وقال الراغب الاصفهاني: (الكافر على الاطلاق متعارف فيمن يجحد الوحدانية ، أو النبوه ، أو الشريعة ، أو ثلاثتها) (9)

وقال بن حزم في تعريف الكفر في الشريعة : (جحد الربوبية وجحد نبوة نبي من الانبياء صحت نبوتة في القرآن،او جحد شيء مما اتى به رسول الله صلى الله علية وسلم ، مما صح عند جاحده بنقل الكافة ، او عمل شيء قام البرهان بأن العمل به كفر ) (10)

وقال بن القيم : (الكفر جحد ماعلم ان الرسول صلى الله علية وسلم جاء به ، سواء كان المسائل التي يسمونها علمية أو عملية ، فمن جحد ما جاء به الرسول صلى الله علية وسلم بعد معرفتة بأنه جاء به كافر في دق الدين وجله ) (12)

وقال السعدي : ( حد الكفر الجامع لجميع أجناسه وانواعه وأفراده هو : جحد ما جاء به الرسول صلى الله علية وسلم أو جحد بعضه ) (14)

9 – المفردات (ص 715)

10 – الفصل (3 - 253)

12 – مختصر الصواعق (ص620)

14 – الإرشاد إلي معرفة الأحكام (ص 203 - 204)

والمعنى؟
ما معنى جحد الربوبية والنبوة و...؟ أليس جحدهما كفرا نقيضا للإيمان؟
هل يجحد الربوبية مؤمن؟

الجحود هو إنكار الحق مع العلم به وهو بالفعل نقيض الإيمان - كما قال بعض العلماء - والإيمان هو الإعتقاد بالحق مع العلم أنه حق .

وعلى هذا ليس كل غير مؤمن كافر إلا إذا كان جاحدا للحق فحينئذ يطلق على غير المؤمن كافر أي جاحد للحق.

أرجو أن تكون الصورة أتضحت.

إذا كان جحد الربوبية - كما تقر بذلك - هو نقيض الإيمان، وإذا كان نقيض الإيمان ، كما تؤكد المعاجم العربية ، هو الكفر، فكيف تكون نتيجتك ( ليس كل غير مؤمن كافر ) سليمة؟

قصدي أن الكلمتين نقيض لبعضهما وليس تضاد لبعضهما وهناك فرق جوهري ..

فالنقيض هو المخالف والمعارِض أو مَا لا يجتمعان على وجه واحد وهو غير التضاد الذي هو عكس الآخر
والتضاد يحدث بين شيئين متقابلان لا ثالث لهما في المقابلة .... بينما النقيض قد يحدث لأكثر من شيئين يتعارضان ولا يمكن الجمع بينهما.

فلنضرب مثالا على الإيمان بشيء وليكن الإيمان بالله :

الإيمان بالله هو إظهار الإعتقاد بوجود الله والعلم بأن هذا هو الحق .

يبقى الكفر بالله هو إنكار وجود الله أو ستر الإعتقاد بوجود الله مع العلم بأن هذا باطل . ( وهو مفهوم الجحود )

ويبقى عدم الإيمان هو إنكار وجود الله مع الإعتقاد والعلم بأن هذا هو الحق .


وعلى هذا فليس كل غير مؤمن كافر كما ذكرت سابقا إلا أن يكون جاحدا للحق فهو حينئذ كافر .

تحياتي

الكفر نقيض الإيمان في لسان العرب وفي القاموس المحيط، وثمة معاجم تقول إنه ضد الإيمان. . فلا تكثر من الكلام
عدم الإيمان هو الكفر ، والكفر هو عدم الإيمان. ومن لا يؤمن يدخل النار. ومن يكفر يدخل النار.
أم أن الكافر لا يدخل النار في عقيدتك؟
إذا كان الكافر يدخل النار في عقيدتك، فما معنى كل هذا الذي تحاوله؟

الكافر بمعنى الجاحد هو الذي يدخل النار والكافر نقيض المؤمن وليس الكافر الذي لم يؤمن لعدم وصول بينات صحة الدين إليه .

وأنا أتكلم كما يحلو لي لكي أوضح وجهة نظري فلا داعي للمصادرة على أقوالي ..

فهمان ؟؟

كلا لم أفهم. عندما يتعلق الأمر باللغة فلا حق لك بأن تتكلم كما يحلو لك.
الكافر نقيض المؤمن. هذا ما تنص عليه اللغة .
فإذا كان ثمة كافر جاحد، وكافر غير جاحد ، فإن حكمهما في الشرع واحد. أليس الحكم كذلك؟
وما دام حكمهما واحدا، فما فائدة كل هذا الذي تحاوله؟
ألن يدخل الكافر غير الجاحد ، الذي لم يؤمن، الذي لم تصل إليه بينات صحة الدين كما تقول، في النار؟
القضية ليست قضية جاحد وغير جاحد، لا خلاف بيني وبينك في معنى الجحد منذ البداية، ولا ينبغي أن يكون بيننا خلاف فيها لأنها قضية معجمية، راجع تعليقي الأول على نظريتك العبقرية.
أنت مطالب الآن بالإجابة عن السؤال، فأجب: هل سيدخل الكافر جاحدا أو غير جاحد في النار ؟

كما أن اللغة تنص على أن الكافر نقيض المؤمن فهي تنص أيضا على أن معنى الكفر هو الجحود ..

أم أنك تؤمن ببعض ما في المعاجم وتكفر ببعض ... !!

ويبدو أني أسأت التقدير في هذا الموضوع بوصفي الشخص الذي لم تأتيه البينات على صحة الدين بغير المؤمن ولكن ما السبيل فأنا أردت المعنى الحرفي للكلمة وهو عدم التصديق بما جاء به الدين .

من الآخر الكافر هو الجاحد وهو نقيض المؤمن ...

والجاحد هو من يستر الحقيقة وينكرها مع العلم بها .

أما الذي لم تأتيه البينات على صحة الدين فماذا تحب أن نسميه ؟؟

الإجابة من القرآن نفسه :

آيتين في سورة فصلت تؤكد نفس الكلام الذي سبق وأن ذكرته وتوضح سبب خلود الكفار في النار وعذابهم فيها .... والآيتين هما :

( فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (27) ذَٰلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ ۖ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ ۖ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (28))

أي أن سبب عذاب الكفار في النار وخلودهم فيها أنهم كانوا بآيات الله يجحدون وليس بسبب عدم تصديقهم بما جائت به الرسل لعدم قناعتهم أو عدم وصول البينات على صحة الدين لهم ..

[QUOTE=Heart whisper;159519]
وأنت أبيت إلا أن يكون الكفر كفر جحود مع علمك بأن الكفر أنواع.
تخاطب نفسك. فأنت الذي تؤمن ببعض ما في المعجم وتكفر ببعض.
أنت الذي يتوجب عليه أن يسميه! إن له تسمية في دينك فلماذا تسترها، تغطي عليها، تكفر بها؟ ماذا تسمي هذا الصنف؟ أتسميه مؤمناً أم تسميه كافراً كما هو مسمى في دينك؟
حسناً، فالكفار الجاحدون يدخلون في النار. ولكن ماذا عن الكفار غير الجاحدين ؟
ألا يدخلون في النار؟
ألن يدخل النار الذين لم يصدقوا بما جاءت به الرسل، أو الذين لم يقتنعوا بصحة الإسلام، أو الذين لم تصلهم البينات على صحة الدين؟