عرض مشاركة واحدة
قديم 08-03-2017, 03:46 AM جالو غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [32]
جالو
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية جالو
 

جالو is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النجار مشاهدة المشاركة
هل كان محمد احد اتباع الفرق المسيحية العديدة والمنتشرة وقتها؟ واراد نشر مذهبه المسيح؟ هل انتقد تعاليم الكتاب المقدس،ام كانت وجهة نظره انه صحيح لكن تم سوء تاويله،وتناسى اليهود والنصارى تعاليمه ؟ من هم طائفة الاحناف؟ ومتى ظهروا؟ هل افكار هؤلاء الاحناف تبلورت بعد دخول الديانة اليهودية وبعدها المسيحية الى الجزيرة العربية؟ ام تلك الافكار لها اصل اقدم من ذلك بكثير؟ هل كان وثنيى الجزيرة منفصلين تماما عقائديا عن اليهود والنصارى ام كان هناك امور مشتركه؟ ماهى انتقادات نبى الاسلام لليهود والنصارى فى جانب المعتقدات والمعاملات؟ هل كان لها اصل ام كانت افتراءات تجاههم؟
هل كان يعتقد نفسه موحى اليه،ام كان يتظاهر بذلك لغرض اصلاح اجتماعى وسياسي؟
كلام محمد عن الانجيل كما لو انه كتاب واحد ،ولكن فى نفس الوقت ادخاله فى القران افكار تتشابه مع العديد من الاناجيل سواء ماتسمى بالقانونية وغير القانونية؟ لماذا استعان بالاناجيل الغير قانونية؟
ساحاول اجابة تلك الاسئلة..

١- ملف الحنفاء :

من المصادر التراثية المتعددة،يتم تعريفهم بانهم افراد اقلية من العرب لهم وجود قبل حتى ميلاد نبى الاسلام وقاموا بالترفُّع عن عبادة النُّصُب والتماثيل والأوثان، وترك أكل المَيْتَةِ والدِّمِ والذبائح التي تذبح لغير الله، وكُرْهِ الخمر وترك شربها.هذا في الأعمال، أما في المعتقدات فإنّها تمثّلت في الإيمان بالله الخالق الرازق المحيي المميت، وفي الحجِّ وتعظيمِ الكعبة، وفي الإيمان باليوم الآخِر، وفي هجر الرذائل والموبقات...
كل ماسبق ،يمكن تطبيقه على اليهود او النصارى العرب وقتها،لكن نستثنى الحج وتعظيم الكعبة...فذلك احد الامور التى تجعلنا اعتبارهم لا هم من اليهود ولا النصارى(بكافة فرقهم) ...

هل تعظيمهم الكعبة واحالتها لابراهيم واسماعيل،واحالة عقائدهم لابراهيم..له اساس؟هل افكار هؤلاء الاحناف تبلورت بعد دخول الديانة اليهودية وبعدها المسيحية الى الجزيرة العربية؟

اعتقاد العرب المكيون السابقون لمحمد بوجود صلة مع ابراهيم،لا يوجد مايدعو للتشكيك به،بل وهناك ادلة ترجحه ... نقتبس من كلام دكتور سيد القمنى فى كتابه النبى ابراهيم والتاريخ المجهول :


بل واعتبر العرب ان من نسل اسماعيل انبياء كهود وصالح وحجوا للكعبة..
لما مر النبي صلى الله عليه وسلم بوادي عسفان حين حج قال يا أبا بكر أي واد هذا قال واد عسفان قال لقد مر به هود وصالح عليهما السلام على بكرات خطمها الليف أزرهم العباء وأرديتهم النمار يلبون يحجون البيت العتيق الراوي: عبدالله بن عباس

هل احتك نبى الاسلام بالاحناف قبل البعثة؟ الاجابة نعم ...
قس ابن ساعده:
روى الطبري أن رسول الله قال: "رحم الله قسا! إنه كان على دين أبي إسماعيل بن إبراهيم". رآه النبي قبيل البعثة يخطب في الناس في سوق عكاظ.
وذكر كل من ابن كثير في البداية والنهاية، والمسعودي في مروج الذهب أن رسول الله سأل عنه وفد إياد يوم فتح مكة فأخبروه أنه مات، ثم إنه روى لهم كيف رآه في سوق عكاظ قبل البعثة النبوية ثم سرد لهم خطبته يومذاك، وترحّم عليه: «يُبعثُ يوم القيامة أمةً وَحَده.»
زيد بن عمرو بن نفيل
قال محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أسامة بن زيد، عن أبيه، أن زيد بن عمرو بن نفيل مات، ثم أنزل على النبي« إنه يبعث يوم القيامة أمة وحده »..

بل ودعا مرارا وتكرارا انه على شاكلتهم،وان كل من عداهم باطل
-فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ..
-قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ .
-وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ .
-مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ..
-وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ .


او بعبارة اخرى ،نبى الاسلام اعتبر المشركين واليهود والنصارى،هم حنفاء فى الاصل ،فجميعهم ينهلون من المنبع الابراهيمى ،لكنهم ابتدعوا اشياء دخيلة على اصلهم النبيل،ماانزل الله بها من سلطان.

فقال عن المشركين الوثنيين :أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى.. اى انهم حنفاء بشرط حذف تلك الواسطة العبادية

واحد انتقاداته لليهود والنصارى كانت بنفس الفكرة :
اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ .
وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ .
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ .
لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ .
لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ.
وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ
.

اى انهم كانوا حنفاء عقائديا،حتى اشركوا المسيح ،مريم،الاحبار والرهبان..فيما لا يخصهم ....فصاروا مشركين..
هل كانت هناك فرق مسيحية تنتقد فكرة الوهية المسيح ؟نعم ومن ثم فتلك الانتقادات السابقة لا يمكن عن طريقها استثناء نبى الاسلام من كونه تابع لفرقة مسيحية.. لكن مهلا ،الان سنرى ادلة واضحة على كونه غير مسيحى:
فكان يعتبر نفسه خارج لعبة الفرق المسيحية،وان سبب وجود تلك الفرق المسيحية هو عقاب الهى لهم لنسيانهم حظا من الذكر؟

وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ

٢- وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ.
. هل ذلك كلام يليق باحد اتباع فرق النصارى؟

٣- وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ
وهذا نص من اقوى الادلة على نفى فكرة ان نبى الاسلام تم تكليفه او انتمائه لاى فرقة مسيحية ،فاعتقاد البنوة الروحية ليهوة ،هو شئ عام مطلق بين جميع الطوائف والفرق المسيحية واليهوديه فى الماضى والحاضر..لم يحدث ابدا اى خلاف مسيحى مسيحى ،حول ابوة يهوة الروحية لاتباعه.... لو كان انتماء نبى الاسلام لاى فرقة مسيحية،ابيونية ام غيرها لما انتقد ذلك المفهوم...
بالاضافة سابقا ذكرت عديد من الادلة على اختلاف محمد الكبير مع عقائد الابيونية...

..................................................

ننتقل الان لبند اخر فى ملف محمد مع المسيحية:

محمد والانجيل؟
كلام محمد عن الانجيل كما لو انه كتاب واحد ،ولكن فى نفس الوقت ادخاله فى القران افكار تتشابه مع العديد من الاناجيل سواء ماتسمى بالقانونية وغير القانونية؟

لاتتعجبوا من استخدام محمد للفظ انجيل،فى حين استخدامه العديد من الاناجيل ... الى الان،يتم استخدام لفظ انجيل ويراد به العديد من الاناجيل ، اذا قال احد المسيحيون مثلا "انا قارئ جيد للانجيل". ان تفهم منه انه،يقرا مرقس،متى الخ....؟

لماذا استعان بالاناجيل الغير قانونية؟

السبب ،هو نفس السبب الذى جعل الكثير من المسيحيون القدماء الذين اتبعوا ماتسمى بالمذاهب القانونية (كاثوليك ارثوذكس...) يقتنون تلك الكتب الغير قانونية ويقرؤنها بلاحرج..إنجيل يعقوب،مثلا كان واسع الانتشار فى العالم المسيحى،واقتناه الكثيرون من جميع الطوائف المسيحية على اختلافهم وترجم للعديد من اللغات للسيريانية،القبطيه،العربية،الاثيوبية،السلوفانيه،ال لاتينيه،الايرلنديه الخ
الكنيسة هى من عارضته،لكنى لقى اعجاب الكثيرون من عوام العالم المسيحى،وارضى ظماهم لمعرفة طفولة يسوع كيف كانت؟!
نستكمل ملف محمد والانجيل،وباقى ملفات المحرك الدافع لنبى الاسلام فى مشاركة قادمة..
تحياتى
مداخلتك هذه الزميل النجار قد أثارت في داخلي العديد من التساؤلات أكتفي بأثنان منهم:
هل كان للأحناف وجود في جزيرة العرب قبل ظهور المسيحية؟ خصوصا بأن ما وصل إلينا من أسمائهم أما كانوا معاصرين لظهور الإسلام أو قبله بفترة وجيزة
وهل كان الأحناف مؤمنين بأنبياء وملوك بني إسرائيل وبالمسيح تحديدا كنبي مرسل فقط لا غير؟ ما لافت انتباهي عدم ذكرهم لأي من أنبياء أو ملوك بني إسرائيل في الأشعار المنسوبة إليهم على رغم من رواج قصصهم وأساطيرهم في بلاد العرب آنذاك, فذكروا آدم ونوح وإبراهيم ولقمان ويونس( وهو من المعروف بأنه شخصية مجهولة النسب)
اقتباس:
اى انهم كانوا حنفاء عقائديا،حتى اشركوا المسيح ،مريم،الاحبار والرهبان..فيما لا يخصهم ....فصاروا مشركين..
مما لا شك فيه أن هناك خلط كبير حصل ما بين الحنيفية والنصرانية النسطورية فهناك العديد من الشخصيات ممن نسب إليها النصرانية وهم أحناف والعكس صحيح أيضا,
فعلى سبيل المثال, هناك العديد من الآراء التي تنفي وتفند بأدلتها نصرانية ورقة بن نوفل وتجعله واحدا من الأحناف على ديانة وملة إبراهيم
وأعتقد بأن ما ميز الأحناف عن غيرهم من الفرق النصرانية الرافضة لفكرة إلوهية المسيح وجعلهم ديانة مستقلة خارج دائرة الفرق النصرانية -وربما أكون مخطئ بذلك- عدم إيمانهم بالمسيح لا كنبي ولا كإله يعبد أو التقليل من قيمته باعتباره نبي محلي لبني إسرائيل فقط وليس مخلصا.
فمحمد نفسه قد دخل في هذا الصراع معتبرا الحنيفية والإسلام شيء واحد ووصف العديد من إنبياء بني إسرائيل بالمسلمين وهذا ما يجعلني أعتقد بأن مجرد, الأسمان يهود ونصارى تدل عن أبتعدهما عن الصراط المستقيم
فلماذا لا يكون محمد الحنيفي الأصل والمتأثر أيضا بالنسطورية والأبيونية وبالشرائع اليهوديه
قد جمع شمل الحنيفية التوحيدية مع النصرانية- اليهودية الرافضة لفكرة التثليث في دين واحد؟



:: توقيعي ::: قُلْ يَا أَيُّهَا الْمُؤْمِنِونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلَيَسِ لِيَ دِينِ
  رد مع اقتباس