#هل_الله_موجود ؟
عندما نتكلم عن الله فنحن نقصد الرب أو الخالق أو المصمم , ولا نقصد إله الأديان , لأن الأخير أشبه بشخصية العقناء و شخصية الغول أو إحدى شخصيات أفلام الكرتون فنقاش وجوده أو عدمه أمر مفروغ منه و أي شخص يدعي العكس فالفضيحة تنتظره !
إن كان مسلم فسنأتيه بالقرآن و كفى به دليل على أن قائله مجرد بدوي عاش و مات قبل مئات السنين و أي شخص يقول العكس فليراجع عقله , نفس الشيء ينطبق على جميع الأديان و آلهتها
فالله الإسلامي = الإله زيوس الإغريقي = الإله رع الفرعوني = الإله كرشنا الهندوسي = سبونج بوب = الإله زينو ساما في سلسلة دراغون بول سوبر .. إلى آخره كلها شخصيات وهمية من إبتكار عقول بشرية
نتحدث هنا عن الخالق المزعوم للكون و هو القشة التي يتمسك بها كل المؤمنين عندما تناقشهم في دينهم يهربون و يفرون من صلب الموضوع إلى جدال فلسفي عقيم وهو
هل يعقل أن هذا الكون البديع بدون خالق ؟
هذه المغالطة و الهربة الفاشلة يقوم بها المؤمن لا ئراديا لأنه يعلم أن دينه فاشل و أن إله دينه عبارة عن أضحوكة ولا يمكنه أن يناقش إنطلاقا من دينه و يالتالي يتحول بقدرة قادر من مؤمن بإله شخصي له صفات بل و له كلام منسوب إليل ,
إلى شخص ربوبي لا ديني !!
وهذه المناورة أمر لا مفر منه بالنسبة للمؤمن لأنه كما أسلفت لن يستطيع الدفاع عن شخصية واضحة المعالم و لها كتاب منسوب إليها مثل إله الإسلام أو إله اي ديانة أخرى
و بالتالي لا يبقى أمام هذا المؤمن إلا أن يقول
الكون موجوجد إذا الله موجود !
و المؤمن ينطلق في إستنتاجه هذا من منطلق السببية و هو أن لكل موجود
موجد أو صانع أو مسبب أو عدة أسباب إلى آخره , فكرة المحرك الأول لأرسطو .
ولكنه يغفل عن مغالطة عظيمة تهدم استنتاجه البدائي
لنشرح هذه المغالكة سنأتي بهذا الشخص
وهو "
بونغا بونغا"
هذا أحد أفراد قبيلة تعيش في أعماق أدغال الأمازون لم تصل الحضارة الحديثة ولا يعلم عنها شيء
سنقوم بمفاجئته و ذلك بوضع سيارة
BMW i8 الهجينة في وسط الغابة دون أن نعلم سكان
القبيلة بوجودنا ثم نضع كمرات مراقبة لنرصد ردة فعل الشخص المستهدف بهذه التجربة
هذا الشخص البدائي ليس بغبي و عند رؤيته للسيارة سيخاف وهي ردة فعل طبيعية و عندما يفحصها ولا تبدي له أية رداة فعل سيحاول الإقتارب أكثر منها و محاولت لمسها و بعد مرور عدة دقائق سيكتشف أنه يمكنه فتح باب السيارة و يكتشف أن المقاعد مهيئة لجلوس الإنسان هذه الأمور ستجعل منه
يستنتج أن هذه السيارة ليست مثل شجر الغابة أة الكهوف أو الأنهار بل يكتشف أنها مصنوعة خصيصا للإنسان
لكن هل يستطيع بعقله البسيط أن يستنتج الجهة التي صنعت هذه السيارة ؟
مصنع سركة BMW في المانيا
من سابع مستحيل أن يستنتج صديقنا "
بونغا بونغا" أن الجهة المصنعة لهذه السيارة هي هذا المصنع الذي يعمل في مئات المهندسين و آلاف العمال و ألإداريين و مصدر للطاقة و المواد الأولية إلى آخره
فمهما كانت هذه السيارة معقد و معجزة بالنسبة لهذا الإنسان البدائي فإنها لا تصل إلى عشر معشار تعقيد المصنع الذي أنتجها بل ولا تصل إلى عشر معشار تعقيد عامل واحد في هذا المصنع
الفكرة بكل بساطة إن كان الكون معقد فإن افتراض خالق له يتوجب أن يكون هذا الخالق أشد تعقيدا بمراحل لا يمكن تخيلها
و بالتالي فإن افتراض المؤمنين أن وراء هذا الكون المعقد كيان واحد عاقل و حكيم و مطلق القدرة إلى غيرها من الأوصاف هو أمر مستحيل عقلا
فهذه الكيان الإفتراضي لا دليل على وجوده و لا يمكن ان نفترض حلا اكثر تعقد من المشكلة المطروحة
لانه و بكل بساطة من اين جاء هذا الكيان الواحد العاقل الذي يمكل وعيا و شخصية ؟
من اين جائت حكمته و علمه و قدرته ؟
يعني أن لا تتقبل أن الكون أزلي رغم أن الكون كيان مادي محسوس و مرصود و مشاهد و مثبت الوجود
ثم تفترض كيان أشد تعقيد و تقول أنه أزلي !
هذا مشابه أن يقوم صديقنا بونغا بونغا بنسبة سيارة BMW إلى أرواح الغابة التي يعبدها أو يبتكل لها إله من صنع مخيلته ولكنه ابدا لن يتوقع أن ورائ هذه السيارة مصنع و جيش من العمال و المهندسين و الإداريين و الماكينات المعقدة التي تفوق الواحدة منها تعقيد السيارة نفسها
ملاحظة : فكرة أزلية الكون هي حقيقة علمية فيزيائية , فالكون الحالي الذي نعيش فيه ماهو إلا كون في سلسلة لا نهائية من الأكوان التي تفنى و تنشأ من
الفراغ الكمومي الذي هو وسط عشوائي إحتمالي لا يوجد فيه لا زمان ولا مكان و بالتالي هو أزلي
كوننا الحالي له بداية لزمانه و مكانه وله قوانين و ثوابت كونية خاصة به ولكنه خرج أو بالأحرى ظهر جراء إنهيار كون سابق و الكون السابق لا نعرف عن قوانينه شيءأو إنهيار في الزمان و المكان في كون آخر و بالتالي نسميه "
المفردة" و التي تعرف رياضيا بأنها نقطة متاهية الصغر لا نهائية الكتلة و الحرارة وهذه أمور غير واقعية فلا توجد حرارة لا نهائية ولا كتلة لا نهائية لأنها فيزيائيا هي المكان الذي تنهار عنده معادلات الفيزيائية سواء ميكانيكا الكم أو النسبية العامة و بتالي تعطيني نتئج لا نهئية في الكتلة و الطاقة , المفارقة أن هذه المفرة موجودة في مركز كل ثقب أسود و هذا ألأمر الذي لا يجعل مجال للشك أن الثقوب السوداء هي نقاط إلتقاء مع أكوان أخرى كلما إنهار نجم عملاق خالقا ثقب أسود في النسيج الزمكاني فإنه يفترض أن في الجهة الأخرى حدث "
بيغ بانغ" جديد و نشأ كون جديد بقوانين مختلفة عن كوننا ور بما يكون صالحا للحياة بشكل مختلف عن الحياة التي نعرفها التي هي مبنية على الكربون , حتى في كوننا هذا توجد نظريات عن احتمال نشوؤ حياة مبنية على السلكون لأنه يملك نفس الخصائص الذرية للكربون و بالتالي ظهور الحياة هو أمر مرتبط بالكون نفسه و ليس بخالق خارج الكون كما يزعم المؤمنون
المحصلة : الكون أزلي و لا خالق له
افتراض وجود كيان واحد عاقل و واعي وارء ـ الله أو الخالق أو المصمم إل آخره ـ هو الذي أوجد الكون, هو افتراض بدائي و على صاحبه أن يراجع عقله لأنه يفكر بنفس منطق الناس قبل 3000 سنة
تحياتي للجميع