![]() |
البقاء مع القطيع اكثر امانا ..
البقاء مع القطيع اكثر امانا ..
كان الانسان ولا زال يجد نفسه في الانتماء ضمن مجموعة امرا يبعث على الامان والاطمئنان . فالمجموعة اقدر على تحدي الصعاب والتحديات من الافراد او حتى من المجاميع الاصغر . ومن هنا كان من البديهي للافراد ان يتوصلوا الى ان المجموعة الاكبر هي الاقوى وهي الاجدر للانتماء اليها . يولد الانسان ليجد نفسه منتميا لمجموعة دينية او قومية رغم ارادته . تلك الانتماءات لا يمكنه الفكاك منها طوال حياته ويبقى عليه الرضوخ لما تمليه عليه تقاليد وقوانين المجموعة وما ترسمه له من سلوك وخطة وطريق يسير فيه . وله في المقابل ان يحصل على الامان النفسي بانه ليس وحيدا بل هناك من يقف معه وقت الشدائد . هذه الفكرة البسيطة والمنطقية جدا يمكن ان يتوصل اليها أي انسان وربما حتى التلميذ في المدرسة عندما يفضل ان ينتمي الى مجموعة بدلا من البقاء وحيدا امام اعتداءات وتحرشات الاخرين والتلاميذ المتنمرين . في المقابل نجد ان اغلب الحيوانات اللبونة تعيش ضمن مجموعات وقطعان وهو سلوك ساهم في حفظ حياتها واستمرار انواعها في البقاء . الامر الاخر الذي يجعل الانسان امنا ومستقرا نفسيا هو التقليد . فالتقليد أأمن والمضي في طريق مجرب ومضمون يبدو منطقيا اكثر من طريق جديد غير مجرب . وبالتالي المجدد او المبتكر يكون استثناءا في مجاميع المحافظين . غريزة البقاء والحفاظ على الذات تجبر الانسان على السلوك الحذر وتجنب المخاطرة فيختار الانتماء حتى وان فرضنا انه كان لا يرغب به ويختار تقليد الاخرين وسلوك ما يسيرون عليه ويكون بذلك البقاء ضمن القطيع اكثر امانا من الانفصال عنه والتفرد خارجه . ربما هذه القاعدة كانت موجودة قبل ظهور الانسان كالذي نلاحظه من سلوك الحيوانات . ولكن هذه القاعدة التي فطن اليها ما نسميهم بقائدي القطعان أي ماسكي السلطة الحاكمة للمجموعات قد تم استغلالها من قبلهم بابشع الصور . الحروب والموت في سبيل تحقيق اهداف واحلام واطماع المتسلطين مثال على ذلك . وتحول مسار هذه القاعدة ليتشكل منها انتماءات اخرى فكرية وايديولوجية , كالاديان مثلا . الانتماءات الفكرية قد تبدو ذات فائدة خاصة اذا ما تغنت بالمثاليات والاخلاق السامية . ولكنها هنا تفرض ما يتناقض مع غريزة الانسان وجينه الاناني . الجين الاناني يجعلني حذرا واتمسك مع الاخرين لاجل ضمان بقائي ولكن هذا لا يعني اني امنع نفسي من التملك مثلا او ان اهب ما عندي خدمة للاخرين او المعوزين فالجين الاناني هنا يتدخل ويفرض مصلحتي الشخصية فوق مصالح الاخرين فان قاومته سينشأ هنا عدم توازن نفسي نتيجة لذلك . الانتماءات الفكرية وجدت او بالاحرى اوجدها اصحاب السلطة ورجالها الذين يقودون القطعان خدمة وتلبية لاغراضهم الشخصية وتنفيذا لاحلامهم السلطوية . تقدم الانسان مرهون بالابتكار والتجريب فاذا بقى راضخا لما هو ثابت وبقي محافظا على ما ورثه بصالحه وطالحه بما كان مناسبا لزمن مضى ومكان اخر ومجتمع اخر واناس اخرين عاشوا قبله مئات والاف السنين فسيبقى ثابتا مكانه متفرجا والعالم يجري ويتسابق امامه . الدول والمجتمعات المتقدمة اليوم ادركت منذ عقود عدم فائدة الايديولوجيات مهما كانت لانها افكار ثابتة وعقيمة لا تتقدم ولا تتغير ولا تجعل الانسان متفردا بشخصه محبا لنفسه ويحترم الاخرين بل ستجعله مجرد بيدقا يشبه البيادق الاخرى وهنا تكمن عقدة التخلف التي تصيب كل المجتمعات العقائدية . "باسم" |
شكراً لك باسم،
والمشكلة الإضافية أن القطيع لازل مطمئناً حتى بعد أن اصبحت الذئاب قادة وحكام ورؤساء وملوك على هذا القطيع. |
مرحبا ابسلون ..
خلف كل من نصب نفسه قائدا للاخرين دائما نجد هناك أيديولوجية ما وشعارات جوفاء يختبئ خلفها ويستند عليها في السيطرة على الجموع .. لن تجد في كل التاريخ قائدا ناجحا لم يكن مستذئبا . |
مقالة جميلة
من أجمل ما قيل في سياق الانتماء الى الجماعة أيضا : "أمشي معكم ....وخطوتي لوحدي" لكنني أظن أن الأجدر أن يقال بشكل صريح : "لا أمشي معكم" |
اقتباس:
من المفترض ان يعيش الانسان اليوم تحت ظل قانون يحميه ويحمي حرياته وخياراته ولكن في مجتمعات الدول العربية والإسلامية لا وجود لقانون يحمي من يترك جماعته ودين اجداده . |
| الساعة الآن 07:29 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond
.::♡جميع المشاركات والمواضيع المكتوبة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ,, ولاتعبر عن وجهة نظر إدارة المنتدى ♡::. 