زمن عجيب
 

مرحبا أعزائي
اعود اليكم بعد طول غياب بسبب حظر معرفي لمدة شهر كامل

كأي انسان، غضبت كثيرا عندما رأيت ان معرفي حظر لشهر كامل و ان السبب هو ازعاج الأعضاء و انا لم اقصد ازعاج احد ابدا، بل رددت بما اراه انا مناسبا على شخص يفتي بقتلي في ما كنت احسبه عقر داري بينما يرتع بعض المحترمين هنا بنا إهانة صعودا و نزولا
لكن سرعان غضبي ما تحول الى راحة عندما رأيت وجه زوجتي ينظر الي بحنو تسألني ما بك؟ لقد ضحكَت ام ولداي عندما عرفت السبب و قالت لي كلاما ما معناه في اللغة العربية، و ما يحشرك انت مع العرب؟ لماذا تهتم بهم لهذا الحد
استغربت كلامها جدا، فانا من بلد عربي و لغتي الأم هي العربية و ظننت لوهلة انها لم تكن تعلم بعد 12 عشر عاما من الزواج!
فقلت لها، ماذا تقصدين بانني لست عربيا؟!
قالت، انت تشبهنا شكلا و عقلا، و تحمل جنسيتنا وتتقن لغتنا و مستقبلك هنا و لا أقرباء لك في منبتك. ثم انك قد تخليت عن جنسيك السابقة و انت لم تزر بلدك الام منذ تركته قبل عشرين عاما فكيف يكون وطنك؟
فقلت بلادي و ان جارت علي عزيزة و اهلي و ان ضنوا علي كرام
ضحكت زوجتي وقالت، اهلك هم اولادك الدين اصريت الا يتعلموا العربية اتذكر؟ لقد قلت لك انه يجب ان يتعلموا لغة اجدادهم فقلت لي انك لا تريد ان تعرضهم الى لغة شبه ميتة تشغلهم عن الواقع بنقاشات غبية عفا عليها الزمن؟ ثم انك تتجنب العرب عادة نسبة الى تجاربك السيئة هنا. الم نلتق منذ يومين شخصا سألنا عن الطريق الى السوبرماركت، و كان يتكلم اللغة المحلية بصعوبة و قد سمعتَه يتحدث العربية و لم تجبه بها بل اصررت على توجيهه بلغتنا؟ و عندما سألتك عن السبب قلت انك لا تريد ان يركب ظهرك كما فعل العشرات غيره من قبل؟!
افق يا زوجي فانت لم تعد عربيا بل اوروبيا و هذا لحسن حظك فكن ممتنا للقدر الذي احضرك الى قوم يحبونك و يفهمونك و لا يقمعونك. ما يهم هو المستقبل، و مستقبلك هنا معي اما الماضي فلا قيمة له اذا كان يؤلم فالأفضل نسيانه

ليست هذه المرة الأولى التي تقول لي زوجتي هذا الكلام، لكن، و لا أدري لم، كانت هذه المرة الاولى التي فهمته

و بالفعل قمت بالتوقف عن الكتابة بالعربية لمدة شهر وعن متابعة اي شيء باللغة العربية والنتيجة كانت مشجعة، لم احظر و لا لمرة واحدة على تويتر او فيسبوك على الرغم من ان كلامي هو هو. و السبب على الأرجح ان الغربيين يحترمون الحرية بالتعبير اكثر بكثير من شعوبنا الفاشية التي لا يمكن ان تعطيها اي صلاحية مهما قل شأنها، حتى تمارس القمع ما استطاعت

انا لا اتفق مع زوجتي في رؤيتها لي، لكني لست ماسوخيا حتى اعذب نفسي . انا فشلت في بناء اي علاقة مع العرب في حياتي اسفا و ما جنيت من محبتي و محاولاتي الا علقما. حاولت المساعدة ما استطعت لكنني فشلت مع الأسف و لم اعد اريد ازعاجكم
فاستروا ما رأيتم منا و بالتوفيق في كل مساعيكم

تحياتي هوراسيوه
عودة ميمونة - طالت أم قصرت!
1.
أنت تعتقد بأنه "زمن عجيب" وهذا أمر ممكن تماماً.
لكن واحداً من أهم الدروس التي تعلمتها في حياتي هي أن "الزمن واقعي" جداً والأحداث التي حدثت فيه واقعية جداً.
ولكي أواصل رحلتي وأن أقوم بما أسعى إليه فإن عليَّ ألا أندهش من شيء.
إنَّ "غياب الدهشة" أمر محزن ولكنها مشكلة أقل سوءاً من "الوهم".
هذه هي الشروط التي نكافح فيها ثقافة الظلام وعلينا أن ندرك قوانينها.
3.
إنني أعرف جيداً سفالة الكثير من مجاهدي الإنترنت. وبسبب هذه المعرفة فإنني أواصل الكشف عنها وعن تاريخها والعقيدة التي تختفي (أو لا تختفي) خلفها.
أليس هذا سبباً كافياً لك أيضاً لكي تواصل الحرب ضد السفالة؟!

اوافق راي زوجتك
نفس الشي امر به او مريت به منذ سنتين
رحلت عن بلاد الكرب من سنين
لكن قطع الحبل السري لس بالشيء السهل
فلقد عشنا سنين تحت تاثير ثقافة عربية قبلية ابوية طبقية
ليس من السعل الانسلاخ منها
انا اريد تغيير اسمي عن قريب
و اتمنى عدم زيارة اي دولة عربية مجددا في حياتي

سعيد بعودتك لقد اشتقنا لمواضيعك

مقال رائع أعجبنى جدا جدا وأتفق مع رأى زوجتك :15409: