إسلام جدتي ..
 

كانت جدتي رحمها الله أمية لا تقرأ و لا تكتب , تحفظ من القرآن الفاتحة و المعوذتين و الإخلاص فقط لا غير .. تصلي و تصوم و تتصدق على الفقراء و المحتاجين , و قد شهد لها كل من عرفها بحسن الخلق و الأمانة عدا عن قدرتها على حل المشاكل و النزاعات..
و يضاف لما سبق أنها كانت ربة بيت مثالية و طباخة من طراز رفيع..
هل كان هذا سيكون حال جدتي لو أنها قرأت في كتب التفاسير و السنن و السير و الفقه , و استمعت لدروس الحويني و وجدي غنيم و باقي الشلة ؟
لا أظن ذلك .. و لكن الله قد رحمها بقلة الإطلاع .. و لعل هذا الإيمان البسيط الذي سماه الفخر الرازي إيمان العجائز ,لو كان هو الصفة الغالبة للإيمان في مجتمعاتنا لما وصلنا إلى هذه الحال المزرية .. قتل و تفجير و قمع فكري و جسدي ووو ..
الفكرة أنها عاشت قبل ما يسمى بعصر الصحوة الإسلامية , و تصاعد تأثير أتباع الثلاثي الخطر : البنا-ابن عبد الوهاب-الخميني .. أما نحن فضحايا ..

مرحباً
اسلام جدتك هو مثل اسلام المسلمين المعتدلين اي ان اخلاقهم الطيبة نابعة من انسانيتهم وليس من اسلامهم وعندما يتعمق اي مسلم في الدين ترى علامات الدعوشة عليه
الخلل ليس من البنا او عبد الوهاب او الخميني وانما الخلل من المصدر

مبارك لجدتك ايمانها وتقبلها الله :9:

أهلا عزيزي،
لاحظ أنك تتمنى الجهل للعيش بطمأنينة وسلام. يعني إسلام الأركان والعيش بمعزل عن الآخرين.

للأسف، حتى بسيادة هذا النوع من الجهل والتدين السطحي، لن تغيب المشاكل. فما تتمناه يستلزم العيش بمنزل قروي في آخر الأرض تحلب أبقارك وترعى مواشيك وتحرث أرضك.

اسأل أمثال جدتك عن رأيهم باليهود، بالمثليين، بالغربيين أكلة الخنزير... هل تظن أنهم لا يحملون أفكارا عدائية؟
ما ردة فعل والدتك الحنون، عندما تخبرها عن فتى مثلي من مدينتك تم إشباعه ضربا حتى قتل!
عن حافلة يهود فيها رجال ونساء وأطفال تم تفجيرها!
ما هي درجة تعاطفها؟!

هل تظن أن المثلية مثلا، لا تخص أبناء المسلمين؟ الزواج من غربي(ة)؟...

أنت تفترض عالما مثاليا، تقمع فيه جميع أنواع الشذوذ (حسب التعريف الإسلامي). وأن كل ما ينهى عنه الإسلام والتقاليد العربية، هو شر محض لا يحصل إلا عند الكفار.

اسلام جدتك يا عزيزي ليس له علاقة بالاسلام ، هو تصرف الطيبين الذين لولاهم ما ولدنا ، اما الاسلام الذي نحاربه في هذا المنتدى هو تقاليد بدو بدائيين لا يفهمون الا ما تمليه عليهم بطونهم ، يحتقرون الضعيف ويركعون امام القوي .

هذا بالضبط ما يشغل فكري هذه الفترة .. هل الخلل في المنبع أم في فهوم البشر .. تحضرني هنا جملة قالها الشيعي إياد جمال الدين في حوار مع الأخ رشيد : الدين كالعجينة تشكلها كما تشاء .. فيها وجهة نظر كذلك ..

معك حق في كثير مما ذكرت زميلي العزيز .. فالخلاص الذي رسمته في مخيلتي يحتاج إلى عزلة و عكوف على الذات أو خلوات بالمصطلح الصوفي .. و هذا غير ممكن في واقع الحياة التي نعيشها .. أما الأمثلة التي ذكرت فسيكون الرد عليها عنيفاً ..
غالبا ما سيقال : يهودي لجهنم ...
فعل قوم لوط ! عليه لعنة الله ..
و ردود على هذه الشاكلة .. و لكن برأيك لو انتشر او عاد هذا الإسلام الذي اسميته إسلام جدتي و صار هو نموذج التدين السائد بدل النموذج العدواني المشبع بالكراهية السائد الآن , ألن يكون حالنا أفضل ؟

لعللك زميلي العزيز اكثر من فهمني . تسميتي لهذا الإسلام بإسلام جدتي هو بحد ذاته اعتراف مني بأنه غير الإسلام الذي عرفناه من مصادره ككتب التفسير و الحديث و السيرة و غيرها .. اما من تتحدث عنهم فأنا أحاربهم كما تحاربهم أنت بعد أن دمروا البلاد و العباد و قبل ذلك دمروا العقول و الضمائر ..

مع وجود الوعي والتعليم، من المستحيل تحقيق ذلك. سيتكون دائما تيار "سلفي" أصولي وتيار تحرري"إلحادي" وبينهما طبقة اللامكثرتين السائدة.
لكن طبقة الأصوليين لها تأثير كبير على الطبقة السائدة، لأن المسلم الساذج صاحب إسلام العجائز، يكفيه إحساس بالتقصير في حق الله حتى ينحاز للتطرف.

ما تبحث عنه هو العلمانية، فهي التي تقلم أظافر الدين وتجعله حبيس البيت.

لفت نظري جزئية الثلاثي عبد الوهاب - البنا - الخميني ، ففيها اختزال ذكي للساحة السياسية اليوم و إقتتال المذاهب السياسية فيما بينها و الاثر الإيجابي الدفعي لهذا الاقتتال في علو صوت الالحاد و بلورة موقفه بعد ان مسه طائف من التجاهل و التغييب و التناسي و التهميش.
لكنني التفت الى المدارس الفقهية التي لا ترغب ظاهراً ان تخوض مخاض السياسة ، فأستثني مدرسة النجف التي تنافس ولاية الفقيه و تدعوا الى النأي بالنفس عن السياسة لكنها دخلت في المعترك العسكري رغم كل ذلك.
بقي الازهر ، و اسلام المهجر المعتدل ( و استثني ذاك الاسلام المتشدد الذي وجد في العلمانية ضالته لينشر سمومه )
هل يكمن الامل في الازهر ؟؟؟؟؟؟