رابعا : التحايل على النص بحيث يتفق مع الحقائق العلمية
الكل يعلم أنـّنا نعيش في زمن عرفت فيه أمور أصبحت حقائق علمية وقد أثبت صحتها بأدلة علمية مادية لا تقبل الشك ،ويكون المتدين متيقنا أنّ ما لديه من إيمانيات دينية هي صحيحة مئة بالمئة ويمارس الرقابة الاجتماعية في سبيل منع ظهور مخالف ،وبعد أن يظهر لدينا حقائق علمية تثبت أنّ ما كان يدافع عنه المتدين هو خطأ يبدأ المتدين بلي أعناق النصوص بحيث تشير إلى تلك الحقيقة ليقول بعد ذلك أنّ الحقيقة العلمية كانت موجودة عنده في كتابه قبل أن يكتشفها العلم ! مثال ذلك الاضطهاد الكنسي الذي كان يمارس ضد أي شخص يقول أنّ الأرض كروية ومطاردتهم واتهامهم بالضلال والخروج عن الدين والعلم ومعاقبتهم ،وورد في سفر إشعياء الإصحاح الأربعين :
Isa 40:22 ASV
(22) It is he that sitteth above the circle of the earth, and the inhabitants thereof are as grasshoppers; that stretcheth out the heavens as a curtain, and spreadeth them out as a tent to dwell in
وهذا من النسخة الأمريكية القياسية (American Standard Version) للكتاب المقدس ،في حين لو نظرنا إلى النص العربي :
Isa 40:22 SVD
(22) الْجَالِسُ عَلَى
كُرَةِ الأَرْضِ وَسُكَّانُهَا كَالْجُنْدُبِ. الَّذِي يَنْشُرُ السَّمَاوَاتِ كَسَرَادِقَ وَيَبْسُطُهَا كَخَيْمَةٍ لِلسَّكَنِ.
لاحظوا أنّ النص يترجم كلمة circle إلى كرة وهذا من أجل الإشارة إلى أنّ الأرض كروية في حين أنّ كلمة circle تعني دائرة وليس كرة وهذا يدل على عدم الأمانة في الترجمة والتحايل على النصوص بهدف إثبات أنّ ما ثبت علميا أنّ الأرض كروية كان موجودا في الكتاب المقدس ،وهو تحايل على عقلية المسيحي من أجل إبقاؤه متمسكا بدين المحبة !