هل يمكن الايمان بالملائكة والشياطين؟ هل توجد مخلوقات غير مرئية تضمن سير الكون على احسن وجه؟
هذا الاعتقاد المشترك بين اليهود والمسيحيين و المسلمين، نشأ في التقاليد الهندية و البابلية والفارسية. نحن نعلم ان الملائكة ليست خالدة فهي تموت. أرواح صرفة بدون جثث، فهي غير مرئية، وإذا أخذت في بعض الأحيان شكلا بشريا، فإن ذلك راجع بالأساس إلى ضعف الذكاء البشري في ذلك العصر. كلما نزلت الى الارض اصبحت لها أجساد بشرية مثل الانسان، وتم إعطاؤها اجنحة وذلك لأن الاجنحة هي اكثر مثالية و حركية بالنسبة للحيوان، وتسمح له بالاقتراب والابتعاد في رمشة عين.
ملائكة الله تقاتل على شكل صفوف مرتبة تذكرنا بالجنود الرومان الذين كانوا يقاتلون. كيف لإله يكون اله الحب و الحرب في نفس الوقت؟ كما يوجد تسلسل هرمي لهاته الملائكة، في الاعلى بالقرب من أهورا مازدا، هناك القديسون الخالدون، سبعة ملائكة فائقي القدرة و القوة (سبعة ملائكة في الاسلام ايضا)، ثم تاتي بعدها فئات ادنى و مختلفة من الملائكة. الملائكة السبعة المشهورة يوجد ثلاثة منهم تحت الأسماء، ميخائيل، جبرائيل ورفائيل، ميخائيل هو الذي قهر التنين، يحتفظ ويحيي النار المقدسة في قلوب الرجال. جبرائيل الملاك المتواضع الذي يعطينا القوة وشجاعة القتال و هو فخر الله المدمر الذي يهابه الشيطان. رفائيل هو شفاء الله، يعتني بصحتنا البدنية والروحية.
إذا كان الله محروس دائماً بموكب و بجحافل من الملائكة ترافقه اين حل و ارتحل فالإله الفارسي أهورا مازدا كان يتجول دائماً مع جيش من العمالقة بأجنحة. ليس الله من أوصل ادم و حواء الى خارج باب جنة عدن بل ملاك و اصبحت الجنة محروسة من طرف ملكين قويين، وهكذا تبقى الجنة إلى الأبد، لا يمكن للانسان الوصول إليها مع وجود محاربين قويين بسيوف مشتعلة. بعض الملائكة ساقطون حسب الاساطير، نعم حتى بين الملائكة، هناك البعض الذين ليسوا لطفاء.
في الواقع لا يوجد لديهم شيء إلهي، ديني او روحي، بمعنى اخر لا منحة لا امتيازات من طرف خالق الكون. كانوا يؤمنون فقط بشن الحروب من اجل السلطة، هم نسخة طبق الاصل بالضبط من قادتنا السياسيين الحاليين و جنرالات الحروب ... من شبه أباه فما ظلم...!
|