لماذا لم يساوي الله في العقيقة بين الذكر والأنثى ؟ للذكر شاتان وللأنثى شاة واحدة ...
طرحت هذا السؤال على مسلم فأجاب إجابة تبين كيف أنهم يحاولون انقاذ الله بأية طريقة ( في النهاية ينبغي أن تبقى شباك الله نظيفة) .
"
لأن العدد الذي كان يأتي للمباركة لصاحب المولود الذكر عند العرب كان يساوي ضعف ما يأتي للمباركة لصاحب المولود الأنثى ".
لجأ صاحب هذا الجواب الى الأعراف السائدة لتبرير موقف الله من المسألة .
ومتى كان الله يتماشى مع الأعراف السائدة ؟؟
ألا تسمونه عصر الجاهلية بعاداته السوداء التي جاء الإسلام ليخرج الناس منها ؟؟ ألم يأت الإسلام لمنح المرأة حقها من الارث بعد أن لم تكن ترث في عادة العرب ؟ ألم يأت لتحريم الخمر بعد أن كانت مشروبا يوميا عند العرب ؟ ألم يأت لتحريم وأد البنات بعد أن كانت عادة متفشية عند العرب ؟؟ (في الحقيقة لو كانت كذلك لانقرض العرق العربي

)
آية واحدة كهذه :
"والذين هم في ولائمهم عادلون , بين الذكر والأنثى لا يميزون " كانت تكفي لحل الاشكال , فذبح شاتين بدل شاة واحدة أهون عند العربي من ترك الخمر أو من منح المرأة نصيبا من الإرث أو ترك آلهته التي كان يعكف عليها ...
المسلم شخص متى أراد جعل الله ضد العادات فعل ذلك , ومتى أراد جعله في صف العادات فعل ذلك , المسألة كلها حسب ما يقتضيه السياق و ما يقتضيه بقاء شباك الله نظيفة . كل شيء يتعلق باتجاه الرياح ...
حقيقة , صاحب هذا الجواب ليس مخطئا تماما , فالمسألة حقا هي مسألة أعراف , كانت تفضل الأنثى على الذكر , وانعكس هذا التفضيل على مستويات متعددة منها العقيقة . كل ما كان عليه أن يفعله هو عدم اقحام الله في القضية .
من أغرب الغرائب أيضا ما نلاحظه من بعض المسلمين عندما يتحلون فجأة بالصرامة العلمية في التعامل مع الملحدين واللادينيين , يطالبونهم بأدلة تجريبية بخصوص نظرية التطور مثلا , وبخصوص وجود الالكترونات , وبخصوص عدم وجود الله !
أنظروا من يطالب بالأدلة التجريبية ويتحلى بالصرامة العملية ! نعم انه هو ....ذاك الذي يؤمن بالغيبيات .... بالجن والملائكة ....ذاك الذي يؤمن بأن شخصا عاش قبل 1400 سنة , لم يره , كان رسولا من الله , ذاك الذي يؤمن بالاسراء والمعراج وقيل وقال , انه يطالب بتجربة ويرفض أن يؤمن لك الا بتجربة دون أن تكون أنت بالضرورة من أتباع المذهب التجريبي: لن يؤمن بنظرية التطور الا اذا رآى واحدا من القردة العليا يتحول أمامه الى انسان . أخبرته :" يا عزيزي هذه أمور تتم عبر ملايين السنين وليس بين عشية وضحاها , وانما توصل لها العلماء بالاستقراء للمعطيات الحالية والمقارنة بين أنواع الكائنات الحية على مختلف الأصعدة الجينية والفيزيولوجية والوظيفية" ...لكنه أبى الا أن يرى ذلك يحصل أمامه الآن !
الحق الحق أقول لكم : آخر من يحق له المطالبة بتجربة هو المسلم !
تحياتي