كلية علم الله تنافي وجوده ؟
 

أود أن أطرح سؤالا للأصدقاء المسلمين: هل يعلم الله ما الذي سيقوم به مستقبلا ؟
اعتقد أن كل مسلم يؤمن بأنّ الإجابة هي "نعم" لأنه "على كل شيء عليم". في هذه الحالة لديّ سؤال ثاني: هل هو قادر على تغيير رأيه في ما سيفعله ؟
اعتقد أنّ الإجابة هي كالأولى و هي "نعم" لأن الله على "كل شيء قدير".

الآن سندعم ذلك بمثال بسيط:
الله يعلم مسبقا أنه سيخلق الكون و ما فيه. إذا فعل الله وفقا لعلمه معناه أن الله لا خيار له وهو مجبر على خلق الكون. إذا لم يخلق الكون معناه أن علمه الأصلي كان خاطئا.
يعني ذلك أنّه مهما يفعله الله يُفقده فِعله صفة من صفاته الإلهية وبالتالي ألهويته.

باختصار:
إما الله يقوم بما يعلم أنه سيقوم به أولا، إذا لم يقم به أخطأ في علمه و إذا قام به لم يكن إلا عميلا يفعل ما هو منتظر منه فعله...

زملائي الفلاسفة الزنادقة، ما رأيكم في هذا الأمر؟

نعم قادر لكنه لم يغير ابدا رايه لان قراراته دائما صحيحة ولم تتغير مستقبلا
الله ليس انسان ..

لكن الكون الان مخلق اليس كذلك :) علمه صحيح
الله لا يخطا في علمه ابدا
ولا يوجد دليل على فرضيتك لا بلقران ولا غيره

إذا لم يغير رأيه فهو يعمل ما يعمله وفقا لعلمه و بالتالي لا حرية له في تغيير ما يعلم أنه سيفعله لأنه إذا خالف ذلك أصبح علمه الأصلي خاطئا. فإما يكون صحيحا ولكن مقيدا بما يعلمه عن نفسه أو يكون خاطئا و لكن حرّا من ما يعلمه عن نفسه. و هذا ينفي وجود كائن يطابق التعريف الديني للإله.

هي معضلة قديمة و معروفة و كل مأمن حاول الرد عليها اصبح يقفز على المنطق برجل واحدة و يديه في السماء و يقوم بحركات بهلوانية .
فهي مثل معضلة الحجرة : هل يستطيع كامل القدرة ان يخلق حجرا لا يستطيع حمله ؟

كل الصفات المطلقة تتعارض مع بعضها البعض .
فمثل Omnibenevolence . وهي حب الخير المطلق و الذي يجب على من يدعي كونه مصدر للأخلاق و الخطئ و الصواب ان يكون كذالك تتعارض مع معضلة الشر الموجود في الكون . و لحلها يلجئ المأمنون لاختراع امور اخرى مثل : الارادة الحرة .....

هناك ايضا مشكلة اخرى لم يجب عليها المأمون . و هي مسألة الدعاء .

فكيف يمكن للدعاء ان يغير رأي الله الذي هو يعلم بكل شيئ قبل حصوله ؟ في الأخير الدعاء يصبح بلا معنى

اذا كان كل ما يقوم به صحيح فلن تستطيع تفسير معضلة الشر الموجودة في العالم . و هنا لا اتحدث عن الشر الذي يتسبب فيه الانسان . نحن نتحدث عن حيوانات تنهش بعضها بعضا و امراض تهاجم البشر و الحيوانات على حد سواء و اطفال يموتون قبل سن البلغون بجرائم بشعة مثل الكوارث الطبيعية .... و الأمراض التي لا حصر لها ....

في كل مرة تحاولون الهروب من مشكلة تقعون في مشكلة اخرى و تواصلون الترقيع حتى تبني لنا قصرا من الهراء

من ناحية هروب، فهو هروب.

هروب من إتعاب الدماغ، هروب من التفكير، من التحليل.

يبدو أن المؤمن يرى أن "التفكير" هو مجرد لعبة غير جادة وترف، وأنه ليس كافيا للخروج من الدين.
فتغيير الاعتقادات عنده لم يخرج تاريخيا عن سببين :
- وضع السيف على الرقبة
- الاتصال بإله

أما في ما عدا ذلك، فهو ينمو ويترعرع في ما وجد نفسه وآباءه عليه. فماذا تساوي بعض المعضلات المنطقية هنا وهناك، أمام المخاطرة بمصير "محتمل" حسب الفرض المبدئي.

تتكلم و كأنك افحتمنا بالأدلة على ايمانك . الذي هو مجرد صدفة جغرافية لا أكثر

احسنت
ان كان العالم هو من يعرف ، ، فهذا يعني ان هناك ما وُجد قبل وجود الله .