شبكة الإلحاد العربيُ

شبكة الإلحاد العربيُ (https://www.il7ad.org/index.php)
-   الجدال حول الأعجاز العلمي فى القرآن (https://www.il7ad.org/forumdisplay.php?f=44)
-   -   محو آية الليل.. وضلالات الإعجازيين (https://www.il7ad.org/showthread.php?t=22364)

القط الملحد 01-26-2023 01:29 PM

محو آية الليل.. وضلالات الإعجازيين
 
تحياتي

منذ شهور قليلة كان الكاهن الدجال هيثم طلعت يدعي الإعجاز في هذه الآية: وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا (الإسراء: 12)

فحوى الادعاء: هذه الآية سبق علمي قرآني إذ ذكرت أن القمر كان منيراً كالشمس ثم مُحي نوره، وهي حقيقة علمية حديثة الاكتشاف.


الرد:

أولاً لماذا يقول القرآن أن الشمس آية (علامة) للنهار؟ الشمس ليست مجرد علامة بل هي سبب النهار ومنشأه! هل هذا خطأ علمي أم ركاكة في التعبير؟

وثانياً يستخدم القرآن الفاء للتعقيب (فمحونا) وهذا يلزم منه عدم التراخي الزمني بين خلق آية الليل ومحوها، فهل هذا يستقيم من الناحية العلمية؟

[ملاحظة استدراكية: أشار أحد الأعضاء إلى أن الفاء قد تكون هنا تفسيرية لا تعقيبية، وهكذا سيصبح معنى الآية أن القمر كان معتما منذ البداية، وليس أنه كان منيرا ثم محي، وبالتالي لا يسقط الإعجاز المزعوم تلقائيا]

وثالثاً لم تذكر الآية القمر والشمس صراحة بل قالت أن النهار هو نفسه الآية والليل هو نفسه الآية، فمن أين أتينا بالشمس والقمر؟ ربما من الحديث؟

لمحمد حديث في هذا الأمر ولكنه واهي السند لا يعتمد عليه:

اقتباس:

أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه بسند واه، عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله خلق شمسين من نور عرشه " فاما ما كان في سابق علمه أنه يدعها شمساً، فإنه خلقها مثل الدنيا على قدرها، ما بين مشارقها ومغاربها، وأما ما كان في سابق علمه أنه يطمسها ويجعلها قمراً، فإنه خلقها دون الشمس في العظم، ولكن إنما يرى صغرها لشدة ارتفاع السماء وبعدها من الأرض، فلو ترك الشمس كما كان خلقها أول مرة لم يعرف الليل من النهار، ولا النهار من الليل، ولم يدر الصائم إلى متى يصوم ومتى يفطر، ولم يدر المسلمون متى وقت حجهم، وكيف عدد الأيام والشهور والسنين والحساب، فأرسل جبريل فأمر جناحه عن وجه القمر - وهو يومئذ شمس - ثلاث مرات، فطمس عنه الضوء وبقي فيه النور، فذلك قوله: { وجعل الليل والنهار آيتين } الآية.
المصدر: تفسير السيوطي


إذاً ربما ذكر الفكرة الصحابة أو التابعون؟

نعم هذا موجود:

اقتباس:

وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ مُجَاهِدٍ : الشَّمْسُ آيَةُ النَّهَارِ ، وَالْقَمَرُ آيَةُ اللَّيْلِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ قَالَ : السَّوَادُ الَّذِي فِي الْقَمَرِ ، وَكَذَلِكَ خَلَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى.

وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ الْقَمَرُ يُضِيءُ كَمَا تُضِيءُ الشَّمْسُ ، وَالْقَمَرُ آيَةُ اللَّيْلِ ، وَالشَّمْسُ آيَةُ النَّهَارِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ السَّوَادَ الَّذِي فِي الْقَمَرِ.

وَقَدْ رَوَى أَبُو جَعْفَرِ بْنُ جَرِيرٍ مِنْ طُرُقٍ مُتَعَدِّدَةٍ جَيِّدَةٍ : أَنَّ ابْنَ الكَوَّاء سأل أمير المؤمنين علي ابن أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا هَذِهِ اللَّطْخَةُ الَّتِي فِي الْقَمَرِ؟ فَقَالَ : وَيْحَكَ أَمَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ فَهَذِهِ مَحْوُهُ.

وَقَالَ قَتَادَةُ فِي قَوْلِهِ: فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ كُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّ مَحْوَ آيَةِ اللَّيْلِ سَوَادُ الْقَمَرِ الَّذِي فِيهِ ، وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً ، أَيْ: مُنِيرَةً ، خَلْقُ الشَّمْسِ أَنْوَرُ مِنَ الْقَمَرِ وَأَعْظَمُ.
المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب

السؤال المهم هنا: من أين أتى الصحابة والتابعون بهذا التفسير؟

هل تناقلوه عن محمد؟ أم فهموه من مجرد الاجتهاد في الآية؟
أم أخذوه من أهل الكتاب؟ أم استنتجوا الفكرة بطريقة أخرى ثم ربطوها بالآية؟

يكفي أن يقوم صحابي واحد بنقل هذه الفكرة عن أهل الكتاب ثم يتداولها الصحابة، فهل هذه الفكرة موجودة في كتب اليهود والنصارى؟

نعم موجودة في التلمود:

اقتباس:

When God first created the sun and the moon, they were equally bright. Then, the moon said before the Holy One, Blessed be He: Master of the Universe, is it possible for two kings to serve with one crown? One of us must be subservient to the other. God therefore said to her, i.e., the moon: If so, go and diminish yourself.
She said before Him: Master of the Universe, since I said a correct observation before You, must I diminish myself? God said to her: As compensation, go and rule both during the day along with the sun and during the night. She said to Him: What is the greatness of shining alongside the sun? What use is a candle in the middle of the day? God said to her: Go; let the Jewish people count the days and years with you, and this will be your greatness.
https://www.chabad.org/library/artic...jewish/60b.htm

ترجمة مختصرة: لما خلق الله الشمس والقمر كان كلاهما ساطعاً، فقال القمر: كيف يخدم ملكان تحت نفس التاج؟ فقال له الله: إذهب وانطمس إذاً. فتذمر القمر من هذا ثم عوّضه الله أن جعله ميقاتاً لليهود يعدّون به الشهور والسنين.

لاحظة تشابه هذه الخرافة مع الحديث الواهي المذكور في تفسير السيوطي، مما يوضح أنها وجدت طريقها إلى رواة الحديث.


طبعاً سيتذرع الإعجازي هنا بأن اليهودية ديانة سماوية وبقايا وحي، لكن المفاجأة أن الأسطورة موجودة حتى عند المايا:

اقتباس:

Two rival celes- tial bodies were shining in the sky with same bright- ness. And it is the existence of two rival celestial bodies that, as we will see further, is an important motif of the Maya and, in particular, Lacandon mythology, as well as the need to subsequently eliminate one of them. In the Central Mexican cosmological story, one of the angry gods threw a rabbit in the face of the coward Tecuciztécatl, causing him to lose his brilliance. Tecu- ciztécatl thus became the false Sun with weak bril- liance – the Moon.
https://fphil.uniba.sk/fileadmin/fif...udia_Kovac.pdf

خلاصة الأسطورة في الاقتباس: كان في السماء جسمان بنفس السطوع (الشمس والقمر) لكن إلهاً غاضباً رمى أرنباً على القمر فأطفأ نوره.

لو كان المايا موجودين اليوم لقالوا أن أسطورتهم هذه إعجاز علمي أيضاً :15: وأما خرافة الأرنب فسيتحايلون عليها ويقولون أن ذلك الأرنب هو سبب الأحداث الطبيعية التي أدت لطمس القمر، وهو أرنب حقيقي لكنه ليس كأرانب الدنيا لأنه من الغيب ولا يدركه العقل ولا يتصوره فالأرنب معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة :angel4:

صورة توضح اللطخة السوداء على القمر وشكلها الأرنوبي:

https://qph.cf2.quoracdn.net/main-qi...0d075f98c.webp

المايا اعتقدوا أن هذه اللطخة السوداء ناتجة عن إطفاء نور القمر، ونفس التصور موجود عند الصحابة والتابعين (وربما اليهود) كما رأينا في الآثار. هذه النقطة تفسر كيف توصلت مخيلة القدماء إلى فكرة أن القمر كان ساطعاً ثم انطفأ.


النتيجة:
1- لم تصرح الآية بمحو نور القمر ولم يثبت ذلك في أحاديث محمد.
2- الفكرة مطروقة عند اليهود وحتى عند المايا في الجانب الآخر من العالم.
3- مخيلة الإنسان قادرة على التوصل إلى هذه الفكرة عن طريق ملاحظة اللطخة السوداء.


يتبع،،

القط الملحد 01-26-2023 03:01 PM

والآن نعود إلى الآية بتفصيل أكبر:


وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا (الإسراء: 12)

كما ذكرنا: لم تصرح هذه الآية بذكر الشمس والقمر، لذلك يمكن فهمها بطريقتين:

اقتباس:

في قوله تعالى : ( فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ ) وجهان :

1- أن يكون المراد بآية الليل = الليل نفسه ، وعليه : فالآية لا تتكلم عن القمر .

2- أن يكون المراد بآية الليل القمر ، وعليه : فالمراد : البقع السوداء عليه ، وأنه لا يضيء .

قال " ابن جزي" في "التسهيل لعلوم التنزيل" (1/ 442): "( فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ ) فيه وجهان:

أحدهما : أن يراد أن الليل والنهار آيتان في أنفسهما ، فتكون الإضافة في آية الليل وآية النهار كقولك : مسجد الجامع أي الآية التي هي الليل ، والآية التي هي النهار ، ومحو آية الليل على هذا كونه مظلمًا.

والوجه الثاني: أن يراد بآية الليل القمر، وآية النهار الشمس، ومحو آية الليل على هذا كون القمر لم يُجعل له ضوءُ الشمس .

( وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً ) يحتمل أن يريد النهار بنفسه ، أو الشمس "انتهى.
المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب

اعتراض محتمل: مجرد قول القرآن أن الليل قد مُحي يدل على طمس القمر لأن الشمس والقمر هما مصدر الضوء الأساسي لليل والنهار.

الجواب: بعض القدماء كانوا يظنون النهار كائناً مادياً مستقلاً عن الشمس وكذلك الليل، ولهذا وصفهما القرآن بأنهما يسبحان في فلك: (وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون - الأنبياء: 33) ومثل هذا التصور نجده أيضاً في أول صفحة من التوراة حيث خلق يهوه الليل والنهار قبل الشمس والقمر، بل ينادي به اليوم بعض المعاصرين من عباقرة جماعة الأرض المسطحة مثل هذا الشخص:
https://youtu.be/6b1ZoLK9rAY

هذا يعني أن محو الليل ليس بالضرورة أن يترتب عليه طمس القمر نفسه في مخيلة مؤلف الآيات. واللطيف أننا سنقع في نفس النتيجة على الحالتين، فلو أخذنا بالفهم الآخر للآية فسيترتب عليه أن الشمس = آية (علامة) للنهار لا أنها منشؤه وسبب وجوده.

***

- مشكلة في السيناريو: الآية استخدمت فاء العطف (فمحونا) التي تدل على الترتيب مع التعقيب دون التراخي في الزمن، أي أن المحو يجب أن يكون بعد خلق القمر مباشرة. فهل هذا مطابق للواقع؟ للأسف لا لأن تعتيم القمر كان على مرحلتين كما يوضح هذا الفيديو من ناسا:
https://youtu.be/UIKmSQqp8wY

المرحلة الأولى: كان القمر في بدايته متوهجاً بالحمم ثم برد تدريجياً وانطفأ نوره.
المرحلة الثانية: سالت الحمم مرة أخرى بسبب اصطدام نيزكي وغطت السطح، فعاد القمر جزئياً إلى حالته المتوهجة، ثم بردت الحمم تدريجياً مخلفة اللطخة السوداء.

ملاحظة اعتراضية:
نوه أحد الزملاء المسلمين في النقاش أن الفاء قد تكون تفسيرية أي لا تدل على ترتيب زمني، وهذا الرأي ليس لصالح دعوى الإعجاز لأنه يترتب عليه أن القمر لم يكن مضيئا في البداية أصلا بحسب تصور القرآن، وبهذا ينهار الإعجاز المزعوم من تلقاء نفسه. شكرا للزميل المسلم أنه يساعدنا على تفنيد الإعجاز العلمي.


طبعاً كل هذه المشاكل سيجد القوم طرقاً معينة للالتفاف عليها، وكل التفاف يضعف قضيتهم الإعجازية أكثر. وفي نهاية المطاف، لا شيء سيلغي حقيقة أن الفكرة مطروقة قبل الإسلام، وأنها في متناول المخيلة البشرية.

شكراً لمن وصل في القراءة إلى هنا.

النجار 01-28-2023 12:08 AM

تحياتي

هل تعلم أن المسلمون الازعاجيون يمكنهم إستخلاص إعجازين من الأية بذكاؤهم الذى لا يتخطى ذكاء الأنعام؟
نعم سيقولون هناك إعجاز غيبى إضافى، وهو علم محمد بما يقوله التلمود .

لذلك دعنى أكرر كلامى السابق عن تلك المسألة، وأضيف بعض الأمور:

١- من الواضح تماماً، أن الذين فسروا تلك الأية من الصحابه، فسروها فى ضوء كلام أهل الكتاب. وهُم هنا مثلى : يعتقدون بأن مقصد محمد بكلامه المقتضب فى الأية، هو نفسه كلام أهل الكتاب . و أنا على قناعة تامة أن فكرة الاية وصلت من أهل الكتاب الي محمد قبل أن تصل لصحابته (على فرض أنهم علموا بذلك التفسير من اهل الكتاب وليس من محمد نفسه).

وتلك لم تكن الحالة الوحيدة لإضافة المفسرون تفاصيل من أهل الكتاب لكلام محمد المقتضب. هل تتذكرون مثلاً (ولكن شبه لهم) ؟ كلام مقتضب لا يٌفهم، و وجد معاصرو محمد أن ورائه كلام الغنوسيون، والذى وجدوه بسهولة لأن تلك القصة الغنوسية كانت وقتها متاحة للاستماع اليها فى بيئة محمد.
١- و ذلك أحد الدلائل التى تُفَند كلام الجهلة المسلمون، الذين يزعمون أنها معلومات نادرة يستحيل أن يتلقيها محمد بدون وحى.
٢- ونلاحظ فى الروايات المنقولة عن أهل الكتاب عن محو أية الليل، و شبيه عيسي، وغيرها الكثير جدا، أن بها إختلافات وتنوعات و إضافات وحذف . و نتعلم من ذلك أن تلك الظاهرة هى طبيعة التناقل الشفهى بين كائنات أُمية بدوية. نادراً ما تجد مادة قرأنية أو تفسيرية إسلامية مأخوذة عن نصوص يهومسيحية، بأنها منقولة بحذافيرها كلمة كلمة ونقطة نقطة كما هى مكتوبة فى النص اليهومسيحى. بل تجد أحيانا كثيرة إقتضاباً وحذفاً من النص الأصلى، و أحيانا تجد تبديلاً لبعض محتوى الفكرة فى النص اليهومسيحى ، وأضافات عليه على مزاج الراوى المسلم تروق له.
٣- كلام اليهود عن جعل الاله الشمس والقمر آيتين و محو آية الليل وجعل آية النهار مبصرة و السنين والحساب، كان الحافز له محاولة تفسير باطنى ساذج لاية فى نص التكوين، تدلل على أن هؤلاء الأحبار الطفيليون و العاطلون عن عمل أى شئ مفيد، كانوا يحاولون إيهام أنفسهم ومستمعوهم أنهم يفعلون شئ ذو قيمة، عن طريق مدراشهم الاحمق الذى يحاول إستخراج شئ من لا شئ ! يقول نصهم :


اقتباس:

يثير الحبر شمعون بن بازي تناقضًا (مفترضاً) بين آيتين. مكتوب فى نص(تكوين 1:16) : "وجعل الله النورين العظيمين" ، ومكتوب أيضًا في نفس الآية: "النور الأعظم لحكم النهار ، والنور الأصغر لحكم الليل" ، أى أنه فى الشطرة الثانية، هناك إشارة إلى أنه هناك نورا واحداً عظيماً .
وقام بالتعليق الحبر شيمون بن بازى وذكر الكلام سالف الذكر عن جعل الاله الشمس والقمر آيتين و محو آية الليل الخ

طبعاً هؤلاء العواطلية يريدون الرغى لأن نص التكوين الذى تعرضوا له، لا يوجد فيه تناقض أو غموض أصلاً :
سفر التكوين - الأصحاح 1:14. وقال الله: (( لتكن نيرات في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل وتكون علامات للمواسم والالأم والسنين15. وتكون نيرات في جلد السماء لتضيء على الأرض )) فكان كذلك.16. فصنع الله النيرين العظيمين: النير الأكبر لحكم النهار والنير الأصغر لحكم الليل والكواكب17. وجعلها الله في جلد السماء لتضيء على الأرض18. لتحكم على النهار والليل وتفصل بين النور والظلام. ورأى الله أن ذلك حسن.
طبعاً أى طفل يقرأ النص سيعلم أن مؤلف النص، وصف الشمس والقمر بالنيرين العظيمين لانهما أكثر إضاءة من باقى عائلة سماؤه البدوية، و وصف الشمس بالنير الأكبر لأن نورها أقوى من القمر.
النص اليهودى إذن ليس وحيا، بل مجرد كلام على لسان أحد أحبار القرن الثالث الميلادى، عبارة عن unprovoked مدراش ينضح بالجهل، يُفسر أية تكوينية هى الأخرى تنضح بالجهل والبدائية.

٤- كيف علم محمد بما يقوله التلمود والذى تم الانتهاء من كتابتة سنة 700 ميلادية، بعد موت محمد بأكثر من 60 سنة ؟
سؤال سأله أحد الجهلة الذين يحبون الخوض فيما لا يفقهون.

الإجابة على ذلك تستلزم متابعة رحلة التلمود والمدراش:

كما قلنا سابقاً التلمود كان تدويناً لنقاشات وتفاسير و قصص وتشريعات قديمة للأحبار اليهود بدأت مباشرة بعد عام 70 ميلادية بعد دمار هيكل اليهود، الميشناه وهى قلب التلمود الأهم قام بتحريرها و نشرها الحبر يهوذا الأمير فى عام (حوالي 200 م) و تم تحريرها وصياغتها النهائية في بداية القرن الثالث الميلادى، لا يعنى هذا أن محتواها جاء من عدم في بداية القرن الثالث الميلادى، بل محتواها كان يتم تناقله حتى قبل القرن الثالث.

عندما يتم الحديث عن التوراة الشفهية لا يجب الخلط بين زمن الجمع و التحرير، وزمن ظهور الروايات نفسها، فلا يفعل ذلك إلا الجهلة. بالمثل زمن جمع كتاب البخارى لا يعنى أن أحاديثه رُويت فجأة فى عصره.

لكن السؤال الأهم هنا ليس السؤال السابق. بل السؤال التالى:

ما يسمى بالتوراة الشفوية كانت موجودة فى عصر محمد (وأيضا قبله). لكن ألم يكن تداولها نادرا أوعلى نطاق ضيق خاصة فى الجزيرة العربية ولا يشاركها اليهود مع غيرهم من الأمميون كالمسيحيون و باقى العرب؟

الإجابة :

1 - المسيحية ما هى الا فرقة يهودية، وروادها كانوا يهوداً فى الأصل وعندما أسسوا فرقتهم اليهودية (المسماة مسيحية) لم يكن معنى ذلك طلاقاً كاملا مع عقائدهم اليهودية السابقة (بما فيها عقائد الاحبار التى وردت فى توراتهم الشفهية) ، بل تبنوا بعض تلك العقائد والقصص ( ابن انسان دانيال بصفته المسيح - سجود الملائكة لادم الخ الخ الخ ) ، بل و اطلعوا منذ القرن الثانى الميلادى على مواضيع حساسة تلمودية كالتعريض بيسوع و أمه، بل وتبنوا تقنية أحبار اليهود التفسيرية الباطنية التى نجدها فى التلمود والمدراش...
تلك المسألة تشبه حالة القاديانية وعلاقتها بالإسلام، القاديانيون لن يتحرجو من قراءة التفاسير الاسلامية الكلاسيكية وتَبَنّى ما يعجبهم منها وتقديره بالرغم من أوجه الاختلاف مع جمهور المسلمين.

٢- لكن من ناحية أخرى كيف وصلت قصص التوراة الشفهية الى اليهود أو المسيحيون العرب تحديداً (خاصة العوام) ؟
من ناحية سبق وقلنا أن اليهود لا يوجد عندهم فرق بين كُلاً من التناخ و تفسيره (التوراة الشفهية) ، كما يتصور البعض، بل الاثنان وجهان لنفس العملة ولهما نفس القداسة والأهمية. التوراة الشفهية عندهم، سواء كانوا علماء أم عوام، لن أقول بقداسة البخارى عند جمهور المسلمون، بل أقدس من ذلك. بالتالى كان واجباً على احبارهم ايصال محتواها للجميع للعظة والتعلم.
سأضرب مثلاً حياً يقرب المسألة من أذهان القراء : كيف علم الفلاح الجاهل المقشف الذى لم يدرس حتى محو الأمية، أن إمرأة العزيز إسمها زليخة ؟ و كيف عَلِمَ غير ذلك من التفاصيل القصصية الغير مذكورة فى القران و التى لو سألته عنها لَأَجابَك ؟ هل لانه قرأ كتب أحاديث وتفاسير بها تلك التفاصيل القصصية والتى دمجها مع القصص القرأنى الموجزة ؟ طبعاً الامر ليس كذلك. بل المسألة بكل بساطة أنه إستمع للشيخ فلان الذى كان مُطلعا على القران و الاحاديث والعديد من التفاسير، و جمع ذِهنياً المقتطفات القصصية الاكثر اثارة منها والتى تثير لعاب العوام لكى يلفت انتباههم وينجح فى دور العالم الواعظ ، و أضاف تلك المقتطفات على قصة القران الموجزة، و جلس يُعَلم هؤلاء العوام القصة المثيرة بتلك الصيغة القرأنية المضاف عليها توابل من الاحاديث والتفاسير ،و أستمعت لها أذانهم بعدما قدمها لهم الشيخ على طبق من ذهب. بعد ذلك نقل القصة نفس هؤلاء العوام، الذين مع أنهم جهلة لكن مخهم وعاء فارغ سيحفظ قصص جلسات المصاطب تلك ويتناقلونها بسرعة وتنتشر كإنتشار النار فى الهشيم .

نفس الكلام ينطبق بحذافيره على اليهود القدماء، فبعدما يقوم الحبر فلان بالاطلاع على تنويعات تراثه القصصى المُقَدس التوراتى ( تناخ + توراة شفهية) سيجهز القصة التوراتية (والتى إحتوت على خليط من التناخ المُطَعًم بالمدراش والاثنان لهما نفس القداسة عندهم ) لتكون قصة مثيرة وعلى طبق من ذهب لاذان العوام، والذين سينقلونها لعوام اخرون سواء من اليهود اخوتهم، أو حتى من الأمميون الفضوليون الذين يتوددون اليهم ويسامرونهم. ومع ان اليهود ليسوا تبشيريون بالطبيعة، لكن حديثهم الدينى عن تاريخهم وكيف انه قد ظهر بينهم الانبياء الخ .سيرضى غرورهم و يوهمهم بان ذلك سيحفز مستمعوهم على إحترامهم و أيضاً يشبع فضول مستمعوهم . وهو ما حدث فعلاً.
عوام اليهود كانوا ياخذون قصص التوراة التوراتية المُمَدرَشة من فم الاحبار، ومن فم بعضهم البعض وينقلونها للعرب
ومثال لذلك الاية والحديث عن محو اية الليل محل النقاش الحالى.
وحتى نصوصهم تقول بذلك:
روى البخاري عن أبي هريرة قال: كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام.

وها هو رجل من اليهود يُعَلِم محمد وأصحابه درساً من التلمود على طبق من ذهب :

تَكُونُ الأرْضُ يَومَ القِيامَةِ خُبْزَةً واحِدَةً، يَكْفَؤُها الجَبَّارُ بيَدِهِ، كما يَكْفَأُ أحَدُكُمْ خُبْزَتَهُ في السَّفَرِ، نُزُلًا لأَهْلِ الجَنَّةِ قالَ: فأتَى رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ، فقالَ: بارَكَ الرَّحْمَنُ عَلَيْكَ، أبا القاسِمِ ألا أُخْبِرُكَ بنُزُلِ أهْلِ الجَنَّةِ يَومَ القِيامَةِ؟ قالَ: بَلَى قالَ: تَكُونُ الأرْضُ خُبْزَةً واحِدَةً، كما قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: فَنَظَرَ إلَيْنا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ ضَحِكَ حتَّى بَدَتْ نَواجِذُهُ، قالَ: ألا أُخْبِرُكَ بإدامِهِمْ؟ قالَ: بَلَى قالَ: إدامُهُمْ بالامُ ونُونٌ، قالوا: وما هذا؟ قالَ: ثَوْرٌ ونُونٌ، يَأْكُلُ مِن زائِدَةِ كَبِدِهِما سَبْعُونَ ألْفًا.
أخرجه البخاري (6520)، ومسلم (2792).


بإختصار نقطة محو أية القمر مرت بتلك الرحلة :

مجموعة كهنة جهلة طُفيليون ألفوا ما يسمى بسفر التكوين البدائي الخرافى السخيف، و لاحقاً فى القرن الثالث م ، أَوّلَ حبرا ساقطاً فقرة منه باطنياً لتسلية وقته وخداع مستمعيه. وعلم بتلك الرواية أحبار اليهود وتناقلوها، و كانت بالنسبة لهم نقطة طريفة تصلح لادخالها فى الجلسات القصصية التى تحكى قصة بداية الخليقة، والتى ستروق لعوام اليهود ( كذلك الحال مع نقاط مدراشية طريفة أخرى اقحموها فى القصص التوراتية لاسالة لعاب العوام وتسليتهم، كتقطيع النساء ايديهن من جمال يوسف الخ الخ ....) ، ومن بين هؤلاء العوام البدو اليهود المقيمون مع العرب والمسيحيون ، والذين نقلوها لهم (بمن فيهم إبن أمنه الفضولى).

القط الملحد 01-28-2023 10:00 AM

اقتباس:

نعم سيقولون هناك إعجاز غيبى إضافى، وهو علم محمد بما يقوله التلمود .
كل مرة نفس الحجة السخيفة التي فدناها مرارا
مع انه يمكن مجاراتهم والقول: محمد لم يحتج حتى إلى التلمود لأنه يرى اللطخة السوداء ويستطيع أن يستلهم منها الفكرة كما فعل المايا. على الأقل نعلم أن صحابة محمد ربطوا المحو باللطخة فعلاً كما فكر المايا من قبل، يعني الفكرة لم تكن بعيدة عن محمد وصحابته.

لفت نظري عدة نقاط مفيدة في مشاركتك، قد أستفيد منها في إغناء مواضيع أخرى

مُهتدي 01-28-2023 10:58 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حَنفا (المشاركة 250659)
تحياتي

منذ شهور قليلة كان الكاهن الدجال هيثم طلعت يدعي الإعجاز في هذه الآية: وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا (الإسراء: 12)

فحوى الادعاء: هذه الآية سبق علمي قرآني إذ ذكرت أن القمر كان منيراً كالشمس ثم مُحي نوره، وهي حقيقة علمية حديثة الاكتشاف.


الرد:

أولاً لماذا يقول القرآن أن الشمس آية (علامة) للنهار؟ الشمس ليست مجرد علامة بل هي سبب النهار ومنشأه! هل هذا خطأ علمي أم ركاكة في التعبير؟

وثانياً يستخدم القرآن الفاء للتعقيب (فمحونا) وهذا يلزم منه عدم التراخي الزمني بين خلق آية الليل ومحوها، فهل هذا يستقيم من الناحية العلمية؟

وثالثاً لم تذكر الآية القمر والشمس صراحة بل قالت أن النهار هو نفسه الآية والليل هو نفسه الآية، فمن أين أتينا بالشمس والقمر؟ ربما من الحديث؟

لمحمد حديث في هذا الأمر ولكنه واهي السند لا يعتمد عليه:


المصدر: تفسير السيوطي


إذاً ربما ذكر الفكرة الصحابة أو التابعون؟

نعم هذا موجود:


المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب

السؤال المهم هنا: من أين أتى الصحابة والتابعون بهذا التفسير؟

هل تناقلوه عن محمد؟ أم فهموه من مجرد الاجتهاد في الآية؟
أم أخذوه من أهل الكتاب؟ أم استنتجوا الفكرة بطريقة أخرى ثم ربطوها بالآية؟

يكفي أن يقوم صحابي واحد بنقل هذه الفكرة عن أهل الكتاب ثم يتداولها الصحابة، فهل هذه الفكرة موجودة في كتب اليهود والنصارى؟

نعم موجودة في التلمود:


https://www.chabad.org/library/artic...jewish/60b.htm

ترجمة مختصرة: لما خلق الله الشمس والقمر كان كلاهما ساطعاً، فقال القمر: كيف يخدم ملكان تحت نفس التاج؟ فقال له الله: إذهب وانطمس إذاً. فتذمر القمر من هذا ثم عوّضه الله أن جعله ميقاتاً لليهود يعدّون به الشهور والسنين.

لاحظة تشابه هذه الخرافة مع الحديث الواهي المذكور في تفسير السيوطي، مما يوضح أنها وجدت طريقها إلى رواة الحديث.


طبعاً سيتذرع الإعجازي هنا بأن اليهودية ديانة سماوية وبقايا وحي، لكن المفاجأة أن الأسطورة موجودة حتى عند المايا:


https://fphil.uniba.sk/fileadmin/fif...udia_kovac.pdf

خلاصة الأسطورة في الاقتباس: كان في السماء جسمان بنفس السطوع (الشمس والقمر) لكن إلهاً غاضباً رمى أرنباً على القمر فأطفأ نوره.

لو كان المايا موجودين اليوم لقالوا أن أسطورتهم هذه إعجاز علمي أيضاً :15: وأما خرافة الأرنب فسيتحايلون عليها ويقولون أن ذلك الأرنب هو سبب الأحداث الطبيعية التي أدت لطمس القمر، وهو أرنب حقيقي لكنه ليس كأرانب الدنيا لأنه من الغيب ولا يدركه العقل ولا يتصوره فالأرنب معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة :angel4:

صورة توضح اللطخة السوداء على القمر وشكلها الأرنوبي:

https://encrypted-tbn0.gstatic.com/i...smxoh1zue&s=10

المايا اعتقدوا أن هذه اللطخة السوداء ناتجة عن إطفاء نور القمر، ونفس التصور موجود عند الصحابة والتابعين (وربما اليهود) كما رأينا في الآثار. هذه النقطة تفسر كيف توصلت مخيلة القدماء إلى فكرة أن القمر كان ساطعاً ثم انطفأ.


النتيجة:
1- لم تصرح الآية بمحو نور القمر ولم يثبت ذلك في أحاديث محمد.
2- الفكرة مطروقة عند اليهود وحتى عند المايا في الجانب الآخر من العالم.
3- مخيلة الإنسان قادرة على التوصل إلى هذه الفكرة عن طريق ملاحظة اللطخة السوداء.


يتبع،،

اهلين
الصحابة و التابعين لم يكن لديهم علوم كافية لذا فسروها حسب مقدار ما لديهم من علم

القط الملحد 01-28-2023 11:30 AM

اقتباس:

الصحابة و التابعين لم يكن لديهم علوم كافية لذا فسروها حسب مقدار ما لديهم من علم
الاعجاز المزعوم كله معتمد على تفسير الصحابة
يبدو انك فهمت الموضوع بالعكس

Mazen 02-02-2023 06:59 PM

بغض النظر عن تخاريف الاديان، اظن انه من المهم ان نفهم بشكل علمي لماذا السماء بما تحتويه مظلمة.

منذ القرن السابع عشر تسائل Keppler لماذا السماء مظلمة في الليل. في القرن التاسع عشر طرح العالم الالماني Olber ما يعرف بمتناقضة Olber او Olber Paradox.

ساشرح ببساطة: لو كنت في وسط غابة صغيرة، اذا نظرت فسترى من خلال الغابة الى خارجها. اما اذا كنت في وسط غابة مترامية الاطراف فاينما نظرت سيصطدم نظرك بشجرة وسترى غابة مليئة بالاشجار.
نفس الفكرة يمكن تطبيقها على النجوم كما طرحها Olber:
اذا كان الكون لا نهائي، فلا بد انه حيثما نظرنا فيجب ان يصطدم نظرنا بنجمة مضيئة. وقدم برهان رياضي صحيح على ذلك انه بغض النظر عن المسافة فان عدد النجوم سيزداد بنفس النسبة التي سيخفت بها الضوء. لذلك لو كان الكون لا نهائي فانه يجب ان يكون مضيء باي اتجاه نظرت. وحتى الغبار الكوني والكواكب وغيرها ستكون هي الاخرى مشعة من الضوء في الكون. لذلك استنتج ان الكون محدود.
انتهى شرح Olber

ما نعرفه اليوم مختلف قليلاً:
1- نحن لا نعلم اذا كان الكون محدود او غير محدود، ولكن ما نعلمه ان الكون المشاهد observable universe محدود بسرعة الضوء. فاي ضوء يصلنا لن يتجاوز عمره 13 الى 15 بليون سنة ضوئية.
2- ولكن السؤال يبقى صحيحاً. لماذا الكون مظلم؟ اذا كان الانفجار العظيم صحيحاً فلا بد ان الضوء منتشر في الكون من اثر الانفجار الكبير ومن كثافة النجوم وعددها الهائل.
هذه المعضلة حلها Hubble عندما طرح فكرة Redshift. وهي ان الضوء وبسبب توسع الكون، تتغير ذبذباته نحو الinfrared واصغر باتجاه ال microwave. يعني الضوء منتشر في الكون ولكنه انحرف الى الموجات التي لا نراها بالعين المجردة. لذلك، عندما ارسلت ناسا المسبار James Webb جهزته بتلسكوب ما تحت الحمراء حتى يستطيع التقاط ضوء النجوم او الانفجار الكبير الذي انحرف.

على كل حال هذه المقالة فيها شرح مبسط للفكرة. ونشرت في 2019. اليوم لدينا صور ما تحت الحمراء التقطها تلسكوب James Webb بصور عالية الجودة.

https://www.forbes.com/sites/startsw...h=35d8b3db237b

meme 02-08-2023 10:02 PM

اقتباس:

مشكلة في السيناريو: الآية استخدمت فاء العطف (فمحونا) التي تدل على الترتيب مع التعقيب دون التراخي في الزمن، أي أن المحو يجب أن يكون بعد خلق القمر مباشرة. فهل هذا مطابق للواقع؟ للأسف لا لأن تعتيم القمر كان على مرحلتين كما يوضح هذا الفيديو من ناسا:
https://youtu.be/UIKmSQqp8wY

المرحلة الأولى: كان القمر في بدايته متوهجاً بالحمم ثم برد تدريجياً وانطفأ نوره.
المرحلة الثانية: سالت الحمم مرة أخرى بسبب اصطدام نيزكي وغطت السطح، فعاد القمر جزئياً إلى حالته المتوهجة، ثم بردت الحمم تدريجياً مخلفة اللطخة السوداء
الفاء تفسيرية، لأن المحو المذكور وما عطف عليه ليسا مما يحصل عقب جعل الليل والنهار آيتين، بل هما من جملة ذلك الجعل ومتمماته. [الجمل:2/609]
https://alfawaeid.com/%D8%A7%D9%84%D...A%D9%91%D9%8E/

القط الملحد 02-08-2023 11:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة meme (المشاركة 251417)
الفاء تفسيرية، لأن المحو المذكور وما عطف عليه ليسا مما يحصل عقب جعل الليل والنهار آيتين، بل هما من جملة ذلك الجعل ومتمماته. [الجمل:2/609]
https://alfawaeid.com/%d8%a7%d9%84%d...a%d9%91%d9%8e/

قد تكون في واقع الأمر كذلك، وقد لا تكون
هذه "الاحتمالات" السلبية باجتماعها تجعل الدعوى الإعجازية أضعف، لأن الإعجاز يجب أن يكون صارخاً يقينياً لا تشوبه شائبة، وإلا فلا يمكن تسميته إعجازاً بل يصبح مجرد زعم.

Man of letters 02-09-2023 03:21 PM

مرة أخرى بصرف النظر عن قضية الإعجاز، فإدعاء أن النبي نقل عن أهل الكتاب هو إدعاء غير صحيح لأنه لو كان كذلك لنقل التصور برمته. فالقرآن يقول أنه محى آية الليل (والآية بمعنى العلامة الدالة على قدرة الله وليس علامة يميز بها النهار أو الليل كما في الحديث: إنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ آيَتَانِ مِن آيَاتِ اللَّهِ لا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أحَدٍ ولَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذلكَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ)
والعلة من المحو هو أن يكون الليل سكنا للنوم والراحة ولذلك قال وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم. الآية ومن هذا القبيل قوله في الآية الأخرى: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ. وكذلك تعاقب الليل والنهار " لتعلموا عدد السنين والحساب" هذا بخلاف لو كان اليوم كله نهار أو ليل لأنه بتعاقب الليل والنهار أو الضياء والظلمة تتميز الأيام والشهور.
قال القرطبي: ولم يقل : فمحونا الليل ، فلما أضاف الآية إلى الليل والنهار دل على أن الآيتين المذكورتين لهما لا هما.....وجعلنا آية النهار مبصرة أي جعلنا شمسه مضيئة للأبصار. اهـ
فهذا يختلف عن العلة المذكورة في التوارة بحسب ما نقلت من أن ذلك كي لا يكون هناك جسمان مضيئان بنفس القدر في السماء وكأنهما ملكان يتنازعان الملك فلابد أن يكون لأحدهما الغلبة على الآخر ولأن القمر لاحظ هذا الأمر كوفىء بأن جعل تقويم اليهود وفقا للقمر!
فهذه مجرد أسطورة تفسر لأجل أي شىء جُعل تقويم اليهود قمريا.
فإدعاء أن النبي نقل عن اليهود لا يختلف عن إدعاء أنه نقل عن حضارة المايا.


الساعة الآن 01:44 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd diamond

 .::♡جميع المشاركات والمواضيع المكتوبة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ,, ولاتعبر عن وجهة نظر إدارة المنتدى ♡::.


Powered by vBulletin Copyright © 2015 vBulletin Solutions, Inc.