السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي زين قلوب أوليائه بأنوار الوفاق، وسقى أسرار أحبائه شرابًا لذيذ المذاق، وألزم قلوب الخائفين الوجَل والإشفاق، فلا يعلم الإنسان في أي الدواوين كتب ولا في أيِّ الفريقين يساق، فإن سامح فبفضله، وإن عاقب فبعدلِه، ولا اعتراض على الملك الخلاق.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، إلهٌ عزَّ مَن اعتز به فلا يضام، وذلَّ مَن تكبر عن أمره ولقي الآثام.
وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدًا عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، خاتم أنبيائه، وسيد أصفيائه، المخصوص بالمقام المحمود، في اليوم المشهود، الذي جُمع فيه الأنبياء تحت لوائه.
أما بعد :
أحد أسباب إلحاد الكثير من شبابنا هو جهلهم العظيم في براهين الإسلام وبنيان هذا الدين القيم
فعند سماعه عدة شبهات يبدأ التشكيك في ذهنه ويضعف دينه مما ينتج عن إلحاده وهنا تكمن المشكلة الأعداء من الملحدين لا يستطيعون هدم هذا البنيان ولا يتطرقون له فدائما يكمن ذهابهم إلى عدة شبهات بسيطة في التشريع
مثل سن الزواج-بول البعير-حد الردة-والخ....
الإسلام هو أقوى الأديان وأفضلها والأكثر صمود وصلابة
فالإسلام يتميز عن باقي الأديان بهذا البنيان المكون من تلك الطبقات الصلبة والسميكة
1- دلائل وجود الله
2- الإعجاز في القرآن الكريم
3- دلائل النبوة
فالملحد دائما لا يتجه سوى عدة شبهات في التشريع أو عدة آيات يراها في نظره إشكال
فهذا البنيان العظيم يجب تأسيسه جيدا وهذا البنيان تجده عند الملحد قبل إلحاده غير موجود ولم يأسسه لذلك تجده عند سماع شبهة أو قراءتها تجده يشكك كثيرا فلا يوجد لديه ما يأسس دينه
وسنتخصر هذه الثلاث طبقات إختصارا مفيدا وسندل كل شخص على سبل التثقف بها
1- دلائل وجود الله
نوعت دلائل وجود الله سبحانه
ابتداء من ضمير الإنسان وفطرته ، إلى كل ذرة من ذرات الكون ، فالكل شاهد ومقر بأن لهذا الكون ربا ومدبرا وإلها وخالقا . وأولى هذه الدلائل دليل الفطرة ، ونعني به ما فطر الله عليه النفس البشرية من الإيمان به سبحانه ، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الدليل فقال : { فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون }( الروم: 30 )، وهذا الدليل باق في النفس الإنسانية بقاء الإنسان نفسه في هذا الكون ، وإن غطته الشبهات ،ونالت منه الشهوات ، إلا أنه سرعان ما يظهر في حالات الصفاء وانكشاف الأقنعة. وفي الواقع أمثلة كثيرة تدلنا على ظهور الفطرة كعامل مؤثر في تغيير حياة الإنسان من الإلحاد إلى الإيمان ، ومن الضلال إلى الهدى ، فذاك ملحد عاين الموت تحت أمواج البحر ، فبرزت حقيقة الإيمان لتنطق على لسانه أن لا إله إلا الله ، فلما نجاه الله أسلم وحسن إسلامه .
وثمة دليل آخر لا يقل قوة وأهمية عن دليل الفطرة وهو ما أسماه أهل العلم بدليل الحدوث ، ومفاد هذا الدليل أنه لابد لكل مخلوق من خالق ، وهذه حقيقة يسلم بها كل ذي عقل سليم ، فهذا الأعرابي عندما سئل عن وجود الله قال بفطرته السليمة : البعرة تدل على البعير ، والأثر يدل على المسير ، فسماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج ، ألا تدل على العزيز الخبير . فلله ما أحسنه من استدلال وما أعجبه من منطق وبيان .
قال تعالى : { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون () أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون }
لا يوجد سوى أمران لا ثالث لها، إما أن يكون لهذا الكون خالق, أو أن الخلق جاء من دون خالق إذ لا بد للمخلوق من خالق وللمصنوع من صانع فالعدم لا يخلق.
2- إعجاز القرآن
ومن هذا الباب لا نتحدث عن الإكتشافات العلمية الحديثة؛ والقرآن له منها الكثير"
لكن نحن نتحدث عن الإعجاز القرآني من ناحية النبوءات والإعجاز البلاغي الثمين والإعجاز القديم في عصر الأئمة، "رحمهم الله" ووضعو كتبا ولله الحمد لا يستطيع الملحد التطرق لها أصلا.
لكن نحن مشكلتنا لا نقرأ ووالله لو قرأنا مثل تلك الكتب لم يتفشى مرض الجهل ذاك
وضعف الإعلام في نشر تلك الإعجازات.
ومن تلك الكتب التي أنصح بقراءتها ففيها من الكلام الجميل والرصين
أ- كتاب الإعجاز القرآني في التشريع الإسلامي
ب- دلائل الإعجاز لابن تيمية رحمه الله
ج- ثلاث رسائل في إعجاز القرآن
د- كتاب النبأ العظيم
3- دلائل النبوة
دلائل النبوة كثيرة تكاد لا تحصى
وأترك لكم البحث في هذا الموضوع والتعمق فيه
وهذا هو بنيان الإسلام العظيم
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
هداني الله وإياكم إلى الصراط المستقيم صراط النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.