حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا غَزَا بِنَا قَوْمًا لَمْ يَكُنْ يَغْزُو بِنَا حَتَّى يُصْبِحَ وَيَنْظُرَ ، فَإِنْ سَمِعَ أَذَانًا كَفَّ عَنْهُمْ ، وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ أَذَانًا أَغَارَ عَلَيْهِمْ ، قَالَ : فَخَرَجْنَا إِلَى خَيْبَرَ فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِمْ لَيْلًا ، فَلَمَّا أَصْبَحَ وَلَمْ يَسْمَعْ أَذَانًا رَكِبَ وَرَكِبْتُ خَلْفَ أَبِي طَلْحَةَ وَإِنَّ قَدَمِي لَتَمَسُّ قَدَمَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : فَخَرَجُوا إِلَيْنَا بِمَكَاتِلِهِمْ وَمَسَاحِيهِمْ ، فَلَمَّا رَأَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالُوا : مُحَمَّدٌ وَاللَّهِ ، مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ ، قَالَ : فَلَمَّا رَآهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ "
هذا الحديث فيه رد حاسم على من يزعم أن حروب النبي كانت دفاعية , حيث يظهر من الحديث كيف أن النبي يأتي القوم فينذرهم ليسلموا ثم يمهلهم حتى الصبح لينظر هل يقيمون الصلاة أم لا في اشارة منهم الى الخضوع والدخول في الاسلام , فان كان ذلك تراجع عن الاغارة والا نزل على القوم نزلة واحدة كمطر المنذرين .وهذا كما هو مفهوم من الحديث عادة وديدن له في القبائل العربية ...
وما يزيل كل شك هو كلمة " اغارة "المستعملة والتي تدل على الهجوم طبعا وليس على الدفاع , كما وأن القوم يكونون في ديارهم ومحمد هو من يقبل اليهم في جيشه ويتريث حتى الصبح للنظر هل أسلموا أم لا ... فالحرب هنا يتم شنها عليهم ليدخلوا في الاسلام .
فائدة ثانية نقطفها من هذا الحديث وهي الجملة الملونة بالأحمر التي تظهر رحمة الاسلام وسماحته العظيمة , وكيف أن محمدا أرسل رحمة للعالمين وأتى بالسلم والمحبة ...
يأتي محمد حاملا الخراب للأقوام والقرى كما قال هو نفسه , ويفتخر بقوته التدميرية المهولة :
"إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ"
تبا لك يا محمد ....ألهذا جمعتنا ؟