شبكة الإلحاد العربيُ

شبكة الإلحاد العربيُ (https://www.il7ad.org/index.php)
-   مواضيع مُثبتةْ (https://www.il7ad.org/forumdisplay.php?f=66)
-   -   اختلافات النص القرانى مع مصادره -وأسباب ذلك؟ (https://www.il7ad.org/showthread.php?t=15023)

النجار 07-13-2020 12:38 AM

ما لهم به من علم الا اتباع الظن القرانى

صلب المسيح بين التاريخ والاديان الابراهيمية ( المَلَف كاملا )

ما اوحى لى بفكرة الموضوع ، هو ذلك الموضوع
https://www.il7ad.org/vb/showthread.php?t=18119


و تلك عادتى عندما اجد خارج موضوعى هذا ،شئ جديد متعلق به ، يحاول المسلمون به تقديم افكارا يظنون انها قد تُفيد ادعاءات نصوصهم ، وهنا اعرض تلك الافكار واُقيمها تقييما علميا وبكل موضوعية داخل الموضوع ..

انا لا اتفق مع محتوى كلامه اجمالا ولا مع استنتاجاته التى لا محل لها من الاعراب عند علماء العهد الجديد والمؤرخون المعتبرون..
فى الواقع ،المشكلة الاساسية مع طرحُه سواء فى ذلك الموضوع او اى موضوع اخر تَعًرَض فيه للتراث اليهومسيحى ،هى اتباعه مقدمة غير علمية وغير محايدة....
وهى اعتباره ان كلام عقيدته هو الحقيقة المطلقة ، وهو الامر الذى سَيُجبره على محاولة فهم المعطيات (بغثها وسمينها) فى ضوء ادعاءات عقيدته تلك ،ومن ثم السقوط فى بحر الانتقائية و اجتزاء الصورة الكلية والانحياز الاعمى..

قبل الذهاب للتفاصيل نتسائل : الامر

ما الذى حفزه لكتابة الموضوع ؟

الاجابة :هو انه من ناحية نجد اجماع علماء العهد الجديد والمؤرخون على ان صلب المسيح احدى حقائق التاريخ ،لكن من ناحية اخرى نجد نفى القران لصلب المسيح .. وادعاؤه ان اليهود ومن ثم الرومان وباقى العالم سواء عربا ام عجما،والى بعثة محمد ،بنوا ذلك على الظن وليس اليقين ...
و لكن هل قدم القران الذى هو تفصيلا لكل شئ اليقين؟ هل قدم القران تفاصيل لها دعائم تاريخية مُثبته موثوق بها تُمَكن المؤرخون من دعم ادعاؤه المُقتضب الانشائى هذا عن عدم صلب المسيح ؟الاجابه لا ...
وترك اله الاسلام العالم اجمع يصدقون تلك الكذبه قبل محمد ،وعندما جاء محمد لم يُكَلف خاطره بتوضيح اسباب انخداع اليهود والعالم اجمع و اعطاء المزيد (الذى يدعمه ادلة تاريخية حاسمة) ليقنع العالم المسيحى او حتى العلماء والمؤرخون الغير مسيحيون بكلامه ....

كاتب الموضوع حاول اخراج النص القرانى من تلك الورطة ، واستعمل مُقدمات باطلة ومُجتزئة ،ليصل لنتيجة باطلة كما سنرى .

اولا :

يقول بان اليهود افتراءهم على مريم وارد في "التلمود وادعوا زورا وبهتانا فيه أن مريم لم تكن مخلصة "لزوجها" وحملت به من غيره .والنصارى لم ينتبهوا إلى تلك الفرية إلا في العام 1240 ميلادية فيما يعرف بمحاكمة التلمود.‏

..هنا يحاول اعطاء انطباع زائف كما لو ان محمد كان يعلم بما يقوله التلمود حتى قبل ان ينتبه اليه العالم المسيحى ...

ولكن فى الواقع لم يكن محمد فى حاجة لا ليهودى ولا لقراءة للتلمود ،ليعلم الفكرة المُشاعة عن اليهود بانهم اتهموا مريم بكذا وقالوا عن يسوع كذا ... فمقولة اليهود تلك يعلمها العالم المسيحى ،بل والعالم الرومانى الخ منذ بدايات القرن الثانى الميلادى (التفاصيل لاحقا فى المشاركة)،وستصل بسهولة لاُذُن محمد فى نصف دقيقة من لسان اى مسيحى ...

اولا : مسالة اتهام مريم بالزنا :

كيف تعامل العلماء مع مسالة اتهام مريم بالزنا ؟ الاجابة
فى الواقع ، تلك المسالة ، هى احد اجزاء ثالوث افكار مترابط بشكل وثيق بعضه ببعض ،ولا يُمكن دراسة جزء بمعزل عن باقى الاجزاء ..
الثالوث الذى اقصده : عقيدة بنوة المسيح اللا مجازية > عقيدة الميلاد العُذرى> فكرة بنوة المسيح الغير شرعية ..
نُلقى ضوء على العناصر الثلاثة لكى نفهم الطريق الذى اوصل لفكرة بنوة المسيح الغير شرعية

الطريق الى ابن الله الغير مجازى وفكرة الميلاد العذرى ومن ثم بنوة المسيح الغير شرعية:

اقتباسا من كلام سابق لى فى قسم المسيحيات :

ابن الله ،لقب يطلق فى العهد القديم على كائن ذو علاقة خاصة مع اله اليهود،سواء كان ملاكا،رجل صالح،احد الملوك ...الان سنركز تحديدا على استخدام لقب ابن الله تحديدا مع ملوك اليهود :
سفر اخبار الايام الاول ١٧
11 ويكون متى كملت أيامك(ياداود) لتذهب مع آبائك، أني أقيم بعدك نسلك الذي يكون من بنيك وأثبت مملكته.12 هو يبني لي بيتا وأنا أثبت كرسيه إلى الأبد.13 أنا أكون له أبا وهو يكون لي ابنا، ولا أنزع رحمتي عنه كما نزعتها عن الذي كان قبلك.14 وأقيمه في بيتي وملكوتي إلى الأبد، ويكون كرسيه ثابتا إلى الأبد.


نفس الكلام يتكرر مرة اخرى فى ,سفر صموئيل الثاني ،12 متى كملت أيامك واضطجعت مع آبائك، أقيم بعدك نسلك الذي يخرج من أحشائك وأثبت مملكته.13 هو يبني بيتا لاسمي، وأنا أثبت كرسي مملكته إلى الأبد.14 أنا أكون له أبا وهو يكون لي ابنا. 16 ويأمن بيتك ومملكتك إلى الأبد أمامك. كرسيك يكون ثابتا إلى الأبد».
نص اخر (سفر إشعياء 9: 6) لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا، وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيبا، مشيرا، إلها قديرا، أبا أبديا، رئيس السلام .

يتكلم مرة اخرى عن تبنى الرب له (البعض فهم الولادة انها ميلاد والبعض الاخر على انها تتويج ملكى)،ذلك التبنى للملك،يمنحه خصائص فريدة من نوعها تجعله كاله فى المواصفات ،فيمتلئ بالقدرة الالهية وبروح الحكمة والمشورة والعدل والسلام..
ثم نص اخر
(مز 89: 20). وجدت داود عبدي. بدهن قدسي مسحته.21 الذي تثبت يدي معه. أيضا ذراعي تشدده22 لا يرغمه عدو، وابن الإثم لا يذلله.23 وأسحق أعداءه أمام وجهه، وأضرب مبغضيه.24 أما أمانتي ورحمتي فمعه، وباسمي ينتصب قرنه.25 وأجعل على البحر يده، وعلى الأنهار يمينه.26 هو يدعوني: أبي أنت، إلهي وصخرة خلاصي.27 أنا أيضا أجعله بكرا، أعلى من ملوك الأرض.
اى تحول الملك الابن البكر للرب الها على الارض ،بامتلاكه جميع تلك القدرات ...

لاعجب اذن تلقيب الملك الانسان بلفظ" الله"ذاته :
مزمور 45 عَرْشُكَ يَا اللهُ (يتكلم عن انسان) إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ، وَصَوْلَجَانُ مُلْكِكَ عَادِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ. 7 أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَسَحَكَ اللهُ مَلِكاً بِدُهْنِ الابْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ رُفَقَائِكَ الْمُلُوكِ...

المزامير 2-6 «أما أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي».7 إني أخبر من جهة قضاء الرب: قال لي: «أنت ابني، أنا اليوم ولدتك.

بالطبع لم يعنى واضع النص ،ان الولادة جسدية ،بدليل استخدامه "اليوم ولدتك" ،بل اراد تسمية تبنى الرب للملك كولادة من جديد له،واعطائه شرعية..

لكن ماالذى اغرى كتبة العهد القديم،لاستخدام لقب ابن الله مع الملوك المتوجون؟ الاجابة..
لان الثقافات المعاصرة وجيرانهم استخدموا نفس اللقب مع ملوكهم (سواء بمعناه الجنسي او بمعنى اخر" .....
نص اخر يشير لذلك التاثير والتفاعل البيئى :

(سفر المزامير 110: 1) قال الرب لربي: «اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك.
الملك الابن يجلس عن يمين الرب؟ مرة اخرى تاثير البيئة المجاورة،فوجدنا نقوش فرعونية تصور امينوفيس الثالث جالس على يمين الاله،كذلك الحال مع حورمحب. بل وراينا نقوشا لامينوفيس وتحتمس الرابع تصورهم جالسون على عروشهم واعدائهم تحت اقدامهم

...............................

الان ننتقل لكتابات العهد الجديد،لنرى كيف اسهمت تاويلات النصوص سالفة الذكر ،فى تكوين احد اهم اساسيات العقيدة المسيحية..

(وبعبارة بارت ايرمان)،
بالنسبة لمعظم اليهود قبل المسيحية ، اعتبروا ان المسيح سيكون ابن الله - ولكن بنفس الطريقة التي كان بها داود ابن الله، أوبها سليمان كان ابن الله (انظر 2 صموئيل 7: 11-14). حيث النبوة التي تجمع بين الملك والإله , ليست إلا صلة مجازية تعبر عن الوضع المميز للملك…فالملك المسيح الذي اختاره الرب لحكم إسرائيل، هو ابن بالتبني لله. وصلة الأبوة والنبوة التي تجمع بينهما هي نوع من المجاز اللغوي الذي يعبر عن مكانة الملك (الذي كان يدعى بمسيح الربّ) عند الله...

هل تبنى المسحيون الاوائل نفس الفهم اليهودى التقليدى لتلك النصوص؟

الاجابة ،نعم ولا !....

فى البداية ،من المتوقع والمنطقى من اى شخص يكتب سيرة ذاتية عن اى شخص اخر،ان يبدا بذكر اصل ذلك الشخص ،وبما انه فى سياق النصوص التى تتنبا عن المسيا (على الاقل كما فهمها المسيحيون الاوائل) تم ذكر عبارات ك "انَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا"،"انا اليوم ولدتك"،"يولد لنا ولد ونعطى ابنا" الخ

اذن من المستحيل،تجاهل كتبة العهد الجديد ذلك الكلام،وعدم ادراجه فى بداية البداية لسيرتهم اليسوعية... ومن ثم كلهم حسموا المسالة فى اول سطور اناجيلهم... يسوع اصله ابن الله.لكن تسائلوا كيف كانت تلك البنوة؟ماذا المعنى الذى قصده الرب ببنوته للمسيح؟

١- نجد من بين هؤلاء من مشوا فى الطريق الامن،وجعلوا المسيح بالضبط كما تعنى النصوص تقليديا ،وجعلوا كون يسوع ابنا وكون الرب ابوه كعلاقة تبنى ،وجعلوا "انا اليوم ولدتك" ،اى "يوم التعميد تبنيتك "....
لذلك بداوا بقصة التعميد كاول شئ فى سيرة يسوع ..ولا كلمة واحدة عن بنوة للمسيح "سواء من عذراء او كالكلمة اللاهوتية التى تجسدت" ،
البنوة يجب ان ينالها المسيح عند التعميد ،لكى تتوافق مع الفهم التقليدى "للبنوة للرب المجازية "فى العهد القديم..
من بين هؤلاء المتحمسون لذلك، كان كاتب مرقس،والابيونيون ....

٢- ظهرت فكرة اخرى لتفسير نصوص العهد القديم المتعددة عن بنوة المسيا المنتظر للرب,وهى "ان البنوة نتيجة لاعتلاء الله الروح القدس مهبل مريم العذراء وتحبيلها بالابن البكر للرب يسوع" وتلك الفكرة تاثر بها،كلا من كاتبى لوقا ومتى و الدافع لها سببين :

١- ان بنوة المسيح فقط بالتبنى،لا تعكس بشكل صحيح معنى نصوص العهد القديم عن بنوة المسيح المنتظر ،والتى تبدوا فيها البنوة اعظم من تلك النوعية من البنوة التى تبنى من خلالها الرب بالتبنى اتقياء وملوك اخرون ليسوا المسيح... وانه بما ان المسيح اعظم من داود طبقا للعهد القديم.. فلا يمكن ان يتساويان فى البنوة ،و من ثم يجب ان تكون بنوة المسيح اعظم واقرب من تلك البنوة المجازية ..

٢- ايضا اتباع المسيح يسمون بابناء الله،ويجب وضع حدود فاصلة لكلتا البنوتين ،بنوة الله للمسيح وبنوته للمسيحيون..فيجب اذن جعلها بنوة حرفية ابلغ وسابقة للتعميد،وجعلها منذ لحظة ميلاد يسوع....
فقام كاتب لوقا بعدما،اعد الساحة لاصل مجئ يسوع"الذى اعتبران مجئ ايليا شرطا لمجيئه،ومن ثم اخترعوا يوحنا المعمدان كايليا يسبق يسوع"، بكتابة الاتى :
لوقا 1:30 فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لانك قد وجدت نعمة عند الله1 :31 و ها انت ستحبلين و تلدين ابنا و تسمينه يسوع1 :32 هذا يكون عظيما و ابن العلي يدعى و يعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه1 :33 و يملك على بيت يعقوب الى الابد و لا يكون لملكه نهاية 1 :34 فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا و انا لست اعرف رجلا1 :35 فاجاب الملاك و قال لها الروح القدس يحل عليك و قوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله.

تشابه معنى والفاظ عبارات نص العهد القديم هُوَ يَبْنِي بَيْتًا لاسْمِي، وَأَنَا أُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مَمْلَكَتِهِ إِلَى الأَبَدِ.14 أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا... مع 1 :32 هذا يكون عظيما و ابن العلي يدعى و يعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه.. يشير بوضوح لوضع كاتب النص(او من اخذ منه الفكرة)النص فى باله عند الحديث عن الميلاد العذرى،بعبارة اخرى قام كاتب لوقا بتاويل نص العهد القديم بشكل غير تقليدى فى صورة قصه..
كاتب متى التقط نفس الفكرة،بل وسعى لتدعيمها ،باحد اقتباساته الساذجة للعهد القديم ،وادعاؤه ان الحمل العذرى كان نبؤة !!
.....................................


اذن خرافة الميلاد من عذراء لها ارتباط وثيق بسعى كتبة الاناجيل الذين روجوها لمواجهة فكرة ابن الله بالتبنى

و اختار الكتبة ميلاد اعجازى من عذراء تحديدا (وليس ميلادا من ابوين كهلين كحالة المعمدان) للاسباب التى ذكرتها سابقا وهى ...

[QUOTE]ما مصدر فكرة الميلاد العُذرى للمسيح ابن الله اذن؟
المَصدره سهل معرفته ،اذا فكرنا بشكل منطقى قليلا ، ولن نحتاج للذهاب شرقا وغربا للبحث عن المصدر...

اولا : ماذا لو حملت امراة من رجل ،وولدت يسوع ، وبعدها تبناه الرب لاحقا؟ هل سيكون ابن الله ؟ نعم ولكن ابنه بالتبنى .. وايضا يظل ابن ذلك الرجل. بالتالى ستكون هناك شراكه فى الابوة ليسوع بين الرجل والرب .

ثانيا : لا ننسي التصور الكتابى عن العذارى وطهارتهن .. سفر اللاويين 21:1. أما عظيم الكهنة بين إخوته والذي صب على رأسه زيت المسحة وكرست يده ليلبس الثياب، فلا يهدل شعره ولا يمزق ثيابه،. وعلى ميت لا يدخل فلا يتنجس حتى بأبيه وأمه،. ومن المقدس لا يخرج ولا يدنس مقدس إلهه، فإن عليه تاجا، زيت مسحة إلهه: أنا الرب.. وليتخذ من النساء بكرا.. وأما الأرملة أو المطلقة أو المدنسة أو الزانية، فلا يتخذها، بل ليتخذ من قومه آمرأة بكرا.

فهل يتخذ يهوه لعظيم كهنته عذراء ، ويختار واحده second hand ،ليخرج منه ابنه البكر يسوع ؟

يضاف لما سبق النصوص التالية:

سفر الخروج - الأصحاح 13

وقال الرب لموسى: «خصص لي كل بكر ذكر. كل فاتح رحم من بني إسرائيل هو لي. ....
و
أنك تفرز للرب كل ذكر فاتح رحم.
و
كل بكر ذكر هو لي.


بل ونجد فى نفس الاتجاه ، كلام المسيحيون الاوائل كالقديس أوغسطين الذى كان يميل إلى الاعتقاد بأن خطيئة آدم الأصلية قد تم تمريرها من خلال ممارسة الجنس، وبالتالي لكي يكون يسوع مقدسًا وخاليًا من الخطية الاصلية ، كان من الضروري بالنسبة له ألا يكون قد وُلد ثمرة علاقة جنسية بين ابوين.
وهو امتدادا لكلام بولس وكتبة الاناجيل عن يسوع
بولس : " قدوس (يسوع) بلا شر ولا دنس ( عب7 : 26 ) . " مجرب في كل شئ مثلنا بلا خطية
" لم يعرف خطية " ( 2كو5 : 21 ) و
4- ويوحنا " ليس فيه خطية " ( 1يو3 : 5 ) . 5- وبطرس : " والذي لم يفعل خطية ، ولا وجد في فمه مكر " ( 1بط2 : 22 )
وهو امتدادا لكلام نص اشعياء ٥٣
8. بالضيق والقضاء قبض عليه، وفي جيله من كان يظن أنه استؤصل من أرض الأحياء، وضرب من أجل إثم شعبي؟9. جعلوا قبره مع الأشرار، ومع ثري عند موته. مع أنه لم يرتكب جورا، ولم يكن في فمه غش.


هل نشات فكرة الميلاد العذرى ليسوع المسيح اثناء حياته؟

هناك اجماع من علماء العهد الجديد ونقاده اللادينيون على انها فكرة ظهرت بعد رحيل المسيح ، مثلها مثل فكرة انه ادعى الالوهية ،او انه اعتقد انه جاء لُيصلب ويقوم من الموت الخ
و اذا قرانا ما سبق من كلام ، سنفهم ان العقيدة ، نشات لدوافع عقائدية دعائية ،وليست تاريخا...
للمزيد راجع تلك المشاركات السابقة فى الموضوع، عن مسالة من بدا بالترويج لمسالة الميلاد العذرى ولماذا
من هنا
https://www.il7ad.org/vb/showpost.ph...&postcount=424

ومن هنا
https://www.il7ad.org/vb/showpost.ph...&postcount=426


يُخالف ذلك الاجماع بعض العلماء الذين وان اتفقوا مع فكرة ان عقيدة الميلاد العذرى ظهرت بعد رحيل المسيح ،لكنهم يعتبرون انها عقيدة دفاعية نشات كرد فعل على اتهام مريم الذى سبق نشاتها ( اى عكس ما يقول القران )...

و من خلال قرائتى للمصادر ، ارى ان الاجماع فى جانب العلماء الذين يؤكدون على اسبقية فكرة الميلاد العذرى للاتهام بالزنى (و الفكرتان ظهرتا بع د رحيل يسوع ) ، بل وانها الفكرة نفسها التى حفزت ذلك الاتهام ،ولولاها لما تم اتهام مريم فى الاصل ...

راجع
Was Jesus Illegitimate? The Evidence of His Social Interactions
James McGrath.
ايضا
The College Student's Introduction to Christology
William P. Loewe
ايضا
Jesus God and Man
W. Pannenberg,

وايضا

The Historical Evidence for the
Virgin Birth by Vincent Taylor

وغيرهم الكثيرون ،لن اقتبس منهم لكى لا يتوه القارئ فى التفاصيل..


متى بدا اتهام مريم بحملها سفاحا من يسوع؟

اما ان تختار طريق اجماع العلماء النقاد ، وبانه اتهاما جاء بعد نشر خرافة الميلاد العذرى ،والتى رُوِج لها بعد رحيل يسوع ..
او طريق الاقلية التى تعتبره اتهاما ظهر اثناء حياة يسوع ،وانه حقيقيا ، وان خرافة الميلاد العذرى ظهرت لاحقا للتغطية عليه ..
فى كلا الحالتين ، لا يدعم العلماء كلام القران عن صيغة الميلاد العذرى والاتهام ...

اتهام مريم بالزنا من العالم الغير مسيحى (اليهود والرومان)،والدفاعيات المسيحية..

تقول ويكيبيديا

اقتباس:

هناك عدة مقاطع في التلمود يعتقد بعض العلماء أنها إشارات إلى يسوع. و الاسم المستخدم في التلمود هو ("Yeshu" ،يشوع ) وهو النطق الآرامي (وإن لم يكن هجاء) للاسم العبري Yeshua.
مسالة اثبات ان يشوع هو نفسه يسوع الانجيلى أمر صعب. فعلى سبيل المثال ، يذكر التلمود زوج أبي (يشوع بن بانديرا / بن ستادا )، بابوس بن يهودا ، وهو يتحدث مع الحاخام عكيفا بن يوسف، الذي أُعدِم في ذروة ثورة ثورة بار كوخبا في في عام 135 م.علاوة على ذلك ، يوصف الطالب الفريسي يشوع بن براشيا بأنه طالب للمعلم نسي جوشوا بن بيراشيا من القرن الثاني قبل الميلاد، وكذلك كونه من بين الفريسيين المنفيين العائدين إلى إسرائيل بعد اضطهادهم بواسطة يوحنا هيركانوس ،وهو حدث وقع في عام 74 قبل الميلاد. بالإضافة إلى ذلك ، تم إعدام يشوع الساحر من قبل الحكومة الملكية التي فقدت السلطة القانونية في عام 63 قبل الميلاد. ستضع هذه الأحداث عمر أي من هؤلاء المدعوون يشوع قبل عقود من ولادة وموت يسوع أو بعده. ومع ذلك ، هناك العديد من المقاطع الأخرى المتعلقة بشخص يسمى "Yeshu" إما أنها لا تقدم فترة زمنية محددة أو تحدد وقتًا معقولًا تفترض فيه أن ذكر يسوع
ربما سيكون ممكنًا .

المسالة في سياق الجدل المسيحي اليهودي :

في القرون الأولى الميلادية، كان هناك العديد من طوائف اليهودية (مثل الفريسيين ، إلاسينيين ، الصدوقيين) كل منهم يدعي أنه الفرقة التى على الإيمان الصحيح. يعامل بعض العلماء المسيحية ، خلال تلك الحقبة ، والمشار إليها باسم المسيحية المبكرة ، باعتبارها ببساطة واحدة من العديد من طوائف اليهودية. و كتبت بعض الطوائف جدالات تدافع عن موقفها ، وأحيانًا تنتقص من الطوائف المتنافسة. يرى بعض العلماء أن صورة يسوع في التلمود هي مظهر من مظاهر تلك المنافسات بين الطوائف - وبالتالي يمكن قراءة العبارات عن يسوع فى التلمود ،على أنها جدالات من قبل المؤلفين الحاخامات في الذين انتقدوا بشكل غير مباشر الطائفة المتنافسة (المسيحية) ، التي كانت تنمو وتصبح أكثر هيمنة.

علاقة كلام التلمود بالعهد الجديد :

يعتبر بيتر شيفر(استاذ الاديان المقارنة وادبيات الديانة اليهودية )، أن تلك المراجع التلمودية لم تكن من أوائل فترة tannaitic (القرنان الأول والثاني) بل كانت من القرنين الثالث والرابع ، خلال الفترة العمورية. ويؤكد أن المراجع في التلمود البابلي كانت "روايات جدلية مضادة ، تحاكي وتعارض قصص العهد الجديد ، وأبرزها قصة ميلاد وموت يسوع" وأن المؤلفين الحاخاميين كانوا على دراية بالأناجيل (وخاصة إنجيل يوحنا)سواء في نسخة الإنجيل الرباعي( دياتسارون) او البشيطتا ،و يقول بأن الرسالة التي تم نقلها في التلمود كانت تأكيدًا "جريئًا وواثقًا من نفسه" لصحة اليهودية ، يقولون فيها "لا يوجد سبب لدينا للشعور بالخجل لأننا بحق أعدمنا مجدفًا وثنيًا".
تفصيل لكلام بيتر شيفر ، من كتابه الشهير Jesus in the talmud

اقتباس:

عائلة يسوع
الأدب الحاخامي صامت بالكامل تقريباً عن نسب يسوع وخلفيته العائلية. ولايبدوأن الحاخامات يعرفون — أوأنهم لا يهتمون لأن يذكروا ذلك — بما يقوله لنا العهد الجديد: كان ابناً لواحدة اسمها مريم وزوجها (أو على الأرجح خطيبها) يوسف، نجار من مدينة الناصرة، وأنه ولد في بيت لحم، مدينة داود، ومن ثم فهومن نسب داود. أنه فقط في التلمود البابلي، حيث نجد مقطعين شبه متطابقين، يمكن أن نحصل منهماعلى بعض المعلومات الغريبة، التي يمكن اعتبارها صدى خافتاً ومشوهاً لقصص يسوع الإنجيلية حول خلفيتة العائلية.ولأن اياً من المصدرين لا يذكر اسم يسوع، بل عوضا عن ذلك يلجآن إلى الاسمين المبهمين بن ستأدا وبن
بانديرا على الترتيب، فإن علاقتها بيسوع محط نزاع ساخن. سأحلل النص البابلى بالتفصيل واثبت انه انما يشير في الواقع الى يسوع العهد الجديد، وليس أنه مجرد صدى بعيد وفاسد لقصة العهد الجديد؛ بدلا من ذلك، إنه يقدم بكلمات قليلة وأسلوب استطرادي مميز نمطي للنص البالبلى ، قصة مناقضة مدمرة وطموحة للغاية ،مضادة لقصة الرضيع في العهد الجديد.
ان نسخة قصتنا موجودة فى رسالة الشبات ١٠٤ ب ، متضمنة في عرض للقانون المشنائي الذي يعتبر كتابة حرفين أو أكثر عملاً ومن ثم فهو يُحرّم يوم السبت . تناقش المشناة كل أنواع المواد التي يمكن استخدامها للكتابة, والأشياء التي يمكن للمرء أن يكتب عليها؛ وينص على أن تحريم الكتابة يشمل أيضاً استخدام المرء لجسده كغرض للكتابة.
من هذا يظهر السؤال المنطقي: لكن ماذا بشأن الوشم؟ هل هو أيضاً يعتبر كتابة؛ومن ثم فهو محرّم يوم السبت؟
ووفقاً لا ليعازر» فإن الجواب هو نعم (فهو محرّم يوم السبت)؛ في حين يسمح الحاخام يهوشوا به .تضفي التوسفتا والتلمودين البابلي والأورشليمي المزيد من التفاصيل على هذه المشناه. ووفقاً للتوسفتا يرد الحاخام اليعازر على الحكماء بالقول: "لكن ألم يعلم بن ساترا بهذه الطريقة فقط؟!
بكلمات أخرى" ألم يستخدم الوشم على جسده كوسيلة مساعدة لتسهيل تعليمه ؛ ومن ثم ؛ ألم يكن واضحاً أنها أحرف وهي من ثم محرم أن "تُكتب " يوم السبت؟
هذا أمر سئ بما فيه الكفاية؛ لكن التلمودين يصلان إلى تفسير أكثر سوءاً حول سبب تحريم الوشم على جسد أحدنا حين يجعلا إليعيزر يسأل: " لكن ألم يأت بن ستادا بالسحر من مصر عن طريق الوشم على جسده؟!
في النسخ الثلاث جميعاً يرفض الحكماء اعتراض الحاخام اليعازر» بدليل مضاد
وهو ان " بن ساترا / استاد ‏" كان أحمقاً وأنهم لن يدعوا سلوك أحد الحمقى يؤثر على قوانين السبت...

في هذا فإنٌَ التلمود يكمل موضحاً الخلفية العائلية الملغزة " للأحمق ".

(هل كان) ابن ستادا"(وليس على العكس من ذلك) ابن بانديرا؟

قال رابحسدا: الزوج (بعل) كان ستادا و الحبيب العشيق‏ (بوعل) كان
بانديرا.

(لكن ألم يكن الزوج ) ( بعل ) بابوس بن يهودا وكانت أمه على الأرجح هي
ستادا؟

كانت أمه [مريم]؛ (المرأة) التي تدع شعر نسائها ينمو طويلاً (مغادلا ).

هذا ما يقولونه عنها؟ في بومبيديتا: هذه واحدة كانت غير مخلصة و هربت من زوجها (شطت دا مي-بعلاه).

هذا الخطاب النموذجي للنص البابلي والذي يحاول توضيح التناقض بين التقليدين:
فوفقاً لأحد التقليدين المتلقيين، يسمّى الأحمق / الساحر "ابن ستادا"
ووفقاً للآخر فهو يدعى " ابن بانديرا "!

إذن ما هو اسمه الصحيح؟
بكلمات أخرى, التلمود منشغل بمشكلة مفادها أن الشخص ذاته يحمل اسمين مختلفين لكن ليس بمسألة من يكون هذا الشخص ( يفترض أن الإجابة على هذا السؤال الأخير واضحة:فيبدو أن
الجميع يعرفونه ). ويقدّم هنا إجابتين مختلفتين:

أولاً؛ يقترح راب حسدا (أمورا بابلي من الجيل الثالث ومعلم مهم في أكاديمية
سورا؛ مات عام ٣٠٩) أن الشخص المعني كان له، إذا جاز القول، " أبوان " لأن أمه
كان لها زوج وحبيب؛ وأنه كان يسمى " ابن ستادا " وذلك بالإشارة إلى الزوج؛ و"ابن بانديرا " وذلك بالإشارة إلى الحبيب.

فى مقابل هذا يخرج علينا مؤلف مجهول بحل مختلف: إنه يجادل قائلاً "لا"

فزوج والدته ليس واحداً يحمل اسم " ستادا ”، بل هو بابوس بن يهودا وهو عالم فلسطيني ( ليس مصوّراً كحكيم بل هو لا يحمل اللقب حاخام " فى من النصف الأول من القرن الثاني الميلادي» وأن من كان يُسمى " ستادا " كان في الواقع أمه. وإذا كان هذا هو الحال، فنحن بحاجة فعلاً لأن نفسّر معنى هذا الاسم الغريب " ستادا * الذي يُطلق على أمه. والجواب هو: كان اسم أمه الحقيقي هو "مريم" أما " ستادا ” فهو لقب مستمد من الجذر العبراني الآرامي شطاء اشطه؛ ( " ينحرف عن الطريق المستقيم؛ يضل، يكون غير مخلص " ). بكلمات أخرى» أمه مريم كانت تدعى أيضاً "ستادا" لأنها كانت "سوطاه" أي امرأة مُشْتَبِه بها بأنها مارست الزنا أو مدانة بممارسته.
هذا التفسير المجهول مصدره بومباديتا الأكاديمية المنافسة لأكاديمية سورا في بابل. ِ.

"لها زوج وحبيب" وأن اختلافهما الوحيد كان في اسم الزوج ( ستادا مقابل بابورس بن هودا ). ومن الواضح أن راب حسدا هو من أطلق اسم بانديرا على العشيق، لكن يبدو إنَّ هذا الاسم كان مقبولاً في تفسير بومباديتا أيضاً ، لأنه يفترض جدلاً زنا الأم ولا يقترح إسماً غيرهٌ للعشيق. أما تحديدٌ هوية بابوس بن يهودا على أنه الزوج فَقَدُ جاء من قصة أخرى في البابلي، منقولة باسم الحاخام مثير وأن بابوس بن بهودا حين كان
يغادر منزله» كان معتاداً على قفل الباب على زوجته في منزهم - واضح أنه كانت له أسبابه كي يشك بوفائها ,. لكن على الرغم من كل ذلك فالتلمود على ما يبدو كان مُقتنعاً أن والده
الحقيقى كان بانديرا('؟ عشيق أمه» وأنه كان ابن زنا بالمعنى الكامل للكلمة.

في بحثهم عن أدلة خارج كتلة الأدب الحاخامي» أشار الباحثون طويلاً إلى نص موازٍ بارز في المقالة الجدلية للفيلسوف الوثني سلسوس المكتوبة في النصف الثاني من القرن الثاني للميلاد.، والتي يحتفظ لنا منها بشواهد فقط أحد آباء الكنيسة المدعو أوريجانس في رده المسمى ضد "سلسوس" ( مكتوب تقريباً ٢٣١‏ ). هناك يقدّم لنا سلسوس أحد اليهود! "وهو يتحاور مع يسوع ذاته متها إياه بأنه هو " من لَفْقَ قصةٌ ولادته من عذراء ". والواقع أن اليهودي يقول:
لقد جاء [ يسوع ] من قرية يهودية ومن امرأة ريفية فقيرة والتي كانت تكسب عيشها من الحياكة. ويقول [ اليهودي ]: إنها طردت على يد زوجها الذي كانت حرفته النجارة» لأنها اتهمت بالزنا. ثم يقول إنه بعد أن طردها زوجها وبينما كانت تتجول بطريقة مشينة؛ وضعت يسوع سراً. ويقول لأنه [ يسوع ] فقير فَقَذْ أَجَرّ نفسه كعامل في مصر وهناك جرّب يده بقوة سحرية معينة والتي يفتخر بها المصريون أنفسهم؛ فعاد ممتلئاً بالزهو» بسبب هذه القوى» وبسببها منح نفسه لقب الله.؟
في شاهد آخر يعيد سلسوس هذه المزاعم التي يضعها في فم أحد اليهود بَل يعطينا اسم والد يسوع:
"لكن دعونا نرجع إلى الكلمات الموضوعة في فم اليهودي؛ حيث تُوصف أم
يسوع بأنها طُردت من قبل النجار» الذي كان قد عقد خطبته عليها فقد أدينت بالزنا
وبأن لها ولداً من أحد الجنود الذي يحمل اسم بانتيرا"

ثمّةٌ أمور مشتركة كثيرة بين هذه القصة والحوار القصير في التلمود ،البطل هو ابن زنا عاد من مصر بقوى سحرية؛ لكن الأكثر أهمية» هو أن اسم عشيق أمه ( والده ) كان بانثيرا. الفارق الوحيد بين النسختين في التلمود وعند سلسوس هو واقعة أن سلسوس أوضح. أن الطفل» المولود من الزانية اليهودية الفقيرة ومن العسكري بانثيرا كان يسوع بالذات الذي يعتبرة المسيحيون مؤسس ديانتهم» في حين يظل التلمود صامتاً فيا يخص اسم العلم للطفل. (")لكن هذا لا يخلق مشكلة حقيقية» لأن التلمود؛ كما رأينا لا بهتم بهوية الطفل، بل بالظاهرة الغريبة المتعلقة باسمين مختلفين، أطلقا على والده. ثمة ما هو أكثر، فمصادر حاخامية مختلفة تذكر يسوع كابن لبانديرا،ومن ثم نستطيع أن نفترض بأمان أن التلمود يستلزمٌ معرفة بهذه الهوية.
إن المغزى النهائي لهذه النسبة، طبعاً ،هو حقيقة أنّ يسوع عبر والده بانثيرا بانديرا لم
يصبح فقط ابن حرام، بل ابن لغير يهودي.


هذا التطابقات تجعل من المحتمل للغاية؛ أن يكون التلمودٌ وسلسوس قَدّ اعتمدا على مصادر مشتركة؛ (الأكثر ترجيحاً أنها مصادر بهودية أصلاً) والتي تروي أن يسوع الناصري كان ابن حرام لأن أمه كانت زانية مريم وأن أباه كان عشيقها ( بانثيرا بانديرا ).
بعض الباحثين يريدون أن يستنتجوا من واقعة أنَّ الاسم بانثيرا شائع نسبياً في النقوش اللاتينية؛ وأن تهجئة الاسم المعادل له بالعبرية تختلف على نحو معتبر، أنه لا بد أن كان هنالك يسوع مختلف آخر كنيته من ناحية الأب هي بانثيرا ابانديرا ابانتيري والذي يجب أن لا نقتفي أثره فى يسوع الناصري وحده," ومع أنه يجب أن لا نستبعدٌ احتمالية كهذه، فهي لا تبدو مُرجحة أبداً. والنسخ المختلفة للاسم بانديرا تَظْلٌ متشابهة بما يكفي لأن تعزا للشخص ذاته؛ لكن إسناداً كهذا لا يتطلّب حَتما أن يقتفى أثر كل الأشكال المختلفة للاسم فيلولوجياً لصيغة ذيلية واحدة ( بانثيرا ).
أكثر من ذلك ، وهو الأهم فالاسم ليس منتشراً على الإطلاق بالعبرية أو الآرامية؛ وهذه الحقيقة وحدها تجعلٌ الارتباط مع بانثيرا سلسوس واضحاً.
يهودي سلسوس فى بداية القرن الثاني والتلمود البابلي فى تقليد يفترض؛ أنه من بداية القرن الرابع يقدّمان القصة المناقضة لخلفية عائلة يسوع؛ والتي هي كما هو واضح عكس لقصة العهد الجديد حول ولادة يسوع ونقد لها. هنالك موا ضيع عديدة يمكن اعتبارها سمات مميزة:

‎- يسوع " يرجع " من مصر كساحر.بينما في العهد الجديد، هربٌ والدا يسوع؛يوسف ومريم؛ إلى مصر مع الطفل الوليد؛ لأن هيرودوس هدد بقتل الطفل .
- لقد سمع هيرودوس عن يسوع من السحرة الذين جاءوا من الشرق ليدفعوا الجزية ليسوع باعتباره ملك اليهود المولود حديثاً ( متى 1:7 ). وكان ينظر إلى مصر في الأزمئة القديمة كأرض السحر الكلاسيكية!، ويسوع مُصوَّرٌ في العهد الجديدا كما في المصادر الحاخامية ، كشخص يمتلك قوى ما فوق طبيعية ( الاشفاء؛ توجيه الأوامر للشياطين» إلخ . وهكذا فإن وصم يسوع بالساحر بالمعنى المنحط للكلمة، هو عكس للقصة من العهد الجديد، التي تربطه ( إيجابياً ) بالسحرة بمصر ،وبقوى الإشفاء.

- يصوّر سلسوس والديّ يسوع على أنهما فقيران: كان والده نجّاراً وكانت أمّه فلاحة فقيرة تكسب عيشها من الحياكة. لا يذكر العهد الجديد شيئاً عن خلفية أسرة مريم، لكنه يقول بوضوح، إن خطيبها يوسف كان نجّاراً والتلمود البابلي يظل صامتاً عن وضاعة والديه - إلا إذا رغب أحدنا في أن يرى في الصفة الغريبة (مغادلانشايا) التي تُعطى لأمه تلميحاً ليس لشعرها الطويل، بل لمهنتها كعاملة يدوية (الكلمة الآرامية مغادلا ) يمكن أن تعني " جدل الشعر " لكن يمكن أن تعني أيضاً " الحياكة " [ تماماً كما في اللغة العربية؛ فإن جَدْل الشَّمْر وجَدْل
الخيط بمعنى الحياكة» يستخدمان اللفظ المشترك» جدل» ذاته.

- الحجة الأكثر حِدَةّ ضد رواية كُتَاب الأناجيل ؛ بالطبع هي التأكيدٌ على ولادة يسوع غير الشرعية من أم زانية وعشيق لها تافه. إنها تحيد عن زعم يسوع بنسب داودي نبيل والذي يُعلّق عليه العهد الجديد قيمة عظيمة: يبدأ متى بنسب يسوع ( متى ‎١‏ ) الذي يرجع مباشرة إلى داود فيدعوه؛ وكذلك والده " يوسف " " ابن داود " ؛ وَقَذْ ولد في بيت لحم؛مدينة داود ، ومن ثم فهو المسيح الداودي .؟

لا . فالرواية المضادة اليهودية تجادل، بأن كل هذا لا معنى له؛ إنه اى شيءٍ؛ ماعدا ان له اصول نبيلة. فوالده لم يكن بأي شكل من الأشكال من نسل داود بل هو ذلك البانثيرا ابانديرا المجهول ( مجرد جندي روماني؛ بحسب سلسوس؛او بعبارة اخرى إنه غير يهودي وأحد أعضاء الإمبراطورية الرومانية الكريهة التي قمعت اليهود بشكلٍ عيانى ومريع .

الأسوأ من ذلك هو ان الرواية المضادة؛ وهي تحول يسوع إلى ابن زنا فإّنها تجمع تناقضات قصة العهد الجديد حول أصول يسوع وتسخر من الزعم بأنه ولد من عذراء .
العهد الجديد ذاته غامض على نحو ملحوظ فيما يتعلّق بهذا الزعم. فمتى؛ وهو يُوْسسٌ لنسب يسوع من إبراهيم إلى يوسف؛ يختم بيعقوب. الذي " ربّى يوسف»؛ زوج مريم، التي ولدت يسوع الذي يدعى المسيح ‎٠. وهذا واضح بما يكفي؛ يسوعٌ هو ابن الزوجين يوسف ومريم؛والنسب الداودي يأتيٍ من والده يوسف، لا من أمه. وبسبب هذه الفرضية وحدها من أن يوسف كان والده الفعلي، يصبح للتأكيد على نسبه معنى.
مع ذلك؛ وبعد هذه البداية الدرامية، يكشفُ متى فجأة أنَّ مريم لم تتزوج من يوسف وأنها كانت خطيبة له فحسب، وأنها كانت تتوقع طفلاً قبل أنْ يتزوجا شرعياً. أزعج هذا الاكتشاف يوسف.”' الذي كان رجلاً مستقياً فَقَرِّر صرفها ، لكن أوحي له في حلم أن طفلها كان " من الروح القدس ” (10:1). وحين صحا من حلمه؛أخذ يوسف مريم كزوجة شرعية وقبل ابنها !".الرواية اليهودية المضادة تشير إلى التناقضات في قصة ولادة يسوع عند متى. لكنها لا تضيع الوقت في التعقيدات الشرعية للخطوبة والزواج بل تؤكّد أن يوسف ومريم كانا بالفعل متزوجين، وليس فقط خاطبين. والفكرة الغريبة بجعل الروح القدس يتدخلٌ ليجعله والد ابن مريم ليست أكثر من غطاء للحقيقة؛ كما تؤكد الرواية اليهودية؛ بمعنى أن مريم؛ زوجة يوسف الشرعية؛ كان لها عشيقٌ سريٍّ وأنّ ابنها لم يكن غير ابن حرام؛ مثلّ أي ابن حرام آخر. وارتياب يوسف، سواء أكان زوجها أم خطيبها كان مسوغاً بالمطلق: لم تكن مريم مخلصة له فعلاً. وكان عليه أن يصرفها مباشرة، كما جرت عليه العادة بحسب الشرع اليهودي.
هذه الرواية المناقضة القوية، تهزٌ أسس الرسالة المسيحية. إنّها ليست مجرّد تحريف خبيث لقصة ولادة يسوع؛ لكنها بالأحرى، تجعل كل فكرة النسب الداودي ليسوع؛ زعمه بأنه
المسيح، وأخيراً زعمه بأنه ابن الله، تقوم على أسس من الغش والاحتيال.
فأمه، والده المزعوم ( بقدر ما ساعد في التغطية على الحقيقة )؛ والده الحقيقي،و يسوع ذاته ( الذي كان سيصبح الساحر ) هم كلهم دجالون؛ خدّعوا الشعبّ اليهودي، ويستحقونٌ أن تُكشَّفَ أقنعتهم، وأن يتعرضوا للسخرية؛ ومن ثم ينتهي مفعولهم.

الأكثر لفتاً للنظر،هو أن هذه الرواية المناقضة للعهد الجديد لم يحتفظ بها من بين المصادر الحاخامية إلا التلمود البابلي؛ لكن بصيغة مختصرة، وإلى حد ما عابرة.

سأنهي هذا الفصل بقصة أخرى من التلمود البابلي ( أكرر» فقط في البابلي )والتي يمكن قراءتها كمحاكاة تهكمية لقصة ولادة يسوع من عذراء. إنّها جزءٌ من مماحكة طويلة بين الإميراطور الروماني سيء الصيت والحاخام يهوشوا بن حنانيا، في مسار سفر الحاخام حنانيا إلى أثينا للقاء الحكماء اليونانين. دخل الحاخام يهوشواوالحكماء اليونانيون في مناقشة طويلة تهدف إلى اكتشاف من هو الأذكى» الحكماء اليونانيون أم الحاخام. وبعد أن سألوه أن يخبرهم بعض الحكايا الخرافية ؛ خرج عليهم بالقصة التالية:

"كان ثمة بغلة أنجبت» والتي أنجبتها كان حول عُنقها وثيقة معلقة كُتب
عليها " هنالك مطالبة من بيت والدي بمئة الف زوز ". سأله [ الحكماء الأثينيون ]: "
هل يمكن للبغلة أن تلد "؟ أجابهم [ الحاخام يهوشوا ]: " هذه واحدة من هذه
القصص الخرافية ".

[ سأله الحكماء الأثينيون من جديد ]: " إذا صار الملح كريه الطعم والرائحة؛
فبماذا يملّح؟ ". أجاب: " بمشيمة بغلة ". - " وهل توجد مشيمة بغلة ". - " وهل
يمكن للملح أن يصبح كريه الطعم والرائحة ؟ ".

تدور هذه القصص المختصرة حول حقيقة معروفة للجميع من أن البغال؛ تكون عقيمة
. كلاهما يلعب بعنصري إدهاش مزدوجين:
في الحالة الأولى الادعاء بأن البغلة لا تستطيع فقط إنجاب بغل صغير بل إن بغلاً صغيراً يمكن أن يولد وحول عنقه وثيقة دينٍ بالإنجاب؛
وفي الحالة الثانية؛ نجدٌ أنَّ الملح ليس فقط يمكن أن يصبح كريه الطعم والرائحة» بل يمكنه أيضاً استعادة نكهته بمشيمة بغلة.

. لكن لماذا الفكرة الغريبة عن البغلة العقيم التي تنجب؛ المترافقة بالفكرة التي لا تقل عنها غرابة حول الملح ميء الطعم والرائحة» أي» ملح فقد كما يفترض طعمه؟ يمكن للمرء أن يجادل» بأن ما لدينا هنا هو بقايا حديث " علمي " قديم حول عقم البغال» وربا يكون هذا هو الجواب الأسهل. لكن مع ذلك؛ فعلاقة النسل العجائبي لبغلة عقيم بالملح الذي يستعيد طعمه بمشيمة بغلة إنيا هي مثيرة للريبة. وبالنسبة للملح كريه الطعم والرائحة - الأكثر ترجيحاً أنه غث - فإن أحدنا يفكر على الفور بحكمة يسوع الشهيرة في الموعظة على الجبل:
أنتم ملح الأرض و لكن إن فسد الملح فبياذا يملح؛ لا يصلح بعد لشيء إلا
لأن يطرح خارجاً و يداس من الناس


يخاطب يسوعٌ تلاميذه هنا على أنهم ملح الأرض، وعلى نحو أكثر دقة أنهم الملح الجديد للأرض، لأن هنالك ملحاً آخر فقد ملوحته ومن ثم طعمه. هذا الملح الآخر، الذي فَقّد كل طعم له؛ يمكن فهمه بسهولة على أنه شعب العهد القديم، الذي " لا يصلح بعد لشيء "، " فيطرح خارجاً "» " ويداس من الناس”.
وإذا ما أخذنا قول يسوع هذا على أنه النقيض الذي بنيت على أساسه قصتنا البابلية؛ فالحكاية المختصرة تتحوّل إلى محاكاة تهكمية حادّة لزعم العهد الجديده أن اتباع يسوع؛ هُمْ ملح الجديد للأرض؛» هؤلاء المسيحيون يؤكّدون أن ِملْحَ العهد القديم ضاع طعمه، ومن ثم بلا فائدة؛ وإن طعمه استعيد من خلال شعب العهد الجديد - من خلال مشيمة البغلة! لكننا نعرف جيعاً أن لا وجود لشيء اسمه مشيمة البغلة؛لأن البغلة لا تنجب, بقدر معرفتنا بأنَّ الملح لا يفقد طعمه. على هذه الخلفية؛ فالنسل العجائبي للبغلة في القصة الأولى، ( والمشيمة في القصة الثانية )» يكتسبٌ معنىٌّ أكثر أهمية. يمكن فهمها بشكل جيد كمحاكاة هزلية لولادة يسوع العجائبية من عذراء: نسل من عذراء؛ لا يُشْبِهِ إلا نسلاً من بغلة.!'"وادعاء المسيحيين بولادة يسوع من عذراء دون أب، إنما ينتمي إلى صنف القصص الخرافية، حكايات للتسلية ليس إلا. أكثر من ذلك، فثمة سَطْرٍ ملفتٍ في القصة الثانية
القصة الثانية: أتباع يسوع؛ الذين يزعمون أنهم الملح الجديد للأرض، ليسوا غير ‎‏مشيمة لنسل البغلة المتخيّل، أي خرافة الخرافة. وإذا ما قرأناهما بهذه الطريقة؛ فإن القصتين البابليتين الصغيرتين» تصبحان أكثر من تبادل للحديث بقصد التسلية بين الحاخامات والحكماء اليونانيين؛ إنهما تسخران بحدة من إحدى أحجار الزاوية في اللاهوت المسيحي.

إعدام يسوع :

إن أساس الرواية المسيحية، هو أنَّ يسوعٌ كان محكوماً عليه بالإعدام من قبل الحاكم الروماني بيلاطس البنطي، وبعدها غُذّبٍ وَصُلِب، وفي اليوم الثالث ، صَعدَ إلى السماء. وَوصفُ محاكمته من قبل السلطة الرومانية وموته على الصليب موجودٌ في كل الأناجيل الأربعة، وإن كان ذلك مترافقاً باختلافاتٍ كبيرة ؛ أما التفسير اللاهوتى فَقّذْ تولاه الرسول بولس.

أية معرفة تلك التي يظهرها الحاخامات» أبطال اليهودية الحاخامية » بالتفسيرات الإنجيلية لهذا الحدث؛ أو بالأحرى» وبصياغة أكثر حرصاً: ما الذي يهمهم أن يخبرونا به عن ذلك في كتبهم؟
الإجابة الفورية الواضحة التي لا لبس فيها هى القليلُ جداً. فضمن الكتلة الهائلة للأدب الحاخامي» لن نجد غير إشارة واحدة إلى محاكمة يسوع وإعدامه، وبشكل عابر فقط، وذلك كجزء من مناقشة هالاخية أوسع، والتي لا علاقة لها بيسوع كشخصية تاريخية.

وهذه الإشارة محفوظة فقط في البابلي.
هناك تُناقش المشناه في رسالة السنهدرين، تتناول إجراءات عقوبة الإعدام. فالتوراة تُعَلّم أربع طرقٍ قانونيةٍ لتنفيذ عقوبة الإعدام؛ ألا وهي الرجم، الحرق، الشنق (وهذه الأخيرة هي في الواقع شئق بعد الموت لشخص رجم حتى الموت، صيغة إعلان تفيد أنه ثم تتفيذ حكم بالإعدام) والقتل بالسيف.
لكن الشرع التلمودي يسقط الشنق ويضيف الخنق كعقوبة إعدام مستقلة!"
مع ذلك فالمناقشات في الأدب الحاخامي أكاديمية إلى حد كبير» إذ لم يكن لدى الحاخامات القدرة على تنفيذ حكم الموت."أما بالنسبة للرجم، عقوبة الإعدام الأكثر شيوعا فالمشناه توضح:
إذا وجدوا أنه [المتهم] بريء» فهم يطلقون سراحه» وإذا لم يكن كذلك؛ يتقدّم
كي يُرجم. ويذهب منادي أمامه [ وينادي ]:كذا وكذا ابن فلان وفلان» متقدّم كي يُرجم لأنه ارتكب كذا وكذا جريمة؛وفلان وفلان هم الشهود عليه. ويمكن لكل من يعرف أي شيء يدافع به عنه» أن يتقدّم ويدلي به.


على هذا يعلّق المشنا البابلي:
قال آبي: كان على [ المنادي ] أن يقول أيضاً: في يوم كذا وكذاء وفي ساعة كذا وكذا وفي مكان كذا وكذا ( تم ارتكاب الجريمة ),وفي حالة وجود بعض الذين يعرفونه (بالمقابل)» يمكن لهم أن يتقدّموا ويثبتوا أن (الشهود الأصليين ) كانوا شهودٌ زور تعمّدوا تقديم شهادة كاذبة ).
ويذهب منادي أمامه إلخ.: أمامه بالفعل وهو فى طريقه للاعدام "؛ لكن ليس سلفاً فى وقت ما قبل الاعدام؟
مع ذلك وعلى نحو متناقص مع هذا كان يُعلّم ثانيا:
انه في عشية السبت وعشية عيد الفصح تم شنق يسوع الناصري ،. ومنادٍ ذهب قبله بأربعين يوماً ( ينادي ): يسوع الناصري !"في طريقه لأن يرجم، لأنهُ كان يمارس الشعوذة وحرّض إسرائيل وأغواها ( على عبادة الأصنام ). فكل من يعرف شيئاً للدفاع عنه يمكنه أن يتقدّم
ويدل به. لكن كونهم لم يجدوا شيئاً في الدفاع عنه؛ فقد شنقوه ( عشية السبت أوعشية عيد الفصح. قال أوللًا: هل تفترضون أن يسوع الناصري('"كان واحداً من الذين يمكن الدفاع عنهم؟ لقد كان مسيت ( شخص يحرّض إسرائيل على عبادة الأوثان)؛ والذي يقول الرحمن [ الله ] بشأنه: ولا تزق له ولا تستره (تثنية 8:17).
مع يسوع الناصري""كان الأمر مختلفاً. لأنه كان مقرّباً من الحكومة
(ملخوت).

تلك سوغيا بابلية معروفة. وهي تبدأ بهذا التعليق من جانب آبي، وهو أمورا بابليا من أوائل القرن الرابع، الذي يجادل بأن القول الغامض " جريمة كذا وكذا " في المشناه يجب أن يكون أكثر دقة: وعلى المنادي أن لا يذكر الجريمة فحسب. بَل أن يضيف اليوم والساعة وموقع الجريمة. وحده هذا الوصف التفصيلى لظروف الجريمة يمكن أن يضمن صحة شهادة الشهود الجدد؛ الذين يعارضون شهادة الشهود التي أدّت إلى إدانة المدعى عليه" والغرض الواضح من كلام آبي؛ هو تبرئة للتهم.

ثم يعود البابلي إلى المقطع من المشناه الذي يُنظم الإجراءات التي يقوم بها المنادي. وَيُوضّح المؤلف مجهول الاسم للنص البابلي التعبير غير المبهم " أمامه [للمحكوم عليه ] " فيحدد الأمر قائلاً: إنه يعني جسدياً قبل المتهم وليس (كرونولوجياً) أي قبل يوم التنفيذ بزمن معين. هذا التخصيص؛ الذي يتفق بشكل واضح مع المعنى العادي للمشناه، يرد على التعاليم المناقضة التي تثبت أنها بارايتا قديمة، مقدّمة من خلال الصيغة تانيا [ عُلم ]:كان ثمة سابقة؛ كما يقول ليسوع الناصري؛ الذي خرج المنادي في حالته ليس قبل تنفيذ الحكم مباشرة بل قبل أربعين يوماً سلفاً ،وهو ما يعني، إما قبل تنفيذ الحكم بأربعين يوماً متتالياً أو فقط في اليوم الأربعين قبل تنفيذ الحكم ،. ومهما كان المعنى الدقيق لهذه الأربعين يوماً (الأرجح أن الأخير أكثر دقة)؛ فمن الواضح أن البارايتا تتناقض مع المشناه كما يفهمها مؤلف البابلي مجهول الاسم، حيث تسمح بفترة زمنية معتبرة بين إعلان المنادي والتنفيذ الفعلي للحكم.
هذا التوتر بين المشنا البابلي والبارايتا " يُحَلً ” بحوار بين أوللا ( أمورا بابلي أيضاً من أوائل القرن الرابع) والمدعى عليه (أو المدعى عليهم) المجهول: لأن يسوع كان له أصدقاء في مواقع عالية، فقد أخذ اليهود احتياطات إضافية قبل تنفيذ الحكم فيه: تجاوزوا حرفية الشرعة؛ حتى لا يتهمهم أيٍّ من أصدقائه الأقوياء، بأنهم قتلوا شخصاً بريئاً.
وتبعاً لذلك. يبدو أن هذا الحديث يصل إلى نتيجة مفادها أن قضيته ليست سابقة شرعية هالاخياً بل استثناء فعلي؛!" بعبارة أخرىء البارايتا لا تتناقض مع المشناه.

في هذا الحوار الهالاخي يتم إخبارنا ببعض تفاصيل إدانة يسوع وإعدامه.

- لقد شُنق عشية عيد الفصح الذي صادف وكان عشية السبت؛ بحسب
إحدى المخطوطات.
- قام المنادي بالإعلان الذي يتطلّبه الشرع قبل تنفيذ الإعدام باربعين يوماً.
- أُعِْدمٌ يسوع» لأنه مارسٌ الشعوذة وأغوى إسرائيل لأن تَعبُد الأوثان.
- لم يدافع عنه أَحد
- كان مُقرَباً من الحكومة.

يمكن تفسير الكثير من هذه التفاصيل بسهولة على خلفية المشناه ذات الصلة في رسالة السنهدرين. وهناك يتم شرح الإجراءات المعيارية وفقاً للشرع الحاخامي كما يلى:

كل الذين يُرجمون يُشنّقون ، فيا بعدعلى شجرة !" هذه كلمات الحاخام اليعازر.
لكن الحاخامات قالوا: فقط المجُدِّف وعابد الأوثان يُشْتَقَان.
بالنسبة للرجل» فَهُم يُشْنقونه ووجهه للناس» أما بالنسبة للمرأة ( فهم يشنقونها ) ووجها للشجرة: هذه كلمات الحاخام اليعازر.
لكن الحاخامات قالوا: الرجل يُشنق» لكن المرأة لا تشنق ( البتة ).

كيف يشنقونه؟

يضعون عموداً على الأرض» وينتا منه جذع» ويضع أحدنا يديه واحدة فوق
الأخرى. وهكذا يشنقه أحدنا.
يقول الحاخام يوسي: يسند العمود إلى جدار ويشنقه أحدنا كما يفعل
القصّابون.
ويفكون وثاقه مباشرة. لأنه إن بات ليلته ( على الشجرة )؛ فأحدنا يَتتَهِكُ
وصية سلبيةٌ تتعلّق به» حيث يقال: فلا تَبُتْ جثته على الخشبة [ لليلة ] بل تدفنه في
ذلك اليوم لأنَّ الُمٌعلّق ملعون من الله
تنطلق المشناه بشكل منهجي وبطريقتها المبنية بشكل جميل كما جرت عليه العادة، لتوضح إجراءات " الشنق ": من المشنوق؛ وكيف هو/ي شُنِق» وحتى متى؟
السؤال " من " يجيب عليه بشكل مختلف كل من الحاخام اليعازر والحاخامات: ففي حين أن الحاخام اليعازر يرى كقاعدة عامة إن كل مَنْ يُرجَم حتى الموت يجب أن يُشنق يعتقد الحاخامات، أنَّ هذا الإجراء مُحدَدٌ فقط بالجريمتين الكبيرتين، التجديف وعبادة الأوثان. مع ذلك» فإن كلاً من الحاخام اليعازر والحاخامات» يفترضونٌ أن الشنق ، هو عقاب يأتي بعد الوفاة ( بعد أن يتمّ رجمّ المجرم المدان إلى الموت)» وذلك اتباعاً للوصية التوراتية؛ التي تقول» بعد أن تذكر رجم الابن المتمرّد: " إذا أدين شخص بارتكاب جريمة وعوقب عليها بالموت وتم تنفيذ الحكم (أي عن طريق الرجم) وعلقته على خشبة ّ . ثم يواصل السفر ذاته الحديث ف الآية 77 فلا تَبُت جثتهُ على الخشبة ").

أمّا فيما يتعلق "بكيف" فالمشناه تحدد "شجرة". والطريقة التي يتم بها شنق المجرم المدان. "الشجرة" التوراتية غامضة ويمكن أن تعني "عموداً” (راجع على سبيل المثال» سفر التكوين [ ويعلقك على خشبة ‎)١9:40]‏ أو "المشنقة" أو حتى الوضع على الخازوق (راجع على سبيل المثال» سفر استير 17:4 [ ويصلبوا بني هامان العشر على خشبة ). تعطي المشناه تفسيرين "للشجرة": الوصف الأول ( مجهول المصدر ) أقرب إلى المشائق - عَمودٌ يُغْرسٌ في الأرض؛ تَبرزٌ منه خشبه يفترض أن
تكون في أعلاه - في حين كان الحاخام يوسي يضع في اعتباره خشبة؛ يستقرٌ طرفها
السفلي على الأرض في حين يتكئ طرفها العلوي على أحد الجدران. وفقاً لذلك» يُشْنقٌ
المجرمُ في الحالة الأولى باتجاه ُحدد في حين يشنق أو تشنق في الحالة الثانية على خشبة
كما يفعل القصابون بحيواناتهم المذبوحة - يفترض أن يشنق ورأسه إلى الأسفل، في
حين تعلق أقدامه على الطرف العلوي من الخشبة.

السؤال الثالث حتى متى؟
يتم الرد عليه بشكل لا لبس فيه وذلك بالإشارة إلى الوصية التوراتية: عرض جثة المجرم المنفذ فيه حكم الإعدام على الجمهور يجب أن ينتهي مع نهاية يوم تنفيذ الحكم لأنها لا بد من دفنها في اليوم ذاته. فالجثة يجب أن لا تبيت على "الشجرة” طيلة الليل. من ثم وفي تفسيرها للجزء الثاني من الآية التوراتية؛ ترجع المشناه إلى مسألة من الذي شنق والسبب في ذلك. إن عبارة
قليلات إلوهيم غامضة من جديد!' وهنا تفسر على أنها "لعنة ضد الله، بمعنى أن المجرم قد تلفظ بلعنة ضد الله، عبر لعنه لاسم الله. وبعبارة أخرى؛ فهو مجدّف وهو ومن ثم، برأي الحاخامات (وبطبيعة الحال الحاخام اليعازر أيضاً)» يستحق الشنق.
على هذه الخلفية ، فمن الواضح بالنسبة لمؤلفي قصتنا البابلية، أن يسوع رُجم أولاً ثم شُنِق.

في تركه الواضح للرجم وذكر فقط للشنق يبدو التلمود متأئراً بشكل واضح بسرد العهد الجديد ويحدد شنقاً،بالشنق على شجرة الصليب الصلب!" وهذا يتوافق تماماً مع الهالاخا المشنائية. الشيء نفسه ينطبق على سبب رجمه وشنقه: كان مشعوذاً كما أغوى إسرائيل لأن تعبد الأوثان. والجريمتان على حد سواء مشروحتان بتفاصيل تامة في مشناه السنهدرين: ففي حين لا تذكر المشناه المستشهد بها آنفاً غير المجدّف وعابد الأوثان، تقدّم المشناه لاحقاً قائمة أطول بكثير للجرائم التي تستحق عقوبة الإعدام» ومن بينها مسيت، مدياه، خاشيف ( ساحر ) كما ترد في قصتنا البابلية بدقة.
المسيت هو الشخص الذي يغوي فرداً كي يعبد الأوثان في حين يُفهم المديا على أنه من يغوي كثيرين علناً على عبادة الأوثان.» ويسوع؛ كما يخبرنا التلمود كان الاثنين على حد سواء: لَقَدْ أغوى ليس فقط بعض الأفراد بل كّل إسرائيل، لأن تعبد الأوثان. ولجعل الأمور تزداد سوءاً؛ فقد كان أيضاً ساحراً بالمعنى المحدد على نحو أكثر دقة في المشناه: شخص يمارس السحر فعلياً
وليس فقط " سحر اعين الناس ” أي من يوهم الناس بالخدا ع البصري (وهو مسموح) ‎"٠‏
وأخيرا فإن إعلان المنادي على الملأ جريمته وطلبه لشهود الدفاع، إنما يَعقُب الحكم المشنائي، عدا حقيقة، كما كنا رأينا، أنه يفعل ذلك قبل حدوث الإعدام بأربعين يوماً. لكن ما لم يرد ذكره صراحة في البابلي، هو الإجراء - في التوراة وكذلك في المشناه - الذي يقتضي أن جثمان الشخص الذي نفذ فيه حكم الإعدام يجب أن لا يعرض حتى الليل.

دعونا الآن نقارن بين قصة البابلي وشهادة الأناجيل.!'"أولاء التهمة: يذكر البابلي السحر وعبادة الأوثان/ إغواء ( كل إسرائيل) على عبادة الأوثان» لكن كون عبادة الأوثان تقترن مع التجديف في المشناه، فتهمة التجديف مفترضة ضمناً في البابلي أيضاً. يتكرّر وصف الإنجيليين للتهمة الموجهة ليسوع من شقين: فوفقاً للمحاكمة أمام كل من مجلس الكاهن الأعظم» الكتبة؛ والشيوخ (السنهدرين) وأمام بيلاطس البنطي الحاكم الروماني، ادعى أنه المسيح؛ لكن اليهود فسروا هذا الأدعاء كما لو انه يقول إنه ابن الله ( ومن هنا جاء التجديف)" في حين استنتج بيلاطس من المسألة أنَّ يسوع يريد أنَّ يكون ملك اليهود/ إسرائيل ( ومن هنا كان اعتباره مثيرا للمتاعب سياسياً)لا يذكر العهد الجديد تهمة الشعوذة صراحة ولكن التهمة الأولى التي سيقت ضد يسوع من قبل شهود (كَذّبة) هي الادعاء بأنه زعم أنه قادر على تدمير الهيكل وإعادة بنائه في ثلاثة أيام:“هذا الادعاءً يمكن أن يفهم بسهولة من من قبل محرري التلمود على أنه شعوذة. وعلاوة على ذلك، فإن قيام يسوع بإخراج الشياطين، يرتبط صراحةً مع زعمه أنه المسيح!") وهو ما يمكن تقديمه في الواقع في المحاكمة أمام المحكمة العليا. ومن المثير لما يكفي من الاهتمام، هو أن سلسوس عندما يصّور يسوع عائداً من مصر "ببعض القوى السحرية، ليخلص إلى القول إنه "بسبب هذه القوى، ولأجلها أعطى نفسه لقب الله” هو ربط بشكل واضح بين السحر والزعم بأنه إله.
لذلك من غير المجدي أن نقابل على نحو ضيق للغاية بين تهمة التجديف (العهد الجديد) وتهمة الوثنية / السحر البابلي ). إن القصص في كل من العهد الجديد والبابلي هي أكثر تعقيدا و"كثافة" من أن يكون بإمكان مقاربة بالحد الأدنى القدرة على كشفها. وأعيدٌ لأقول من جديد فإنه ليس المصدر التلمودي (المزعوم) لمحاكمة يسوع هو الذي على المحك هنا (ويحتاج لأن يدحض) بَلْ القراءة التلمودية وتفسير قصة العهد الجديد. وبقدر ما يتعلق الأمر بالتهمة، فالاثنان متقاربان أكثر مما يمكن للمرء أن يتوقع للوهلة الأول. أما بالنسبة لإجراءات الإعدام، فالقصة الإنجيلية تتوافق بشكل واضح مع الإجراءات المشنائية التي تنص عل أنه لا بد من التحقيق مع الشهود لاسيما في القضايا الجنائية، بدقة كبيرة لتجنب شهادات الزور.!”"ويخبرنا متى ومرقس على حد سواء أن السنهدرين كان بحاجة لشهود من أجل المضي قدماً في المحاكمة؛ لكن هذا الإجراء القانوني كان مهزلة منذ البداية - وهنا الاختلاف مع المشناه - لأن السنهدرين كان يبحث عمداً عن شهود زور. وأخيراً فإن أعضاء السنهدرين لم يجدوا شاهدين متطابقين، كما يتطلّب الشرع، اللذين أثبنا تهمة تدمير الهيكل وإعادة بنائه ( في ثلاثة أيام ).ولأن يسوع يرد على هذه التهمة واضحة التلفيق» فقد خرج الكاهن الأعظم بالتهمة الأكثر تدميراً من التجديف المزعوم: زَعُمْ يسوع, أنه المسيح وابن الله الذي أجاب يسوع عليه بالإيجاب( مرقس )"أو على الأقل بغموض (متى).(وفي ضوء هذا البطلان الواضح للدعوى، فإنه من الطبيعي أن تترك القصة الإنجيلية الإجراء المتعلّق بالمنادي الذي كان يبحث عن شهود إضافيين والذين يمكن أن يُبْطِلوا شهادة الشهود الأصليين التي أدت إلى الإدانة. والكاهن الأعظم» السعيد جداً فقط بقبول يسوع لتهمة التجديف، يجعل السنهدرين يحكم عليه بالموت!"، ودون مزيد من اللغط يسلمه إلى الحاكم الروماني لتأكيد الحكم وتنفيذه - إجراء كالذي تَصِفه المشناه بالنسبة للمنادي، يمكن فقط أن يشوِش على هذا البطلان للدعوى المدبر بعناية.

لكن لماذا هذا الإصرار من قبل التلمود؟ الإصرارٌ على التفاصيل الغريية المتعلقة بمنادي يعلن عن حكم الإعدام قبل أربعين يوماً من وقوعه؟ الجوابٌ السهل،الذي يقدمه هو، أنّهُ يمنح ما يكفي من الوقت كي يأتي شهودٌ محتملون ليدافعوا عن يسوع ويتقدّموا لإعطاء براهينهم ضد هذه التهمة. ولكن هنا سياق فرعي آخر والذي هو حاذق أيضاً؛ أو ربما ليس بحاذق، يرد على رواية العهد الجديد.! فقد تنبأ يسوع هناك لتلاميذه ثلاث مرات أنه سَيُقتل ويقوم من بين الأموات في غضون ثلاثة أيام! وكانت المرة الأخيرة حين كان متوجهاً إلى القدس قبل بدء الصلب؛ أي قبل عيد الفصح بوقت قصير:
وكانوا في الطريق صاعدين إلى أورشليم ويتقدّمهم يسوع؛ وكانوا يتحيرون» وفيا هم يتبعون كانوا يخافون، فأخذ الإثني عشر أيضاً وابتدأ يقول لهم عما سيحدث له ها نحن صاعدون إلى أورشليم وابن الإنسان يسلّم إلى رؤساء الكهنة والكتبة ويحكمون عليه بالإعدام ويسلمونه إلى الأمم فيهزأون به ويجلدونه ويتفلون عليه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم.
في تأكيده على أن المنادي أعلنّ عن إعدام يسوع؛ ليس فقط قبل وقوعه على الفور، بَلْ قبل أربعين يوماً تحديدا ،يناقض البابلي نبوءة يسوع الخاصة مباشرة. لماذا كل هذا الجدل حوله وهو يلعب دور النبي فيتنبأ درامياً بمحاكمته والحكم عليه وموته؛ ليس مرة واحدة فقط، بل ثلاث مرات، والمرة الأخيرة كانت قبل أن يوشك ذلك أن يحدث ببضعة أيام؟ نعرف جيعاً رد التلمود. بأنه كان في طريقه لأن يُعدَم؛ لأن محكمتنا (اليهودية) اتخذت هذا القرار ضمن إجراءات أُعلِنَت على الملا - وفق ما هو متعارف عليه في الشرع اليهودي - بل أَرَسَلَتْ منادياً ليعلن على الملا الحكم قبل أربعين يوماً على تنفيذه ( وهي فترة طويلة بشكل غير عادي؛ لا تتطلبها المشناه) بحيث يمكن للجميع أن يعرفوا ذلك، بحيث يكون لديهم ما يكفي من الوقت إذا
لزم الأمر كي يأتوا بالدليل الذي يبرئ ساحة المتهم منعاً لأي حكم خاطئ. وهكذا ففي توفيره لأربعين يوماً كان البابلي يَعتزمٌ فضح يسوع من جديد، وذلك باعتباره مشعوذاً ونبياً كاذباً ،والذي يجعل من نفسه أضحوكة ،حين يتنبأً بما عَرِفَه الجميع لِتَوهِم.


نصل الآن إلى عقوبة الإعدام وتنفيذها. وهنا لدينا تباين كبير بين العهد الجديد والتلمود: وفقاً للعهد الجديد؛ فإنٌ يسوع المسيح قد جرى صلبه ( واضح أنه وفقاً للقانون الروماني)في حين يقول: التلمود إنه رُجم ومن ثم شُنِق ( وفقاً للشرع الحاخامي ). والسبب في ذلك بطبيعة الحال، كان الحقيقة البسيطة؛ بأنَّ السنهدرين ‏لم يكن باستطاعته فرض عقوبة الإعدام وتنفيذها، بَلْ كان عليه الاتكال على السلطة الرومانية؛ التي تعمل وفقاً للقانون الروماني وليس الشرع الحاخامي. ومن ثم، هل نستتج من كل هذا، أنَّ التلمود لا يحتفظ لنا بأي دليل موثوق حول محاكمة يسوع وإعدامه ( تاريخياً )،وبدلاً من ذلك يفرض عليه شرعاً حاخامياً متأخراً؟ الاجابة نعم، بالطبع..
لكننا نقول من جديد؛ هذا هو السؤال الخطأ. فليس الإعدام التاريخي - صلبه- مقابل رجمه/ شنقه - ما هو عل المحك هنا، بل السؤال الذي يقول لماذا يعتبر التلمود أن يسوع أعدم بحسب الشرع الحاخامي مسألة طبيعية، بل يصرّ على ذلك؟.

للإجابة على هذا السؤال، نقول إنَّ الحاخامات كانوا يدركون بالتأكيد أنَّ الصلب كان عقوبة الإعدام الرومانية القياسية وأن يسوع قد صُلِب بالفعل ولم يُرجَم ولم يُشَنق. ومن ثم، لماذا الإصرار العنيد على هذا الأخير؟الاجابة لأن هذا هو بالضبط جوهر القصة المعاكسة لقصة آلام المسيح في الإنجيل.لا يحتاج مؤلف بارايتنا البابلية لتشويه تقرير العهد الجديد على هذا النحو: فحقيقة أنَّ يسوع كان حُوكِمٌ كأي مجرم عادي كانت مدمرة بما يكفي - لا يمكن لقصة كهذه أن ُشْكَل أية إساءة. بدلاً من ذلك، فمن بين القصتين ( المتناقضتين بالفعل ) حول محاكمة يسوع في العهد الجديد يختار القصة * اليهودية " ويتجاهل تماماً القصة " الرومانية ". وخلافاً
وخلافاً لبيلاطس، الذي يؤكد على الجزء السياسي من التهمة بحق يسوع ،يعتمد كاتبنا البابلي نسخة المحاكمة أمام السنهدرين ويفّسرها بعد ضمها إلى القانون المشنائي: التهمة والإدانة لمجدف وعابد أوثان، الذي يضل كل إسرائيل، نحن اليهود، كما يقول، قدمناه للمحاكمة وأعدمناه بسبب ما قال: إنه مجدف، زعم أنه الله فاستحق عقوبة الإعدام بحسب شرعنا اليهودي. وبهذه " القراءة المغلوطة " المتعمدة لرواية العهد الجديد، يعيد البابلي الزعم بأنَّ يسوع يزعم أنهُ جاء لأجل الشعب اليهودي - لكن فقط اتقاء لأي زعم من قِبَلُه أو من قَبَل أتباعه مرة وإلى الأبد. نعم يَعترفُ البابلي بالفعل أن يسوع كان مهرطقاً يهودياً؛. والذي نجح للغاية في إغواء كثيرين منًا. لكن التعامل معه، كان بحسب الشريعة اليهودية، ونال ما يستحقه - وتلك هي بداية القصَّة.
تضيف البارايتا لقصتنا البابلية حول قتل يسوع بعض التفاصيل الهامة الأخرى التي تحتاج إلى معاينة عن كثب. فجميع الطبعات غير الخاضعة للرقابة والمطبوعة من البابلي تكشف يوم إعدامه بدقة: لقد تم شنقه عشية عيد الفصح؛ أي قبل يوم واحد من عيد الفصح.. والشيء نفسه ينطبق على النص الموازي الحاخامي شبه الوحيد لقصتنا (وأيضا في البابلي)، حيتُ يقال؛ إنه تم شنق ابن ستادا في اللد/ لذّا عَشيةٌ عيد الفصح.وواضح أنَّ هذا التاريخ الدقيق يتناسق مع يوحنا الذي يتناقض إنجيله مع الأناجيل الإزائية الثلاثة: ففي حين نجد أنَّ متى، مرقس، ولوقا غامضون تماماً بشأن موعد المحاكمة والقتل، لكنهم يقولون بوضوح؛ إنَّ يسوع تناول وجبة عيد الفصح ،في العشاء الأخير، مع تلاميذه قبل أن يتم القبض عليه ، ينص متى على أن رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب أجّلوا اعتقال يسوع حتى ما بعد عيد الفصح لتجنب أعمال الشغب بين الناس، وصلب في اليوم الأول من العيد ،الخامس عشر من شهر نيسان، يقول يوحنا: إن العشاء الأخير لم يكن وليمة عيد الفصح. بل حَدثَ قبل عيد الفصح. بدلا من ذلك، فقد جرت المحاكمة أمام بيلاطس قرابة الظهيرة في اليوم نفسه الذي يبدأ فيه (في المساء) عيد الفصح ( في الرابع عشر من نيسان).من هنا. ففي حين تتفق الأناجيل الإزائية من أنَّ يسوع أُعدمٌ في الخامس عشر من نيسان (في اليوم الأول من عيد الفصح)؛ ليس سوى يوحنا ذلك الذي يقول إنَّ الإعدام وقع في الرابع عشر من نيسان (يوم قبل عيد الفصح). ومن المثير للاهتمام كفاية؛ هو أن قداسة معينة لعيد الفصح إذا وقع يوم السبت؛ هي ما يُقَدمها يوحنا كسبب لطلب اليهود؛ أن يُدفن يسوع ومجرمين آخرين يوم الجمعة بالذات:اي يرغب اليهود بأن تُترك أجساد المعدومين على الصلبان يوم السبت.
وهذا يبدو إشارة (مشوهة قليلاً) إلى الشرع التوراتي والحاخامي الذي يقول: إن جثة المجرم الذي تم إعدامه يجب أن لا تبيت على الشجرة/ الصليب ( أية ليلة؛ وليس فقط ليلة السبت). وأخيرا فقد إحتفظ لنا البابليٌ بتفصيل واضح آخر، والذي يُظهِرٌ معرفة وثيقةٌ بقصة آلام المسيح في العهد الجديد: كان يسوع مقرّباً من الحكومة (ومن ثم فقد ذهب المنادي قبل أربعين يوماً من الإعدام لطلب شهود آخرين)؛ لا ينتمي هذا التفصيل إلى البارايتا، لكنهُ الجواب على اعتراض أوللا ( اللاحق ). في الأناجيل الأربعة جميعاً
يحاول بيلاطس الحاكم الروماني، إنقاذ يسوع وصلب باراباس بدلاً منه.وهكذا يمكن للمرء حقاً أن يحصل على الانطباع بأنً يسوع لم يكن أقل قوة حامية من الحاكم ذاته. فبيلاطس يبذل صراحة جهداً كبيراً لإقناع اليهود أنه لم يجد أية قضية ضده ،ويريد أن يفرج عنه؛ لكن اليهود لم يوافقوا. ومرة أخرى فإنجيل يوحنا يبدو نوعياً بشكل خاص في هذا الصدد. هناك، عندما يحاول بيلاطس ان يطلق سراح يسوع
يصرخ اليهود " إذا أطلقت هذا فلست محبّاً لقيصر " كل من يجعل نفسه ملكاً يقاوم قيصر .وهكذا فاليهود يلعبون لعبة الحاكم الروماني ضد سيده الإمبراطور - وكان ذلك آخر ما يحتاجه بيلاطس! أي أن يُتَهَم بعدم الولاء للإمبراطور. يسوع لايكسب الوقت، كما يقول التلمود؛ بل يٌحكَم على الفور ويُعدم.
إنَّ حقيقة زعم التلمود بقرب يسوع من الحكومة الرومانية؛ تعكسٌ بالذات بعض المعرفة - ليس بالمجرى التاريخي للحوادث!'» قطعاً» بل برواية العهد الجديد ولاسيما نسخة يوحنا - لا تعتبر بمثابة مفاجأة بعد الآن. ما هو أكثر إدهاشاً؛ هو أن هذا التفصيل يعفي الحكومة الرومانية من اللوم على إدانة يسوع ومن ثم؛ يتبنى رسالة الأناجيل التي تلقي بكاهل هذا الاتهام على عاتق اليهود. لا أمتلك أي إجابة قاطعة على هذا الاستنتاج الغريب نوعاً ما، ولكن ربما يكون لديه علاقة بحقيقة أن هذا العنصر من قصتنا ليس جزءاً البارايتا؟ (الفلسطينية القديمة؟) بل من حوار بابلي حوله من القرن الرابع. هل يمكن أن يكون يهود بابل في موقف أكثر راحة حيال
الحكومة الرومانية في فلسطين من موقف أخوتهم الفلسطينيين، الذين عانوا على نحو
متزايد من النمط المسيحي للحكومة الرومانية؟ لكن لا بد أَّن اليهود في بابل كانوا على اطلاع جَيد عل ما يجري في فلسطين في أوائل القرن الرابع- فأوللا، رغم كونه أمورا بابليا؛ فقد كان قد انتقلٌ من فلسطين إلى بابل، وكثيرا ما كان يسافر جيئة وذهاباً بين بابل وفلسطين. علاوة على ذلك، إنَّ السير في هدى نسخة العهد الجديد التي تقول إن بيلاطس حاول جاهداً جداً إنقاذ يسوع شيء، والقبول بالرسالة التي تُلقي باللوم - ومن ثم - على عاتق اليهود بسبب موته شيء آخر تماماً. من ناحية أخرى، يجب أن لا ننسى أن جوهر القصة في البارايتا كان أيضاً أَّن اليهود أخذوا على عاتقهم مسؤولية إعدام يسوع. وهكذا ربما أن الخطاب البابلي اللاحق لا يرغب بتقبّل اللوم في الأناجيل على موت يسوع؛ بل على الأرجح، ومثل البارايتا وإن بمنطق مختلف، ربما أنه يرغب بنقل الرسالة التالية: نعم، لقد أراد الحاكم الروماني إطلاق سراحه لكننا لم نقبل. لقد كان مُجُدَّفاً ومن عبدة الأوثان، ورغم أنَّ الرومان لم يهتموا لذلك، فقد أصررنا على أن يحصل على ما يستحقه. بل نحن أقنعنا الحاكم الروماني (أو بتعيير أدق:
أجبرناه على القبول) بأن هذا مهرطق ومحتال وهو بحاجة لأَنْ يُعدمَ - ونحن فخورون بذلك.

ما لدينا إذاً في البابلي هنا هو تأكيد قوي لقصة آلام المسيح في العهد الجديد لكنها إعادة قراءة إبداعية؛ والتي لا تعرف فقط بعض التفاصيل المميزة بَل تُعلن بفخر عن المسؤولية اليهودية في قتل يسوع. وفي نهاية المطاف وبشكل أدق, تحولت لتكون عكساً كاملاً لرسالة العهد الجديد بالعار والشعور بالذنب: نحن نقبل ، يقول البابلي، بالمسئولية عن موت هذا المهرطق، لكن ما من سبب يدعونا لأن نشعر بالخجل
أو بالذنب لأجل ذلك. نحن لسنا قتلة المسيح وابن الله؛ ولا ملك اليهود كما أراد بيلاطس أن يقول. بل نحن من أعدّم ليس دون وجه حق المجدّف وعابد الأوثان، الذي حُكِمَ عليه وفقاً للقيمة الكاملة لشرعنا، وإن بإجراءات عادلة أيضاً. وإذا كان هذا التفسير صحيحاً، فنحن نواجه هنا الرسالة التي تتحدّى بجرأة بل بعدوانية
الاتهامات المسيحية لليهود، على أنهم قتلة المسيح. وللمرة الأولى في التاريخ، نواجه يهوداً يرفعون أصواتهم ويتحدّثون علناً ضد ما كان سيصبح القصة الدائمة للكنيسة المنتصرة، ِعِوّضاً عن رَدّات الفعل الدفاعية.
منذ زمن طويل تم القبول في معظم مراكز بحث العهد الجديد ( باستثناء الأفرع الأصولية والإنجيلية ) بأَّن العهد الجديد، هو أي شيء غير أنه رواية تخبر عن حقائق تاريخية " صافية " عما حدث " فعلياً "- مع أن هذاء بالطبع، لا يعني أن ما يقدّمه ليس سوى خيال. لكنه،
بالمقابل،إعادة رواية " لما حدث " وإن بطريقته الخاصة
، . وقد قبل أيضاً معظم الباحثين في اليهودية الحاخامية، أنَّ الشيء ذاته ينطبق على الأدب الحاخامي، أي أن الحاخامات لم يولوا اهتهاماً خاصاً ، بما حدث " بل يخبرون قصة من لدنهم: أيضاً ليست مجرّد رواية خيالية بل تفسيرهم " لما حدث " بطريقتهم الخاصة والمميزة للغاية.
هذا بدقّة؛ ما يْحصلُ في قصصنا الحاخامية المتعلقة بيسوع والطائفة المسيحية.
وهذه القصص التي تُصاغ عباراتها على نحو مدروس وحريص ،تعيد إخبارنا - ليس بما حدث فعليًاً ، بَل بما كان سيأسر انتباه الحاخامات. والمصدر الذي يشيرون إليه ليس إحدى المعارف المستقلة المتعلقة بيسوع، حياته، وأتباعهِ التي وصلت إليهم من خلال بعض الأقنية الخفيّة؛ بَل، كما باستطاعتي أن أظهرٌ بالتفصيل؛ إنَّ مصدرهم هو العهد الجديد ( حصرياً تقريباً الأناجيل الأربعة ) كما نعرفه أو بصيغة مشابهة للذي بين أيدينا اليوم. من هنا فالقصص الحاخامية في معظم الحالات؛ هي إعادة رواية لرواية العهد الجديد، إجابة أدبية على نص أدبي ....
الى الجزء الثانى والاستنتاج فى المشاركة القادمة

النظام 07-14-2020 12:59 PM

لقد قرأت المداخلة الأخيرة قراءة متأنية ولم أجد شواهد على أن ترجمة اليهود للميلاد العذري على أنه علاقة غير شرعية كانت شائعة قبل القرن السابع الميلادي و معلومة لدى المسيحيين. هلا أشرت بالتحديد للشواهد إن كانت قد فاتتني.
ألا تتفق معي أن اتفاق علماء العهد الجديد على أن الميلاد العذري إما أنه اخترع لأغراض لاهوتية أو حتى لتبرير ميلاد المسيح بطريقة غير شرعية هو بناءا على موقف مسبق وهو إنكار إمكانية الميلاد العذري من الناحية البيولوجية وليس لاعتبارات تاريخية محضة.

النجار 07-22-2020 08:29 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النظام (المشاركة 207930)
لقد قرأت المداخلة الأخيرة قراءة متأنية ولم أجد شواهد على أن ترجمة اليهود للميلاد العذري على أنه علاقة غير شرعية كانت شائعة قبل القرن السابع الميلادي و معلومة لدى المسيحيين. هلا أشرت بالتحديد للشواهد إن كانت قد فاتتني.
ألا تتفق معي أن اتفاق علماء العهد الجديد على أن الميلاد العذري إما أنه اخترع لأغراض لاهوتية أو حتى لتبرير ميلاد المسيح بطريقة غير شرعية هو بناءا على موقف مسبق وهو إنكار إمكانية الميلاد العذري من الناحية البيولوجية وليس لاعتبارات تاريخية محضة.

هناك شاهد جاء فى سياق الكلام عن الرد المسيحى على سيلسوس ،وباقى الشواهد ،والاجابة على تساؤلاتك فى المشاركة القادمة ... ومرحبا بك فى المنتدى

النجار 07-22-2020 08:31 AM

.صلب المسيح بين التاريخ والاديان الابراهيمية ٢

نختم الكلام عن المصادر الحاخامية بكلام العالم Robert E. Van Voorst فى كتابه الشهير JESUS OUTSIDE THE NEW TESTAMENT

بعد تحليله المُفصل فى الفصول السابقة ، يقول:

اقتباس:

يمكننا أن نلخص بإيجاز هنا نتائج دراستنا الاستقصائية للمصادر الحاخامية. لقد رأينا أن معظم مقاطع فترة tannaitic (القرنان الأول والثاني) التي يفترض البعض انها
تشير إلى يسوع، لا يمكن أثبات انها بالفعل كذلك. فقط المقاطع التي تستشهد بيسوع بالاسم ، ورمزه بن بانتيرا ، هي من تلك الفترة. وعلاوة على ذلك، يمكننا أن نستشف معلومات عن يسوع تتفق مع التقاليد الموثوقة في العهد الجديد: لقد ولد يسوع من مريم،و ادعُىَ أنه من نسب داود، وقام بعمل معجزات، وكان له تلاميذ ، وتم إعدامه. وفي سياق الرواية اليهودية عن يسوع ، نجد اضافات غير موجودة فى الاناجيل أو غيرها من الكتابات المسيحية المبكرة،منها كانت مريم مصففة شعر. وكان زوجها يُدعى بابوس بن يهودا، وكان يسوع تلميذا لاحد الحاخامات، وذهب إلى مصر كشخص بالغ، وكان لديه خمسة تلاميذ، وأتيحت له إجراءات محاكمة مطولة، وأعدمته السلطات اليهودية.

بل كان يسوع واحداً من اليهود القلائل الذين فقدوا مكانهم في السماء بعد الموت. ( لم يذهب الجنه ولم يُرفع ليجلس على يمين الاب ابديا،كما تقول ااناجيل ،بل وُضع فى البراز المغلى ابد الابدين)
وتضع النصوص اليهودية يسوع، اما فى القرن الأول قبل المسيح ،اوالقرن الثاني الميلادي، و لم يحدث أبداً ان وضعوه في القرن الأول الميلادي، وهو أيضاً ملفت للنظر.
. إن الأدلة الجيدة من الإشارات الأكثر يقيناً إلى يسوع،التى شرحناها، تمكننا من استنتاج أن تلك الإشارات هي رد فعل جدلي على التقاليد المسيحية، المكتوبة أو الشفوية. والادعاءات بان يسوع ابن زنا ،كانت ردا على عقيدة مسيحية مُتطورة تدعى الميلاد العذرى

والرواية اليهودية عن اتهامه ومحاكمته ووفاته في b. Sanhédrin 43a يمكن تفسيرها على انها دعاية مضادة للزعم المسيحي بأن يسوع اُتِهَم من قِبَل شهود زور وسارعوا الى اعدامه.
كل هذا يثير التساؤل عن كيفية حصول الحاخامات على تلك المعلومات عن يسوع. هل كان لديهم سلاسل مستقلة من التقاليد على يسوع،مرت من الحاخامات الاساتذة إلى الحاخامات التلاميذ، مصدرها إلى القرن الأول؟ الاجابة وفقا للادلة التى عرضناها بالنفى.
فما يقوله الحاخامات عن يسوع هو نتاج القرن الثاني على الأقل.
وقد تمثل بعض التقاليد الحاخامية المتعلقة بيسوع ردوداً على التبشير المسيحي من نهاية القرن الأول، وليس من عهد يسوع. لقد رأينا كيف أن تقليد عدم شرعية يسوع، وقصة بن بانتيرا المتعلقة به، نشأ من العقيدة المسيحية للولادة العذراء. لم يصوغ المسيحيون هذا المذهب بشكل صريح حتى نهاية القرن الأول (متى ولوقا)، وحتى في ذلك الحين ربما لم يتم مشاركته على نطاق واسع كعقيدة رائدة من قبل المسيحيين الآخرين (كنائس بولس ويوحنا، على سبيل المثال). كما أن عرض محاكمة يسوع ووفاته في ب. سنهدرين يبدو أنه يمثل دحضاً يهودياً للتقاليد المسيحية حول موت يسوع. و لا يمكن أن يُزعَمُ أنها تمثل معلومات مبكرة ،ا و مستقلة عن يسوع ،كل المعلومات العامة التي كانت لدى الحاخامات عن يسوع كانت مستمدة من التبشيرالمسيحي. فقد ادعى المسيحيون بان يسوع صنع معجزات، بل وراى الحاخامات ادعاءات المسيحيين بقدرتهم على المعجزات الشفائية ، ومن ثم تعامل اليهود مع تلك الادعاءات ،بان ما قام به يسوع وما يقوم بفعله المسيحيون هو سحراً.
المعلومات الأكثر تحديداً التي قدمها الحاخامات والتي تختلف عن العهد الجديد لا تظهر أي دليل على وجودها من القرن الأول.بل انطلقوا بدلاً من ذلك من خيالهم الإبداعي، الذي كان حراً في رواية القصص الحاخامية. فافترض بعض الحاخامات أن يسوع كان تلميذا ربانيا فاشلا ، وخمسة من تلاميذه أعدموا من قبل السلطات اليهودية، كما تم طرد يسوع من قبل معلمه الخاص. وقد حوكم وأعدم من قبل اليهود وحدهم.
ولعل أبلغ دلالة على أن الحاخامات لم يكن لها مصادر مستقلة ، اوتقاليد مبكرة عن يسوع هو فشلهم في وضعه في القرن الصحيح.
و أفضل تفسير لجميع معلومات الربانيون عن يسوع هو أنها نشأت في القرنين الثاني والثالث.
و لم تكن فقط تعكس آثار الجدال اليهودي ضد المسيحيين في ذلك الوقت ، ايضا كان استخدامها الرئيسي في الكتابات الحاخامية ، بلا شك ، لتذكير اليهود لماذا كان يسوع مرتد مخادع ولماذا أتباعه لا يزالون على ضلال.
مصادر يهودية اخرى:

الشهادة الفلافية :

للاسف لا يمكننى ضمها داخل النصوص اليهودية التى تفيدنا حقا فى المسالة محل النقاش ،لا ننا كما نعلم هناك خلاف حول صحة نسبها كُليا او جزئيا ليوسيفوس ... الاجماع حاليا بانها يُمكن نسبتها جزئيا ليوسيفوس ،وبانها كُتبت بلغة محايدة .. لكن من حين لاخر،نجد خروج بعض علماء ذلك الاجماع منه ،وتعديل قناعتهم من فكرة التلفيق الجزئي الى التلفيق الكلى..

انا شخصيا اميل الى فكرة اما انها مُلفقة كليا ،او خيارا اخرا اُرَجحه ،بانها كانت موجودة ،ولكن ليس بتلك الصيغة الحالية الممُجدة ليسوع، ولا بالصيغة المحايدة التى يقترحها العلماء ك بارت ايرمان الخ..
بل ارى انها كانت فقرة عابرة ذات لُغة سلبية تجاه يسوع واتباعه ،لا تختلف عن كلام يوسيفوس وهو الفريسي من جهة،و حليف للرومان ومُعادى لحركات الانبياء والمسحاء الكذبة،والخارجون على نظام الحكم الرومانى…

على اى حال لو قبلنا بفكرة اجماع العلماء عن النواة الاصلية ،وبغض النظر عن اختلافهم على مقدارها ،يبقى شئ واضح ..وهو ان يوسيفوس فى تلك النواة اكد على صلب المسيح واحال الفعل الى بيلاطس .…

الاناجيل موقفها من اتهام مريم بالزنى؟

رجاء مراجعة مشاركتنا السابقة فى الموضوع التى تناولنا فيها بعض القراءات لنصوص من مرقس، يوحنا الخ ...حاول بها البعض التدليل على وجود جدل حول تلك المسالة فى تلك النصوص ، واستنتجنا ان تلك المحاولة بها تحميل للنصوص اكثر مما تطيق ،وليست مقبولة من اجماع العلماء…


لكن الاناجيل الرسمية ليست نهاية المطاف ،وهناك ادلة قاطعة على عِلم العالم المسيحى بالمسالة فى القرن الثانى الميلادى وما بعده...

نقتبس من بحث ل Dan Jaffé استاذ تاريخ الاديان والتلمود والمسيحية المبكرة:

The Virgin Birth of Jesus in the Talmudic Context
A Philological and Historical Analysis

اقتباس:

ثانياً - المصادر المسيحية

يمكننا العثور على اثارا من صيغة "بن بانتيرا" في الأدب الكنسي القديم.

١- اثناء تفسيره انجيل يوحنا 20: 14، يُشير أوريغانوس إلى تقليد نَسَبَهُ إلى اليهود، و الذى وفقاً له يسوع كان ميلادُه غير شرعيا.

٢- ايضا نجد ذِكر اتهام مريم بالزنا حوالي عام 248. في جدل اوريجانوس مع سيلسوس ،فى كتابه Contra Celsum وفيه يعزو الكلمات التالية إلى الفيلسوف الوثني سيلسوس(. 178 م) :
والواقع أن اليهودي يقول:قد جاء [ يسوع ] من قرية يهودية ومن امرأة ريفية فقيرة والتي كانت تكسب عيشها من الحياكة. ويقول [ اليهودي ]: إنها طردت على يد زوجها الذي كانت حرفته النجارة» لأنها اتهمت بالزنا. ثم يقول إنه بعد أن طردها زوجها وبينما كانت تتجول بطريقة مشينة؛ وضعت يسوع سراً. ويقول لأنه [ يسوع ] فقير فَقَذْ أَجَرّ نفسه كعامل في مصر وهناك جرّب يده بقوة سحرية معينة والتي يفتخر بها المصريون أنفسهم؛ فعاد ممتلئاً بالزهو» بسبب هذه القوى» وبسببها منح نفسه لقب الله.؟

٣-في شاهد آخر يعيد سلسوس هذه المزاعم التي يضعها في فم أحد اليهود بَل يعطينا اسم والد يسوع:
"لكن دعونا نرجع إلى الكلمات الموضوعة في فم اليهودي؛ حيث تُوصف أم
يسوع بأنها طُردت من قبل النجار» الذي كان قد عقد خطبته عليها فقد أدينت بالزنا
وبأن لها ولداً من أحد الجنود الذي يحمل اسم بانتيرا"


هذا المقطع يسمح لنا بافتراض أن التشهير المنسوب إلى سيلسوس فيما يتعلق بوالدة يسوع ،كان من اصل يهودى وليس رومانى ،وربما كان واسع الانتشار قبل بضعة عقود من استخدام سيلسوس له. (لكن يعارض تلك الفكرة جولدشتاين فى كتابه يسوع فى التقاليد اليهودية،فيقول بعدما وَضًح مدى عداء سيلسوس لكلا من اليهودية والمسيحية،بانه كان من السهل عليه اختلاق شخصية يهودية خيالية لكى ينتقد ويقلل من شان المسيحية على لسانها،علاوة على ذلك يتحفظ جولدشتاين على مصداقية اقتباسات اوريجانوس نفسه).

٤- كما يوجد تقليد زنا والدة المسيح في بعض الاناجيل المسيحية الابوكريفا، مما يدل على أن هذا الاتهام ظهر في بداية القرن الثاني. و من المفترض أن ذكرها في النصوص المسيحية كان نتيجة لانتشارها على نطاق واسع. وغني عن القول إن هذه النصوص تنفي هذا الاتهام. ومع ذلك، فإن تكرارا ذكرهم لها، يَدل على مثابرة وتكرار تلك الاتهامات.

امثلة على تلك الاتهامات يقول انجيل توما : " قال يسوع: من يُعرَف له ابا واما ،سَيُدعى ابن زنا .
و يعتبر Marvin Meyer مؤلف كتاب (The Gospel of Thomas: The Hidden Sayings of Jesus, p. 106)
ان احدى اوجه تفسير العبارة اشارة الى اتهام اليهود ليسوع فيقول:

اقتباس:

يعطينا أوريغانوس سببًا للتفكير في تفسير آخر . بمقالته ضد سيلسوس 1.28 ؛ عندما استشهد أوريجينوس بالتقليد القائل بأن يسوع هو الطفل غير الشرعي لمريم ، التي "أنجبت طفلاً من جندي يدعى بانثيرا". وهناك شاهد على وجود قبر احد رماة صيدا يدعى تيبيريوس يوليوس عبد بانتيرا الذى كان في الواقع متمركزًا في فلسطين في وقت ولادة يسوع.
"(إنجيل توما: أقوال يسوع الخفية ، ص .106)
٥- وهناك مرجعا مماثل الفكرة في إنجيل أعمال بيلاطس الثاني الاصحاح الاول :

أنا*حنانيا رئيس الكهنة*والكتبة اجتمعنا،*قيافا، سومني، دوثان وغيمالائيل، يهوذا، لاوي، نفتالي، إسكندر، كورش وأمراء*اليهود*الآخرين، قابلوا*بيلاطس، واتهموا يسوع بأعمال شريرة كثيرة قائلين: "أننا نعرفه ابن يوسف النجّار، ومولودًا من*مريم، وهو يقول انه ملك وابن الله؛ وأكثر من ذلك، انه ينتهك، حرمة السبت ويريد تدمير شريعة آبائنا".* فقال*بيلاطس: "ما هي الأعمال الشريرة التي يرتكبها والتي تدمر*الناموس؟"* فأجاب*اليهود: "أن الشريعة تمنعنا عن الشفاء يوم السبت؛ ولكن هذا الرجل بأعماله الشريرة شفي يوم السبت، عرجًا وصُمًا، كسحاء ومشلولين، عميانًا، برصًا وممسوسين".* وقال لهم*بيلاطس: "وأي شر عمل؟" فأجابه*اليهود: "انه ساحر؛ وباسم*بعلزبوب، رئيس الشياطين، يخرج الشياطين، وكلّ الأمور تخضع له". وقال*بيلاطس: "ليس بفعل روح نجسة، بل بفعل قدرة الله، طرد الشياطين". وقال*اليهود*لبيلاطس: "نرجو سموّك أن تأمر بمثوله أمام محكمة، لتستمع إليه".وقال*بيلاطس*لكل*اليهود، وقد سمع ذلك: "تعلمون أن زوجتي تخاف الله وتهتم كثيرا بعادات*اليهود*معكم". فقالوا له "نعم نحن نعرف ذلك". فقال*بيلاطس*لقد أرسلت إليّ قائلة "لا تفعل شيئًا في حق هذا الرجل البار، لأنني تألّمت كثيرًا هذه الليلة بسببه". فأجاب*اليهود*بيلاطس: "ألَم نَقُلْ لك انه ساحر؟ وها هو قد أرسل رؤيا إلى زوجتك". وقال*بيلاطس*ليسوع، مناديًا إياه: "ألا تسمع ما يقولونه عليك؟ ولا تجيب بشيء؟". فأجاب يسوع: "لو لم تكن لهم القدرة على الكلام، لما كانوا يتكلمون، لأن كل إنسان له القدرة على فمه ليقول*أشياء خيَّرة أو شريرة".* فأجاب شيوخ*اليهود*وقالوا ليسوع: "ماذا نقول؟ أولًا، انك وُلدت من الزَّنا؛ ثانيًا، وسبب مولدك في بيت لحم قُتلَ الأطفال؛ ثالثًا، أن أباك يوسف وأُمك*مريم*هربا إلى*مصر، لأنهما لم يكونا يثقان بالشعب".* وكان بعض*اليهود*الموجودين هناك، والذين كانوا أقلّ شرًا من الآخرين، يقولون: "لا نقول أنه وُلد من الزَّنا، لأننا نعلم أن*مريم*خُطبَت ليوسف، ولم يولد من الزَّنا". فقال*بيلاطس*لليهود الذين كانوا يقولون أن يسوع وُلد من الزَّنا: "هذا الكلام كاذب، فقد كانت هناك خطوبة كما يشهد بذلك أشخاص من بينكم". فقال*حنانيا*وقيافا*لبيلاطس: "الجمهور كلّه يصرخ انه وُلدَ من الزَّنا، وانه ساحر. هؤلاء دخلاء (متهوَّدون) وتلاميذه".*

تقودنا تلك المصادر الى الاعتقاد بان اتهام مريم كانت فكرة شائعة بين اليهود , وأنّها ،على الأرجح، انتقلت منهم إلى الوثنيين ،وأخيرا،وجدت طريقها الى داخل الأبوكريفا المسيحية.وتجدر الإشارة إلى أن مسالة سيلسوس كانت معاصرة ل ظهور الابوكريفا المسيحية التى سعت الى التاكيد على عذرية مريم وتمجيدها.
كانجيل يعقوب ،و و صعود إشعياء و أوديس سليمان ...وتعكس تلك المقاطع بوضوح نوايا مؤلفيها. ورغبتهم في اثبات وتمجيد عذرية مريم . وانها رد فعل لهجمات الفيلسوف الرومانى سيلسوس فى عمله الشهير ،او من كان على شاكلته من اليهود او الرومان ..

٦-الأكثر إثارة للاهتمام، يظهر اسم بانتيرا في إبيفينوس في Adversus Haereses III، حيث يقتبس اوريجانوس بشأن يعقوب، والد يوسف وجد يسوع.

يجب فهم اسم "ابن بانتيرا" على أنه تمثيل يهودي للمسيحية في وقت مبكر من القرن الثاني ، وقت تصريحات سيلسوس. ربما كان مصطلحًا شائعًا وواسع النطاق للسخرية بين اليهود ،و كان يهدف إلى الاستهزاء بسخرية الإيمان بمفهوم يسوع وعذريته.

٧- و تم العثور على هذا اللقب التشهيري أيضًا في كتابات ترتليان في القرن الثاني الميلادى . ويشير إلى الحجج اليهودية ضد يسوع ويقول :

وهكذا ، سأقول ، هذا هو ابن ذلك النجار أوابن العاهرة ،الذى اعتدى فى السبت ، الذي يمتلكه السامري والشيطان! هذا هو الذي اشتريته من يهوذا! هذا هو الذي ضربتوه بالقصبة وبالقبضة، واعطيتوه أعطى المر والخل للشرب! هذا هو الذي سرقه تلاميذه سرا ، ليقال أنه قام من جديد.

هذا المقطع مثير للاهتمام بشكل خاص ، لأنه يذكر الاتهام اليهودي بان يسوع نتج عن اتحاد مع عاهرة .ولابد أن كان ذلك الادعاء واسع الانتشار بين اليهود ، فى الوسط الذي تطورت فيه كتابات ترتليان. علاوة على ذلك ، فإنه يؤكد ملاحظات أوريجانوس في ضد سيلسوس.

............................................

الا وقد انتهينا من مسالة الميلاد غير الشرعى ليسوع من كافة زواياها ،ومسالة صلب يسوع من زاوية التقاليد اليهودية والحكم التاريخى على ذلك،
ننتقل الان الى مراجعة لمسالة صلب يسوع من زاوية التقاليد المسيحية مقابل التاريخ:


خلافا للرواية المُعَارِضَة اليهودية السالفة الذكر،والتى يعتبرها اجماع العلماء عديمة القيمة تاريخيا ، يعتبرون ان روايات الاناجيل بها نواه تاريخية صلبه يقينية ، وهى ان يسوع تم اعدامه عن طريق الرومان صلبا …

و فيما عدا ذلك ،يُمكن تقسيم باقى عناصر رواية الصلب الى قسمين
١- عناصر يُستبعد صحة وقوعها.
٢- عناصر ربما لها اصل تاريخى ...

لنلقى الضوء على كل عنصر على حده …

١- يسوع اُعدِم صلبا على يد الرومان .....
هناك اجماع قل نظيره بين علماء مقارنة الاديان والمؤرخون على قبول ذلك ،ونحتاج لمشاركة كبيرة مٌخصصة لاقتباسات من علماء المسيحيات والمؤرخون ،الذين يؤكدون على يقينهم من تاريخية العبارة السابقة ،بدون قيد او شرط.... انه طوفانا لا يقف امامه الا شُذاذا من اصحاب نظرية يسوع الاسطورى .....

لماذا ذلك الاجماع الحماسي؟ الاجابة لان التصور يوفى بمعايير تاريخية ،لا تفتح بابا للتشكيك به.
فى الواقع هناك اربع معايير على الاقل:

المعيار الاول :
التصور له سوابق ولواحق تاريخية من نفس نوعه ،عن افراد ادعوا النبوة او المسيانية ،وتخلص منهم الرومان ،عندما اشتموا رائحة ذلك.

لخصت الموسوعة اليهودية امرهم وقالت :
اقتباس:

ادعياء المسيح ،هم اناسا ادعو أنهم مٌخَلٍصون لإسرائيل ومُعَيًنون من الله لتحقيق وإنشاء مملكة المسيح الموعودة. وكان هؤلاء المسحاء الكذبة الذين ظهروا في عصور مختلفة ،اما مُحتالون يسعون إلى استغلال مصداقية الجماهير لأغراضهم الذاتية. و آخرون منهم، كانوا ضحايا معتقداتهم أو أوهامهم العقائدية. وكان هدفهم جميعاً هو استعادة شعب إسرائيل إلى وطنهم الأم. وسعى البعض إلى تحقيق ذلك من خلال التوبة والصوم والصلاة ، وتطلعوا إلى المعجزات لمساعدتهم ؛ ولجا آخرون لحمل السلاح.

واثناء قيامهم بالدور المسيانى المزعوم، قام بعضهم بادخال فكرة الاصلاح الدينى ، وإدخال بِدَعًا ،بل و محاولة تخريب الديانة اليهودية ،و كان تأثيرهم محليًا ومؤقتًا في الغالب ؛ ومع ذلك ، نجح البعض في جذب أعداد كبيرة من الاتباع، وخلق حركات استمرت لفترات طويلة. كانت آثار هذه الحركات المسيانية سلبية. ففقد الكثير من هؤلاء المسيحاء وأتباعهم حياتهم بسبب أنشطتهم. وخدعوا الناس بآمال كاذبة ، وخلقوا انشقاقات ، وأثاروا الطوائف .

فى الواقع بدأ المسحاء الدجالون في الظهور مع نهاية سلالة الحشمونيون(بين نحو عام 140 ونحو عام 116 قبل الميلاد)،عندما بدأت روما عملها في سحق استقلال يهودا. وبدا اليهود بالتطلع إلى ظهور المسيح من أجل الحفاظ على دولتهم المهددة بالانقراض ..
وطبقا ليوسيفوس ، فقد ظهر فى القرن الأول قبل تدمير الهيكل ،عدد من ادعياء المسيح الذين وَعدوا اليهود بالتحرر من الظلم الروماني ، واجتذبوا اتباعا لهم متحمسون .ويقول عنهم "نشأت كتلة آخرى من الرجال الأشرار أيضًا ، يداهم تبدو نظيفة، ولكن نواياهم شريره ،فعَكًروا سلم المدينة بقدر لايقل عن هؤلاء القتلة [Sicarii].وكانوا مخادعون وضَللوا الجماهير ،وقادوهم للبِدَع ، وكانوا يتصرفون كالمجاذيب تحت ذريعة الإلهام الإلهي، متظاهرين بأن الله سيظهر لهم ايات النصر والحرية "(جوزيفوس ، "BJ" ii. 13، §؛ 4؛ idem، "Ant." xx. 8،). وفى الاناجيل نفسها نجد كلاما يمشي فى نفس الاتجاه ،ويصف نفس الظاهرة ،وتحذيره من "المسحاء الكذبة والأنبياء الكذبة" ،

يصف يوسيفوس بعضهم ، ويقول :

اقتباس:

على أن اليهود أُصيبوا من النبي المصري الكذاب بضربات أشد من هذه . لأنه ظهر في الأرض محتال أوحى إلى الناس أن يؤمنوا به كنبي ، وجمع نحو ثلاثين ألفاً ممن خدعهم ، واقتادهم من البرية إلى جبل الزيتون الذي تأهب منه للدخول إلى أورشليم عنوة وتحطيم الحامية الرومانية ، والاستيلاء على حكم الشعب ، مستخدماً من اشتركوا معه في الهجوم كحراس .ولكن فيلكس (الوالي) سبق فعلم بهجومهم ، وخرج لملاقاته بالفيالق الرومانية ، واشترك في الدفاع كل الشعب ، حتى أن المصري هرب مع قليل من أتباعه لما نشبت المعركة ، ولكن الأغلبية هلكت أو أُخذت أسرى*

ويمكننا مقارنه الوصف المذكور هنا عن النبى المصري بما ورد في سفر أعمال الرسل ٢١-٣٨ ففي عصر فليكس قال قائد المئة في اورشليم لبولس لما أثار جمهور اليهود فتنة ضد الرسل ” أفلست أنت المصري الذي صنع قبل هذه الأيام فتنه وخرج الي البرية أربعة الألاف الرجل من القتلة ؟
وطبقا للرواية :قبل أن يصل بولس إلى المعسكر سأل الأمير باللغة اليونانية إن كان يسمح له بالحديث معه، فاندهش الأمير لأنّه ظنّ أنّ بولس لا يعرف اليونانية، وأنّه المصري الذي أثار فتنة. فقد أقلق راحة الشّعب وقتها رجل مصري كان زعيماً لفرقة قتَلَة عددهم أربعة آلاف، ادَّعى أنّه نبيّ، وقال لأتباعه إنّه إن وقف معهم على جبل الزيتون وأمر أسوار أورشليم بالسقوط فإنها تطيع أمره، وبعدها يستطيعون أن ينهبوا المدينة. وسأل الأمير بولس إن كان هو ذلك المصريّ الهارب، فأجابه بأنّه يهودي من مدينة طرسوس، وطلب منه أن يسمح له أن يكلّم الجمهور ليقنعهم ببراءته، فسمح الأمير له وأمر الجنود أن يفكّوا قيوده فاستطاع أن يشير بيده للشّعب ليصغوا إليه.


يُعلق المؤرخ Jona Lendering على ذلك :

اقتباس:

مثل ثيوداس ، اتخذ النبي المصري يشوع (الرجل الذي جعل جدران أريحا تسقط ؛ يشوع 6.20) كمثال يحتذى به .و كان الحاكم الروماني منزعجًا من ذلك وله الحق: فمثل يشوع وموسى ، ادعى المصري أنه قاد اليهود إلى أرض الميعاد بدون أعداء. وكان من الواضح أن هذا ادعاء مسيانى. وربما أطلق المصري المجهول على نفسه اسم "الملك المسيح" ، لأن يوسيفوس يستخدم الفعل اليوناني tyrannein ("ليكون الحاكم الوحيد") في الاقتباس الأول. وتجدر الإشارة إلى أن جبل الزيتون كان يُعتبر المكان الذي سيقف فيه الله يوم القيامة ، ويقاتل المعركة ضد أعداء إسرائيل.

نبي اخر لم يذكر اسمه يوسيفوس ( 59 م)
المصدر: ، الآثار اليهودية 20.188.
اقتباس:

الحاكم الروماني فيستوس ، واجه ثورة أخرى.وأرسل Festus قوات من الفرسان والمشاه ،للايقاع بأولئك الذين تم إغرائهم من قبل محتال معين ،و الذي وعدهم بالخلاص والتحرر من البؤس الذي كانوا تحته ، إذا كانوا سيتبعونه فقط حتى البرية. وبناءً عليه ، دمرت تلك القوات التي تم إرسالها كل من خدعهم ، وتلك التي كانت من أتباعه أيضًا.
يروى يوسيفوس قصة نبى آخر كاذب ظهر هو "السامرى" في عام 36 م:

اقتباس:

وحينها واجه حاكم اليهودية ، بيلاطس ، تمردًا خطيرًا في السامرة.
كان رجلا كذابا، استهدف الغوغاء بانشطته،و حشدهم ليذهبوا معه، إلى جبل جرزيم ، وهو في اعتقادهم أقدس الجبال. وأكد لهم أنه عند وصولهم سيٌظهِر لهم الأواني المقدسة التي دفنت هناك ، حيث أودعهم موسى. وصدقوه ، وسَلًحوا انفسهم.وانتشروا في قرية تيراثانا ، وبينما كانوا يخططون لتسلق الجبل في عدد كبير جدًا ، رحبوا في صفوفهم بالوافدين الجدد الذين استمروا في القدوم. ولكن قبل أن يتمكنوا من الصعود ، أغلق بيلاطس طريقهم المتوقع إلى أعلى الجبل بمجموعة من سلاح الفرسان والمشاة المدججين بالسلاح ، الذين التقوا مع أول القادمين من القرية ،وقتلوا بعضهم في معركة ضارية وطردوا الآخرين. وتم أخذ العديد من السجناء منهم، وكان من بينهم القادة الكبار، والذين اعدمهم بيلاطس.

نبى مسيانى كاذب اخر (ثوداس)،يروى قصته يوسيفوس :

اقتباس:

وحدث اثناء فادوس النائب العام علي اليهودية ( كوسبيوس فادوس تولي من سنة 44 الي 46 م ) قام ساحر الذي كان اسمه ثوداس واغوي جزء ضخم من الشعب ( اي انه اكثر من 400 رجل الذي اتبعوا ثوداس الاول ) وتاثروا به واتبعوه الي نهر الاردن لانه قال لهم انه نبي وانه يقدر باوامره الشخصيه ان يقسم النهر ويقدم لهم ممر سهل فوقه وكثيرين انخدعوا بكلماته . ولكن فادوس لم يسمح لهم بالتقدم باي محاوله برية ولكن ارسل فرق خيل ضدهم التي وقعت عليهم وهم غير متوقعين وذبحت الكثيرين منهم واخذ الكثيرين احياء ( لا يشبه ما قاله غمالائيل ان ثوداس قتل لوحده واتباعه تشتتوا ) وايضا اخذوا ثوداس حي وقطعوا راسه وحملوها الي اورشليم وهذا ما لاقاه اليهود في وقت حكومة كوسبيوس فادوس
يتكلم اعمال الرسل عن نبى كاذب اسمه ثوداس ايضا وعن يهوذا الجليلي الذي يذكر انهم قبل الاكتتاب*اي قبل الميلاد في
اعمال الرسل 5: 36-37 وكان يجري عن أيدي الرسل في الشعب كثير من الآيات والأعاجيب (وكانوا يجتمعون كلهم دون استثناء في رواق سليمان. ولم يجرؤ أحد من سائر الناس أن يلتحق بهم، مع أن الشعب كان يعظم شأنهم. بل كانت جماعات الرجال والنساء تزداد عددا فتنضم إلى الرب بالإيمان)
. حتى إنهم كانوا يخرجون بالمرضى إلى الشوارع، فيضعونهم على الأسرة والفرش، لكي يقع ولو ظل بطرس عند مروره على أحد منهم. وكانت جماعة الناس تبادر من المدن المجاورة لأورشليم، تحمل المرضى والذين بهم مس من الأرواح النجسة فيشفون جميعا. فقام عظيم الكهنة وجميع حاشيته من مذهب الصدوقيين، وقد اشتدت نقمتهم،. فبسطوا أيديهم إلى الرسل ووضعوهم في السجن العام. غير أن ملاك الرب فتح أبواب السجن ليلا وأخرجهم، ثم قال لهم:. (( اذهبوا وقفوا في الهيكل وحدثوا الشعب بجميع أمور هذه الحياة )). فسمعوا له ودخلوا الهيكل عند الفجر وأخذوا يعلمون.. فذهب الحرس فلم يجدوهم في السجن، فرجعوا وأخبروا
. فقالوا: (( وجدنا السجن مغلقا إغلاقا محكما والحرس قائمين على الأبواب، ولكن لما فتحناه، لم نجد فيه أحدا)). فلما سمع قائد حرس الهيكل وعظماء الكهنة هذا الكلام، حاروا في أمر الرسل وأخذوا يتساءلون ما هذا الذي جرى.. فأقبل إليهم رجل وأخبرهم قال: ((ها إن الرجال الذين وضعتموهم في السجن قائمون في الهيكل يعلمون الشعب )). فذهب قائد حرس الهيكل ورجاله، فجاء بهم من غير عنف، لأنهم كانوا يخشون أن يرميهم الشعب بالحجارة. فلما جاؤوا بهم وأقاموهم أمام المجلس، سألهم عظيم الكهنة قال:. ((نهيناكم أشد النهي عن التعليم بهذا الاسم وها قد ملأتم أورشليم بتعليمكم، وتريدون أن تجعلوا علينا دم هذا الرجل )).
. فأجاب بطرس والرسل: ((الله أحق بالطاعة من الناس.. إن إله آبائنا أقام يسوع الذي قتلتموه إذ علقتموه على خشبة.. وهو الذي رفعه الله بيمينه وجعله سيدا ومخلصا ليهب لإسرائيل التوبة وغفران الخطايا،. ونحن شهود على هذه الأمور. وكذلك يشهد الروح القدس الذي وهبه الله لمن يطيعه )).. فلما سمعوا ذلك استشاطوا غضبا وعزموا على قتلهم. فقام في المجلس فريسي اسمه جملائيل، وكان من معلمي الشريعة، وله حرمة عند الشعب كله. فأمر بإخراج هؤلاء الرجال وقتا قليلا،. ثم قال لهم: ((يا بني إسرائيل، إياكم وما توشكون أن تفعلوه بهؤلاء الناس. فقد قام ثوداس قبل هذه الأيام، وادعى أنه رجل عظيم، فشايعه نحو أربعمائة رجل، فقتل وتبدد جميع الذين انقادوا له، ولم يبق لهم أثر. وبعد ذلك قام يهوذا الجليلي أيام الإحصاء، فاستدرج قوما إلى اتباعه، فهلك هو أيضا وتشتت جميع الذين انقادوا له. وأقول لكم في صدد ما يجري الآن: كفوا عن هؤلاء الرجال، واتركوهم وشأنهم، فإن يكن هذا المقصد أو العمل من عند الناس فإنه سينتقض،. وإن يكن من عند الله، لا تستطيعوا أن تقضوا عليهم. ويخشى عليكم أن تجدوا أنفسكم تحاربون الله )). فأخذوا برأيه.


اقتباس من موضوع الباحث ابن ماء السماء(البحث عن يسوع) لكن باختصار :

(قد يكون بالموضوع بعض التفاصيل المثيرة للجدل واختلف مع بعض المقدمات لكنى اتفق مع النتيجة بان دعوة يسوع كانت ميسيانية )

اقتباس:

وجاء [أي يسوع] الى الناصرة حيث كان قد تربى.ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرأ. (...) فامتلأ غضبا جميع الذين في المجمع حين سمعوا هذا. فقاموا واخرجوه خارج المدينة وجاءوا به الى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتى يطرحوه الى اسفل. اما هو فجاز في وسطهم ومضى [لوقا5، 16-30]
الناصرة مبنيّة فوق جبل، و قد غضب الذين في المجمع و أخرجوه و كادوا يلقونه من أعلى الجبل.
غنيّ عن الإشارة أنّ مدينة الناصرة الحاليّة غير موجدودة فوق جبل، و كنتُ أشرت إلى أنّ سبب تسمية مدينة يسوع بالناصرة عند كتبة الأناجيل هو أنّهم اشتقّوها من كنيته، فكنيته: Nazorene أي نصراني، فاشتقّوا منها: الناصرة، و اعتبروها مدينته.
لكن و كما رأينا فالناصرة لم تكن موجودة [على الأقلّ بهذا الإسم] و أيضا غير موجودة فوق جبل، أي أنّهم يتحدّثون عن مدينة في مكان ما و لكن باسم الناصرة، و علينا أن نعرف الإسم الحقيقيّ لهذا المدينة.
نذهب إلى يوسفيوس فلافيوس: جمالا (...) هي مدينة مبنيّة فوق جبل عال، و منها جاء اسمها الذي يعني ’’الجمل’’ [أو حدبة الجمل] ، واجهتها و أطرافها محاطة بوديان وعرة، و الممرّ إليها موجود فيه منازل كثيرة، و حينما ننظر من وسط البلاد إلى هذه المدينة تبدو لنا و كأنّها جاهزة للسقوط حيث هي مبنيّة في مكان مرتفع جدّا. [حروب اليهود4، 11، 286 ]

أعتقد أنّ الأمر واضح، فها هي مدينة فوق جبل تتّفق مع رواية لوقا أعلاه حينما أراد من في المجمع إلقاءه منها.
و كما قال يسوع نفسه:
لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل. [متى5، 14]
فعلا، لا يمكن أن تخفى!
لكن لماذا نختار هذه المدينة، فتوجد مدائن أخرى أيضا موجودة فوق جبال؟
نختار هذه المدينة لأنّها تتّفق مع بقيّة الأحداث.
هي مدينة يهوذا الجليليّ، البطل الثائر الذي حارب ضدّ الرومان و ضدّ الضرائب، و طالب بعدم إعطاء أموال اليهود [خبز البنين] إلى الرومان [الكلاب و الخنازير]، و تسمّى هذه المدينة: عشّ النسر، و تكوّنت فيها حركة مسلّحة، و هي حركة يهوديّة قوميّة ضدّ الإحتلال الرومانيّ، و انضمّ إليها العديد من اليهود و قاموا بعمليّات ضدّ النظام [أي بتعبيرنا الحاليّ: قاموا بعمليّات إرهابيّة]، و قد تمّ القبض على يهوذا الجماليّ سنة 6 ميلادي و قتله، و هو مؤسّس حركة ’’الثائرين’’ Zelotes و يسمّيهم الموالون لروما: ’’البلطجيّة’’ و ’’قطّاع الطرق’’ و ’’المجرمين’’ و من هنا نفهم لماذا يستعمل سالس و غيره هذه التسمية حين يتحدّثون عن يسوع.
تماما كالمصطلحات في عصرنا الحديث: فاليهود يسمّون الفلسطينيّن الذين يقومون بعمليّات فدائيّة: الإرهابيّين و المجرمين، بينما الفلسطينيّون يسمّونهم: الفدائيّين و المحرّرين، فالتسمية تختلف من الواجهة أو الموقع الذي ننظر منه.
و لنستمع لفلافيوس: يهوذا الذي تحدّثنا عنه آنفا كان هو مؤسّس هذا المذهب الرابع [يوسفيوس يقصد مذهب المتعصّبين أو الثوّار Zelotes ] و متّبعو هذا المذهب يتّفقون في الغالب مع مذهب الفريسيّين و لكن بهم حبّ عارم للحرّيّة، لأنّهم يعتقدون أنّ الله وحده هو السيّد و الربّ، [أي هم ضدّ الرومان] و لا يخافون من الموت مهما كانت طريقته، و لا بموت أهاليهم و لا أصدقائهم، و لا ينادون أحدا بلفظ السيّد.
كان هناك أناس كثيرون شاهدين على قدرة هؤلاء [أتباع يهوذا الجليليّ] على تحمّل المصاعب.لن أضيف شيئا آخر، لأنّي أخاف إن أضفت، ليس من أن تشكّوا فيما أقول، و لكن أخاف ألاّ أعطي فعلا الصورة الحقيقيّة عنهم و عن نظرتهم غير المبالية بالأوجاع و قدرتهم غير العاديّة على تحمّل الأوجاع. [ تاريخ اليهود/الكتاب18/الفصل1، 6 ]
من تعاليم يهوذا الجليليّ هو ألاّ ينادوا أحدا بلفظ السيّد، فالسيّد الوحيد هو الله، و هو يشير بالخصوص إلى الفريسيّين الذين ينادون الرومان بلفظ ’’السادة’’، فيهوذا الجليليّ هو يهوديّ قوميّ و يرفض رفضا قاطعا الوصاية الرومانيّة، أي هناك حركة مسيانيّة قويّة [و الجميع ينتظرون المسيح الذي سيحرّرهم]
و لنستمع ليسوع:واما انتم فلا تدعوا أحدا [بلفظ] سيّدي، لان معلّمكم واحد وانتم جميعا اخوة. ولا تدعوا لكم ابا على الارض لان اباكم واحد، الذي في السموات. ولا تدعوا [الناس بلفظ] قادة [لكم]، لانّ قائدكم واحد [و هو] المسيح. [متّى23، 8-10]

يسوع هنا يردّد كلام يهوذا الجليليّ، و هذا أمر منطقيّ جدّا، فيسوع يهوديّ في إطار يهوديّ، في حركة يهوديّة، و ليس كما حدث فيما بعد و تمّ قلعه من جذوره و بناء ديانة مسيحيّة غريبة عنه، إنّه ضمن هذه الحركة المسيانيّة التي ستحرّر اليهود من الرومان ’’الكلاب’’ و ’’الخنازير’’، فيقول:
لا تعطوا القدس للكلاب.ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير.لئلا تدوسها بارجلها وتلتفت فتمزقكم [متى7، 7]

و يهوذا الجليليّ هو من مدينة ’’جمالا’’، عشّ النسر، و تمّ القبض عليه و قتله سنة 6 ميلادي، و ترك سبعة أولاد واصلوا مسيرة التحرير بعده:
يوحنّا و سمعان و يعقوب الكبير و يهوذا و يعقوب الصغير و مناحيم و أليعازر.
و كلّهم طالبوا بعرش أورشليم و دخلوا في حروب متتالية، و لنستمع ليوسفيوس فلافيوس:

سمعان و يعقوب الكبير:
و في ذلك الوقت أيضا تمّ القبض على سمعان و يعقوب، و أمر الإسكندر [طبريوس] بصلبهما.[حوالي 46 ميلادي] وهما ابنا يهوذا الجليليّ الذي أثار الإضطرابات و حرّض الشعب على الثورة في وقت كيرنيوس [6ميلادي] كما أشرنا من قبل [تاريخ اليهود20، 102]

يهوذا: حوالي 45 ميلادي
حينما كان فادو والي اليهوديّة، خرج كذّاب يدعى تدّاوس، و استطاع إقناع أناس كثيرين بأنّه نبيّ، فاتّبعه العديد إلى نهر الأردن حيث أعلمهم أنّ معجزته هي أن يشقّ النهر إلى نصفين ليعبروا بسهولة، لكنّ الوالي فادو لم يقبل بهذا الجنون و أرسل كتيبة من الفرسان قبضوا عليهم، حيث قتلوا بعضهم و حملوا بعضهم إلى السجن، أمّا يهوذا-تداوس فقد تمّ قطع رأسه و حملها إلى أورشليم [تاريخ اليهود20، 97-99]

مناحيم: حوالي 67 ميلادي
و في الأثناء كان شخص اسمه مناحيم- ابن يهوذا الجليليّ الرجل المخيف الذي اعتبر اليهود مجرمين في عهد كيرنيوس، لأنّهم اعتبروا الرومان سادة لهم بينما ليس لهم إلاّ سيّد واحد إلا الله- ذهب مع متّبعيه إلى قلعة مصعدة و كسر الأقفال و حصل على الأسلحة و تسلّحوا جميعا، ثمّ استطاعوا الدخول إلى أورشليم كملك، و جلس على العرش.[حروب اليهود2، 8] لا داعي لأن أترجم كلّ نصّ فلافيوس، فالمهمّ أنّ مناحيم اعتبر نفسه المسيح أيضا و لكن تمّ القبض عليه أيضا و تعذيبه و قتله مع جماعته حوالي سنة 66 ميلادي.و تمّ محاصرة مدينة جمالا من طرف الرومان و قضوا عليها تماما، و تولّى بعده أليعازر قيادة الحركة. و تواصلت الحروب و كلّ مرّة يظهر مسيح جديد.

لنترك أبناء يهوذا الجليليّ الجماليّ جانبا الآن و لنعد إلى يسوع:
حينما رأوا الذين في المجمع يسوع قالوا:أليس هذا ابن النجار.أليست امه تدعى مريم واخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا.[متى13، 55]

هاهنا تشير الأناجيل إلى أنّ يسوع له إخوة، و لكن تفسّر الكنيسة هذا الأمر [وذلك كي تحافظ على أسطورة عذروايّة مريم] أنّهم إخوته من يوسف، أي أنّ يوسف كان متزوّجا من امرأة أخرى [اسمها مريم أيضا و هي أخت مريم أمّ يسوع!] و أنجب هؤلاء، ثمّ خطب مريم العذراء، و بالتالي فهم إخوته بهذه الطريقة أي بالتحديد أبناء خالته، و تؤكّد الكنيسة على أنّ الأخ في اللغة الساميّة لا يشير بالضرورة إلى الأخ الفيزيائيّ، فيقال لابن العمّ أو الخال أخ أيضا.
و هذا التفسير وجيه، و قد يصدّقه الذين يريدون التصديق، و لكن للأسف فالأناجيل مكتوبة باليونانيّة و ليس بالعبريّة، و اليونانيّة تفرّق بين الأخ و بين ابن العمّ أو الخالة و هي تسمّيهم حرفيّا: adelfos أي إخوة.
و يرى James Tabor أنّ يوسي أخا يسوع هو نفسه متّى، و اسمه يوسي و يوسف و متّى. ’’1’’

و الآن لنذهب لنرى تلاميذ يسوع:[هناك اختلاف بين الأسماء في الأناجيل و لكن لا بأس فسنربط بينها]

وجعل لسمعان اسم بطرس. ويعقوب بن زبدي ويوحنا اخو يعقوب وجعل لهما اسم بوانرجس اي ابني الرعد. واندراوس وفيلبس وبرثولماوس ومتى وتوما ويعقوب بن حلفى وتداوس وسمعان القانوي. ويهوذا الاسخريوطي.[مرقس3، 16-19]

سمعان الذي سماه ايضا بطرس و اندراوس اخوه يعقوب و يوحنا و فيلبس و برثولماوس و متى و توما و يعقوب بن حلفى و سمعان الذي يدعى الغيور و يهوذا اخو يعقوب و يهوذا الاسخريوطي لوقا [6، 14-16]

سمعان الذي يقال له بطرس و اندراوس اخوه يعقوب بن زبدي و يوحنا اخوه، فيلبس و برثولماوس و توما و متى العشار و يعقوب بن حلفى و لباوس الملقب تداوس، سمعان القانوي و يهوذا الاسخريوطي [متى10، 2-4]

يسوع يسمّي الأخوين يعقوب و يوحنّا: ابني الرعد. [كيف يسمّي يسوع هذين الشخصين بابني الرعد فهي تسمية تقال للمحاربين و الثوّار و ليس لحواريّين يدعون إلى الحبّ و السلام؟ و هما فعلا ابنا الرعد، و غضبهما شديد، حيث أرادا أن تنزلا النار و تبيد السامريين [لوقا9، 54 ]بالمناسبة هناك من رجال الكنيسة من يفسّر هذه التسمية بأنّها تعني أنّ أصواتهم عالية كالرعد و ذلك ليسمعهما الناس حين يكرزان بالإنجيل:]

سمعان بطرس هو ابن يونا، و يُذكر في الأناجيل: بار يونا: Βαρ ιωνᾶ لكن الأناجيل لا تذكر ’’بار’’ الأرامية بمعنى ’’الإبن’’ بل تقول دائما: υιος أي مثلا: كتاب ميلاد يسوع المسيح بن داود بن ابراهيم:[متى1،1]
βιβλος γενεσεως ιησου χριστου υιου δαυιδ υιου αβρααμ

أو يوسف بن داود [متى1، 20]: ιωσηφ υιος δαυιδ
إلخ....

إذن فإنّ سمعان بطرس ليس هو ابن يونا، بل هي كنية له أي يدعى سمعان باريونا، و بعض النسخ اليونانيّة تكتبها صحيحة أي : Βαριωνᾶ بلا فصل بين ’’بار’’ و ’’يونا’’
و باريونا تعني: البلطجي بالأرامية! و قد أشار إلى ذلك Eisler و أكّدها غير باحث آخر ’’2’’
و الجمع هو: باريونيم בריונים ، و المفرد: בריון=باريون، و بالأرامية :باريونا، و أشار Dalman إلى أنّ الكلمة مشتقّة من الأكادية القديمة، و تعني الإرهابي ’’3’’

و الترجمة اللاتينيّة هي التي تخفي أصل الكلمة، و يرى Cascioli أنّها متعمّدة لإخفاء المعنى الحقيقيّ لكلمة باريونا، فجعلوها تعني ابن يونا، حيث تمّت الترجمة هكذا: Barjona ثمّ Bar jona ثمّ Bar Jonna ثمّ filius Jonae و هكذا ضاع المعنى الأصلي، و صار سمعان له أب اسمه يونا!
و لقب ’’الصخرة’’ الذي أعطاه إيّاه يسوع، قد يعني أنّ قلبه كالصخرة بما أنّه ’’بلطجي’’!،و لا ننسى أنّه قتل شخصين [أعمال الرسل5] و قطع أذن الجنديّ و تخاصم مع تقريبا كلّ رجال الكنيسة، هذا دون أن ندخل في تفاصيل [و على هذه الصخرة أبني كنيستي] وإن كانت الجملة محرّفة أم لا كما يرى البعض، و لكن لا تهمّنا هنا.

سمعان القانوني أو الذي يدعى الغيور: و في هذه يتّفق أغلبيّة الباحثين أنّها لا تعني أنّ سمعان من مدينة قانا، بل هي ترجمة لتسمية بالعبرية: הקנאים و تعني المتعصّبين أو الثائرين
يهوذا الإسخريوطي:Iskariote لا تعني أنّه من مدينة ’’قريوت’’ [ أي إش-قريوت] بل هي تحريف من Sikariote و تعني أيضا الإرهابي. [بالمناسبة، كتبة الإنجيل كلّما صادفتهم كنية لشخص جعلوها اسم بلدته أو أبيه، يسوع النذير/النصراني جعلوها تعني الناصرة ’’غير الموجودة وقتها’’ و باريونا جعلوها ’’ابن يونا’’ و سيكاريوت جعلوها ’’رجل من قريوت’’ إلخ...]

يهوذا أخو يعقوب، و توما و تداوس: هم شخص واحد! و صاروا ثلاثة بنقل أسمائهم من العبرية إلى اليونانية ثمّ إلى اللاتينيّة، و الإسم الأصلي هو يهوذا فقط و كنيته توما أي التوأم [توأم أخيه يعقوب] و تداوس و تعني أيضا التوأم.
و نرى في بعض مخطوطات Vetus Latina أنّهم يستعملون اسم يهوذا المتعصّب مكان تداوس، أي أنّهما شخص واحد ’’4’’ و لاحظوا في أسماء التلاميذ أعلاه أنّ لوقا يضع اسم يهوذا أخي يعقوب مكان تداوس عند متى و مرقس.
و يفسّر Cascioli الخلط الذي وقع:
أصل الكلمة هو: يهوذا التوأم، فتمّت ترجمتها إلى اليونانيّة إلى: Θωμας ο λεγομενος Διδιμος
أي توماس الذي يدعى ديديموس، ثمّ إلى اللاتينيّة: Thomasus dictus didimus فنقرأ في يوحنّا حين نعود إلى العربيّة: فقال توما الذي يقال له التوأم للتلاميذ رفقائه لنذهب نحن ايضا لكي نموت معه [يو11، 16]
أي بمعنى آخر: قال التوأم الذي يقال له التوأم للتلاميذ رفاقه...إلخ [!]

إذن بعض تلاميذ يسوع هم من الثوّار، و خمسة من أسمائهم هي نفس أسماء أبناء يهوذا الجليليّ، و هي نفس اسماء إخوته الأربعة. أعتقد أنّنا عرفنا من هو أبو يسوع!إنّه يهوذا الجليليّ الجماليّ [بالمناسبة و هذه فذلكة لغويّة خارج البحث: يهوذا الجليليّ هو بطل الله أو قوّة الله في عيون معاصريه حين ثار ضدّ الرومان و أسّس هذه الحركة التي دامت مائة سنة من الحروب.

و يهوذا الجليليّ هو من نسل داود، و يستحقّ أن يكون المسيح، و واصل ابناؤه المسيرة بعده و منهم يسوع ابنه الذي بالطبع هو من نسل داود مباشرة،و ليس معنويّا كما تشير الأناجيل و إلاّ ما جرؤ إطلاقا على اعتبار نفسه الملك-المسيح ودعا الجمع من تلاميذه وقال لهم من اراد ان يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني [مرقس8، 34] نعم، فالرومان لا يتسامحون في هذا الأمر و يعرفون أنّ اليهود يترقّبون من سيخرج و يقودهم، لذلك من سيجازف و يدّعي القيادة و أنّه هو المسيح-الملك فسيقومون بصلبه و يمثّلون بجثّته كعبرة لغيره.
و ليس بالضرورة أنّ تلاميذ المسيح كانوا 12 شخصا، فهو رقم رمزيّ:[أسباط إسرائيل 12 شخصا و عليهم تمّ بناء هذه القصّة]:
-يسوع حين قام بمعجزة الأرغفة الكثيرة، تمّ حفظ ما تبقّى في 12 سلّة
-قام بشفاء امرأة مريضة منذ 12 سنة
-قام بشفاء طفلة صغيرة عمرها 12 سنة
-ذهب إلى أورشليم و عمره 12 سنة
هذا دون أن نذكر عدد الأبراج الإثني عشر، و بعض الحسابات التي قامتْ عليها في الأسماء مثل يعقوب بن زبدي:
Zebedée و هي متكوّنة من كلمتين Zeb و تعني برج الحوت عند الكلدانيّين، و Deos و تعني صاحب، أي زبدي تعني صاحب السمك، و مهنته في الإنجيل- و يا محاسن الصدف- صيّاد سمك.

وشهدت السنوات 40 و 50 و 60 بعد الميلاد اضطرابات عنيفة، و ذروة الحركات المسيانيّة [أي مجيء المسيح مخلّص إسرائيل] ، و تكاثر الذين يعلنون عن نهاية العالم و قرب مجيء الملكوت، حتّى قام كلود بطرد اليهود من روما [بسبب تطلّعاتهم المسيانيّة] ، ثمّ انفجرتْ سنة 66 ميلادي الثورة اليهوديّة الكبرى في فلسطين، و من ضمن الثائرين يوسفيوس فلافيوس نفسه الذي روى لنا ذلك فيما بعد، و أحد قادة الثورة هو مناحيم بن يهوذا الجليليّ، و استطاع [بين 66-67] الإستيلاء على قلعة مصعدة و قتل كلّ الجنود الرومان و كذلك قلعة أنطونيا، ثمّ دخل أورشليم على أنّه المسيح و استقبله الشعب بسعف النخيل [هذا المشهد تذكره الأناجيل عن يسوع] لكنّه كان جائرا جدّا -كما يصف فلافيوس- و تمّ قتله بيد الشعب نفسه، و تمّت محاصرة أورشليم بأربعة جحافل، الجحفل رقم 15 جاء من مصر، و الجحافل رقم 5 و 10 و 12 جاءوا من سوريا، و قطعوا فلسطين تماما عن العالم الخارجيّ، حتّى انتشرت المجاعة في الداخل بسبب الحصار و يشير فلافيوس [الذي كان يتابع الحصار بعد أن انضمّ إلى الجانب الروماني و صار مقرّبا من الحاكم] إلى حالات ’’كانيباليّة’’ لأناس أكلوا لحوما بشريّة، أمّا من يحاول الفرار إلى الخارج فإنّه يقع في قبضة الجنود الرومان، و يشير فلافيوس إلى أنّ العدد كان تقريبا 500 شخص كلّ يوم يفرّ، و لكن يتمّ القبض عليهم و صلبهم على عين المكان حتّى أنّه لم تظلّ شجرة واحدة موجودة فكلّها تمّ قطعها و صنع صلبان بها.
في الداخل كان ’’الثائرون أو المتعصّبون’’ يقودون هذه الحركة الشعبيّة و يرفضون كلّ مفاوضات مع الرومان، و يشير فلافيوس إلى أنّهم قبلوا في الأخير إحدى المفاوضات و حين وضع أحد الفيالق الرومانيّة اسلحته كما هو مكتوب في المعاهدة، غدر بهم الثوّار و ذبحوهم، فازدادت الأوضاع تعقيدا، و في قيصريّة قام المواطنون بالقبض على كلّ شخص يهوديّ و ذبحه و في صيف سنة 70 ميلادي استطاع الرومان إحداث فجوات في الحصون و من ثمّة دخلوا إلى المدينة و حطّموها عن بكرة ابيها و سوّوا بمعبد أورشليم الأرض و لم يبقوا إلاّ ثلاثة أبراج لا تزال قاعدتها مرئيّة إلى اليوم، لكن الحروب لم تنته و صارت حروبا أهليّة، اليهود ضدّ اليهود و اليهود ضدّ الرومان.
في خضمّ هذه الإضطرابات و الدماء و الحروب، انبثقت رؤية و نظرة جديدة-قديمة، و هي أنّ الملكوت القادم هو ملكوت روحيّ و ليس أرضيّا، و الخلاص ليس ماديّا بل معنويّ، و الشخص الذي تبنّاها و شكّلها و صارت بعده دينا رسميّا، اسمه بولس.
بطش الرومان وضرباتهم الاستباقية ،طالت حتى الانبياء المسالمين والذين اعتبروا انبياء صادقين بلا خلاف يذكر بين اليهود يقول يوسيفوس عن يوحنا المعمدان
اقتباس:

بعض اليهود ظنوا ان خراب جيش هيرودس (ملك الجليل وشرق الأردن 22 ق م-39 م.)اتى من الله وكان عقاب عادل لما فعله ضد يوحنا الملقب بالمعمدان (المغطس) لان هيرودس قتله رغم انه كان رجل صالح وقد حث اليهود على الفضيلة وان يكونوا عادلين تجاه أحدهم الاخر وان يجلوا الله، وبعد ان يفعلوا هذا يجتمعوا معا للمعمودية. لان التغطيس في الماء كان واضح له انها لا يمكنها مغفرة الخطايا ولكن لتقديس الجسد وفقط لو كانت الروح مضت خلال التطهير بالأعمال الصالحة. وعندما تجمع الاخرون حوله لأنهم كانوا قد تأثروا بكلامه، هيرودس الذي خاف من تأثيره القوي على الشعب قد يحمل على ثورة – لأنهم كان يبدوا مستعدين لان يفعلوا أي شيء ينصحهم به—فاعتقد انه أفضل كثيرا لان يتحرك الان عن ان متأخرا بعد ان يكون قام عصيان ويشترك فيتصرف سيندم عليه. وهكذا يوحنا بسبب شكوك هيرودس أرسل في سلاسل الى مكاريوس القلعة التي ذكرت سابقا وهناك تم قتله ولكن كان رأي اليهود انه بسبب الانتقام لاجل يوحنا الله سمح بتدمير الجيش ليؤثر على هيرودس.

المعيار الثانى : وهو ان الفكرة العامة للتصور ليس بها ماورائيات ،بغرض الدعاية الدينية.
كادعاء قيامة المسيح من الموت مثلا، او قيام كثير من أجساد القديسين الراقدين، وخرجوا من القبور بعد قيامته، ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين ...الخ الخ

المعيار الثالث : تعدد وتنوع المصادر التى تذكره

لكن لاحظ شئ ،هذا المعيار اضافى وليس جوهريا ،ولا يفيد مع الادعاءات الاعجازية ، فالتاريخ لا يُفَسًر بالمعجزات ...

اذكر انه ذات مرة دار نقاش بينى وبين قس مسيحى عن مسالة قيامة المسيح ، و كان يلومنى على قبولى تاريخية الصلب ورفضى للقيامة ،مع ان القيامة لها شهود عيان اضعاف اضعاف الصلب ... ورددت عليه ،وبعدما اوضحت له المعايير التى نقبل عن طريقها تاريخية الحدث ، قلت له اجبنى على ذلك السؤال لو سمحت هل تقبل روايات طائفة المورمون عن الوحى والمعجزات،والتى يدعمونها بشهود عيان روا ولمسوا الخ الخ.
قال لى ..هؤلاء كذبة و كنيستهم لا تاتى بالمعجزات التى تاتى بها كنيستنا الكاثوليكية والتى على مراى ومسمع الجميع ...
قلت له حسنا كلامك جيد ومفيد جدا للخطوة التالية للحوار ....
بالفعل هذا معيار جيد ،قد يفيد مسالة التاريخية ...
١-اى شخص يبحث عن وقائع فى الماضى، لن يُنكر وقوع ظواهر سواء بيولوجية او كونية ،اطلق عليها كلها العالم القديم معجزات ،ومازال يُطلق الربوبيون على بعضها معجزات ،ويختلف معهم العلم التجريبى ..لكن مع ذلك يتفق الجميع على وقوعها ،الخلاف فقط على المُسَبِب ....
٢- اذا اردت البدء فى اقناع المؤرخ باحداثك الاعجازية الماضية ،فلن يُفيده كلام كُتبك الانشائي ، فمعظم الادعاءات الاعجازية عندك ،كشفاء الامراض،الميلاد العذرى،القيامة من الموت الخ... لها مثيل عند الديانات الوثنية السابقة واللاحقة لديانتك ،والتى انت نفسك تُكذبها
وتتهمها بالانحياز والدعاية..

ولكنك تحتاج لاثبات تكرارها ... على سبيل المثال يُمكن البدء فى التفكير فى قبول تاريخية ادعاءات الانجيل عن حدوث معجزات ماضية ،كشفاء الامراض المستعصية ،واحياء الموتى ،وشرب السم بدون ضرر،وتحريك الجبال ،باسم يسوع ....اذا اثبتم صحة الكلام فى واقعنا وعمليا وبشكل متكرر ودائم ...
كَرروا المعجزة ،لكى نُراعى قبول فكرة انها كانت جزء من التاريخ ..واضح؟

المعيار الرابع : معيار الحرج وعدم وجود رواية تاريخية مضادة للحدث ،وعدم معقولية فكرة ان المسيحيون الاوائل سيخترعون فكرة ان المسيا المنتظر الذى يُفترض انه سيحقق نبؤات المسيا،وسيكون المٌخلص من ظلم الامميون وقاهرهم ،سيقتله هؤلاء الامميون شر واذل قتله..بل ويطعن فى نصوص التوراة نفسها ،و فهم اليهود التقليدى لها وتصوراتها عن المسيا المنتظر.


يقول Seth Pace الباحث فى مقارنة الاديان:

اقتباس:

نعم. في الواقع ، إن عدم وجود جدل بين المسيحيين الأوائل حول الصلب هو أحد العناصر الحاسمة التي تجعل فكرة وجود يسوع معقولة، لماذا؟.
ان إحدى الشفرات المنطقية المستخدمة لتحليل احتمالية أن تكون أحداث الإنجيل معقولة تاريخياً هي "معيار الإحراج". يفهم القراء المتدينون والملحدون على السواء أن الغرض من الأناجيل كان دعاية تبشيرية، تحدثت عن يسوع بطريقة تحث الناس على أن يؤمنوا به كنبي وصانع معجزات ومخلص.و لا أحد يندهش أن هناك قصصًا حول علاجه للمصابين بالجذام ، وإبصار المكفوفين ، وإعادة الأموات إلى الحياة - وهذه مادة إعلانية جيدة. يؤمن المتدينون ببعض أو كل ذلك ، ويعتقد الملحدين بأنها زخرفة أدبية. في حالة القيامة والصعود إلى السماء ، يؤكد مسيحي بحكم الواقع أنه يعتقد أن هذه الأحداث واقعية بينما يؤكد الغير مؤمن بها أيضًا أنها افتراءات.
ولكن ماذا عن الروايات الغير الجذابة؟ الاشياء التي تجعل يسوع أو أتباعه في وقت سابق تبدو سيئة؟ من الناحية المنطقية ، لم يكن الإنجيليون ليضيفوا تلك الأشياء إذا لم تضيف قيمة إلى روايتهم. على سبيل المثال ..رواية ان يسوع فقد أعصابه وبدأ في تحطيم الطاولات في الهيكل؟ تلك ليست طريقة رائعة حقًا لحل مشكلة الصرافين وستترك طعمًا حامضًا في أفواه القراء. لذلك ، لا مانع بانه ربما حدث ذلك.

ولم يكن المبشرون ليختلقوها ، وربما كانوا يرغبون في تركها خارج القصة تمامًا باستثناء أن الكثير من الناس كانوا يعرفون ذلك بالفعل في ذلك الوقت. وينطبق الشيء نفسه على التفاصيل المحرجة الاخرى ،كتعميد يسوع من قبل يوحنا. إذا كان يسوع هو ابن الله ، فكيف يُعَمد يسوع من نبيًا فاشلًا تم إعدامه على يد هيرودس؟ هناك ، يقول الإنجيليون ، "حسنًا ، عرف يوحنا المعمدان أن يسوع كان أكثر أهمية منه ، وحاول رفض تعميد يسوع لأنه كان لا يعترف بهذه المهمة ، لكن يسوع أصر على ذلك لأنهم ، حسنًا ، كانوا أبناء خاله.؟ نعم ، هذا كل شيء. كانوا أبناء خاله. المسالة كانت عائلية اذن".
كانت اكبر التفاصيل المحرجة لعضو في حركة يسوع هي مسالة أنه صُلِب.و استخدم الرومان الصلب بين المجرمين التافهين بدون جنسية رومانية على وجه التحديد لأنه كان مهينًا. فيجردونهم تمامًا من الكرامة بحيث سيتم ببساطة صلبهم، حتى لا يتمكنوا من التجول وإحداث المزيد من المشاكل ، ثم يموتون في نهاية المطاف وتُترَك أجسادهم لتتعفن بدون الحق في الغُسل أو الدفن المناسب. والمصلوب يجب التخلص منه كالنفايات.

غني عن القول أن هذه ليست الرسالة التي أراد المسيحيون فعلاً نشرها. كان شيئًا سيتم السخرية منه لقرون قادمة - ما هو نوع الدين الخاسر الذي يعبد رجلا مصلوبا؟
لذا ، باختصار ، يمكن للمؤرخين أن يؤكدوا بمستوى عالٍ من الثقة بأن يسوع قد تم صلبه .

المزيد عن نفس الفكرة ،اقتباس من موضوعى عن نبؤات يسوع :

اقتباس:

من مسيح ملك منتصر الى مسيح مجرم مصلوب ؟ ماذا حدث؟

احد اكثر النقاط التى تثير اندهاش الباحثين فى مقارنة الاديان ،هو تفسير ماحدث اثناء نشاة المسيحيه ،واسباب تبنى المسيحيين الاوائل اجنده يعتبرها اغلب الباحثين،غريبه عن العهد القديم،او حتى تفسيرات اليهود لمعناه ...

هناك اجتهادان لتفسير ذلك ،كلا منهما يتبع لمدرسه نقدية مختلفه: ....

هناك من يعتبر بان فكرة مسيح متالم مقتول لتكفير الخطايا ،لها جذور قبل تبنى المسيحيون لها فى القرن الاول الميلادى...، لكن يعتقد اصحاب الراى ايضا ان تلك البذور لم تكن اعتقاد اغلبية اليهود ..وان تلك البذور التقطها احد الفرق اليهوديه التى اسمت نفسها المسيحيه ،وانشؤا عليها البناء الكامل لمعتقدهم بالصلب والفداء.. اصحاب هذا التوجه اقلية ينتمون لمدرسة يسوع الاسطورى الغير تاريخى.

الاتجاه الاخر،وهو اتجاه الاغلبيه العظمى من الباحثين ،انه لا يوجد دليل على ان اى فرقه يهوديه قبل المسيحيه،اعتقدت بان مجئ المسيح المنتظر ابن داود سينتج عنه تراجيديا تنتهى بقتله قبل تحقيق نبؤاته! .. وان ذلك المعتقد هو ابتداع لم يسبق له مثيل،اخترعته تلك الفرقه اليهوديه المسماه "المسيحيه" واصله الباعث له هو رد فعل وتبرير للمفاجاه الصادمه،ومقتل يسوع ذلك الشخص الذى اقتنعوا اثناء حياته بانه المسيح ، ولكن قتله المفاجئ ،سبب لهم صدمه وخيبة امل لم تدم طويلا ،فكان العلاج بسيط وسريع ، بحثوا فى العهد القديم لعلهم يجدوا تفسير للتراجيديا التى حدثت، ووجدوا اشعياء ٥٣ يتكلم عن ذلك البار المؤمن المبتلى والشهيد الذى جرح وضرب وسكب للموت نفسه لاجل معاصينا، فقالوا
اذن هذا ماحدث مع يسوع،وتلك نبؤه عن ذلك (بالاضافه لنصوص اخرى فسروها على انها نبؤات صلب وقيامه للمسيح ) ،وان تلك النصوص اعمى الله اليهود عنها ،وفقط هم من باركهم الرب ومنحهم الحكمه والفهم الخارق لها !!! ... (انهم الفرقه الناجيه)
وانه يخطئ من يظن ان يسوع مدعى او كاذب و حسبوه مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولاً،ولكن وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا،وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا !!.........

هم لم يتعمدوا الكذب،لكنهم كانوا كالغرقى الذين يتعلقون بالقش،اقتنعوا تماما بفكرتهم ووجدوا لها ماظنوه داعم شرعى (كلام الرب فى العهد القديم) !،
ولكى تكتمل الرؤيه ،ولكى لا تجعل رؤيتهم نصوص العهد القديم ان تضرب بعضها البعض (مملكه ونبؤات محققه محسوسه من جهة ،وموت على الصليب من جهة اخرى) اعتمدوا استراجيتان اثنان لتكون درعا لسهام نقاد فكرة ،كيف تنتهى القصه بموت بطلها المنتظر؟

اولا : ان المجئ الاول احتوى على تحقيق نبؤات محسوسه فعلا مثل ميلاده من عذراء ،من بيت لحم،ذهابه لمصر،مذبحة بيلاطس للاطفال،دخوله القدس راكب حمار...واستمروا فى عملية بحث محمومه لاى شئ يلووه خارج سياقه ليس نبؤه اصلا،او اى تنبئ عن اشياء لاتخص المسيح، وانتجوا كميه كبيره من الاقتباسات ،التى فاقت فى كمها بمراحل, النبؤات الاصلية للعهد القديم التى تتنبئ بوضوح عن المسيا المنتظر (المذكوره فى مشاركه سابقه)، ولم يعطوا الانطباع انهم تجاهلوا تلك النبؤات تماما،لكن اخترعوا فكرتين مكملتين ليحبكوا معتقدهم ،ان موت المسيح شئ عارض دام فقط ثلاث ايام،قام بعدها ولن يموت مره اخرى ابدا،وسيعود فى موعد اقصاه جيل ،وسيحقق ماتبقى من نبؤات اذن هؤلاء اقتنعوا بشرعية واساس فكرتهم ،وايضا مستمعيهم اقتنعوا ...وهذا ليس بعجيب ،التاريخ ملئ باديان انبثقت من تاويلات شاذه من ديانات اخرى ، الم تفعل الفرقه اليهوديه صاحبة مخطوطات قمران شيئا شبيها،واولوا العهد القديم بطريقه شاذه،وكسبت اتباع لها؟ الم تفعل الفرقه القاديانيه بالاسلام نفس الشئ؟ الخ الخ .... التاويلات والافكار الشاذه تكسب اتباع فى كل زمان ومكان،بشرط اعطاء امل لمتلقيها،وتخديره نفسيا .......
سؤال اخر يوجه لاصحاب تلك الرؤيه(نشاة فكرة شرعية المسيح كمصلوب تبرير لصدمة مقتل يسوع)، كيف اقتنع اصحاب تلك العقيده بيسوع كمسيح منتظر،بالرغم من عدم تحقيقه لنبؤات المسيح المنتظر؟
الجواب ،له شقان:

١- اكتساب بعض الافراد المدعين الالهام والوحى سمعة انهم خارقين للعاده ،حدث تتكرر فى طول التاريخ وعرضه ،لن اذكر حالات الماضى الكثيره،لكن حتى فى الحاضر هناك امثله
طائفة المورمون ،الذين يؤمنون بنبوة جوزيف سميث،الذى ادعى أن وحيًا من السماء أتاه وأخبره أنه رسول للقارة الأمريكية لتأسيس الكنيسة الأصولية، عددهم ٨ مليون ويؤمنون بمعجزات هذا الرجل ..الحركة الرستفارية ،التى ترى الإمبراطور هيلاسيلاسي الأول كجزء من الثالوث المقدس بوصفه المسيح المذكور في الانجيل ،لها اتباع بعشرات الالاف ،ويؤمنون بخوارق صاحبت هذا الرجل ،القاديانيه والبهائيه نفس الشئ واتباع بالملايين مقتنعين بمعجزات مؤسسيها...

٢- كما ذكرنا انهم اعتقدوا انه حقق معظم نبؤات المسيا المنتظر،والبقيه هى مسالة وقت عندما يعود فى عقود قليله .... اى ان الامر بالنسبه لهم ،انه لا يوجد اى تنافر او تناقض بين صورة يسوع وصورة مسيح العهد القديم المنتظر ،رجل جاء وحقق كثير من النبؤات،ومات فقط ثلاث ايام ،ثم عاد حيا منتصرا على الموت وفى سنوات قليله سيعود لتكملة ماتبقى من اجندة المسيا المنتظر،ما الغريب فى ذلك؟هل ذلك منفر لذلك الدرجه ؟هل هذا غير مقنع لتلك الدرجه؟
التاريخ يجب ب لا ... وتم اجتذاب الكثير من الاتباع ،من بينهم بعض اليهود ... وعاشوا على وهم كبير ،بانهم لن يذوقوا الموت حتى يروا المسيح أتيا في ملكوته ،في مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله ! ..(متى ١٦-٢٨)، .....وسيتم اختطافهم جميعا فى السحب للاجتماع بالرب فى الهواء ،ويبقوا هكذا معه على الدوام ( ﺗﺴﺎﻟﻮﻧﻴﻜﻲ الاول ٤-١٦)....
وتمر السنوات ،ويذوق يسوع الموت،ويذوقوا هم الموت ،ولم يات المسيح مع ملائكته .. والبعض يبدا يتعجب ويتذمر من ابطاء الرب فى اتمام وعده (ﺑﻄﺮﺱ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ٣) وكان تبرير الكنيسه المخادع من اجل تخدير البسطاء على لسان كاتب بطرس الثانيه ،ان الرَّبُّ، إِذَنْ، لَا يُبْطِئُ فِي إِتْمَامِ وَعْدِهِ وَلَكِنْ لاَّ تَنْسَوْا هَذِهِ الْحَقِيقَةَ: إِنَّ يَوْماً وَاحِداً فِي نَظَرِ الرَّبِّ هُوَ كَأَلْفِ سَنَةٍ !!
الى هنا نقف مع سياق الاحداث وتفسيرها طبقا لرؤية اغلبية العلماء

اذن لا جدال بين العلماء على تاريخية وصحة فكرة صلب المسيح اجمالا ..لكن الشيطان فى التفاصيل ..
١- يختلف العلماء فى التفاصيل التى يُستبعد صحتها وقَدرُها، لكن ستجد اجماعا بينهم فى عدم تاريخية بعضها ..

لكى نعلم اى من تلك التفاصيل الغير مستبعده تاريخيا .،وايها المستحيل او شبه المستحيل ... يجب مراجعة سياق احداث الصلب ، وهو ليس سياقا مُقتصرا على اصحاح او اصحاحين من كل انجيل ،بل سياق ضارب بعمق فى معظم الاصحاحات ..ولا مفر من القاء الضوء وتحليل كل كلمة تتعلق به ... وهو ما سنفعله فى المشاركة القادمة..

Jurist 07-22-2020 10:07 PM

أنا لم أقل في موضوعي أن النصارى لم يكونوا على علم بشائعات منسوبة لليهود حول ميلاد المسيح
بل قلت لم يكونوا على علم بوجود التهمة والزعم أنهم قتلوه في التلمود
فكل تلك المصادر مصادر خارجية لا تلزم اليهود
الموضع الوحيد الذي قال فيه اليهود أنهم قتلوه وقالوا على مريم بهتانا عظيما هو التلمود وهذا لم يعلم عنه النصارى شيئا إلا بعد الإسلام بوقت طويل فيما عرف بمحاكمة التلمود. فلم نجد قبلها أحد تعرض للرد على التلمود مثلا.

النجار 07-23-2020 12:13 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jurist (المشاركة 208600)
أنا لم أقل في موضوعي أن النصارى لم يكونوا على علم بشائعات منسوبة لليهود حول ميلاد المسيح
بل قلت لم يكونوا على علم بوجود التهمة والزعم أنهم قتلوه في التلمود

ليس هناك فرقا ، المسيحيون علموا بالتقاليد اليهودية التى وجدت طريقها الى التلمود ،قبل الاسلام .. النتيجة واحدة ..
الا لو كنت تعتبر ان المسيحيون تَقَوَلوا على اليهود مقولة انهم قالوا ان يسوع ابن بانتيرا الخ ( الذين هم براء منها حتى كتبوها فى التلمود) ...... والتقط اليهود المقولة و ادخلوها التلمود ... بالتالى عَلِم المسيحيون بما سيقوله التلمود ،حتى قبل ان يقوله التلمود ...

هذا لو رفضنا من باب الجدل فكرة انه ربما كان هناك ادبيات اخرى مسيحية متعلقة بالموضوع ، قد اطلعت على التلمود المكتوب ذاته ،ورفضنا ان إنجيل أعمال بيلاطس كُتب نحو منتصف القرن الرابع ، لم يطلع على التلمود...

فتحي 07-23-2020 04:25 AM

المساله كلها التباس نتيجة تشابه اسماء ، فالتلمود يتكلم عن شخصتين تحملان نفس الاسم يسوع ، الاول يسوع بن ساتدا الذي عاش في اول القرن الثاني الميلادي وهو ابن مريم (مصففة الشعر) الشهيرة بستادا ووالده الحقيقي الذي زنت معه امه يدعى بانديرا وزوج امه بابوس ابن يهوذا المعروف في زمن الراباي عكيفا الشهير، وقد دعا للوثنية وأنشأ طائفة واتباع وهذا تم إعدامه بالشنق والرجم في ليلة عشاء الفصح في مدينة لود اليهودية في القرن الثاني الميلادي .

الثاني هو يسوع الاسكندري الذي عاش تقريبا 80 سنة قبل الميلاد وهو تلميذ راباي يهوشع ابن براخيا وقد هرب مع معلمه الى الإسكندرية وبرجوعه وهو كبير في السن قبل سنة 80 ق م بدا يدعوا للوثنية والسحر وكان له علاقة بالحكومة الصدوقية والحاكم ألكسندر في هذا الوقت وهو الذي نادوا قبل إعدامه لمدة أربعين يوم ان كان أحد لديه ادلة لتبرئه والمحكمة اليهودية أمرت بشنقه ليلة عيد الفصح في القرن الأول قبل الميلاد .

وهذه ثلاث مواقع يهودية تؤكد هذا الكلام :

Jesus In The Talmud

http://talmud.faithweb.com/articles/...Fl6mllyXUCypGg

https://jewsforjudaism.org/knowledge...LLdP6Fp_dO5dkM

The Jesus Narrative In The Talmud

http://www.angelfire.com/mt/talmud/j...9l6ZRdwKt8yQLs

النجار 07-23-2020 04:48 AM

تحياتى فتحى

اليهود قديما وحديثا ، انكروا ان تلك المقاطع يٌراد بها يسوع المسيحية ، ولو ناظر احدهم مسيحيا ،لان يثبت ان كلام التلمود ،فى كامل سياقه، ينطبق على يسوع المسيحية بحذافيره ،لفشل المسيحى فى ذلك ...
وسيقول اليهودى له لماذا تُصر بان يسوعك هو الوحيد اللى اتهمه البعض بانه ابن زانية ، ومُهرطق تم اعدامه ؟ صحيح اللى على راسه بطحه يحسس عليها ..

ولو قرات كلامى السابق المقتبس من ويكيبيديا ، ستجد ان المسالة خلافية وبها صعوبات كبيره ...

لكن مع ذلك ،اشهر الاعمال التى تخصصت فى المسالة ،و التى اقتبست منها بايجاز ،مقتنعة بالفكرة حتى مع وجود تلك الصعوبات ..
انا شخصيا مقتنع بالفكرة ...

ويمكن لى تخصيص مشاركة كاملة بها مناقشة للعلماء المؤيدون للفكرة ،بها رد على كافة المواقع اليهودية التى تفضلت وعرضتها ...

لكن على كل حال ، فى كلا الحالتين ، وتحت اى قناعة ، فلن يغير ذلك من قيمة التلمود فى مسالتنا تاريخيا..
لننحيه جانبا ،و نستمر مع من هو افضل بقليل منه تاريخيا (الاناجيل)

فتحي 07-23-2020 07:13 AM

في مساله محاكمة يسوع في الاناجيل ، شكل اليهودية في تلك الفترة لم تكنّ نفسها اليهودية التي نعرفها الأن - واليهودية بحسب مصطلحات اللاهوتيين في فترة يسوع كانت تسمى بيهودية الهيكل الثاني وفي هذه الفترة اليهودية كانت في طور لملمّة قطع الأٌحجية أي ما معناه بأن الفترة كانت طور نشوء اليهودية. فتجد أن اليهود لم يكنّ لديهم مرجعية موحدة - ولم تكن لديهم طائفة واحدة يمكن الرجوع اليها للتمسك بما موجود في التوراة وما الذي يمكن الايمان به وما الذي يمكن أهماله من الكتب المقدسة ، حتى وإن ظهر شخص يهودي يدّعي المرجعية، فحتى هذا لا يستقم على ساق، فهناك معارضون له إما على مستوى التفسير وترجمات الكتب المقدسة، او الاعلانات اللاهوتية، او التعاليم الاخلاقية، لا بل حتى الطعن في سلطته.

فعلى سبيل المثال لابد وأنك سمعت بالصّدوقيين وهم فئة يهودية محافظة جداً ومتطرفة كانت تخدم الهيكل بشكل متفانٍ، لكن بعد خراب الهيكل في سنة 70 ميلادية هؤلاء الصّدوقيين او الصّدوقيون لم يعد لهم أي أثر، مع أنهم فئة يهودية مهمة كانت ذلك الزمن .

نفس الشيء بالنسبة للفئات اليهودية الاخرى في زمن يسوع ، أختلفوا اختلافاً كبيراً في ماهية المسيا الذي ينتظرونه، بعضهم كان يعتقد أنه كاهن، والبعض الاخر يعتقد أنه ملك داؤدي، والبعض الاخر كان يعتقد أنه ملاك، والبعض الاخر كان يعتقد أنه إنسان فقط، وبعضهم كان يعتقد أنه مخلوق من نوعٍ ما، لذلك فلم يكن لليهود اي مرجعية موحدة للأفتاء (ان صح التعبير) عن أي شيء يخص المسيا المنتظر، كلٌ كان يراه بنظرته المعينة ، ولكن من الذي يستطيع ان يحسم الامر نهائيا في مساله ماهيه المسيح وتحديد نوع رسالته ؟!

هو المسيح نفسه صاحب العلاقه الوحيد الذي يستطيع ان يحسم هذا الامر ويضع النقاط على الحروف ، ولكن مع هذا لن تحل المشكلة وستفضل قائمه لانه سيخرج معارضين لهم رؤيتهم الخاصه وتفسيرهم الخاص في المسيح المنتظر وسيرفضوه لو جاء على خلافهم وبالتالي ستفضل المشكلة قائمة للابد .

تلاميذ يسوع مثلا لم يكونوا يؤمنوا بالصلب والفداء الا بعد القيامه وحلول الروح القدس ،هذا ليست رساله المسيح المنتظر حسب رؤيتهم التفسيرية وهذا واضح في انجيل متى الاصحاح 16 :

21 من ذلك الوقت ابتدا يسوع يظهر لتلاميذه انه ينبغي ان يذهب الى اورشليم ويتالم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم. 22 فاخذه بطرس اليه وابتدا ينتهره قائلا: «حاشاك يا رب! لا يكون لك هذا!» 23 فالتفت وقال لبطرس: «اذهب عني يا شيطان. انت معثرة لي لانك لا تهتم بما لله لكن بما للناس».

وتلاحظ ان بطرس خاطب المسيح بعباره "يارب" كيريوس باليوناني يهوه بالعبري لان يهوه لا ينتقل من العبرية الى اخرى لهذا كل الاقتباسات من العهد القديم العبري التي تحوي الاسم يهوه في العهد الجديد اليوناني ترجمت كيريوس والوهيم ترجمت باليوناني ثيؤس ، فالتلاميذ كانوا يؤمنوا بان المسيح المنتظر هو الرب وهناك الكثير من التفاسير اليهودية تقول بان المسيح المنتظر هو الرب كما في ترجوم جوناثان مثلا في تفسيره للنص المسياني القائل :

لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ.

إذ يسمي أشعياء النبي هذا الولد الذي يولد لنا (إلهاً قديراً) - وبالعبرية تترجم (إيل جبور)

https://k.top4top.io/p_1665c1v9o1.png

في مدراش راباه (التعليم العظيم) بالعبرية - وتعليق ترجوم يوناثان على هذه الأية إذ يقول:

https://l.top4top.io/p_1665qq6312.png

لاحظ أن الترجوم يضيف كلمة أرامية وهي "ممرا" وتعني بالأرامية "كلمة" والعبرية أخذتها من الأرامية - وفي النص يذكر بأن "هذا الشيء كله سيكتمل بواسطة "كلمة" رب الجنود وهذا اللقب (إيل جبور) الإله القدير ليس اللقب الوحيد الذي يعطيه للمسيا، بل هو أيضا "ممرا" وهنا يقصد "ممرا يهوه" اي كلمة الله .

ويعلق الحاخامات الكلاسيكيين في – مدراش إيخا رباه (איכה – المراثي) 51:1، قائلين:
”ما هو إسم الملك المسيح؟ قال الرابي آبا بار كهّنا: يهوه إسمه. حيث قيل (إر 233) وَهذَا هُوَ اسْمُهُ الَّذِي يَدْعُونَهُ بِهِ: يهوه بِرُّنَا. وقال رابي ليڤي: طوبى لمدينة اسمها كإسم ملكها، واسم ملكها كإسم إلهها. طوبى لمدينة اسمها كإسم ملكها، لانه قيل: (حز 48) وَاسْمُ الْمَدِينَةِ مِنْ ذلِكَ الْيَوْمِ: يَهْوَهْ شَمَّهْ. وإسم ملكها كإسم إلهها، لانه قيل: وَهذَا هُوَ اسْمُهُ الَّذِي يَدْعُونَهُ بِهِ: يهوه بِرُّنَا“

”מה שמו של מלך המשיח? רבי אבא בר כהנא אמר: ה’ שמו. שנאמר: (ירמיה כג) וזה שמו אשר יקראו, ה’ צדקנו. דאמר רבי לוי: טבא למדינתא דשמה כשם מלכה, ושם מלכה כשם אלוהיה. טבא למדינתא כשם מלכה, דכתיב: (יחזקאל מח) ושם העיר מיום ה’ שמה. ושם מלכה כשם אלוהיה, שנאמר: וזה שמו אשר יקראו ה’ צדקנו“.

وهناك يهود لم يؤمنوا بان المسيح هوالرب وهذا ايضا واضح في الانجيل اذ كثيرا ما حاولوا اليهود رجم يسوع لهذا السبب :

يو 10: 33اجابه اليهود قائلين:«لسنا نرجمك لاجل عمل حسن، بل لاجل تجديف، فانك وانت انسان تجعل نفسك الها»

باختصار مساله ماهيه المسيح ورسالته لا تزال موضع خلاف الى يومنا هذا بين اليهود ولا يوجد اتفاق على تفسير النبؤات حوله ، ومثال اخير لا اريد الاطاله ، يقول البروفيسور موشي إيديل أستاذ الفكر اليهودي في الجامعة العبرية وهو حاصل على الدكتوراه في الكابالا يقول في كتابه Kabbalah: New Prospective and Messianic mystic

http://files.arabchurch.com/upload/i...1885211821.png

عن طبيعة "ميتاترون" الذي هو المسيا:

“Half man and half god… As one who repairs Adam’s sin, and fulfills his original destiny.”

"هو نصف إله ونصف إنسان، وهو الذي سيعيد إصلاح خطيئة أدم ويُتمم مصيره الاصلي..."

مشكلة ماهيه المسيح وما هيه رسالته ستفضل قائمه بين اليهود هناك من امن ان يسوع هو المسيح وهناك معارضين له ومتمسكين برؤيتهم الخاصه حوله ، وهناك مشكلة تواجه الذين ينتظرون المسيح الان اذ ان مجئ المسيح حسب النبؤات يجب ان ياتي في زمن الهيكل الثاني والهيكل الثاني دمر سنه 70 ميلادي فلا يمكن للمسيح ان ياتي الان :

في التلمود البابلي ، سنهدرين 99a
[الرابي هيليل قال: لن يكون هناك مسيحا لإسرائيل ، لأنهم استمتعوا به بالفعل في ايام حزقيا .
الرابي يوسف قال: ليسامحه معلم الرابي هليل ، متى ظهر حزقيا؟ خلال البيت الاول . بينما زكريا يتنبأ عن ايام البيت الثانى وقال "ابتهجي جدا يا ابنة صهيون ،اهتفي يا بنت اورشليم ،هوذا ملكك يأتي اليكِ. وهو عادل ومنصور ووديع، وراكب على حمار وعلى جحش ابن اتان"(زكريا 9: 9)

Rabbi Hillel says: There is no Messiah coming for the Jewish people, as they already ate from him, as all the prophecies relating to the Messiah were already fulfilled, during the days of Hezekiah.
Rav Yosef says: May the Master forgive Rabbi Hillel for stating matters with no basis. With regard to Hezekiah, when was his reign? It was during the First Temple period. Whereas Zechariah ben Berechiah, the prophet, prophesied during the Second Temple period and said: “Rejoice greatly, daughter of Zion; shout, daughter of Jerusalem; behold, your king will come to you; he is just and victorious; lowly and riding upon a donkey and upon a colt, the foal of a donkey” (Zechariah 9:9). In the generations after Hezekiah, there are prophecies about both redemption and the coming of the Messiah.

https://www.sefaria.org/Sanhedrin.99a?lang=bi

نجد انه عاصرت فترة نبوة زكريا وملاخي النبي الفترة ما بعد هدم الهيكل الاول الذي بناه سليمان ، فوعد الرب في نبوتهما ان الهيكل الثاني الذي يُبنى سيكون اعظم من الهيكل الاول لانه سيزوره الملك المسيح. ولكننا نعرف ان الهيكل الثاني الذي بناه زربابل قد تهدم تماما في وقت حصار اورشليم عام 70 م ، فهذا لا يعني إلا ان المسيح قد جاء بالفعل قبل هذا العام وانه قد زار الهيكل بالفعل .

النجار 07-23-2020 08:16 AM

اشكرك عزيزى فتحى على المداخلة الجميلة ،التى تصلح لاقتباسها وان نتناقش حولها فى قسم المسيحيات لاحقا


الساعة الآن 05:45 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd diamond

 .::♡جميع المشاركات والمواضيع المكتوبة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ,, ولاتعبر عن وجهة نظر إدارة المنتدى ♡::.


Powered by vBulletin Copyright © 2015 vBulletin Solutions, Inc.