ذلك النبيُّ، وحرام على الأمم أن يشربوا منها حتى تشرب منها أمة ذلك النبي، ثم قال ربُّ العزة: يا عيسى، أرفعك إليَّ, قال ربِّ، ولم ترفعني؟ قال ربُّ العزة: أرفعك ثم أُهبطك في آخر الزمان؛ لترى من أمَّة ذلك النبي العجائب, ولتعينهم على قتال اللعين الدجال، أُهبطك في وقت صلاة, ثم لا تصلي بهم؛ لأنها مرحومة، ولا نبيَّ بعد نبيهم، قال عيسى: يا ربِّ، أنبئني عن هذه الأمَّة المرحومة. قال ربُّ العزة: أمة أحمد، هم علماء, حُكماء, كأنهم أنبياء، يَرضَون مني بالقليل من العطاء, وأَرضى منهم باليسير من العمل، وأُدخلهم الجنة بـ (لا إله إلا الله)، يا عيسى هم أكثر سكَّان الجنة؛ لأنه لم تذلَّ ألسنةُ قوم قط بـ (لا إله إلا الله) كما ذلَّت ألسنتهم، ولم تذلَّ رِقاب قوم قطُّ بالسجود كما ذلَّت به رقابهم)).
الدرجة: كذب موضوع
10 - ((عن الرِّضا عن آبائه عن علي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطبَنا ذات يوم في آخر جمعة من شهر شعبان، فقال: أيها الناس، إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور, وأيامه أفضل الأيام, ولياليه أفضل الليالي, وساعاته أفضل الساعات؛ هو شهر دُعيتم فيه إلى ضيافة الله, وجُعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب؛ فاسألوا الله ربكم بنيَّات صادقة, وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه؛ فإن الشقي كل الشقي مَن حُرم غفران الله في هذا الشهر العظيم، واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوعَ يوم القيامة وعطشه، وتصدَّقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقِّروا كباركم, وارحموا صغاركم, وصِلوا أرحامكم, واحفظوا ألسنتكم, وغضُّوا عما لا يحل النظر إليه أبصاركم, وعمَّا لا يحل الاستماع إليه أسماعكم، وتحننوا على أيتام الناس، يُتحنَّن على أيتامكم، وتوبوا إلى الله من ذنوبكم, وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء، في أوقات صلاتكم؛ فإنها أفضل الساعات يَنظر الله فيها إلى عباده بعين الرحمة، يُجيبهم إذا ناجَوْه, ويلبيهم إذا نادَوْه, ويعطيهم إذا سألوه, ويستجيب لهم إذا دعَوْه، أيها الناس: إنَّ أنفسكم مرهونة بأعمالكم، ففكوها باستغفاركم، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم، فخفِّفوا عنها بطول سجودكم، واعملوا أن الله أقسم بعزته أن لا يعذب المصلين والساجدين, وأن لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين، أيها الناس: مَن فطَّر منكم صائمًا مؤمنًا في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة, ومغفرة لما مضى من ذنوبه، فقيل: يا رسول الله، وليس كلنا يقدِر على ذلك، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: اتقوا الله ولو بشربة من ماء، واتقوا النار ولو بشق تمرة، أيها الناس: مَن حسُن منكم في هذا الشهر خُلُقه، كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الأقدام، ومن خفَّف فيه عما ملكت يمينه، خفَّف الله عليه حسابه، ومن كفَّ فيه شره، كفَّ الله عنه غضبه يوم يلقاه، ومَن أكرم فيه يتيمًا، أكرمه الله يوم يلقاه، ومن وصل فيه رحِمه، وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن قطع فيه رحمه، قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه، ومن تطوع بصلاة، كتب الله له براءة من النار، ومَن أدى فيه فرضًا، كان له ثواب من أدى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور، ومن أكثر فيه من الصلاة عليَّ، ثقَّل الله ميزانه يوم تخفُّ الموازين، ومن تلا فيه آية من القرآن، كان له مِثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور، أيها الناس: إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة, فاسألوا ربكم ألا يغلقها عليكم، وأبواب النيران مغلَّقة، فاسألوا الله ألا يفتحها عليكم، والشياطين مغلولة، فاسألوا ربكم ألا يسلطها عليكم، قال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه: فقمت فقلت: يا رسول الله، ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟ فقال: يا أبا الحسن، أفضل الأعمال في هذا الشهر: الورع عن محارم الله، يقول أمير المؤمنين رضي الله عنه: ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقلت: ما يبكيك؟ فقال: أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر، كأني بك وأنت تصلي لربك وقد اتبعك أشقى الآخرين, يتبع أشقى الأولين، شقيق عاقر ناقة ثمود، فضربك ضربةً على قرنك فخضب منها لحيتك، فقلت: يا رسول الله, وذلك في سلامة من دِيني؟ فقال: نعم، في سلامة من دِينك، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي، أنت مني كنفسي، حربك حربي, وسِلمك سلمي، مَن أحبك فقد أحبني, ومَن جفاك فقد جفاني)).
الدرجة: لا يوجد في كتب السُّنة، وهو من من أحاديث الشيعة
11 - حديث: أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في ساعةٍ ما كان يأتيه فيها متغيِّر اللون، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما لي أراك متغيِّر اللون؟! فقال: يا محمد، جئتُكَ في الساعة التي أمر الله بمنافخ النار أن تُنفخ فيها، ولا ينبغي لمن يعلم أن جهنم حق، وأنَّ النار حق، وأنَّ عذاب القبر حق، وأنَّ عذاب الله أكبر أنْ تقرَّ عينه حتى يأمنها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا جبريلُ، صِف لي جهنم، قال: نعم، إن الله تعالى لمَّا خلق جهنم أَوقد عليها ألف سنة فاحْمَرَّت، ثم أَوقد عليها ألف سنة فابْيَضَّت، ثم أوقد عليها ألف سنة فاسْوَدَّت، فهي سوداء مُظلمة، لا ينطفئ لهبها ولا جمرها، والذي بعثك بالحق، لو أنَّ خُرْم إبرة فُتِحَ منها، لاحترق أهل الدنيا عن آخرهم من حرِّها، والذي بعثك بالحق، لو أنَّ ثوبًا من أثواب أهل النار عَلِقَ بين السماء والأرض، لمات جميع أهل الأرض من نَتَنِهَا وحرِّها عن آخرهم لما يجدون من حرها، والذي بعثك بالحق نبيًّا، لو أنَّ ذراعًا من السلسلة التي ذكرها الله تعالى في كتابه وُضِع على جبلٍ لَذابَ حتى يبلُغ الأرض السابعة. والذي بعثك بالحق نبيًّا، لو أنَّ رجلًا بالمغرب يُعَذَّب، لاحترق الذي بالمشرق من شدة عذابها. حرُّها شديد، وقعرها بعيد، وحليها حديد، وشرابها الحميم والصديد، وثيابها مقطعات النيران، لها سبعة أبواب، لكل باب منهم جزءٌ مقسومٌ من الرجال والنساء، فقال صلى الله عليه وسلم: أهي كأبوابنا هذه؟! قال: لا، ولكنَّها مفتوحة، بعضها أسفل من بعض، من باب إلى باب مسيرة سبعين سنة، كل باب منها أشد حرًّا مِن الذي يليه سبعين ضِعفًا، يُساق أعداء الله إليها فإذا انتهوا إلى بابها استقبلتهم الزبانية بالأغلال والسلاسل، فتسلك السلسلة في فمه، وتخرج من دُبُرِه، وتُغَلُّ يده اليسرى إلى عنقه، وتُدخَل يده اليمنى في فؤاده، وتُنزَع من بين كتفيه، وتُشدُّ بالسلاسل، ويُقرن كل آدمي مع شيطان في سلسلة، ويُسحَبُ على وجهه، وتضربه الملائكة بمقامع من حديد، كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا [الحج: 22]، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ سُكَّان هذه الأبواب؟! فقال: أما الباب الأسفل، ففيه المنافقون، ومَن كفر مِن أصحاب المائدة، وآل فرعون، واسمها الهاوية، والباب الثاني فيه المشركون واسمه الجحيم، والباب الثالث فيه الصابئون واسمه سَقَر، والباب الرابع فيه إبليس ومن تَبِعَهُ، والمجوس، واسمه لَظَى. والباب الخامس فيه اليهود واسمه الحُطَمَة، والباب السادس فيه النصارى، واسمه العزيز، ثم أمسكَ جبريلُ حياءً من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له عليه السلام: ألا تخبرني من سكَّان الباب السابع؟ فقال: فيه أهل الكبائر من أمتك الذين ماتوا ولم يتوبوا، فخَرَّ النبي صلى الله عليه وسلم، مغشيًّا عليه، فوضع جبريل رأسه على حِجْرِه حتى أفاق، فلمَّا أفاق قال عليه الصَّلاة والسَّلام: يا جبريل، عَظُمَتْ مصيبتي، واشتدَّ حزني، أوَيدخل أحدٌ من أمَّتي النار؟ قال: نعم، أهل الكبائر من أمتك، ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبكى جبريل، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله، واحتجب عن الناس، فكان لا يخرج إلا إلى الصلاة يصلِّي ويدخل ولا يكلم أحدًا، يأخذ في الصلاة يبكي ويتضرَّع إلى الله تعالى، فلمَّا كان اليوم الثالث، أقبل أبو بكر رضي الله عنه حتى وقف بالباب، وقال: السَّلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى رسول الله من سبيل؟ فلم يُجبه أحد فتنحَّى باكيًا. فأقبل عمر رضي الله عنه، فوقف بالباب، وقال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى رسول الله من سبيل؟ فلم يُجبه أحد فتنحَّى يبكي، فأقبل سلمان الفارسيُّ حتى وقف بالباب، وقال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى مولاي رسول الله من سبيل؟ فأقبل يبكي مرة، ويقع مرة، ويقوم أخرى حتى أتى بيت فاطمة، ووقف بالباب ثم قال: السَّلام عليك يا ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان علي رضي الله عنه غائبًا، فقال: يا ابنة رسول الله، إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد احتجب عن الناس، فليس يخرج إلَّا إلى الصلاة فلا يكلم أحدًا، ولا يأذن لأحدٍ في الدخول، فاشتملت فاطمة بعباءة قطوانية، وأقبلت حتى وقفت على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سلَّمت، وقالت: يا رسول الله، أنا فاطمة، ورسول الله ساجدٌ يبكي، فرفع رأسه، وقال: ما بال قُرة عيني فاطمة، حُجِبَت عني؟ افتحوا لها الباب، ففتح لها الباب فدخلت، فلما نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكت بكاءً شديدًا لما رأت من حاله مُصفرًّا متغيِّرًا، قد ذاب لحم وجهه من البكاء والحزن، فقالت: يا رسول الله، ما الذي نزل عليك؟! فقال: يا فاطمة، جاءني جبريل ووصف لي أبواب جهنم، وأخبرني أنَّ في أعلى بابها أهل الكبائر من أمَّتي، فذلك الذي أبكاني وأحزنني، قالت: يا رسول الله، كيف يدخلونها؟! قال: بلى، تسوقهم الملائكة إلى النار، ولا تَسْوَدُّ وجوههم، ولا تَزْرَقَّ أعينهم، ولا يُخْتَم على أفواههم، ولا يقرِّنون مع الشياطين، ولا يوضع عليهم السلاسل والأغلال، قالت: يا رسول الله، كيف تقودهم الملائكة؟! قال: أما الرجال فباللحى، وأما النساء فبالذوائب والنواصي.. فكم من ذي شيبةٍ من أمتي يُقبَضُ على لحيته وهو ينادي: واشَيْبتاه واضعفاه، وكم من شاب قد قُبض على لحيته، يُساق إلى النار وهو ينادي: واشباباه واحُسن صورتاه، وكم من امرأة من أمتي قد قُبض على ناصيتها تُقاد إلى النار وهي تنادي: وافضيحتاه واهتك ستراه، حتى يُنتهى بهم إلى مالك، فإذا نظر إليهم مالك قال للملائكة: من هؤلاء؟ فما ورد عليَّ من الأشقياء أعجب شأنًا من هؤلاء، لم تَسْوَدَّ وجوههم ولم تَزرقَّ أعينهم، ولم يُختَم على أفواههم ولم يُقرّنوا مع الشياطين ولم توضع السلاسل والأغلال في أعناقهم!! فيقول الملائكة: هكذا أُمِرنا أن نأتيك بهم على هذه الحالة، فيقول لهم مالك: يا معشر الأشقياء، من أنتم؟! ورُوي في خبر آخر: أنهم لما قادتهم الملائكة، قالوا: وامحمداه، فلما رأوا مالكًا، نسوا اسم محمد صلى الله عليه وسلم من هيبته، فيقول لهم: مَن أنتم؟ فيقولون: نحن ممن أُنزل علينا القرآن، ونحن ممن يصوم رمضان، فيقول لهم مالك: ما أُنزل القرآن إلا على أمَّة محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا سمعوا اسم محمَّد صاحوا: نحن من أمَّة محمد صلى الله عليه وسلم، فيقول لهم مالك: أما كان لكم في القرآن زاجرٌ عن معاصي الله تعالى.. فإذا وقَف بهم على شفير جهنم، ونظروا إلى النار وإلى الزبانية قالوا: يا مالك، ائذن لنا نبكي على أنفسنا، فيأذن لهم، فيبكون الدموع حتى لم يبق لهم دموع، فيبكون الدم، فيقول مالك: ما أحسن هذا البكاء! لو كان في الدنيا، فلو كان في الدنيا من خشية الله ما مسَّتكم النار اليوم، فيقول مالك للزبانية: ألقوهم.. ألقوهم في النار، فإذا أُلقوا في النار نادوا بأجمعهم: لا إله إلا الله، فترجع النار عنهم، فيقول مالك: يا نار، خذيهم، فتقول: كيف آخذهم وهم يقولون: لا إله إلا الله؟! فيقول مالك: نعم، بذلك أمر ربُّ العرش، فتأخذهم، فمنهم من تأخذه إلى قدميه، ومنهم من تأخذه إلى رُكبتيه، ومنهم من تأخذه إلى حقويه، ومنهم من تأخذه إلى حلقه، فإذا أهوت النار إلى وجهه، قال مالك: لا تحرقي وجوههم فطالما سجدوا للرحمن في الدنيا، ولا تحرقي قلوبهم فلطالما عطشوا في شهر رمضان، فيبقون ما شاء الله فيها، ويقولون: يا أرحم الراحمين يا حنَّان يا منَّان، فإذا أنفذ الله تعالى حكمه، قال: يا جبريل، ما فعل العاصون من أمَّة محمد صلى الله عليه وسلم؟ فيقول: اللهمَّ أنت أعلم بهم، فيقول انطلق، فانظر ما حالهم، فينطلق جبريل عليه السَّلام إلى مالك، وهو على منبر من نار في وسط جهنم، فإذا نظر مالك على جبريل عليه السلام قام تعظيمًا له، فيقول له يا جبريل: ما أدخلك هذا الموضع؟ فيقول: ما فَعَلْتَ بالعصابة العاصية من أمَّة محمد؟ فيقول مالك: ما أسوأ حالَهم وأضيَق مكانهم، قد أُحرِقَت أجسامهم، وأُكِلَت لحومهم، وبقِيَت وجوههم وقلوبهم يتلألأ فيها الإيمان، فيقول جبريل: ارفع الطبق عنهم حتى أنظر إليهم، قال: فيأمر مالك الخَزَنَة فيرفعون الطبق عنهم، فإذا نظروا إلى جبريل وإلى حُسن خَلقه، علموا أنه ليس من ملائكة العذاب، فيقولون: من هذا العبد الذي لم نرَ أحدًا قط أحسن منه؟! فيقول مالك: هذا جبريل الكريم الذي كان يأتي محمدًا صلى الله عليه وسلم بالوحي، فإذا سمعوا ذِكْر محمد صلى الله عليه وسلم صاحوا بأجمعهم: يا جبريل، أقرئ محمدًا صلى الله عليه وسلم منا السلام، وأخبره أن معاصينا فرَّقت بيننا وبينك، وأخبره بسوء حالنا، فينطلق جبريل حتى يقوم بين يدي الله تعالى، فيقول الله تعالى: كيف رأيت أمة محمَّد؟ فيقول: يا ربِّ، ما أسوأ حالهم، وأضيق مكانهم، فيقول: هل سألوك شيئا؟ فيقول: يا ربِّ نعم، سألوني أن أُقرئ نبيَّهم منهم السلام، وأُخبره بسوء حالهم، فيقول الله تعالى: انطلق فأخبره. فينطلق جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في خَيمة من درَّة بيضاء، لها أربعة آلاف باب، لكل باب مصراعان من ذهب، فيقول: يا محمد، قد جئتك من عند العصابة العصاة الذين يُعذَّبون من أمتك في النار، وهم يُقرِئُونك السلام، ويقولون: ما أسوأ حالَنا، وأضيق مكاننا! فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم إلى تحت العرش، فيخرُّ ساجدًا ويُثني على الله تعالى ثناء لم يثنِ عليه أحد مثله، فيقول الله تعالى: ارفع رأسك، وسَلْ تُعْطَ، واشفع تُشفَّع، فيقول: يا ربِّ، الأشقياء من أمَّتي قد أنفذتَ فيهم حُكمك وانتقمت منهم، فشفِّعني فيهم، فيقول الله تعالى: قد شفَّعتك فيهم، فَأتِ النار، فأخرِج منها من قال: لا إله إلا الله، فينطلق النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا نظر مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم قام تعظيمًا له فيقول: يا مالك، ما حال أمتي الأشقياء؟! فيقول: ما أسوأ حالهم وأضيق مكانهم، فيقول محمد صلى الله عليه وسلم: افتح الباب وارفع الطبق، فإذا نظر أصحاب النار إلى محمَّد صلى الله عليه وسلم صاحوا بأجمعهم، فيقولون: يا محمد، أَحْرَقت النار جلودنا، وأحرقت أكبادنا، فيُخرجهم جميعًا وقد صاروا فحمًا، قد أكلتهم النار فينطلق بهم إلى نهر بباب الجنة يُسمَّى نهر الحيوان، فيغتسلون منه فيخرجون منه شبابًا جُرْدًا مُرْدًا مُكحِّلين، وكأنَّ وجوههم مثل القمر، مكتوب على جباههم الجهنَّميون عتقاء الرحمن من النار، فيدخلون الجنة، فإذا رأى أهل النار أن المسلمين قد أُخرجوا منها، قالوا: يا ليتنا كنا مسلمين وكنا نخرج من النار، وهو قوله تعالى: رُبَّمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَروا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ [الحجر: 2] *وعن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اذكروا من النار ما شئتم، فلا تذكرون شيئًا إلا وهي أشدُّ منه)). وقال: ((إنَّ أَهْوَن أهل النار عذابًا لَرجلٌ في رجليه نعلان من نار، يغلي منهما دماغه كأنه مرجل، مسامعه جمر، وأضراسه جمر، وأشفاره لهب النيران، وتخرج أحشاء بطنه من قدميه، وإنه لَيَرى أنه أشد أهل النار عذابًا، وإنَّه مِن أهون أهل النار عذابًا))، وعن ميمون بن مهران أنه لما نزلت هذه الآية: وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ [الحجر: 43]، وضع سلمان يده على رأسه وخرج هاربا ثلاثة أيام، لا يُقدر عليه حتى جيء به.
الدرجة: بطوله هذا موضوع
12 - حديث: جاء رجل إلى أبي الدرداء فقال: يا أبا الدرداء, قد احترق بيتك، فقال: ما احترق, لم يكن الله عز وجل ليفعل ذلك بكلمات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، من قالها أول نهاره لم تصبه مصيبة حتى يمسي، ومن قالها آخر النهار لم تصبه مصيبة حتى يصبح: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت, عليك توكلت, وأنت رب العرش العظيم، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علمًا، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم. وفي لفظ: أنه تكرَّر مجيء الرجل إليه يقول: أدرِك دارك؛ فقد احترقت، وهو يقول: ما احترقت؛ لأني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من قال حين يصبح هذه الكلمات – وذكر هذه الكلمات - لم يصبْه في نفسه, ولا أهله, ولا ماله شيء يكرهه، وقد قلتها اليوم، ثم قال: انهضوا بنا، فقام وقاموا معه، فانتهوا إلى داره، وقد احترق ما حولها, ولم يصبها شيء.
الدرجة: لا يصح بتمامه، وبعض ألفاظه وردت في أحاديث صحيحة
13 - حديث: ((دعاء عظيم الشأن لشهر رمضان المبارك, من دعا الله تعالى وهو خالٍ من شوائب الأغراض الفاسدة, والرِّياء، لم تصبْه في ذلك العام فتنة، ولا ضلالة، ولا آفة تضرُّ دِينه أو بدنه، وصانه الله تعالى من شرِّ ما يحدُث في ذلك العام من البلايا، وهو هذا الدُّعاء: اللهُمَّ إني أسالك باسمك الَّذي دان له كلُّ شيء، وبرحمتك التي وسعت كلَّ شيء، وبعظمتك التي تواضع لها كلُّ شيء، وبعزَّتك التي قهرتْ كل شيء، وبقوتك التي خضَع لها كل شيء، وبجبروتك التي غلبت كل شيء، وبعلمك الذي أحاط بكلِّ شيء، يا نور، يا قدوس، يا أوَّل قبل كل شيء، ويا باقٍ بعد كل شيء، يا ألله يا رحمن، صلِّ على محمد وآل محمد، واغفر لي الذنوب التي تغير النعم، واغفر لي الذنوب التي تنزل النِّقم، واغفر لي الذنوب التي تقطع الرجاء، واغفر لي الذنوب التي تديل الأعداء، واغفرْ لي الذنوب التي تردُّ الدعاء، واغفر لي الذنوب التي يستحق بها نزول البلاء، واغفر لي الذنوب التي تحبس غيث السماء، واغفر لي الذنوب التي تكشف الغطاء، واغفر لي الذنوب التي تعجِّل الفناء، واغفر لي الذنوب التي تورث الندم، واغفر لي الذنوب التي تَهتِك العُصم، وألبسني درعك الحصينة التي لا ترام، وعافني من شرِّ ما أحاذر بالليل والنهار في مستقبل سَنتي هذه، اللهم ربَّ السموات السبع، ورب الأرَضين السبع, وما فيهن, وما بينهن، ورب العرش العظيم، ورب السبع المثاني، والقرآن العظيم، ورب إسرافيل, وميكائيل, وجبرائيل، ورب محمد صلى الله عليه وآله سيد المرسلين, وخاتم النبيِّين، أسألك بك, وبما سميت به نفسك يا عظيم، أنت الذي تمن بالعظيم، وتدفع كلَّ محذور، وتعطي كلَّ جزيل، وتضاعف الحسنات بالقليل وبالكثير، وتفعل ما تشاء يا قدير, يا ألله, يا رحمن، صلِّ على محمد وأهل بيته، وألبسني في مستقبل سَنتي هذه سترك، ونضِّر وجهي بنورك، وأحبَّني بمحبتك، وبلِّغني رضوانك، وشريف كرامتك، وجسيم عطيتك، وأعطني من خير ما عندك, ومن خير ما أنت معطيه أحدًا من خلقك، وألبسني مع ذلك عافيتك, يا موضع كل شكوى، ويا شاهد كل نجوى، ويا عالم كل خفية، ويا دافع ما تشاء من بلية، يا كريم العفو، يا حَسنَ التجاوز، توفَّني على ملة إبراهيم وفطرته، وعلى دين محمد صلى الله عليه وآله وسُنته، وعلى خير الوفاة، فتوفني مواليًا لأوليائك، ومعاديًا لأعدائك، اللهم وجنبني في هذه السَّنة كل عمل, أو قول, أو فعل يباعدني منك، واجلبني إلى كل عمل, أو قول, أو فعل, يقرِّبني منك في هذه السنة يا أرحم الراحمين، وامنعني من كل عمل, أو قول, أو فِعل يكون مني أخاف ضرر عاقبته، وأخاف مقتك إيَّاي عليه, حذارِ أن تصرف وجهك الكريم عني, فاستوجب به نقصًا من حظ لي عندك يا رؤوف يا رحيم، اللهم اجعلني في مستقبل سَنتي هذه في حفظك, وفي جوارك, وفي كنفك، وجللني ستر عافيتك، وهب لي كرامتك، عزَّ جارك, وجل ثناؤك, ولا إله غيرك، اللهم اجعلني تابعًا لصالحي مَن مضى من أوليائك، وألحقني بهم, واجعلني مسلمًا لمن قال بالصِّدق عليك منهم، وأعوذ بك اللهم أن تحيط بي خطيئتي, وظلمي وإسرافي على نفسي، واتباعي لهواي، واشتغالي بشهواتي، فيحول ذلك بيني وبين رحمتك ورضوانك, فأكون منسيًّا عندك، متعرضًا لسخطك ونقمتك، اللهم وفقني لكل عمل صالح ترضى به عني، وقرِّبني إليك زلفى، اللهم كما كفيت نبيك محمدًا صلى الله عليه وآله هول عدوه، وفرجت همه، وكشفت غمه، وصدقته وعدك، وأنجزت له عهدك، اللهم فبذلك فاكفني هول هذه السَّنة, وآفاتها, وأسقامها, وفتنتها, وشرورها, وأحزانها, وضيق المعاش فيها، وبلغني برحمتك كمال العافية بتمام دوام النعمة عندي إلى منتهى أجلي، أسالك سؤال من أساء وظلم, واستكان واعترف، وأسألك أن تغفر لي ما مضى من الذنوب التي حصرتها حفظتك, وأحصتها كرام ملائكتك علي، وأن تعصمني يا إلهي من الذنوب فيما بقي من عمري إلى منتهى أجلي، يا ألله, يا رحمن, يا رحيم، صلِّ على محمد وأهل بيت محمد، وآتني كلَّ ما سألتك ورغبتُ إليك فيه؛ فإنك أمرتني بالدعاء, وتكفَّلت لي بالإجابة, يا أرحم الراحمين)).
الدرجة: لا يوجد في كتب السُّنة، وهو موجود في كتب الشيعة
14 - ((جاء نفر من النصارى مع راهبهم إلى مسجد النبيِّ صلَّى الله عليه وسلم في المدينة, وكانوا يحمِلون معهم قطعًا من الذهب والنفائس، فاتجه الراهب إلى جماعة كان أبو بكر رضي الله عنه بينهم، وقال: أيكم خليفة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وأمين دِينه؟ فأشار الحضور إلى أبي بكر, فالتفت الراهب إلى أبي بكر وقال: ما اسمك؟ فقال أبو بكر: اسمي (عتيق), فقال الراهب: وما اسمك الآخَر؟ فقال أبو بكر: اسمي الآخَر صدِّيق، فقال الراهب: وهل لك اسم آخر؟ فقال أبو بكر: كلَّا, فقال الراهب: إذن إني لم أقصدك أنت، فهنالك شخص آخَر، فقال أبو بكر: ماذا تعني؟ فقال الراهب: لقد جئتُ مع هذه الجماعة من الروم ونحمل معنا الأموال والذهب والفضة, وهدفنا أن نسأل خليفة المسلمين بعض الأسئلة, فإنْ أجاب عليها جوابًا صحيحًا، فإننا سنعتنق الإسلام, ونُطيع الأوامر, ونسلِّم له ما أتينا به من الأموال؛ لتوزع بين المسلمين، وإن لم يستطع الخليفة أن يُجيب على أسئلتنا، فإننا سنرجع إلى بلدنا، فقال أبو بكر رضي الله عنه: سل! فقال الراهب: يجب أن تعطيني الحرية والأمان في التكلُّم، فقال أبو بكر: لك ذلك، فاسأل، فقال الراهب: أخبرني ما هو الشيء الذي ليس لله, وليس عند الله, ولا يعلمه الله؟ فتحيَّر أبو بكر رضي الله عنه، وقال لأصحابه بعد مكثٍ طويل: عليَّ بعُمر، فأخبروا عُمرَ رضي الله عنه فحضر المجلس، فالتفت إليه الراهب, وطرح عليه أسئلته، ولكنه عجز عن الإجابة، ثم أخبروا عثمان رضي الله عنه فجاء إلى المسجد, فسأله الراهب، ولكنه أخفق عن الإجابة أيضًا، وأخذ الناس يتمتَّعون ويقولون: إنَّ الله يعلم كل شيء, وله كل شيء, فما هذه الأسئلة الغريبة؟! فقال الراهب: إنَّ هؤلاء الشيوخ رجال كبار، ولكنهم وللأسف اغترُّوا بأنفسهم، وعزم على الرجوع إلى وطنه، فهرع سلمان إلى الإمام علي رضي الله عنه وأخبره بالأمر, وتوسَّل إليه أن يُسرع ليحلَّ هذه المسألة المهمَّة, فذهب الإمام علي رضي الله عنه مع ولديه الحسن والحسين إلى المسجد, ففرِح المسلمون بقدومهم, وكبَّروا, وقاموا من مكانهم احترامًا لهم، فقال أبو بكر رضي الله عنه للراهب: لقد حضر مَن كنتَ تطلُب، فسل ما شئت أن تسأل، فالتفت الراهب إلى الإمام علي رضي الله عنه وقال: ما اسمك؟ فقال الإمام علي رضي الله عنه: اسمي عند اليهود (أليا), وعند المسيح (إيليا), وعند أبي (علي), وعند أمِّي (حيدرة). فقال الراهب: وما هي نسبتك مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال الإمام علي رضي الله عنه: إنَّه أخي, وابن عمِّي, وأنا صهره. فقال الراهب: قَسمًا بعيسى إنك أنت مقصودي وضالَّتي، فأخبرني ما هو الشيء الذي ليس لله, وليس عند الله, ولا يعلمه الله؟ فقال الإمام علي رضي الله عنه: ما ليس لله، فإنَّ الله تعالى أحد, ليس له صاحبة ولا ولد، وأمَّا قولك: ولا من عند الله، فليس مِن الله ظلم لأحد، وأما قولك: لا يعلمه الله، فإن الله لا يعلم له شريكًا في الملك، فلما سمع الراهب هذا الجواب أرْخى حزامه ووضعه على الأرض, ثم ضمَّ الإمام عليًّا رضي الله عنه إلى صدره, وقبَّله بين عينيه، وقال: أشهد أن لا إله إلا الله, وأن محمدًا رسول الله, وأشهد أنك وصيُّه, وخليفته, وأمين هذه الأمَّة, ومعدن الحكمة؛ واسمك في التوراة: (إليا)، وفي الإنجيل: (إيليا)، وفي القرآن: (علي)، وفي كتُب الأولين: (حيدرة), لقد وجدتك وصيًّا للنبي صلَّى الله عليه وسلَّم حقًّا, وأنك لأحق الناس بالجلوس في هذا المجلس؛ فما هي قصتك مع هؤلاء القوم؟ فأجاب الإمام علي رضي الله عنه بكلام وجيز، ثم نهض الراهب وقدَّم جميع أمواله إلى الإمام علي رضي الله عنه، فأخذ الإمام علي رضي الله عنه الأموال منه, وقسمها على فقراء المدينة، وهو جالسٌ في ذلك المجلس، ورجع الراهب ومرافقوه إلى وطنهم بعد أن اعتنقوا الإسلام)).
الدرجة: باطل وموضوع، وهو من أكاذيب الشيعة
15 - إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ ناجَى موسَى بمائةِ ألفٍ وأربعين ألفَ كلمةٍ في ثلاثةِ أيَّامٍ، فلمَّا سمِع موسَى كلامَ الآدميِّين مقتَهم لما وقع في مسامعِه من كلامِ الرَّبِّ عزَّ وجلَّ وكان فيما ناجاه ربُّه أن قال: يا موسَى إنَّه لم يتصنَّعْ لي المُتصنِّعون بمثلِ الزُّهدِ في الدُّنيا، ولم يتقرَّبْ إليَّ المُتقرِّبون بمثلِ الورَعِ عمَّا حرَّمتُه عليهم، ولم يتعبَّدْ إليَّ المُتعبِّدون بمثلِ البكاءِ من خشيتي. قال موسَى: يا ربَّ البريَّةِ كلِّها، ويا مالكَ يومِ الدِّينِ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ: ماذا أعددتَ لهم، وماذا جزيتهم؟ قال: أمَّا الزُّهَّادُ في الدُّنيا، فإنِّي أبحْتُهم جنَّتي يتبوَّءون منها حيث شاءوا، وأمَّا الورِعون عمَّا حرَّمتُ عليهم فإنَّه إذا كان يومُ القيامةِ لم يبقَ عبدٌ إلَّا ناقشتُه وفتَّشتُه إلَّا الورِعون فإنِّي أستحييهم وأُجِلُّهم وأُكرِمُهم فأُدخِلُهم الجنَّةَ بغيرِ حسابٍ، وأمَّا البكَّاءون من خَشيتي فأولئك لهم الرَّفيقُ الأعلَى لا يُشارَكون فيه.
يتبع
|