![]() |
المهمة رقم 1
نحن أقزام في هذا العالم ...العالم أكبر منا بكثير ...لكننا أقزام تراودها أحلام عملاقة ... ماذا علي أن أفعل هنا ؟ ربما سيبقى هذا السؤال بدون اجابة ... الأرجح أن المنية ستدركنا دون أن نعرف ما الذي ينبغي القيام به هنا ... أحدهم صرخ في وجهي للتو : كل هذه المهام الحياتية المتنوعة وتطرح هكذا سؤال ؟! حسن , أصغي جيدا أيها المعتوه الكسول ...لأنك كالطفل الذي لا يعرف ما الذي عليه أن يقوم به هنا ...يا للسذاجة ! سنعلمك ألف باء الحياة : عليك أن تدرس , ثم تجد عملا مناسبا , ثم تبني أسرة سعيدة , ثم تربي أولادك وتدرسهم , وتعينهم على بناء مستقبلهم كما أعانك أبواك على بناء مستقبلك ...هل فهمت الآن ؟ أم ستطرج مرة أخرى ذلك السؤال الساذج ؟؟" تائه هنا , ضائع , تقطعت بي السبل بعد أن لم أجد اجابة : ماذا علي أن أفعل بالضبط ؟ ما المطلوب مني بالضبط في هذه الحياة ؟ ما هي المهمة رقم 1 ؟ كل ما ذكر مهمات مجتمعية ثانوية ...هنالك شيء ما نسيه الواعظ للكسالى في هذا العالم ...وما نسيه هو المهمة رقم 1 . ترى هل سنجد ضالتنا يوما ما ؟ للأسف,نأتي الى هذا العالم بدون دليل استعمال ... قرر كثيرون تأليف شيء من ذلك القبيل يساعد المتواجدين هنا , فلاسفة , رجال دين , ...منا من رضي بدليل الارشادات الذي قدم له وهو يعيش وفقه سعيدا الى حد ما....ومنا من اكتشف أن الحياة أعمق مما قالوه بكثير... وما يزال يبحث عن "دليل الاستعمال" لهذا الوجود . أحيانا , يبدو لي أننا نعرف جميعا الحقيقة , أنها تقبع داخلنا منذ البداية , لكننا نمارس نوعا من التحايل على الذات وننطلق فيما نسميه "البحث عن الحقيقة" ...انها قصة جحا وحماره . أو ربما نعرف كل شيء بالقوة على حد تعبير أرسطو , المعرفة فينا في حالة كمون , في حالة تركيبية , في حالة العموم المفتقر للتفصيل , في حالة لاواعية , ونسعى الى جعلها معرفة تحليلية , معرفة مفصلة , واعية . يكفيك أن تصغي لمقطع موسيقي عميق حتى تقول : "أجل ...لقد عرفت كل شيء ...عرفت كل شيء بخصوص هذا العالم ...عرفت من الألف الى الياء" لكن ماذا عرفتَ بالضبط ؟ لن تستطيع أن تعبر لنا بكلمات مفصلة ...لقد أثيرت داخلك معاني عمياء لاواعية مطموسة الملامح لكن أثارت داخلك مشاعر وأحاسيس جياشة . لهذا قلت أن الحقيقة تقبع داخلنا وأننا نبحث عن شيء نحمله منذ البداية . ان التيه الذي نعيشه في الوجود , و الشعور بالملل واللاجدوى والعدمية , و التسكع منذ مدة هنا - أقصد في العالم - كل ذلك انما ينبع من عدم معرفتنا بما ينبغي القيام به بالضبط , بجهلنا بالمهمة رقم 1 : ماذا علي أن أفعل بالضبط هنا ؟ ما المطلوب مني ؟ الاجابة عن هذا السؤال ينبغي أن ترقى الى تطلع التائه , حتى اذا سمعها قال : هذا ما كنت أبحث عنه منذ مدة طويلة ! لكن ...يبدو أننا ما زلنا نلعب نفس اللعبة ...أقصد لعبة البحث عن المهمة رقم 1 ! أن تكون عدميا يعني أن تجد في النهاية أن كل شيء لعب , كل سؤال وكل محاولة للاجابة ...الكل لعب ...والكوسموس حضانة لا مربي لها ... |
كلام كبير و كتير انا حاسس اننى لم افهم اى شيئ :7: و لكنى سابحث لك عن المهمة رقم #1
|
اقتباس:
الموسيقى التي أرفقتها مع الكتابة ستفهمك كل شيء :17: |
كثيرا ما اسال نفسي لماذا أهتم بدورى فى الحياة أن كنت فى كل الأحوال ماضي إلى العدم فلن تنفع اى انجازات ولا اى دور فى الحياة
|
اقتباس:
هنالك شيء أبدي في الانسان سيستمر بعد موته وهو يعلم ذلك جيدا ربما هي الانسانية |
الا يمكننا اختصارها ب اننا يجب ان نعيش تلك هي مهمتنا
يا صديقي تحياتي لك |
اقتباس:
impossible mission .... |
اقتباس:
|
المهمة رقم 1 هي واضحة وضوح الشمس علي الرغم من ان لغة السردية التي بدأت بها مقالك او الموسيقي كانت طاغية علي الفكرة التي تود إصالها و هي لماذا وجِدنا في هذه البقعة بتحديد هذا السؤال تجيب عنه العلوم المختلفة كالأحياء و الكيمياء و الفيزياء لانها تحملُ في طياتها الحقيقة المطلقة فأنت لم توْجد نفسك ولا أوجدك كائن ميتافيزيقي وإنما أوجدتك الظروف
و الظروف هي وحدها التي تحدد مصيرك كفرد او (كمجموعة عَشَرية) تخرج من رحم العدم و تعود للرحم العدم و كأن خروجك من رحم العدم الي رحم الوجود إطلالة مؤقتة و بعدها تعود الي العدم هذه الاطلالة أحادية التكرار و هي تمهيد لخروج آخر الي الوجودية عندما تعود الي العدم تأخذ المحللات الدقيقة أشلاءك العضوية لتبني بها حياة كائن يكون هو الاخر ضحية للعبة الحياة التي لا تنتهي و لا تكد ولا تمل يأخذ المطِلُ ما يحلو له من الأخير ليمهد به لحدثٍ فريدٍ وهو إطلالة لزائرٍ جديدٍ إذا أردت معرفة مسرحية الحياة عليك بالعلوم المشارُ ليها أعلاه خالص ودّي |
اقتباس:
العلوم لا تجيب عن كل الأسئلة ماذا تقول العلوم بخصوص الخير ؟ والفن ؟ و الروح ؟ والأخلاق ؟ والحب ؟ والانسان ؟ ؟ والغد ؟ والمعاناة ؟ والسعادة ؟ لا تحاول أن تفسر ما سبق ذكره بطريقة مخبرية لأن ذلك سيكون حقا مضحكا هنالك شيء في هذا العالم أكبر من العلوم وليس في فئتها العمرية و وحدها الفلسفة هي التي تستطيع التطاول عليه وعندما تتحدث عنه العلوم تبدو بشكل مثير للشفقة والمسكنة هي لا تفهمه أصلا هذه على الأقل وجهة نظري تحياتي لك |
| الساعة الآن 04:13 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond
.::♡جميع المشاركات والمواضيع المكتوبة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ,, ولاتعبر عن وجهة نظر إدارة المنتدى ♡::. 