عرض مشاركة واحدة
قديم 06-16-2017, 03:58 AM جالو غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [21]
جالو
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية جالو
 

جالو is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة binbahis مشاهدة المشاركة
طرح رائع من زميلنا الرائع جالو.

إن للتاريخ كما روي لنا سطوة تمكنت منا فما عدنا نملك التحرر منها بسهولة، حتى إني وجمعا من أصحابي الذين تركوا الإسلام كنا تركناه ولم نترك بعد صورة محمد الملمعة الجميلة كما يرسمها أتباعه المسلمون. لقد أردنا تبرئته من الكذب والاستغلالية بكل طريقة ممكنة حتى ونحن ملحدون، أردنا الموضوعية فخناها، ثم مضت الأيام فانكشف الخبيء وبانت الخدعة.

محمد كان ملاكا يمشي على رجلين، كان الحلم والرحمة والرقة والعطف والتسامح والأمانة قد تجسدت كلها في هيئة إنسان. هكذا ترينا دقائق وتفاصيل سيرة محمد.

عرفنا فيه الملائكية والرحمة والتسامح من عيادة يهودي كان يؤذيه (حديث ضعيف) وإطلاق أسراه في مكة ("اذهبوا فأنتم الطلقاء"، وهو حديث ضعيف يفرحون به فرحة الضائع في الصحراء يتعثر بقربة ماء، ونسوا أن في قرآنهم الثابت المتواتر سورة كاملة اسمها سورة أبي لهب هدفها الوحيد التشفي من أحدهم بالشقاء الأبدي في قعر الجحيم لأنه كان يؤذي الرسول) وقصة الصادق الأمين يوم نزاع الحجر الأسود (يوم حكم بينهم لما أرادوا وضع الحجر الأسود، وهو من سيرة محمد قبل البعثة وثبوتها التاريخي ضعيف جدا). وهلم جرا.

ترى ما الذي يجمع كل هذه الأخبار؟ أنها كلها تفاصيل ودقائق يسهل تزويرها تاريخيا -- بل وأزيدكم من الشعر بيتا أن تزوير أمثال هذه الأخبار هو تحديدا ما ينبغي أن نتوقعه من سيرة أي زعيم تاريخي كتب التاريخَ أتباعُه، وحقا، ما من زعيم تاريخي إلا ونحل له أتباعه ما لذ وطاب من حكايا البطولة والمروءة والشهامة التي يصعب تصديقها.

هذا ما تقوله لنا أخبار الدقائق التي يسهل -بل نتوقع- تزويرها، وأما المعالم الكبرى في تاريخ محمد فتحكي لنا قصة مختلفة.

- تحكي لنا قصة محمد الذي أباد قبيلة كاملة في حملة تطهير عرقي شنيعة لا تقل بشاعة عن مذبحة البوسنة والهرسك وغيرها من المجازر الجماعية التي خلدها التاريخ. (يهود بني قريظة)

- تحكي لنا قصة محمد الذي لبث بين قومه يسب آلهتهم ويطمح للزعامة بادعاء الرسالة الحصرية مدة ثلاث عشرة سنة، واستطاع أن يتابع حياته. (تصوروا أعزائي أن يجرب أحدنا المجاهرة بمعتقده مدة ثلاثة عشر يوما فقط -ثلاثة عشر يوما لا عاما- ولنر هل يستطيع متابعة حياته أم أنه سيكون صنف في نهاية تلك المدة على أنه أدنى منزلة من الخنازير ثم ينزع منه ماله إن كان له مال، وزوجته إن كانت له زوجة، وولده إن كان له ولد، حتى يترك مشردا في الشوارع يهيم فيها على وجهه كما تهيم البهائم؟) فلما ملك السلطان والقوة سحق بوحشية لا ترحم كل من هدد ثقة الناس بنبوته (وراح ضحية هذه السياسة الشمولية خلاصة مثقفي عصره من أمثال النضر بن الحارث، سواء بالتصفية أو بالإخراس إرهابا).

- تحكي لنا قصة عصابات محمد التي كانت تترك الزرع والصناعة والتجارة من أجل نهب وسلب قوافل قريش كما يصنع القراصنة وقطاع الطرق الذين يقتاتون من عرق الآخرين وبقتلهم وتخريب ممتلكاتهم.

- تحكي لنا كيف أمر أتباعه برمي جثث "الكفار" في القليب عمدا من أجل إهانة جيف موتاهم الذين ذهبوا إلى جهنم.

- تحكي لنا كيف ندم على ترك أسرى بدر يعيشون بدلا من أن "يثخن في الأرض" كما يصنع دوما عندما يلجأ إلى الله من أجل إصلاح ما ندم عليه من قراراته.

- ترك محمد بين أيدينا وثيقة مقدسة اسمها القرآن نقلت إلينا تواترا ترينا كيف وصف محمد من اختلف معهم فكريا وكيف جردهم من آدميتهم وجعل منزلتهم أدنى من الحيوانات (حقيقة لا مجازا، حتى لقد عبر القرآن عنهم بأنهم "شر الدواب"، فهم -يعني نحن- أكثر انحطاطا أكثر من الحيوانات) وكيف أسف في مخاطبتهم إسفافا لا يليق برجل مهذب فضلا عن خالق الأكوان. وفي حين يرى المسلم النموذجي في هذه الآيات بكل سذاجة وسطحية وصفا لأعداء الله فإننا نرى أبعد من ذلك، نرى الهدف objective الذي كان في عقل مؤلف القرآن وهو يتلو على أتباعه هذه الآيات، ألا وهي تجريد أعدائه من آدميتهم كخطوة تمهيدية من أجل استئصال قوتهم وقدرتهم على التأثير (هذا ما لم يتعد الأمر ذلك إلى أمر أتباعه بإزهاق أرواحهم التي لا قيمة لها لأن الخنازير أعلى قيمة عند الله منهم).

- وردت لنا عشرات الأخبار في كتب المسلمين أنفسهم عن محمد وهو يدعو إلى (أو يوافق على) اغتيال من كذب نبوته وحض الناس على عدم تصديقه واتباعه.

عندما أخذنا المعالم التاريخية (الأثبت بعشرات المرات من الدقائق الصغيرة سهلة التزوير)، انهارت صورة محمد المتسامح اللطيف المتحضر فجأة، وظهرت بدلا عنها صورة زعيم سياسي طموح قاس لا يتوانى عن استعمال القمع وأشد الوسائل وحشية ودناءة في سبيل تحقيق طموحاته وحماية منجزاته.

فأي الأخبار نصدق، هل نصدق الأخبار المتفرقة التي نقلها الآحاد عن محمد الشهم الجميل في بيته وأثناء اجتماعه بأصحابه، أم نصدق الأخبار المتواترة عن سيرة محمد مع من خالفوه في الرأي وكيف عاملهم رغم أنه تُرك هو نفسه يدعو إلى دينه بمقدار من الحرية لم يسمح هو بواحد بالألف منه لما أضحى زعيما سياسيا متمكنا؟

وهنا الكلمة المفتاحية: زعيم سياسي.

بالنسبة لي، تلك الحكايات الخيالية عن محمد السمح اللطيف ليست أكثر من ملهيات distractions حشيت بها سيرة محمد التي كتبت في زمن طغيان دينه الشمولي كي تصرف أبصارنا عن الحقائق الواضحة المؤكدة في سيرته والتي لا تتفق مع سلوك رجل مقتنع بنبوته اقتناعا صادقا حتى على المستوى الشخصي، فسلوك محمد كان سلوك زعيم سياسي ديماغوجي بامتياز، هدفه استغفال الجماهير الساذجة وإخراس القلة المثقفة* التي فهمت حقيقة المسرحية.

لا يا سادتي، محمد لم يكن مؤمنا بما يدعو إليه، فالدعوة النزيهة إلى قناعة راسخة صادقة والمنهج السياسي الديماغوجي ضدان لا يجتمعان، ونحن نعلم يقينا أن محمدا كان الثانية، ولذلك فأنا أجزم بضمير مرتاح أنه لم يكن الأولى.

قد يكون محمد سياسيا أكثر أو أقل سوءا من غيره (لا يوجد سياسي جيد لأن السياسة قذرة بطبعها)، ولكنه لم يكن يوما داعية بل لعله ملحد/لاديني أكثر مني ومنك، ولم يكن ادعاء نبوته إلا وسيلة مهدت لأهدافه السياسية الحقيقية التي نجح في تحقيقها وأضحى من أعظم القادة السياسيين في زمانه (إن لم يكن أعظمهم على الإطلاق).
-
* المثقفون كانوا هم العدو الأكبر (وما يزالون)، وقد نجح محمد في جرهم إلى الانقراض، لأن المثقف لم يكن أمامه تحت حكم محمد إلا خياران: إما القتل وإما أن يحتفظ بأفكاره لنفسه ولا يبوح بها لأحد فتموت أفكاره بموته.
سعيد جدا بهذه المشاركة خصوصا بأنها جاءت من زميل أكن له الكثير من الإعجاب والتقدير على كافة مواضيعه ومشاركاته وعلى أسلوبه الكتابي الرائع, وسعيد بالأكثر بأن الموضوع كان رائع بالنسبة لك.
دعنا نفرض بأن تلك الأحاديث بأعلى مراتب الصحة لا بل قل بأن رأينها رؤيا العين ماذا يفيد أحسانه لجاره اليهودي وبره له, ومن بعد ذلك قتله وتهجيره لكافة اليهود من مدينتهم التي أصبحت مدينته!
وماذا يفيد إعلانه للعفو العام عند دخوله لمكة مع طلبه وإلحاحه الشديد على قتل أسماء معينه فيها حتى لو وجدوا متعلقين بأستار الكعبة !
قد يكون لمحمد مواقف متسامحة وجيدة اقتضتها ظروف ومصالح تلك المرحلة وقد يكون لديه
جانب جيد في شيء ما من شخصيته, لكن هذا ليس بالشيء, حتى اعتى واعنف المجرمين قد تجد لديهم جانب يسير من الخير والإنسانية في شيء ما من تعاملاته او تصرفاته فمن الاستحالة ان تجد الشر كله مجتمعا في شخص واحد, فلا وجود لشيء يجتمع فيه كل الشر(الشر المطلق ) او يجتمع فيه كل (الخير المطلق) في هذا العالم.
على اي حال فالقارئ المنصف للسير النبوية وقصة حياة محمد من أولها الى أخرها, سوف يخرج بنتيجة واحده اذا اعمل اعقله قليلا, بأن هذا الرجل قد تحول او حول نفسه بالأصح من إنسان عادي يحترمه ويجله قومه ومن تاجر نزيه يصفونه بالصادق الأمين الى زير نساء وسافك دماء يوم ان جعل نفسه واحد من الأنبياء.
أوافقك كل الموافقة بأن محمد لم يكن مؤمن بما يدعو إليه فلقد أعلن محمد عن هدفه السياسي مبكرا ومنذ الفجر الاول لدعوته:
كلمة واحدة تعطونها تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم

مع تحياتي لك زميلي الرائع بن باحث



:: توقيعي ::: قُلْ يَا أَيُّهَا الْمُؤْمِنِونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلَيَسِ لِيَ دِينِ
  رد مع اقتباس