تحياتي
نعم لكن دراسة النص الإسلامي مهمة طبعا لنقده.....أتفق معك أن السياق اليهودي الأسطوري أكمل وأوضح وفي سياق يهودي بحت...عكس اقتباس الشائه منه. لا أعتقد بوجود تشابه في النص الذي اقتبسته من جلجامش مع قصة القرآن...هذا يحتاج إثبات أمور مستحيلة تاريخيا وعلميا ولغويا:
- هل كانت اللغة المسمارية معروفة لأي أحد في زمن محمد؟ لا، طبعا كانت اندثرت حتى أعيد تفسيرها في العصر الحديث.
- هل توجد قصة جلجامش بأي شكل عند اليهود؟ في العموم لا. ربما تأثرت أجزاء من اسطورة الإسكندر المسيحية قليلا بجلجامش لكن ليس فيها النص الذي تذكره، وحتى ثبت فعلاقته بالنص القرآني معدومة أو ضعيفة جدا جدا.
الذي جعلني أتأكد مثلا أن القرآن اقتبس من كل من قصتي عبد ملك الكوشي ومن قصة خوني هامعجيل أو صانع الدائرة وجود تشابهات، وفي حالة خوني أن المفسرين في سياق ثقافة أصحاب محمد ذكروا نفس تفاصيل أسطورة خوني وليس تفاصيل قصة عبد ملك الكوشي، مما يثبت صحة أطروحتك عن كونها هي المصدر الأكثر رجحانيةً، ما عدا ما ذكره القرآن عن وجود طعام معه، وهذا إما استعاره من قصة عبد ملك أو مجرد توشية وخيال إضافي محمدي.
لكن في حالة محاولة إثبات شيء لا يمكن إثباته أصلا من كل النواحي (أعني فكرتك عن جلجامش) فهنا يكون البحث غير مجدٍ سواء في قيمة البحث أو في إفادته في توضيح حقائق للآخرين، وفي بحث الهاجادة آخر إصدار حذفت نصوصا بكاملها لأنها اتضح لي أن تواريخ كتابتها بعد الإسلام وأنها أحيانا غالبا تأثرث بالإسلام في عملية تأثير متبادل (مثلا نص كامل في أول إصدار عن زيارة أخرى لموسى للسماء الخرافية والجنة والنار مشابهة لمعراج محمد، حذفتها لاحقا لأنها مكتوبة زمن الإسلام بل واطلعت على النص الإنجليزي للنص فوجدت فيه كلمة موسى عليه السلام دليل تاثر بالإسلام وأدلة أخرى على ذلك التأثي)، لذلك جعلت البحث منيعا من هجمات منتدى ابن مريم لأني استفدت من نقدهم للمصادر(بحث أحدهم بعنوان: نسف التلموديات في القرآن)، فاستعملت المصادر القديمة فقط عن عمد للتحصين. ما تحتاجه الآن إثبات وجود ناس تعرف لغة مسمارية زمن محمد، أو وجود ترجمات لقصة جلجامش (وهذا لا وجود له) في زمن محمد، أو وجود النص المذكور في أدبيات شبيهة يهودية، لكن حتى لو أثبت كل ذلك وهو مستحيل، فالنص المذكور عن جلجامش في موضوعك الآخر لا يشبه بصورة قوية أو حتى متوسطة قصة القرآن. هنا سيكون سعيك جلجامشيًّا مستحيلًا شبيهًا بسعي جلجامش للخلود. مهما كانت الفكرة لامعة متألقة فهي تحتاج إثباتات، في بحث الهاجادة قصتان وضحت للقارئ أن مصدرهما المتاح المعروف مكتوب بعد الإسلام لكن سياقهما اليهودي منطقي أكثر ولذلك وضعتها لكن مع وضع تنبيه عليهما وخط أحمر تحذيري، لكي لا أترك فرصة للطعن والنقد، فقد وجهت النقد والتنبيه بنفسي، أحدهما قصة داوود ومنحه سبعين عاما لآدم، والأسطورة الثانية عن هاجر والبئر الذي انبثق تحت رجلها أو دلها عليه ملاك. بالتالي هناك قصتان في بحثي (أستعمل ما كتبته كمثال) لا يوجد دليل قاطع على أنهما مصدر للإسلام لكن ما يرجح ذلك هو باقي أجزاء البحث الثابتة، وعلى الأقل تتوفر نصوصهما بلغة عبرية يعرفها بشر، أما المسمارية والمصرية القديمة وغيرها فكانت لغات مندثرة منسية وقت محمد ولا يعرفها أي إنسان حي في زمنه.
|