في البداية أتمنى لو كنت موجودا حاضر في هذه المناقشة الرائعة, والتي لا أدري لماذا خُيّل لي بأن أحداثها قد دارت في أحد المقاهي الشامية الجميلة مع رائحة القهوة العربية التي تملئ المكان ممزوجة بباقة فواحة من مختلف أصناف المعسل والتومباك التي يعبق عطرها في المكان, أقلها أكون مستمعا مستمتعا بكلامك وآرائك زميلينا العزيز بن باحث.
شعب واحد و وطن واحد تحت حكم زعيم دكتاتور واحد لا يشرك في حكمه أحدا, يستلزم بالضرورة وجود رب واحد ايضا لا شريك له مثالا وصورة مقدسة لهذا الزعيم الواحد الخالد,
ومن أوائل من تنبه إلى هذه الفكرة الملك الفرعون إخناتون (امنحوتب الرابع) الذي حاول جاهدا جمع البلاد تحت سلطته وكبح جماح الكهنة متعددي الآلهة تحت سلطة الإله الواحد آمون رع ممثلا بالملك الواحد, وكما فعلها ايضا جيرانهم الكنعانيون عندما وحدوا آلهتهم تحت أسم الإله الواحد إيل ...
بالمقابل هناك حديثا من سلك سلوك مغايرا, كلود فوريلون (مؤسس الديانة الرائيلية) الذي فرق هذه الوحدة الإلهية المزعومة, جاعلا من الله الواحد مجموعة كائنات فضائية متطورة خلقت الأرض وما عليها مستندا في ذلك الى كلمة إلوهيم(جمع إله) التي وردت في بداية سفر التكوين.
بالعودة الى نقاشك مع صديقك المسلم
أعتقد بأن رده جاء بناءا على الآية 24 في سورة فاطر
إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ۚ وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ
وهي آية عادلة ومنصفة بعض الشيء وذكية من جانب محمد أذا ما قورنت بإدعاءات اليهود العنصرية الغبية بإستحالة وجود نبي او وحي لغير بني إسرائيل واختصاصهم بالنبوة دون عن غيرهم من سائر أمم الأرض (الجوييم).
وهي من أرغمت العديد من شيوخ وعلماء المسلمين مكرهين بالقول بالأصل الإلهي المشترك لكافة الديانات الوثنية من الهندوسية الى البوذية الى غيرها...
وهناك من شطح بفكره وراح بعيدا معتبرا بوذا نبي مرسل من عند الله
وهناك من جعل إله الهندوس الخالق براهما هو نبي الله إبراهيم وامرأته ساراسوتي هي سارة
(هذه الجزئية غريبة بعض الشيء تستلزم منا الدراسة والتحليل لهذا التشابه الكبير الغريب ما بين الأسمين, خصوصا بأن الديانة الهندوسية أقدم بكثير من الديانة اليهودية)
لكن سؤالي لصديقك ما هذا التميز والمحاباة والعنصرية المناطقية الإقليمية التي عند ربك حتى يختار مكة دون عن سائر أماكن وبقاع هذا العالم ليبني فيها بيته ويرسل إليها برسوله الأخير ورسالته الأخيرة الغير قابلة للتحريف ؟
في الختام راجيا منك ان لا تحرمنا من هذه الإطلالة المميزة والكلمة الرائعة من وقت الى أخر,
للتغطية على أصوات النشاز التي عادت لتطل علينا من جديد بأسماء وحلل جديدة وأفكار لا تقل سوءا عن افكارهم السابقة.
التعديل الأخير تم بواسطة جالو ; 07-12-2017 الساعة 10:37 PM.
|