سأبدأ طرحي للموضوع بذكر ردي على أحد الأسئلة للزميلة المحترمة Lilith (وكذلك للزميل العزيز قيصر) بناءا على إستغرابها وسؤالها لماذا لم يوضح الله صراحة بعض الآيات الكونية بالتفصيل حتى لا يكون هناك لبس وإشكال واختلاف وشبهة وتكون باعث ودافع لإيمان الناس بمحمد ورسالته بسلاسة وسهولة.
وبناءا على هذا المثال في مداخلتي مع الزميلة Lilith يمكن القياس على ذلك في كل ما أثير عن عدم ذكر الله صراحة الآيات الكونية العلمية بالتفصيل - (التي يدعي المسلمون أن الله قد تنبأ بها في كتابه مثل كروية الأرض والإنفجار الكبير وغيرها من الآيات العلمية ) - حتى لا يقع لبس أو إشكال أو شبهة في هذه الآيات ويؤمن الناس بسهولة بدين محمد دين الإسلام.
لماذا لم يوضح الله هذه الآيات صراحة وبمعزل عن الآيات التي تحيط بها وبالتفصيل أو بالتفاصيل الدقيقة على حد طلب بعد الزملاء (قيصر) إن كان الله يريد لعباده حقا أن يعتنقوا دينه دين الإسلام الذي جاء به محمد؟؟
ولماذا لا يأتينا الآن هذا الخالق بأدلة علمية قوية تثبت وجوده بدلا من الحيرة واللبس والشكوك التي تحيط بفكرة وجوده وبأديانه الحقيقية التي تنسب إليه (مثل الديانات الإبراهيمية ) ؟؟
أبدأ بمداخلة ومقدمة بسيطة مع الزميل قيصر :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القيصر
لايوجد معنى للايمان حتى يثبت العلم التجريبي الكيفية التي اوجد الله بها الكون والحياة وانا اعني التفاصيل الدقيقة يجب على العلم ان يدخل في التفاصيل على مستوى الجزيئات بل وعلى مستوى الذرات ان لزم الامر ويخبرنا بالكيفية التي يخلق الله بها وحتى ذلك الحين لامعنى للايمان.
|
وكان ردي وجوابي:
وماذا لو لم يرد الخالق أن يطلع الإنسان على سر الحياة لحكمة ذكرها أو لم يذكرها فهل هذا داعي لعدم الإيمان به؟
فهل لو أخبرتك بشىء منطقي ولكنك تشك في صحته فهل لابد أن أفعل شيء واحد محدد أنت تريده ولا يسعني الخروج عنه حتى تصدقني أم أن العقل والمنطق السليم يقول أن الذي عليك قوله في هذه الحالة هو:
إثبت لي يا أخي صدق كلامك بأي أدلة تقنعني بها.
فهذا هو صوت العقل فيما ينبغي عليك في حوارك مع زميل لك ، فما بالك بحوارك مع خالقك وخالق الوجود كله الذي نعيشه أهذا أسلوب مهذب وعقلاني في الحوار أم أنه تعسف وغير منطقية !!؟؟
وماذا لو لم يكتشف العلم كيفية وأسرار الخلق حتى مماتك وظهر لك فيما بعد أن هناك بعث وحساب فماذا تقول عندما تسأل عن سبب عدم إيمانك ؟؟
هل ستقول كنت منتظر العلم يثبت لي كيفية نشأة الكون والحياة بأدق التفاصيل وحينئذ كنت ستؤمن ؟؟
هذا عبث طفولي يا أخي بكل صراحة وبلا زعل..
بل من المتوقع إن كانت هذه إجابتك أن يسألك ربك:
لماذا لم تسأل يا قيصر بنفسك عن أدلة وبينات أخرى على صحة فكرة الخالق والأديان إلى أن يصل العلم إلى كيفية وسر الخلق !؟
أو يقال لك لماذا حين جائتك بينات أخرى على صحة وجود خالق وصحة دينا ما أيا كان هذا الدين ، لم تؤمن بهذه البينات والأدلة ورفضتها كلها وأصريت على هذه الجزئية (معرفة سرنشأة الكون والحياة بالتفصيل الممل)التي ربما لا يريد الخالق إعلامنا بها ليؤيد بها بعض رسله ككونها معجزة لا يقدر عليها غير خالق الكون والموت والحياة فتكون سبب لإيمان الناس بهذا الرسول ورسالته التي جاء بها من رب العالمين أو لايريد إعلامنا بها لأي سبب أخر .... هل عندك إعتراض؟؟
الخلاصة:
يوجد يا أخي أدلة متنوعة وكثيرة على صحة وجود خالق وصحة دين الإسلام.
فلا داعي للعبث الطفولي والتعسف والتعنت الاعقلاني والامنطقي.
انتهت المداخلة مع الزميل قيصر
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القيصر
وانا اطلب منك كما تطلب مني نظرية علمية مؤكدة تشرح كيف خلق الله الحياة والكون بادق التفاصيل
|
وكان ردي وجوابي:
الدين منهج هداية وإصلاح وليس كتاب علم تجريبي بحت وهو مع ذلك نراه يحث على طلب العلم ويزكي العلماء وهو أيضا يحمل في طياته آيات وبينات علمية وغيرها تعجيزية ومتنوعة لبيان صدقه لكل الأجيال.
إذن فالدين ليس كتاب علم تجريبي فيه كل دقائق وتفاصيل نشأة الكون والحياة بكل تنوعاتها حتى تطلب مني ذلك يا قيصر وبلاش تعسف وتعنت لأنك تعلم أن زمن الرسالة قد ولى وانتهى أمره منذ ما يقرب من 14 قرن من الزمان .
فربما لو كنت تعيش في زمن محمد وطلبت منه ذلك لجائك الرد من السماء كما كان يحدث آنذاك ولكن ستكون الإجابة على قدر الأساسيات العلمية المعروفة في ذلك الزمن حتى يمكنك فهمها بناءا على معطيات العلم في ذلك العصر وحتى لا يحدث للناس لبس وإشكال من غرابة هذه الدقائق العلمية في هذا الزمان، وستكون الإجابة مماثلة لما كان يحدث أنذاك مثل:
(ويسألونك عن المحيض قل هوأذى .....)
(ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير ....)
(يسألونك عن الخمر والميسر ...)
وهكذا...
انتهت المداخلة مع الزميل قيصر وأضيف عليها:
وربما أيضا كانت الإجابة برفض سؤالك نفسه إن كانت عن سؤال (مثل السؤال عن الروح )ولا يريد الخالق الإجابة عليه لحكمة ما مثل التي ربما تتعلق بالآيات التي لا يريد الخالق إعلامنا بتفاصيلها ليؤيد بها بعض رسله ككونها معجزة لا يقدر عليها غير خالق هذا الكون وخالق الموت والحياة فتكون سبب لإيمان الناس بهذا الرسول ورسالته.
(ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)
ولكن هذا النوع من الردود لا يأتي إلا في النادر والقليل جدا للأسباب التي ذكرتها أو لأسباب أخرى لا يريد الخالق إطلاعنا عليها وله كل الحرية في ذلك .
هل من معترض؟؟
خلصت المقدمة الطويلة نسبيا ونعود للسؤال الرئيسى للزميلة Lilith:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lilith1988
نوح: (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا". و سورة الفرقان: "تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا). لماذا لم يصرح ببساطة و يوحي لنا ان ضوء القمر مجرد انعكاس للشمس، توجد كلمة انعكاس في اللغة العربية؟ كلمة "نور" لا تعبر عن انعكاس، با على مصدر للضوء لانه يصف نفسه في القران ب "الله نور السماوات و الارض" و يصف محمد بالسراج المنير، اكتفي بهذا رغم ان الاية توجد فيها كارثة اخرى. (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ)، النور معناه الضوء و الضياء. والمُنير : اسم من أسماء الله ومعناه : باعث النُّور والهداية، و المنير هو مرسل النور من فعل أنار، أنار المكان يعني أضاءه و أنار المصباح اي اوقده. اكتفي بهذا! (الكوارث في القران لا تعد و لا تحصى!).
|
وكان ردي كالآتي مع زيادة بعض الإضافات والتعديلات البسيطة لسوء فهم الزميلة Lilith فيما اتضح لي بعد ذلك :
بكل بساطة لم يصرح بذلك لأنها ستكون بهذا الوصف الذي تريدينه - (أي ان ضوء القمر الذي قد يظنه البعض من ضعفاء التفكر والتأمل ذاتيا أنه ليس إلا إنعكاس لضوء الشمس على سطحه )- آية مبهرة ومعجزة قاهرة لابد أن يؤمن عليها معظم البشر إن لم يكن كلهم عندما يكتشف العلم ذلك مستقبلا.
وهذا ليس بمراد الله من خلقه فهو يصرح في كثير من الآيات بأنه لم يشأ أن يكون الناس كلهم مؤمنين برسالة محمد ويتضح ذلك من الآيات التالية:
(ولوشاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)
(أفلم ييئس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا )
(هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن)
ثم ذكر ذلك صراحة وقال:
(ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم)
وكذلك ذكر الحكمة من تنوع الشرائع والمناهج :
(لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً
وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ )
وكما أن مشيئته اقتضت الإختلاف في أحوال شرائع وعقائد المكلفين فنجد أن الآيات والأحكام التي سيترتب عليها الحساب والجزاء تختلف أيضا فلم يجعل الجنة حكرا على المسلمين كما يظن الكثير من الناس وكذلك لم يجعل المغفرة والوعد بالأجر العظيم والأمن من الخوف والحزن خاص بطائفة واحدة فقط وهي المسلمين ، ويتضح ذلك من هذه الآيات التالية:
(تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ? وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)
(إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ
وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ
وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ
وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ
أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى? وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
(لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ? مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123) وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى? وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَ?ئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا)
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى? وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ? وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )
(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ? وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(86)
تعليق على الآيتين الأخيرتين(85)،(86) من سورة المائدة:
وهذه الآية رقم (85) قبل الأخيرة فهمها الكثيرون خطأ لانهم قرأوها بمعزل عن الآية التالية لها رقم (86) والتي توضح أن الآية (85) تتحدث عن حكم الردة لمن جاءه البينات على صحة الدين وشهد أن الرسول حق وآمن بدين الإسلام ثم إرتد عنه دون سبب وجيه وحجة قوية له عند ربه واعتنق دين آخر.
فهذا الصنف من الناس ممن يتبعون العقائد والأديان على الهوى بعدما جائته البينات على صحة دين الإسلام وآمن به ثم ارتد عنه لدين آخر فلن يقبل الله منهم غير الإسلام وتوعده الله باللعنة والعذاب إلا أن يتوب ويعود إلى رشده ويعتنق الإسلام من جديد. وهذا حكم أراه عقلاني ومنطقي جدا.
المهم في الموضوع أن الإنسان مادام لم يأته البينة على صحة دين ما فهو في أمان من عقاب الله وسخطه يقول الله:
(رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ? وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)
(لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا
بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)
(وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا)
ولا ينبغي ان ننسى أن الله عليم بذات الصدور وخفايا النفوس:
(قُلْ إِن تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
انتهت هذه الفقرة.
كما أنها ستكون أيضا بهذا الوصف الدقيق الذي تريدينه شبهة قوية لغير المؤمنين في زمن الرسالة تدفعهم إلى الإعراض عن دين محمد للأبد و بث الشبهات في قلوب المؤمنين تجاه دينهم لأن هذا الوصف التفصيلي لحال القمر ( كون أن ضوئه إنعكاس لضوء الشمس ) مخالف للمشاهد والملاحظ عند بعض للناظرين من ضعفاء التفكير والتأمل مما قد يلقي الشبهات القوية في قلوب بعض المؤمنين من ضعفاء الإيمان ويزيد الغير مؤمنين إعراضا وتكذيبا وتشويها لهذا الدين.
وأنا التمس العذر لهؤلاء الفئة من الناس مما وصفتهم بأنهم ضعفاء في تفكرهم وتأملهم لأنه :
أولا:
هم قوم أميون أي يجهلون القراءة والكتابة حين بعث محمد فيهم مما قد يكون له تأثير سلبي على طريقة تفكرهم وتأملهم للكون من حولهم .
وثانيا:
لأنه من الممكن أيضا أن تكون وجهة نظر منطقية لبعض ضعيفي التفكر والتأمل في الكون لأنه بالفعل يوجد نجوم بعيدة في الفضاء ولا يسطع ولا يبرق نورها ليلا مثل الشمس في النهار (والنجوم طبعا مثل الشمس كونها تضاء ذاتيا) ، فلربما يفهم بعض هؤلاء الضعفى من الناس ويظنوا أن القمر ليس إلا نجما مضيء بذاته ولكنه قريب من الأرض (ولكن ليس كقرب الشمس التي تبدو للناظرين أكبر وهي بالطبع ليست قريبة من الأرض منها إلى القمر) فالقمر إذن ليس بعيد مثل النجوم الأخرى الخافتة الضوء لذلك فهو مضيء ذاتي قليلا ولكن ليس كضياء الشمس لأن الشمس في نظر المشاهدين والناظرين أكبر من القمر وبالتالي فهي أقرب للأرض منها إلى القمر في نظر القدماء لذلك فهي شديدة الضياء حين تظهر في السماء وتضيء كل الأرض وهذا من وجهة نظر هؤلاء الناس فقط في ذلك الزمان زمن الرسالة .
وكان رد فعل الزميلة Lilith على هذه المداخلة:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lilith1988
لماذا دائماً المسلم يلف و يدور و يخرج عن الموضوع و يكثر من التأويلات لآيات اخرى و يختمها بالوعيد و العذاب؟!!
|
وكان ردي وجوابي:
يقول الله تعالى:
(رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ? وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)
وصف الله طبيعة دعوة محمد للإيمان برسالته وشكلها في الآية السابقة وكذلك في قوله :
(وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون) والآيات في ذلك كثيرة في وصف طبيعة الدعوة ومنها أيضا (إن عليك إلا البلاغ) ، (إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر)
إذن من الطبيعي أن تكون دعوته إلى الله مع قومه تتسم بالأسلوبين معا الترغيب والترهيب.
- وسبب تنوع أساليب الدعوة واضح ولا يختلف عليه أحد لأن ليس كل الناس سواء في طبيعة تقبلهم للأخبار فمنهم من ينفع معه أسلوب الترغيب ولا ينفع معه أسلوب الترهيب وقد يؤدي الترهيب معه إلى العناد والإعراض عن السماع أو النفور والكراهية أو التكذيب.
ومنهم من لا يستجيب إلا بأسلوب الترهيب لأن هذا هو طبعه.
ومنهم من يقبل الأسلوبين معا ولا حرج عنده في ذلك.
تحياتي وما تخافيش من آيات الوعيد طالما تحكمين عقلك وضميرك في الحكم على الأمور والله وصف نفسه بأنه أرحم الراحمين أي أنه أرحم من أي أحد ممكن أن تريه رحيما في هذه الدنيا.
انتهت المداخلة مع الزميلة Lilith وأضيف وأقول:
وأقول وكذلك دينه يتصف بغاية الرحمة ولا يغركم ما يقال من شبهات وحدود تنسب للدين والدين منها براء مثل حد الرجم وحد الردة وحد القتل للمثليين أو الشواذ جنسيا وكذلك لا يوجد ما يعرف بجهاد الطلب فالجهاد لم يشرع إلا للدفاع عن الإسلام والمسلمين عندما يعتدى عليهم أو يحارب دينه وكذلك الشبهات حول أحكام السبي في الحروب وهوس الرسول بالجنس والنكاح فكلها باطلة وكذلك شبهات الأخطاء اللغوية في القرآن كلها باطلة وكذلك شبهة الناسخ والمنسوخ في القرآن وما يتعلق بها باطلة لأنه لا يوجد ناسخ ومنسوخ في القرآن ومستعد للمناظرة على هذا الموضوع ولو سيصر الملحد على التمسك بالقول الذي يقول بوجود الناسخ والمنسوخ في القرآن تعنتا منه فأقول له أن القضية مختلف فيها وليست محل إتفاق.
أي يحتمل أن يوجد ناسخ ومنسوخ في آيات القرآن وإحتمال لا يوجد.
والقاعدة الأصولية تقول: إذا تطرق إلى الدليل إحتمال بطل الإستدلال.
ولو مصر على رأيك تعنتا وتنطعا فأقول لك : إن عامة المفسرين على أن النسخ لا يقع في الأخبار ,وإنما يقع في الأمر والنهي فقط.
وغيرها الكثير والكثير من شبهات كلها باطلة ولا قيمة لها وعندي الأدلة على ذلك لمن أراد.
والسبب الرئيسي في هذه الشبهات هي :
استناد هذه الشبهات على أحاديث ضعيفة أو مختلف في صحتها وهي في الأصل ضعيفة طبقا لقواعد وشروط صحة الحديث.
أو هناك من يعرف بالتساهل في التصحيح قد صحح هذه الأحاديث الضعيفة .
وكل هذا بالطبع بجانب سوء التفكر والتدبر في الآيات والأحاديث الناتج غالبا عن عدم جمع كل النصوص الصحيحة المتعلقة بالموضوع والنظر إليها نظرة شمولية كلية .
أو اختلاف الأصول والقواعد والمناهج الفكرية التي ينطلق منها المجتهدون في إجتهاداتهم وفتاويهم.
أوغير ذلك.
خالص تحياتي
