تحياتي وشكراً لمروركم الكريم.
اتعاطف كثيراً مع العاملين في القطاع المالي في العالم الاسلامي. فهم حتى وان لم يريدوا ان ينصبوا على الناس، الناس تطالبهم بهذه المنتجات المتوافقه مع الشريعه الاسلاميه. ومع توفر الفرص الاستثماريه في الشرق الاوسط ودول الخليج فيجد الانسان العامل في القطاع المالي نفسه مضطراً ان يقدم منتجات للاغبياء ليبيعوهم "مرضاة الله" مقابل تكلفه مرتفعه.
فقط لنفهم ماذا حصل في هذا الصندوق الاسلامي (مع كامل تمنياتي بالتوفيق للعاملين عليه لاني اعلم انهم درسوا الاقتصاد وتجارة المال ويعلمون ان الاسلام غباء وهبل في هبل، ولكن كما بقول المثل الشعبي: رزق العُقّال على المجانين)
الcredit او ما يعرف بالائتمان هو من اهم المنتجات التي ساهمت في تطور الاقتصاد. فانت كمستثمر تأتمن ان المستقبل افضل من الماضي (وهو عكس النظره الدينيه الرجعيه). ان لم يعتقد المدين ان المستقبل افضل من الماضي لما تجرا ان يقرض احد اي مال. المدين يعتقد ان المستقبل سيكون افضل ولذلك لا يتورع عن منح القروض.
في الدول المتحضره، المدين يتوقع ان يسدد الدائن اي قرض وان يرد رأس المال مع فوائد. ولكن، اذا اعلن المستدين افلاسه فسيخسر المدين استثماره الى غير رجعه ولا يوجد ضامن (الا اذا اشترى تأمين على الكريدت). وهذا هو الحال في اشد القروض الربويه - القانون يقول انه لا حمايه متوفره للمدين. هذا يعني الخساره الكبيره وارده حيث من الممكن ان يخسر المدين فوائده وراس ماله.
اما في هذا الصندوق "الاسلامي" المتوافق مع الشريعه: فقد قاموا بتجميد ثلاثين بالمئة من راس مال المؤسسين. واستخدام هذه الثلاثين بالمئه لضمان السبعين بالمئه.
يعني، هذا الصندوق الاسلامي، متفوق على اكثر الصناديق الربويه حول العالم حيث انه يضمن العائد!!! (مع ان المدلسين يروجون ان القروض الربويه تضمن العائد وهذا غير صحيح)
طبعاً، المستثمرون المؤسسون عوائدهم يجب ان تكون على الاقل اكثر من ضعف المستثمرين العاديين حتى يقوموا بمثل هذه المخاطره. يعني هذا الصندوق المتوافق مع الشريعه الاسلاميه اشد ضمان للربح من اكثر الصناديق الربويه حول العالم، ولكنه في نفس الوقت اسلامي لانهم عرفوا كلمة ضمان على انها "تبرع".
القيمه الزمنيه للمال هي حقيقه علميه ورياضيه واقتصاديه. الجاهل محمد نفى وجودها لذلك نرى المسلمين حول العالم يرقصون ويتراقصون ويتحايلون ليحلوا هذه المعضله الغبيه التي تقف عقبه امام الاستثمار في مستقبلهم ومستقبل اولادهم.
|