الفرق هو ان من يقيمون اعمال المتنبي و العقاد و غيرهم لا يقدسونها و لا يجعلون انفسهم الخصم و الحكم في نفس الوقت. و من الطبيعي ان تظن ان كل حذاق العربية مجمعون على تفوق القرآن لان هؤلاء اصلا نشأوا في بيئة اسلامية تأخذ تفوق القرآن كمسلمة. يعني عدنا الى نفس مغالطة توحيد الخصم و الحكم.

كيف نسخ من جمل القرآن مع تبديل الكلمات ؟ هل تستطيع ان تاتي لي بمقابل كل جملة من القرآن ؟

على كل حال كما قلت التحدي لا يستحق الاخذ بجدية، انا اجاريه لاريكم كيف انكم ستراوغون و تاتون بشروط اضافية كلما استجبنا كي اظهر زئبقية هذا التحدي و خواءه.

أولا هذا يعنى أنه يمكن من حيث المبدأ التحقق من دعوى أن القرآن أجود النصوص العربية وليس أن هذه دعوى أو تحدي هلامي لا يمكن التحقق من صدقه كما تزعم
ثانيا اتفاق الآراء على أن القرآن أجود النصوص العربية ليس حكرا ولا مقتصرا على المسلمين فقط بل يضم غير المسلمين أيضا من الأدباء ولا يكاد يشكك في هذه الحقيقة سوى الجهلاء. انظر مثلا لما يقوله ول ديورانت ما يدل على كونه كان على وعي هو الآخر بحقيقة اتفاق الآراء هذه : ولغة القرآن هي اللغة العربية الفصحى الخالصة، وهو غني بالتشبيهات والاستعارات القوية الواضحة والعبارات الخلابة التي لا توائم ذوق الغربيين. وهو بإجماع الآراء خير كتاب وأول كتاب، في الأدب النثري العربي. The story of civilization, iv, p.176

ويل ديورانت ينقل ما هو سائد عن القرآن في الثقافة العربية و هو ليس ناطقا باللغة العربية او ناقدا بآدابها كي يكون له راي مستقل. تقول من حيث المبدأ يمكن التحقق من صحة دعوى القرآن، ربما، و لكن على الواقع لا توجد الا المراوغة و هذا يكفي لتصنيفه كتحدي هلامي.

أي مراوغة؟! ائتني أنت بناقد أدبي يعرف عنه أنه ضليع باللغة و الأدب وبصرف النظر عن ملته يفضل على القرآن غيره من النصوص الأدبية دع جانبا ذلك العي الذي تسميه معارضة للقرآن . أم انك تجعل من إذعانك أنت شخصيا شرطا للقول بأن القرآن أجود النصوص.

عندما تكون الثقافة العربية متشبعة بالاسلام و بفكرة ان القرآن افضل النصوص الادبية فمن الطبيعي ان يكون من الصعب العثور على طلبك لاسيما انه حتى غير المسلم سيتحرج من التصادم مع الاغلبية في هذا الامر. بل المفارقة ان علوم اللغة العربية و منها البلاغة اسست بالاستناد الى القرآن و هذا يعني ببساطة انها مفصلة على مقاسه ولا تصلح كحكم محايد. بدلا من كل هذا الكلام لم لا تنتقد مضمون ما اتيتك به و تبرز لماذا هو اقل من القرآن ؟

أنا لست ناقدا أدبيا ومع ذلك الهراء الذي وضعته فضلا عن كونه انتحال ردىء و رخيص للأسلوب القرآني ولا أصالة فيه لا يخفى حتى على غير المختصين أنه كلام نشاز وركيك و وقعه مزعج على الأذن غير منسجم وكأن الألفاظ تتعارك فيما بينها. حاول أن تقرأ ماكتبته بصوت مسموع لتدرك أن ثغاء الماعز خير منه.
لكن فى المقابل قلي لماذا شعر المتنبي مثلا أفضل مما وضعت؟ أو إن كنت متبجحا لماذا ما وضعت خير من شعر المتنبي؟ ألا نستطيع أن نميز أن أحدهما خير من الآخر؟ وهو ما يفند ادعاءك عن لا موضوعية النقد الأدبي العربي

إلى صاحب الموضوع:
ليست هذه الجملة فقط،،
جمل كثيرة وعبارات كثيرة في القرآن لاحنة ومرتبكة وناقصة،،
من أسباب ذلك بشريته، والتلاعبات والتحريفات الكثيرة التي طالته عبر العصور،،
والتعديلات والتصرف الذي حصل فيه،،
ولا غرابة فعثمان بن عفان رآه طويلا جدا،، :book1:
بل ووجد في كل مدينة مصحفا مختلفا، :3:
فاختار المصحف الذي يوافق هواه، واختصره إلى ثلث حجمه! :3:
ثم أمر بحرق جميييييييييييييع النسخ الأخرى المخالفة!
وماذا يفقه عثمان في العربية حتى يتصرف ويغير ويبدل فيه كما يشاء؟ :BangHead:
زد على ذلك كتبة الوحي في القرن السابع كان يشعرون بالملل من طوله وتفاهته وسخافته وترهاته، :4:
وكانوا خطاطين ولم يكونوا أدباء، فكانوا أحيانا يشخبطون ويلخبطون وصدق الله العظيم :7:
:anbetenuz8:
لكن المضحك هو الذي قال إن عقلاء الأمة أجمعوا على أن القرآن عمل أدبي جيد،،
الصلاعمة هم العقلاء وهم يحكمون وهم الخصم وهم الحكم :7:
يذكرني هذا بالكذبة الشهيرة المضحكة جدا التي تقول إن أهل قريش كانوا يلقبون صلعم بـ "الأمين"، وأن أعداؤه أيضا كانوا يشهدون بأمانته :7:

فقط كلام انشائي مدفوع بتعصب عقل مؤدلج. اخبرني بم يختلف وقع كلامي عن وقع القرآن؟ عين لي موضعا من مواضع الاختلاف. و اين هي الالفاظ المتضاربة مع يعضها ؟ هات لفظين يتضاربان على سبيل المثال.

اما تفضيل كلام المتنبي على كلامي فهو ممكن من خلال معايير البلاغة المعروفة مثل الجناس و الطباق الخ و اظن لديك فكرة عنها. ساعطيك بيتين فقط للمتنبي يظهران تفوق كتاباته على كتاباتي :

أَلَمٌ أَلَمَّ أَلَمْ أُلِمَّ بِدَائِهِ .. إِنْ آنَ آنٌ آنَ آنُ أَوَانِهِ

و الاخر :

يا اعدل الناس الا في مخاصمتي .. فيك الخصام و انت الخصم و الحكم

سأخبرك بمعيار موضوعي واحد و ان انكرته فلا فائدة من الحوار معك
هل تنكر ان كلامك هذا انتحال لاسلوب القرآن و لا أصالة فيه.
فكل شاعر ملهم أو كاتب فذ تجد له اسلوبه الخاص المميز
والافتقار للأصالة وحده يطعن في جودة ما كتبت فكيف وهو انتحال ردىء
جمال الاسلوب و قبحه لا يختلف عن الجمال و القبح في أي شىء فهذا أمر ندركه بفطرتنا.. و ما يميز الاديب الحاذق و انا لست كذلك هو التمييز بين الجميل و الاجمل و ليس الجميل و القبيح.. و قولك هذا قبيح.