اقتباس:
|
المشكلة هي اذا ما اردنا معرفة ان كانت مفاهيم مثل السببيه وعدم التناقض مكتسبة ام فطرية وانا ارى انها مكتسبة بتفاعل الذات وليس بمجرد كون الذات منفعلة بل منفعلة وفاعلة (اي تطور المعرفة) بماذا ستفيد دراس وظائف الأعضاء بمثل هذه المواضيع؟ الا اذا كانت ثانوية وغير مؤثرة وغير مباشرة ..عالم النفس المعرفي الذي اعتبر ان المفاهيم المذكورة مكتسبة هو بياجيه وهو اهم عالم نفس (معرفي)
|
عالم النفس بياجيه حجة لي وحجة عليك. كان هذا العالم
تجريبياً، لم يكن يدرس الظاهرات النفسية لدى الأطفال بمعزل عن علم الطبيعة والبيولوجيا. قدرات العقل أو أدوات العقل التي بها يتمكن الإنسان من التقاط المعارف وتنظيمها واستيعابها وتمثلها هي في نظره
متوارثة جبنياً.
كيف تكون مفاهيم مثل السببية مكتسبة، إذا كنا نعتقد بتفاعل الذات مع الموضوع؟ ما هو التفاعل؟ هل يكون من جهة واحدة؟ أيكون من جهة الذات وحدها؟
أيكون من جهة الموضوع وحده؟
كلا ! فما دمنا
نقول بالتفاعل، فلا مناص لنا من القول بأن المفاهيم تنتجها الذات بتفاعلها مع الموضوع. إذن فهي مكتسبة من الذات بفطرتها وجيناتها وحواسها وموروثاتها، ومكتسبة أيضاً من الموضوع أو البيئة بمعناها الواسع. وأضرب لذلك مثلاً:
إذا لسعتني بعوضة فأحسست بحكة في جلدي ورأيث بثرة؛ فسأعلم أن الحكة والبثرة سببهما البعوضة.
لا شك في أنه لولا البعوضة، ما كنت أحسست بحكة في جلدي، ولا رأيت بثرة عليه. ولكنني مع ذلك لا أستطيع أن أنكر دور حواسي وعقلي وطبيعة جلدي البيولوجية في تكوين معرفتي بفكرة السببية المستخلصة من هذه التجربة.
اقتباس:
|
اما بخصوص اللاشعور دلالته العامة هو مايتجاوزه وعي الإنسان فقط وهي مسألة نسبية فالذكي او العبقري مثلا اللاشعور لديه اقل من اللاشعور لدى اي انسان عادي ..هذا ما اقصده بالدلالة العامة
|
الآن أصبح تعريفك لللاشعور جلياً مفهوماً، هل كان كذلك قبل الآن؟
اقتباس:
|
اما بخصوص من اين تأتي البديهيات فهي كما ذكرت تتولد من الإكتساب لابمعنى ان لها وجود شخصي بالخارج ثم نجرها لنحصل عليها في الذهن ..بل هي تتولد من نمو العقل من زيادة قدرته على القيام بالنشاطات الذهنية
|
بل يجب أن يكون للبديهيات وجود في الخارج وفي الذات، وإلا فهي لا وجود لها على الإطلاق، واللا موجود محال أن يُكتسب.
أما قولك:
„ بل هي تتولد من نمو العقل من زيادة قدرته على القيام بالنشاطات الذهنية" فينقض رأيك في قضية الاكتساب من البيئة جملة وتفصيلاً. ترى مرة أن المفاهيم مكتسبة من البيئة، ثم تنقض رؤيتك بقولك إنها من تدبير العقل وإنتاجه. هذا تناقض صارخ
اقتباس:
|
اما بخصوص الحواس فهي منفعلة نعم سواء كانت تنقل عين الواقع او غيره (واذا وضعنا في الاعتبار او اردنا ان نعرف ان كانت تنقل عين الواقع او لا سنتحول الى ميتافيزيقيين) لكن لا اختلاف على ان وظيفتها انفعالية وما تقصده يندرج في الإنفعال (حيث لاتقوم بمهام كالتركيب بين الظواهر او ضم ظاهرة الى ظاهرة اعم او غير ذلك …)
|
كلام غامض !
ما معنى: تنقل عين الواقع أو غيره؟ ما هو الغير؟
لو كانت الحواس منفعلة، فهذا يعني أنها لا تفعل شيئاً غير نقل صور الأشياء كما هي في الواقع تماماً إلى الدماغ دون معالجة منها لها.
طيب، لماذا يضحي الجبل في عيني صغيراً إذا ابتعدت عنه؟
طيب، هل الألوان موجودة في الأشياء الملونة، أم أن حاسة البصر هي التي تضفي عليها ألوانها بمساعدة عوامل طبيعية كالإشعاع؟
اقتباس:
اما بخصوص نمو العقل فنعم العقل لاينمو بكثرة المعلومات او المحسوسات (او غير ذلك من الاختلافات اللفظية) العقل ينمو بقدرته على الإستنباط والإستنتاج وتركيب العلاقات (اي ممارسة النشاط الذهني في تنظيم الظواهر والمعارف) ..اغلب الناس خصوصا العرب حيث يعلمون ابنائهم على طريقة التلقين يظنون ان العقل ينمو بكثرة المعلومات وهذا تفكير خاطئ ..
العقل لا ينمو بكثرة المعلومات وتراكم المعارف؟!
|
طبيعي أن العقل لا ينمو إن كنا نقصد بذلك أن نحشو العقل بالمعارف حشواً في مرحلة من مراحل العمر محددة. كأن نحشو عقل طفل في مرحلة عمرية ولتكن بين ثلاث سنوات وخمس. ولكن الإنسان لديه استعداد جيني للنمو التدريجي، وهذا يعني أنه في كل مرحلة من مراحل عمره تزداد قدراته نمواً وتزداد معارفه وتتراكم بالتلاؤم مع طبيعة تلك المرحلة، وبازدياد معارفه، يزداد عقله ثقلاً ونشاطاً ويتسع.
قارن رجلاً لم يتزود بالمعارف في مراحل عمره المتتابعة، برجل تزود بالمعارف في مراحل عمره المتتابعة. فهل سيكون الأول بمستوى الثاني؟
وما يقال على الأفراد هنا ينطبق على المجتمعات البشرية أيضاً.
اقتباس:
|
اخيرا التجارب المخبرية لاتفيد في معرفة ان كان عدم التناقض او السببية مكتسبة ام فطرية لسبب بسيط ان هذه (امور فكرية معرفية بحتة وهدفنا وفق الفروض التي وضعناها تتلخص في التعرف ان انت هذه المفاهيم موجودة تولد مع ولادة الإنسان ام لا وهذا يكون بملاحظ سلوك الإنسان وطريقة تفكيره لابدراسة وظائف الاعضاء)
|
فلماذا كان جان بياجيه يلجأ إلى التجارب والتطبيقات العملية ويهتم بالبيولوجيا؟
السببية فكرة بحتة ولكنها مستنبطة من الواقع ومن الذات؛ فلها إذاً أصول مادية، راجع مثال البعوضة.
وتنشأ السببية من تفاعل الذات مع الموضوع، ولذلك فلابد لمعرفة كيف تتولد في ذهن الإنسان، من دراسة العالم الداخلي لهذا الإنسان دراسة علمية بأجهزة قياس وفحص وتصوير وغير ذلك. وأعني بالعالم الداخلي، مراكز الدماغ، والشبكة العصبية، والجينوم.
أما ملاحظة سلوك الإنسان فمفيدة، ولكنها لا تفسر لنا في كثير من الأحيان لماذا يسلك هذا الإنسان هذا السلوك بدلاً من هذا السلوك. ولا تفسر لنا تفسيراً نهائياً قاطعاً لماذا يفكر بهذه الطريقة لا بتلك.