اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة heart whisper
قال الحافظ ابن الصلاح رحمه الله (( قوله )) : فإن اجتمع في شخص جرح وتعديل ، فالجرح مقدم ؛ لأن المعدل يخبر عما ظهر من حاله والجارح يخبر عن باطن خَفي على المعدل . فإن كان عدد المعدلين أكثر فقد قيل : التعديل أولى . والصحيح والذي عليه الجمهور أن الجرح أولى لما ذكرناه والله أعلم .
وقال الزركشي رحمه الله (( قوله )) فإن كان عدد المعدلين أكثر ، فقد قيل : التعديل أولى .
يعني أن الكثرة تقوي الظن ، والعمل بأقوى الظنين واجب كما كما تعارض الحديثين والأمارتين ، والصحيح تقديم الجرح لما ذكرناه ، يعني لأن تقديم الجرح إنما هو لتضمنه زيادة خفيت على المعدل ، وذلك موجود مع زيادة عدد المعدل ونقصه ومساواته ، فلو جرحه واحد وعدله مائة قدم قول الواحد لذلك .
وقال السخاوي نحو هذا الكلام
في هذه الصور تقديم قول المجرحين على المعدلين وإن زاد عدد المعدلين على المجرحين ، حتى لو كان المجرح واحد ، وهم عدد كثير .
قال السخاوي رحمه الله الخامس في تعارض الجرح والتعديل في راوٍ واحد .وقدموا - أي : جمهور العلماء أيضا - الجرح على التعديل مطلقا ، استوى الطرفان في العدد أم لا قال ابن الصلاح : إنه الصحيح .
وكذلك صحّحه الأصوليون ، كالفخر ، والآمدي ؛ بل حكى الخطيب اتفاق أهل العلم عليه ، إذا استوى العددان ، وصنيع ابن الصلاح مُشعر بذلك .
|
هنيئاً لك بالجهابزة المعصومين مثل " الحافظ ابن الصلاح رحمه الله" وأمثاله .
فهم عين الحكمة و العقل، وهذا نلمسه في كتبهم وفتواهيم طبعاً.
من فتاوي الحافظ ابن الصلاح أنه سئل عمن يشتغل بالمنطق والفلسفة فأجاب: «
الفلسفة أساس السفه والانحلال، ومادة الحيرة والضلال، ومثار الزيغ والزندقة، ومن تفلسف عميت بصيرته عن محاسن الشريعة المؤيدة بالبراهين، ومن تلبس بها، قارنه الخذلان والحرمان،
واستحوذ عليه الشيطان، وأظلم قلبه عن نبوة محمد إلى أن قال:
واستعمال الاصطلاحات المنطقية في مباحث الأحكام الشرعية من المنكرات المستبشعة، والرقاعات المستحدثة، وليس بالأحكام الشرعية -ولله الحمد- افتقار إلى المنطق أصلا، هو قعاقع قد أغنى الله عنها كل صحيح الذهن، فالواجب على السلطان أعزه الله أن يدفع عن المسلمين شر هؤلاء المشائيم، ويخرجهم من المدارس ويبعدهم» --- سير أعلام النبلاء للذهبي الجزء 23 صفحة 143
لو كان هذا المنطق و الكلام الذي أتيت به صحيحاً ومعمولاً به، لما وجد شيء إسمه إسلام الآن... لأن التهم و الطعن موجه للجميع وذلك من قبل بعضهم البعض.
خذ مثلاً أحد رؤوس الهرم كأبو هريرة .. ستجد من يشككك في أمانته وصدقه ورجاحة عقله ويرميه بكثرة النسيان وسوء ضبط الأحاديث ..وذلك حسب روايات تصف سلوكه وعدد سنين معاصرته لمحمد-- حوالي 3 سنوات فقط-- قبل موت "النبي" ..وكذالك منع عمر له عن التحديث.
مما يذكر على سبيل المثال لا الحصر:
رواية يحيى بن ابي كثير عن ابي سلمة عن أبي هريرة قال: "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أسكن الجنة وفيه أخرج منها وفيه تقوم الساعة" قال قلت له أشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال بل شيء حدثناه كعب... دليل على ان ابا هريرة كان يحدث عن كعب(إسرائيليات) ولا يبين ذلك.
وقال ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم: "نزل علينا أبو هريرة بالكوفة واجتمعت أحمس فجاءوا ليسلموا عليه، فقال: مرحبا، صحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
ثلاث سنين، لم أكن أحرص على أن أعي الحديث مني فيهن"
قال أبي هريرة «لقد رأيتني أصرع بين منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحجرة عائشة - رضي الله عنها، فيقال: مجنون وما بي من جنون، وما بي إلا الجوع» وفي رواية أخرى يذكر أن كان هناك من يدوس على رقبته وهو مصروع أرضاً.
و قد ضربه عمر وهدده بالنفي لكثرة روايته للحديث وكذلك علي وعثمان
كما أنكرت عائشة حديثه أكثر من مرة... مثلاً عندما روى حديث «متى استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يضعها في الإناء٬ فإن أحدكم لا يدري أين باتت يداه» فلم تأخذ به عائشة.
وكذلك عندما روى حديث: «من حمل جنازة فليتوضأ»٬ فلم يأخذ به ابن مسعود ولا ابن عباس الذي قال: لا يلزمنا الوضوء من حمل عيدان يابسة.
في عهد عمر بن الخطاب استعمله على البحرين٬ وحين عزله قدم بعشرة آلاف٬ فقال له عمر: "أستأثرت بهذه الأموال يا عدو الله وعدو كتابه؟ فقال أبو هريرة٬ فقلت: لست بعدو االله وعدو كتابه٬ ولكني عدو من عاداهما٬ قال: فمن أين هي لك؟ قلت: خيل نتجت٬وغلة رقيق لي٬ فأخذ مني اثني عشر ألفا"
يعني باختصار دينك كله شبهات من ألفه إلى يائه ومشكك بأعلامه من الداخل والخارج.
على كل حال، حديث الإهتزاز الدبري و ربطه بنهاية الكون ، الذي هو محور موضوعنا ..حديث صحيح موجود في أئمة كتب السنة ..التي يؤمن بها الغالبية العظمى من المسلمين...وإن شككت أنت بأئمتهم علناً "فأسود السنة" سيكونوا لك بالمرصاد... كما يعلم الجميع نحن وانت .
تحياتي