لماذا لا يلحد أو يتنصر مسلمو الغرب ؟!
 

لماذا لا يلحد أو يتنصر مسلمو الغرب ؟!


كثيرا ما سمعنا السلفيين وهم يتحدثون بفخر أن الإسلام لم ينتشر بالغزو والسيف !! وأنه غزى البلدان المجاورة وشمال أفريقيا في صدره الأول ليقدم لهم الحضارة والمدنية وابداعات واختراعات طب ابن القيم وأقرانه رغم أن ابن القيم عاش في القرن الثامن الهجري !! والأعجب تفاخرهم قائلين : المسلمون هاجروا لأوروبا وبلاد الغرب ولم يتنصر أحد وليس على أعناق المسلمين سيف الإسلام !! بل أحدهم وبموضوع له قال أمرا لم أكن أتوقع منه مثله !! فرده كشف لنا حجمه ! قطعا كشخص وإنسان هو محترم ولا شك بذلك لكان أن يصدر مثل رده ذاك فهذا لم نكن نتوقعه أو نتخيله منه أبدا !! لأن منطق رده أظهر لنا كيف هو ينظر للأمر وكيف هو تفكيره !! فالصديق إياه قال إن المسلمين يذهبون للغرب لهداية أتباع يسوع !! أولا بمنطق نصوصه هو وكشخص متدين وسلفي لا يصح منه هذا القول لأنه يخالف قول قرآنه الكريم إنك لاتهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ! هذا بشأن نبيه فكيف الحال معه ومع من يقول إنهم يهاجرون للغرب هداية لأتباع يسوع !! ولا أدري أي هداية يقصد !! وتم الرد عليه بموضوعه وعقب قوله بحينها !! نرجع لما قلناه ابتداءا ونرد على أولئك السلفيين ونقول : أولا ذكركم لمفردة سيف تدينكم وهذه لعمري تكفي لذوي العقول النيرة ، ثانيا ليس جميع المهاجرين من المسلمين في الغرب من طائفة واحدة بل من طوائف شتى بعضها يكفرها هؤلاء السلفيون ! ثم إن الإلحاد وأعداد المتنصرين في بلاد المسلمين في ازدياد مضطر وبإقرار الجميع فمن تخدعون ؟! لكن فاتكم أن المسيحيين لا يقيمون حفلات افتخار واعلانات ودعايات في الغرب فردية أو جماعية لمن يتنصر وليس من إيمانهم ذلك والإيمان بالنسبة لهم مسألة شخصية فلا تسقطوا أيها السلفيون سلوككم وديدنكم عليهم بل أحيانا تذكر بعض الاختبارات في الكنائس أو التلفزة تمجيدا للرب حسب تعبيرهم وإظهار عمل الله وتشجيعا لغيرهم فحسب ، لهذا ابتداءا زعم السلفيين عدم تنصر الكثير من المسلمين في الغرب ساقط وزعم باطل يدحضه تنصر من هو في داخل عمق بلاد المسلمين ناهيك عن الملحدين وهم بأعداد مأهولة وبإقرار رسمي حكومي !! ثم إن البلدان الخليجية ومنذ عقود وخوفا على مسلمي الغرب مما ينفيه السلفيون قامت بتأسيس مئات المراكز الإسلامية وأغدقت عليها ولازالت عشرات المليارات من الدولارات إن لم تكن بالمئات ! وزعمهم الدعوة وإن لم يكن الغرض الرئيس سوى ما قلناه إلا أنه لأجل التوظيف الديني والسياسي فعلوه لكن بسهم المؤلفة قلوبهم وبالخديعة إياها وليس لزعم الهداية بل لغرض ما قلناه الآن فحسب ! فمسلمو الغرب عمليا محاصرون ومراقبون من أجهزة بلدانهم الأصلية وإن حملوا جنسيات البلدان الغربية التي استوطنوها! ثم إن لهم أسر وعائلات وأقارب في بلدانهم الأصلية لهذا وإن ألحد أو تنصر الكثيرون منهم فإنهم ولاعتبارات صلة القرابة ومخافة تأذي أسرهم بأي وسيلة فإنهم يبقون ترك الإسلام طي الكتمان للعلة هذه ؛ وأما من يبقى بل ويتفاخر في الغرب فهو من الجيل والرعيل الأول والثاني وأما الأجيال الشابة الحالية فبفضل أرباب الفكر المتشدد إياه وبفضل الأموال الطائلة والخديعة يتم غسل أدمغتهم حدا لايوصف لدرجة تحول شاب مسلم من مغني راب لقاتل وقاطع للرؤوس !! فتلك المراكز الإسلامية في الغرب أصبحت بؤرا ومراكز لنشر الفكر المتشدد إياه الذي يتفاخر به السلفيون إياهم !! ورغم المليارات وملايين الكتب والكتيبات إلخ فإن الدعوة الإسلامية في مخاض عسير وولادة جنين ميت ابتداءا لما قلناه ابتداءا رغم تكرار السلفيين لإسطوانتهم إياها !! فتفاخرهم بزعم أن الإسلام لم ينتشر بحد السيف وبدليل عدم إلحاد أو تنصر مسلمي الغرب المهاجرين زعم ساقط ابتداءا لما قلناه ولأن التأريخ مثبت به تأريخ الغزوات كلها ومدون من مسلمين على سياق فخر وافتخار أيضا !! والجميع يعلم أن مراكز الدعوة الإسلامية في الغرب غرضها سياسي ودعائي وممول من قبل حكومات خليجية بعينها لخداع سذج بلدانهم وأن من يخدع من الغربيين إنما بتحريف ترجمة التراث الإسلامي والنصوص الإسلامية وبسهم المؤلفة قلوبهم وأن غرضها المحافظة على بقاء صورة الإسلام متماسكة بين المهاجرين ليس إلا !! لكن من يخشى العفريت حتما سيظهر له !!!!!