حقاً ان ما اخرج منه من مقارنة كهذه هو ان نرجسية كاتب الوحي تخوله دون ان يشعر التحكم في الاحداث و الشرائع و نسب الرحمة و التعقل و التخفيف الى نفسه ، مع ضمان تصوير الاله طفلاً عابثاً غريباً عن العالم الارضي يحمل حزمة من القرارات القابلة للمساومة و الفصال و الخروج بصفقة تخدم البشرية و تروض ذلك الكائن الفضائي الجاهز للإنتقام بالعقوبات و التشريعات القاسية.
الرابح الاكبر في هذه المساومة هو كاتب الوحي ( النبي ) الذي ارغم الاله على التعقل بطريقة الوسيط القبلي الضاربة في القدم.
المقارنة في محلها و لعلنا نجد النسق ذاته في مناكفة الانبياء لربهم و محاولاتهم الدائمة لنتف ريش غضبه و تدجينه و كسر تحامله الغريب على مخلوقاته. و كلها ستصب في مصلحة شخص النبي البطل الذي رجع لشعبه بقرارات الهية مكسورة بفضل مهاراته في التفاوض مع اله ابعد ما يكون عن وصفه بالحكيم الخبير.
|