شبكة الإلحاد العربيُ

شبكة الإلحاد العربيُ (https://www.il7ad.org/index.php)
-   ساحة النقد الساخر ☺ (https://www.il7ad.org/forumdisplay.php?f=14)
-   -   مذكرات جبريل 0 (https://www.il7ad.org/showthread.php?t=11979)

binbahis 08-16-2017 02:33 PM

مذكرات جبريل 0
 
1. الانفجار العظيم، عفوا أقصد الانفتاق العظيم

"ثلاثمئة وسبعة وسبعون، ثلاثمئة وثمانية وسبعون. آه اللعنة! لقد غلطت في العد مرة أخرى وعلي أن أبدأ من جديد".

أعتقد أني بدأت أشعر بالملل من عد أجنحتي، لأني سررت وشعرت بشيء من التغيير عندما قطعني صوت أحد زملائي وهو يناديني: "جبريل، أتيت لأخبرك أن الله يريد أن يراك فورا".

قبل أن أكمل دعوني أقدم لكم نفسي. اسمي هو جبريل، ملك ذو ستمئة جناح، وهو ما يعني أني ذو رتبة عالية بين الملائكة (معظم الملائكة لها ما لا يزيد على مئتي جناح فقط). وأما مهمتي فهي كتابة يوميات الله ومدوناته. ليس عملا سهلا ولكنها ضريبة ثقة الله بي. تاريخ اليوم هو الثامن والثلاثون من شهر شربيل من سنة 3546024 خلائقية (منذ خلق الله أول ما نعرفه في هذا الكون). لن تعثر على رقم سبعة في سنتنا أبدا لأننا نستعمل النظام السبعي (من واحد لستة فقط، فالله يحب الرقم سبعة وهو أمر ستتكرر الشواهد عليه كثيرا فيما بعد) وأما أشهر السنة لدينا فهي سبعة أشهر فقط في كل شهر من منها سبعة أسابيع بالضبط في كل منها سبعة أيام.

دخلت على الله فرأيته جالسا قبالة مسطحه يتأمله وهو يفكر مليا. لم أحدثكم بعد عن هذا المسطح الغريب الذي كان الشغل الشاغل لله مؤخرا، إذ خطر بباله منذ عدة أيام أن يخلق مسطحا رقيقا، وهو لا ينفك منذ ذلك الحين يزوره مرارا وهو يفكر ماذا يصنع به بعد ذلك، حتى إنه يجلس أحيانا وهو يكلم نفسه لساعات دون أن يخرج بنتيجة: "ربما إذا طعوجته قليلا عند الحواف وأضفت في المنتصف حائطا بزاوية قائمة.. لا لا هذا قبيح ولا فائدة منه. فلأفكر بالأمر أكثر..". ثم خطر لله وهو في حيرته ويأسه أن يخلق مسطحا آخر مشابها للأول تماما فلم يزده إلا حيرة إلى حيرته.

نظر الله إلي وقال: "لعنت جلالتي الساعة التي خلقت فيها هذا المجسم التافه! ماذا تقترح أن أفعل به يا جبريل؟".

لاحظت أن الله قد ألصق السطحين أحدهما بالآخر فصارا يبدوان للناظر وكأنهما مسطح واحد. كانت هذه خطوة للأمام. قلت: "المجسم الآن يا مولاي -إن صح أن نسميه مجسما أصلا- مسطح، ربما أردت أن تنفخ (بما أنك تحب النفخ وتستمتع به) بين السطحين في رفق كي يصنعا مجسما فعلا، شيئا ثلاثي الأبعاد يصلح لاستيعاب المزيد من المجسمات؟".

"ما هذه الفلسفات الغامضة جبريل، إنما دعوتك لتساعدني فرحت تعقد علي المشكلة أكثر! لحظة، لحظة، وجدتها! ربما إذا باعدت بين السطحين العلوي والسفلي و.. و "فتقتهما" هكذا..".

وبكلمة واحدة من الله أمر المسطح العلوي أن ينفتق عن السفلي من منتصفه فقام عليه كالقبة. وراح الله يتأمل إنجازه للحظات وهو مزهو بنفسه.

"رائع، رائع يا جبريل! صحيح أنك لم تفدني بأفكارك ولكني نجحت في نهاية الأمر. أولم يروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما! وعزتي وجلالي جملة قوية هذه لا تصدر إلا عن عظيم معجز بليغ. اكتبها جبريل، جملة الفتق هذه! قد نحتاجها فيما بعد".

هممت أن أبدأ بمشاركة الله في كيل المدائح والتبجيل لنفسه لولا أنه شغل بالأرض التي راحت تهتز اهتزازا عنيفا من صوته الجهوري المتحمس.

"هممم، يبدو أنها ليست ثابتة كفاية. آها، وجدتها. سأثبتها بالصخور الثقال. كوني يا جبال!".

فجأة ظهرت صخور ضخمة مدببة كالأوتاد وانغرزت في الأرض فثبتتها جيدا.

ونظر الله إلى إنجازه معجبا بنفسه بينما رحت أثني على ذكائه وقدرته، ثم ما لبث الله أن تثاءب وقال: "كفاني تسلية اليوم فقد مللت، أعود إلى هذا المخلوق فيما بعد".

(يتبع)

binbahis 08-17-2017 03:09 PM

(نقلت الحلقة إلى موضوع آخر جديد)

مهند السعداوي 08-18-2017 11:03 AM

أحسنت!
 
رائع، رائع :biggrinpartyha3:.

لهذا أنا لست نادم؛ لأنه يوجد كتابات رائعة حرمت منها بحجة أنها كفر :book1::3:
ما رأيك برواية المسيخ الدجال؟ أعتقد أنك قرأتها.

خلوووود 08-19-2017 02:00 PM

اسجل اعجابي في طريقة سردك للقصه تابع وجميع الملائكه خلفك تصفق وتزغرت:15:

binbahis 08-28-2017 01:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعداوي (المشاركة 131642)
رائع، رائع :biggrinpartyha3:.

لهذا أنا لست نادم؛ لأنه يوجد كتابات رائعة حرمت منها بحجة أنها كفر :book1::3:
ما رأيك برواية المسيخ الدجال؟ أعتقد أنك قرأتها.

أهلا بك سعداوي. نسيت أن أرد عليك في حينه. :) لم أقرأها. مترجمة أم عربية ومن كاتبها؟

مهند السعداوي 08-28-2017 02:41 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة binbahis (المشاركة 133951)
أهلا بك سعداوي. نسيت أن أرد عليك في حينه. :) لم أقرأها. مترجمة أم عربية ومن كاتبها؟

عربية وكاتبها مصطفى محمود، ربما تعجبك او تلهمك.

binbahis 08-28-2017 03:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعداوي (المشاركة 133958)
عربية وكاتبها مصطفى محمود، ربما تعجبك او تلهمك.

تمام أشكرك. في الحقيقة منذ مدة جمعت مسودة أفكار لرواية المسيح الدجال من أهم أبطالها. بعل وحده أعلم هل ترى النور أم لا مع مشاغل الحياة التي لا تنتهي. :)


الساعة الآن 05:48 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd diamond

 .::♡جميع المشاركات والمواضيع المكتوبة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ,, ولاتعبر عن وجهة نظر إدارة المنتدى ♡::.


Powered by vBulletin Copyright © 2015 vBulletin Solutions, Inc.