تحياتي للزميل الجديد. و بعد...
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المشّائي
بسم الله هذه جملة من البراهين في إثبات وجود الخالق ووحدانيته
وقبل الخوض في المقصود يلزمنا بعض المقدمات، وأولها:
في تعريف الممكن، فنقول أن الإمكان هو كون الشيء في نفسه بحيث لا يمتنع عقلا وجوده ولا عدمه ولا يلزم من فرضهما محال أو كون الشيء بحيث يجوز أن يستمر على ما كان عليه ويجوز ألا يبقى على ما كان عليه وإذا تقرر هذا فنقول:
أن كل ممكن الوجود له علة
العالم ممكن الوجود
إذن العالم له علة
أما تفصيل الدليل، فلما علمنا أن الموجودات من حولنا جائز في حقها الوجود والعدم وعلمنا أن ماهية الموجودات لا تستلزم وجودها فنقول أن ماهية الممكن من حيث هي متساوية النسبة للوجود والعدم فيلزم وجود مُرجّح لترجيح وجودها على عدمها. الآن، إن كان المرجح ممكن الوجود عاد الكلام فيه، إما أن وجوده من نفسه أو من غيره. أما الأول فهو دور باطل والدور هو توقف الشيء في وجوده على نفسه وهو باطل لاستلزامه تقدم الشيء على نفسه، وكونه موجودا حال كان معدوما وهو جمع بين نقيضين. وأما الثاني فإن كان غيره ممكنا إلى لا بداية فيلزم منه التسلسل وهو باطل فيلزم أن المرجح واجب الوجوب
ونقول أن الموجودات بالنظر إلى ماهيتها تنقسم حصرا لثلاثة أقسام:
واجب الوجود: وهو الموجود الذي تقتضي ذاته الوجود ولا يطرأ عليه العدم
ممكن الوجود: وهو الموجود القابل للعدم الوجود ولا تقتضيه ذاته كالموجودات والعالم حولنا
ممتنعة الوجود: وهي الموجودات التي تقتضي ذاتها العدم ويلزم من فرض وجودها محال كالدائرة المربعة
|
هذا تقسيم مفهومي للموجود و ليس تقسيماً حقيقياً. فإن كل موجود واجب، و كل معدوم ممتنع. فلو فرضنا ان زيداً قد مات عن خمسة اولاد، فإن الولد السادس لزيد ممتنع، و فرضه ممكناً عقلاً ليس إلا للجهل بجميع الأسباب و تفاصيل النظام.
و عليه فإن عبارة "
ممكن الوجود" فيها مسامحة و مجاز، فلا تلزمنا.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المشّائي
-في إثبات امتناع التسلسل
قد يقال أن لا شيء موجود إلا الممكنات وكل ممكن موجود يترجح عن ممكن آخر وهكذا الى لا بداية فتحصّل لدينا سلسلة من الممكنات
فنقول أن مجموع كل تلك الممكنات بأسرها إما أن يكون واجبا لذاته أو ممكنا. أما الأول فباطل لأن كل مجموع مفتقر لكل واحد من آحاده والإفتقار دليل الإمكان لا الوجود، فتعين أن المجموع كله ممكن لا واجب
أن السلسلة ليست بشيء سوى مجموع أجزائها، ولا سلسلة بدون أجزاء فتعيّن أن السلسلة مفتقرة في وجودها لأجزائها الممكنة والمفتقر للممكن ممكنٌ
ولما كان المجموع بأسره ممكنا، احتاج إلى علة، فإما أن تكون تلك العلة أو ذلك المؤثر هو نفس السلسلة أو أحد أجزائها أو خارج عنها. أما الأول دور باطل وكذا الثاني فيلزم أن المؤثر خارج عنها
ذلك المؤثر إما أن يكون ممكنا أو واجبا أما الأول فباطل لأنا فرضنا أن السلسلة تحوي كل الممكنات أصلا فيلزم أن يكون واجبا
|
كما اسلفت، فإن جميع اجزاء السلسلة واجبة، و لا حاجة لموجد خارجي.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المشّائي
الآن وقد أثبتنا واجب الوجود موجد لكل ما سواه فنقول إما أنه مؤثر على سبيل الطبع والإيجاب أو على سبيل الاختيار
أما الأول فباطل وإلا لزم من قدم المؤثر قدم العالم أو من حدوث العالم حدوث المؤثر، وذلك لحقيقة أن العلة الموجبة لا تنفك عن معلولها، وكلاهما باطل
ولبيان ذلك نقول أن العلة الموجبة بالذات تتمثل في حركة الإصبع ومعلولها يتمثل في حركة الخاتم
وبيان الملازمة أن لو فرضنا حركة الإصبح قديمة منذ الأزل لكان معلولها قديم أي حركة الخاتم ولو علمنا أن حركة الخاتم، وهي المعلول، حادثة. علمنا أن حركة الأصبع، وهي العلة، حادثة
لاستحالة انفكاكهما
وكذا النار والسخونة، والشمس والنور فكل يصدر عن الآخر بالاضطرار ولكن نعتبر بالمثال الأول
وعليه يكون المؤثر فاعل بالاختيار، ولما كان يصح منه الفعل والترك كان قادرا ولما كان كل حادث مختص بوقته مع جواز تقديمه أو تأخيره كان ذلك دليلا على الإرادة
|
يبدو لي انك اوقعت نفسك في معضلة عويصة، فنفيت قدم العالم و حدوثه، و هذا رفع للنقيضين (بعد فرض العالم موجوداً) فإن الموجود إما ان يكون قديماً او حادثاً.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المشّائي
ولما رأينا في العالم نظاما واتقانا وإحكاما كان عالما حكيما والعقل يحكم بان القادر والعالم والمريد يجب أن يكون حيا
|
النظام امر انتزاعي و ليس حقيقياً، فلا يحتاج الى واضع او موجد.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المشّائي
في اثبات أن الله واحد
نقول أنه لو فرض واجب الوجود اثنان لكان لابد وأن يختلفا عن بعضهما في صفة مميزة على الأقل بحيث يمكننا الإشارة أو الكلام عن الأول دون الثاني وإلا لما كانا اثنين من الأصل
وعليه يصبح كل واحد منهما مركب مما به الإشتراك (ضرورية الوجود) وما به الإمتياز(الصفة المميزة) وكل مركَّب مفتقر لأبعاضه المركب منها فيلزم وكل مفتقر ممكن فيلزم أن يكون الواجب لذاته ممكن لذاته وهو محال
|
اقول: إما ان العالم جزء من الله او خارج عنه. فإن كان جزءاً منه ثبت ان الله مركب. و إن كان خارجاً عنه ثبت انه محدود (إذ لو كان مطلقاً لما خرج عنه شيء). و القول بأن العالم لا خارج عن الله المطلق و لا داخل فيه رفع للنقيضين.