[Lilith1988]

القران يحتوي على سور تنقسم إلى قسمين: مكية ومدنية، فأما السور المكية فهي التي نزلت في مدينة مكة قبل الهجرة إلى المدينة و مدتها 13 عاما، وسور نزلت في المدينة بعد الهجرة و الاخيرة نزلت في مكة بعد فتحها، هذه كلها أمور يتفق عليها المسلمون. ومن تمعن في اختلاف السور سيلاحظ ان السور المكية تتميّز آياتها بالقصر و معاني وعبارات السور وكلماتها واضحة ومختصرة. هذا التمييز إلى مجموعتين من السور غير مقنع لأنه يرتكز على تنظيم القرآن وفقا لترتيب كرونولوجي ، وهي فرضية متضاربة لأنها تستند إلى قناعات بأن القرآن مؤلفه واحد ، ولم يقم بتحريره شخص اثناء حياة محمد ، وأنه يعكس تجربة مجتمع كان موجودا حول محمد ومكة والمدينة ، بين 610 و 632 هجرية، الإجماع نسبي من طرف المختصين ويعترفون بجمعه بعد أكثر من نصف قرن من وفاة محمد. و كما نعلم ان ترتيب السور مختلف تماما عن النظام المعروف.
سورة اثارت انتباهي و هي سورة "المزمل"، يتفق علماء المسلمين على أن هذه السورة تحتل المرتبة الثالثة في الترتيب الزمني وتتحدث عن معنى وأهمية الصلاة والتواضع و الخنوع. هذه السورة هي جزء من المجموعة الأخيرة من سور القرآن، وتتميز بحس شعري متطور وسور قصيرة. زمنيا هذه من بين السور الأولى التي اوحيت لمحمد.
السورة : ( يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9) وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (10) وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا (11) إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (12) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (13) يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا (14) إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (16) فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا (17) السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (18) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (19) إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)). يوجد اختلاف وليس إجماع على ان كل آياتها مكية، حيث قال بعض الجمهور: نزل صدر السّورة بمكّة ونزل {إنّ ربّك يعلم} إلى آخرها بالمدينة، أي بعد نزول أوّلها بسنتين. ما ألاحظ في السورة ان الآيات كلها تتميز بحس شعري جميل جداً إلا الآية الاخيرة ( 20)، طويلة و مختلفة من حيث البلاغة والأسلوب و ركيكة جدا، و اعتقد ان كاتب الآية الاخيرة له أسلوب مختلف عن كاتب الآيات كلها..