عرض مشاركة واحدة
قديم 10-14-2017, 12:42 AM Heart whisper غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
Heart whisper
عضو بلاتيني
الصورة الرمزية Heart whisper
 

Heart whisper is on a distinguished road
Icon15 المفهوم الصحيح للتحدي القرآني للإتيان ولو بسورة من مثله وليس التفسير المتوارث بصحيح

بسم الله الرحمن الرحيم

كنت قد ذكرت سابقا في إحدى المنتديات موضوع بعنوان (فهم خاطئ متوارث لتحدي القرآن للإتيان ولو بسورة من مثله) في الإعجاز فى القرآن والسنة التالي:

قرأت تفاسير مختلفة لآيات التحدي القرآني بالإتيان ولو بسورة من مثله.
فلم أجد في تفسير هذه الآيات إعجاز لا يمكن دحضه بل العكس يمكن لأي عالم لغة عربية متمكن غير مسلم فعل ذلك بسهولة إن أتى بسورة قصيرة محكمة ليس بها خطأ لغوي وفيها من ألوان الببيان مثل القرآن وتدعو إلى قيم جميلة.

وهذا بالفعل حدث ورأيت كثيرون من أتي بسور أشبه بالقرآن ورأيت بعض من هؤلاء الذين استجابوا للتحدي القرآني -بتفسير المتقدمين - منهم من يجادل الذي يحاول من المسلمين إثبات وجود أخطاء لغوية في هذه السور حتى لا يخسر الإسلام التحدي التعجيزي ويطعن في مصدره ويلصق بمحمد تهمة افتراء دين الإسلام ونسبته لرب الديانات الإبراهيمية.

فهل هذا هو مراد الله الحقيقي بهذا التأويل السخيف لمعني التحدي القرآني والجدال الأسخف فيه بين المسلمين وغيرهم من غير المسلمين الذين قبلوا هذا التحدي .

(مع تقديري وإحترامي لجميع علماء المسلمين بالطبع , فهم بشر يجتهدوا ويصيبوا ويخطأوا )

ويقول الإمام مالك إمام أهل المدينة:

" كُلُّ أَحَدٍ يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيَرُدُّ إِلَّا صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ "

وهل هذا التفسير الساقط البعيد عن الصواب لمفهوم التحدي القرآني- ولو كان يقوله الأكثر من المسلمين - يليق بخالق حكيم مدبر وهو أيضا يتعارض مع كون أنه يوجد جزء من التحدي موجه لجميع الإنس والجن وهم بالتأكيد لا يتقنون جميعا اللغة العربية ؟؟!

( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88))

فكيف يتحدى الله الإنس والجن ممن يجهلون اللغة العربية بالإتيان بمثل القرآن على فرض أن أساس التحدي هو بيان إعجاز القرآن في تظمه اللغوية والأسلوب والبلاغة والفصاحة !!!!؟؟

وهذا ليس كلامي وحدي في كون التحدي ليس في النظم( أي نظم اللغة ) أو ليس في النظم فقط فقد سبقني الجصاص في هذا ونقل آراء علماء في ذلك.

قال الجصاص – رحمه الله - :


قوله تعالى ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ) الآية فيه الدلالة على إعجاز القرآن ، فمن الناس من يقول : إعجازه في النظم على حياله ، وفي المعاني وترتيبها على حياله ، ويستدل على ذلك : بتحديه في هذه الآية العرب والعجم ، والجن والإنس ، ومعلوم أن العجم لا يُتحدون من طريق النظم ، فوجب أن يكون التحدي لهم من جهة المعاني وترتيبها على هذا النظام ، دون نظم الألفاظ .

ومنهم من يأبى أن يكون إعجازه إلا من جهة نظم الألفاظ ، والبلاغة في العبارة ، فإنه يقول : إن إعجاز القرآن من وجوه كثيرة منها : حسن النظم ، وجودة البلاغة في اللفظ والاختصار ، وجمع المعاني الكثيرة في الألفاظ اليسيرة ، مع تعريه من أن يكون فيه لفظ مسخوط ومعنى مدخول ، ولا تناقض ولا اختلاف تضاد ، وجميعه في هذه الوجوه جار على منهاج واحد ، وكلام العباد لا يخلو ـ إذا طال ـ من أن يكون فيه الألفاظ الساقطة ، والمعاني الفاسدة والتناقض في المعاني ، وهذه المعاني التي ذكرنا من عيوب الكلام : موجودة في كلام الناس من أهل سائر اللغات ، لا يختص باللغة العربية دون غيرها ، فجائز أن يكون التحدي واقعاً للعجم بمثل هذه المعاني : في الإتيان بها عارية مما يعيبها ويهجنها من الوجوه التي ذكرناها ، ومن جهة أن الفصاحة لا تختص بها لغة العرب دون سائر اللغات وإن كانت لغة العرب أفصحها وقد علمنا أن القرآن في أعلى طبقات البلاغة فجائز أن يكون التحدي للعجم واقعا بأن يأتوا بكلام في أعلى طبقات البلاغة بلغتهم التي يتكلمون بها .

" أحكام القرآن " ( 5 / 34 ، 35 ) .
https://islamqa.info/ar/147329


وهل يتصور عاقل أن إله يصف نفسه بالعلم المطلق والقدرة المطلقة والحكمة والقوة والعزة والغلبة على أمره وأنه خالق كل شئ الإنسان والحياة والكون وما يحويه ثم يتحدى إنسا ن ضعيف بأن يأتي بسورة مثل القرآن أو عشر سور مثله مهما كان طول تلك السورة أو السور وتتصف بالخلو من الأخطاء اللغوية وتتصف بالبلاغة والإطناب بالسجع ومراعاة الأوزان وتدعو إلى أمر ما وفقط وخلصت الحكاية والرواية؟ إيه السخافة دي؟

ثم يقول بعد ذلك " فإن لم يستجيبوا لكم فاعلم أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون"

وما الحل وما النتيجة إن استجابوا وأتوا بعشر سور مثله مفتريات قصيرة بسهولة (والمعروف أن العرب آنذاك هم أرباب اللغة والشعر والبلاغة ) فهذا أمر هين عليهم لو أخذوه في الإعتبار ؟؟!!

فهل حينئذ ينبغي أن أعلم أن القرآن لم ينزل بعلم الله وأن مع الله آلهة أخرى؟؟!!

أم أشك في صحة رسالته وينقض دين الإسلام جملة وتفصيلا بهذا الفهم السقيم لمعنى التحدي القرآني؟؟!!

هل هذا تحدي الإله القدير الحكيم خالق العقل ليحكم به عليه ويصف تحديه بالسخافة هل يعقل هذا يا أولي الألباب؟؟!!


وهل يعقل أن يوصف محمد بأنه من أعظم عظماء التاريخ بشهادة الغرب قبل المسلمين ووصف رسالته بما تحمله من قيم ومثل وتشريعات وأحكام بالحكمة و بالعظمة في جلها أو معظمها (إن لم تكن كلها لقصور العقول والمدارك عن إدراك ذلك عند غير المسلمين ) وإحتراما لآراء بعض المعارضين الغير مسلمين لأحكام القرآن وعباراته( وإن كانت خاطئة بالقطع) ثم يكون على هذا القدر من قلة وضعف المنطق ليتحدى أهل الفصاحة واللغة والشعر بالإتيان بعشر سور أو سورة واحدة ولو قصيرة ليس بها أخطاء لغوية وتدعو إلى قيم نبيلة ثم يذكر بعدها افتراءا على لسان ربه:
"فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون"

ويقول في تحدي السورة الواحدة:

" فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين"

فهل بعد كل التعب والجهد الذي بذله محمد( الذكي البارع بشهادة الناس على دينه و شريعته) لخداع الناس ليؤمنوا برسالته المفتراه،-من وجهة نظر غير المؤمنين برسالته طبعا - يضع رسالته عل هذا المحك الهش الذي يهدم دينه بمنتهى السهولة بل يعيد تكرار التحدي بصيغ مختلفة في سور أخرى في قرآنه ست مرات !!؟؟
والغريب أني لم أسمع عن أحد قبل ووافق على خوض هذا التحدي في حياة محمد .

ولو حدث ذلك لانهدم الدين بالنسبة لكثير من الناس بهذا الفهم السقيم لمعنى التحدي.


وأعود و أقول بأني:

أرى أن التحدي الحقيقي يكون بالإتيان ولو بسورة ثم دعوة الناس للإيمان بها واتباع ما تدعو إليه مثلما فعل نبينا محمد جاء بكلام فصيح بليغ معجز من جميع الأوجه ودعا الناس للإيمان به واتبعه في ذلك الآلاف والآلاف بإزدياد مستمر حتى وصل عدد المسلمين الآن لأكثر من مليار ونصف نسمة أي تقريبا خمس سكان العالم.

يتبع .....



  رد مع اقتباس