بسم الله الرحمن الرحيم
١) لم يذكر القرآن أو الحديث دوران الأرض صراحة ولكنه بالتدبر لأيات الله وإعمال العقل تصل لهذه النتيجة بصورة أو بأخرى كما سأبين في آخر الموضوع .
٢) من المعلوم الآن في العلم أن سبب شروق الشمس وغروبها هو دوران الأرض حول محورها دورة كاملة كل ٢٤ ساعة أمام الشمس وعلى الرغم من أن هذه الحقيقة ثابتة ومعلومة عند غالبية الناس إلا إنهم لا يزالون يقولون غروب الشمس وشروق الشمس دون التطرق للسبب الرئيسي في تحرك الشمس من المشرق إلى المغرب، أم أنك تنكر هذا ولا تقوله ؟؟
٣)الذي يظهر للعيان بالفعل هو تحرك الشمس في الأفق من المشرق إلى المغرب وليس دوران الأرض هو السبب لأن الأرض أيضا تبدو للناظر ثابتة.
٤) ولو صرح القرآن بهذه الحقيقة منذ ما يقرب من ١٤٠٠ سنة بدوران الأرض حول محورها أمام الشمس والشمس ثابتة بالنسبة للأرض لكان ذلك سبب في ارتداد بعض الناس عن الدين لأنه أمر يخالف الحس المشاهد فمن المنطقي أن لا يقبله بعض العقلاء ويرفضوا هذا الدين ويطعنوا فيه.
٥) القرآن في الأصل كتاب هداية وإصلاح وليس كتاب علم تجريبي محض ورغم ذلك إلا أنه يحمل في آياته دلائل وبينات وتنبآت بحقائق علمية وغيبية في الكون المحيط بنا ونفس الإنسان لم يكن الإنسان قد اكتشفها بعد في زمن الرسالة وذلك للأجيال التالية واللاحقة لزمن الرسالة والتي تحمل البينات والأدلة على صدق هذه الرسالة وصحة هذا الدين مصداقا وتحقيقا للوعد الإلهي في قوله تعالى :
( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ )
٦) لو تحدث القرآن أو السنة الصحيحة بالتفصيل وصراحة عن دوران الأرض حول محورها وثبوت الشمس النسبي بالنسبة للأرض (أي أن حركة الشمس ليست سبب في تعاقب الليل والنهار ) حتى يقتنع الناس بصحة الدين في هذا الزمن الذي يتميز بمحدودية العلم في اكتشاف أسرار و سنن الكون والقوانين التي تحكمه لكانت معجزة مبهرة واضحة وضوح الشمس تكون سبب في إيمان البشر كافة في المستقبل حينما يكتشف العلم في المستقبل هذه الحقيقة وليس هذه هي مشيئة الله من خلقه يقول الله في ذلك :
"وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ"
"وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ "
" هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن "
وبين الله غايته في اختلاف شرائع الناس وهي :
"لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ "
والمهم أنك تلتزم بالدين الصحيح عندما يأتيك البينة على صحته حتى لا يكون لله عليك حجة عند الحساب.
"رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا "
"لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ"
يتبع .....