يدعي المتدينون أن دين ما أو شريعة ما هي مصدر الأخلاق والبصائر الانسانية
ونحن نقول بأن الدين هو انعكاس لفلسفة البشر في مرحلة انسانية معينة
كل دين عكس فلسفة قومه البشرية أو من جاء به.
..
الدين ثابت جامد لا يتغير بعدما تم إضفاء القداسة عليه حيث أن بشرا ما خاطبه الله العظيم خالق الكون عوضا عن مليارات البشر ليقول له اشرب هذا وكل ذاك وانكح تلك إلى آخره من المعلوم من الدين لدينا جميعا. وكان هذا التشريع الإلهي مبررا للأخذ بكل ما فيه دون تمييز.
رغم أن فلسفة الانسان ورؤاه تتغير وفقا لنموه العقلي والعلمي والمعرفي والعاطفي وبتطور تجربته عبر الزمن
فمن يجمد خلف ثوابت عفى عليها الدهر لا زالت تتمسك بوحشية القرون الغابرة وهمجية البدائيين عليهم أن يتفكروا في حقيقة قدسية وثبات الفكرة وأنها مصدر الصواب والخطأ والأخلاق وما يجوز وما لا يجوز .
فلنقل أن مرجعية المؤمن واضحة , من كتاب ما أو أقوال حكيم أو نبي أو عالم بزعم أنه من الله إلى آخره .
ما هي مرجعية غير المؤمن إذن ؟ ببساطة تجربته الانسانية التي أتت منها أصلا الأديان . لكن المؤمن يأبى أن يعترف بذلك. فالله لديه حقيقة مكتملة الأركان بغض النظر عن أنها في الأساس لا تزيد عن فكرة طرحها أعرابي ما أو شخص ما في عهود الغابرين وصارت موروثا بعد أن تم فرضها عن طريق العنف والقتال والجهاد والجزية , فتوالت وتتابعت الاجيال في إطار زماني ومكاني معين لنقل البلاد الاسلامية مثلا وصارت مكتسبا لا يسهل التمرد عليه.
لكنه سيعود ويكرر أن تعاليمه حق السماء وأن لا تعاليم أو أخلاق لنا . فكيف نقدر ما يصح وما لا يصح وما يجوز وما لا يجوز
حسنا حسنا
فلنضرب مقارنة بسيطة بين نتاج حياة الشعوب المتمسكة بفضائل وتعاليم وأخلاقيات الإله كما هي , وبين تابعي الأثر الإنساني
هل النتيجة تحتاج إلى نقد أو احصاء رقمي أو استنتاجات عميقة ؟
بكل تأكيد هي واضحة ٌ للعيان , حتى على مستوى الحيوان والبيئة والنبات . هي واضحةٌ في كل شيء في هذه الأرض وضوحا جليا ظاهرا .
بل هناك حقيقةٌ صارخة ... أنه كلما عاد المؤمن إلى الأصول زاد التخلف وزادت الأزمات والهمجية والانانية واللا انسانية , داعش . طالبان . بوكو حرام إلى آخره . حتى تجد أن المؤمن نفسه يتبرأ من هؤلاء بكل عنف ويقول بأنهم لا يمثلون دينه , رغم أنهم لم يفعلوا شيئا أكثر من التمسك بالأصول الواردة كما هي !
أما المؤمن المودرن فهو من أضاف بعض الفلسفة العصرية والتطوير على النصوص الجامدة القديمة لعلها تناسب واقعه
..
وعندما حاولنا فعل ذلك وجدنا أن نبذ الكل هو الحل لأن النصوص لا تصلح وعفى عليها الدهر وفلسفة وأخلاقيات ذاك العهد لا يستقيم معاها حياة أو يصلح بها مجتمع عوضا عن فساد الفكرة علميا وفلسفيا ومنطقا
تحياتي
|